أطار الكلام و الذي بدوره يعكس اطار تفكير الانسان من اكثر العلامات و الاعراض التي يقيمها الطبيب او المعالج النفساني عند فحصه للمريض. على عكس ما يتصور الكثير اطار الكلام و ليس محتواه هو الذي يثير انتباه الطبيب النفسي٫ و الذي عليه ان يدونه مشيراً الى ما يلي:
1- السرعة
2- الطلاقة
3- مقدار اللفظ
4- الإيقاع
5- الحجم
6- النبرة
ما ينطق به الانسان مصدره التفكير في الدماغ و في أي وقت يتواصل فيه الانسان مع غيره هناك فكرة أولية تمثل محور تواصله٬ و أفكار ثانوية أخرى و لكن لا تدخل في اطار تواصله في ذلك الوقت. على سبيل المثال حين يكون الموضوع التواصل حول قضية اجتماعية او أدبية تشكل الفكرة الاولية في ذلك الوقت٬ هناك أفكار ثانوية تتعلق بجدوله اليومي٬ وواجباته او أزمات أخرى تواجهه و لكن الانسان لا يدخلها في اطار تواصله في ذلك الوقت. حين يعاني الانسان من اضطراب نفسي يتغير تفكيره و بالتالي يتغير كلامه.
اول ما يثير فضول الطبيب النفسي هو سرعة الكلام التي تنخفض مع انخفاض المزاج و الاكتئاب٬ و ترتفع مع الحماس و الهوس و يتم استعمال مصطلح الكلام المضغوطPressured Speech . كذلك الامر مع مقدار اللفظ و الطلاقة و الإيقاع و الحجم و النبرة على بعد الاكتئاب و الهوس. سرعة الكلام فقط تتأثر بالقلق٬ فالأنسان القلق قد يكون سريع الكلام في مواقف حرجة او بطيء الكلام في مواقف أخرى و لا يقوى على التعبير عن نفسه و مشاعره وافكاره.
الكلام المضغوط في المصاب بالفصام يتميز بارتباكه و عدم قدرة الانسان على التمييز بين فكرة أولية و ثانوية حيث ترى جميع الأفكار تنطلق منه بصورة عفوية و لا يوجد ارتباط بينها. يختلف ذلك عن الكلام المضغوط في الهوس حيث يستطيع المستمع ملاحظة ارتباط بين الكلام من زاوية الإيقاع بالذات.
يتم ملاحظة الكلام المضغوط كذلك في المصاب بعجز الانتباه فرط الحركة ADHD Attention Deficit Disorder and hyperactivity و لكن اعراض و علامات هذا الاضطراب تتمير بكونها مزمنة و لا تصل مراكز الطب النفسي كحالة حادة. رغم ذلك فان العديد من المصابين بالاضطراب الاخير في الطفولة معرضين للإصابة باضطراب الثناقطبي Bipolar Disorder.
يتم استعمال مصطلح كلام ظرفي Circumstantial في وصف الكلام المفصل الذي لا يجيب على السؤال مباشرة و لكن في النهاية يصل هدفه. هذا النوع من الكلام كثير الملاحظة في المصابين بالوسواس القهري او وجود سمات شخصية وسواسية تحرص على التفصيل و لا تميل الى الإيجاز. رغم ان المصاب بالفصام قد يكون كلامه ظرفياً و لكنه يبتعد كلياً عن هدف الجواب بل و حتى لا يتذكره بعد فترة وجيزة.
في الوقت الذي يثير فضول الناس محتوى كلام غيره٬ و لكن في الصحة النفسية تحليل و دراسة اطار الكلام اكثر أهمية و تكشف عن طبيعة و شدة الاضطراب الذي يعاني منه المراجع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق