تمثل الفيضانات أحدى الاخطار الطبيعية الكبرى , و لا تكاد تمر سنة دون أن يسجل العالم فيضانات خطيرة , غير أن الفيضانات تهم بعض المناطق أكثر من غيرها متسببة في خسائر بشرية و مادية هامة .
فماهي أسباب الفيضانات و ماهي نتائجها ؟ كيف يمكن التقليص من أخطارها؟
1- أسباب الفيضانات
أ-مفهوم الفيضانات :
هي أخطار طبيعية ترتبط بكثرة التساقطات أو الأعاصير أو التسونامي و تتمثل في ارتفاع منسوب المياه عن معدله الطبيعي في الأنهار او الاودية أو البحار بحيث تُغرِقُ اليابسة بكميات كبيرة من المياه مما ينجر عنه انحراف المياه عن مجراها الطبيعي .
ب- عوامل طبيعية :
تتسبب الامطار الغزيرة و التي تنزل في مدة زمنية قصيرة في فيضان الاودية و الأنهار وهي الحالة السائدة بالمناطق التي تمر بها الأعاصير ( السواحل الشرقية للقارات و المناطق البيمدارية) و كذلك بمناطق المناخ المتوسطي عند بداية و نهاية الموسم الممطر ( شمال افريقيا) و المناخ الموسمي ( جنوب القارة الاسياوية و شرقها) .
الى جانب ذلك تَنتُج الفيضانات بسبب تسارع ذوبان الجليد بالمناطق القطبية بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض ( الاحتباس الحراري) , كما تتسبب الزلازل التي تحدث في أعماق البحار و المحيطات في موجات مد بحري ( تسونامي) تغمر اليابسة بشكل مدمر ( اندونيسيا سنة 2004 و اليابان سنة 2011 )
كما تساهم التضاريس و التربة في تزايد خطر الفيضانات فأنحدار السفوح يساعد على سرعة السيلان , و كتامة التربة ( غير مُمْتَصَة) تَحُدُ من تسرب المياه الى باطن الأرض كما يساعد ضعف الغطاء النباتي و الغابي في سرعة السيلان .
ج- عوامل بشرية :
تنتج الفيضانات أيضا عبر تدخل الانسان في الأوساط الطبيعية و ذلك عبر مساهمته في تراجع الغطاء النباتي و الغابي عبر قطع الأشجار مما تسبب في ارتفاع سرعة سيلان المياه و تضخم منسوب المجاري المائية .
الى جانب سَدِ نظام الصرف الطبيعي للمياه عبر النفايات و البناء العشوائي مما يزيد من خطورة و حدة الفيضانات .
2- نتائج الفيضانات و كيفية الحد منها
أ- النتائج السلبية :
تتسبب الفيضانات في انجراف التربة و تغير شكل التضاريس و خاصة تعميق الاودية و توسيعها و احياء الاودية المهجورة و ظهور مجاري جديدة . وعندما تشمل الفيضانات مناطق أهلة بالسكان يكون عدد الضحايا مرتفعا خاصة بالبلدان النامية كما تتسبب الفيضانات في خسائر مادية جسيمة حيث تدمر البنية التحتية و المنشآت الصناعية و المحاصيل الزراعية و قد تسببت فيضانات في تونس سنة 1969 بانهيار 10 الف مسكن .
ب- النتائج الإيجابية :
تساهم الفيضانات في تسرب كميات كبيرة من المياه الى باطن الأرض مما يغذي الموائد المائية الجوفية و السطحية , كما تساعد على اثراء التربة عبر ما تنقله الفيضانات من مواد عضوية و معدنية تساهم في تحسن الإنتاج الفلاحي كما تساعد على تجديد العوالق في المستنقعات و البحار و بالتالي تنمي الثروة السمكية .
ج- طرق الحد من الفيضانات و أخطارها
• بناء السدود من أهم الطرق العصرية التي تحُدُ من الفيضانات وأخطارها
• بناء حواجزعلى ضفاف الأنهار و الاودية للتقليص من خطر الفيضانات .
• تهيئة السفوح على شكل مدرجات للتقليص من من حدة السيلان .
• تسيج الأراضي الفلاحية بحواجز ترابية ( الطابية)
• تجنب الحراثة في اتجاه المنحدر
• تجهيز البحيرات الجبلية لتجميع المياه فيها .
• إعادة تشجير الغابات
خاتمة :
الفيضانات ظاهرة طبيعية يساهم فيها الانسان بتدخلاته في الأوساط الطبيعية , و ان كثرة و فداحة خسائرها تثكر و تقل حسب علاقة المجتمعات بمحيطها الطبيعي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق