ملخص درس الاتحاد الأوربي نحو اندماج شامل



ملخص درس الاتحاد الأوربي نحو اندماج شامل


ملخص درس الاتحاد الأوربي نحو اندماج شامل :

مقدمة: 

يعتبر الاتحاد الأوربي أحد أقطاب الثالوث المتصدر للاقتصاد العالمي ونموذجا للتكتلات الجهوية تشكل بعد محاولات الاندماج التي قامت به أوربا بعد الحرب ع 2 للتعاون الاقتصادي. بدأ مع 6 دول ووصلت سنة 2018 إلى 27 دولة بعد خروج المملكة المتحدة سنة 2016.

فما مراحل ومظاهر هذا الاندماج؟ وما العوامل المفسرة له؟ وما هي حصيلته وحدود اندماجه؟

1- مراحل تكوين الاتحاد الأوربي وأهدافه ومرتكزاته:

أ- مرت الوحدة والتكتل الاقتصادي الأوربي بعدة مراحل انتهت بتأسيس الاتحاد الأوربي

تعود جذور تأسيس الاتحاد الأوربي إلى الحرب ع 2 حيث سعت عدة دول أوربية إلى الاحتماء من ويلات الحرب ومواجهة العظميين (و م ا والاتحاد س) وهكذا بدأ التكتل وانتقلت الدول من التعاون في بعض القطاعات الاقتصادية إلى الاندماج الاقتصادي التدريجي.

مر تأسيس الاتحاد الأوربي عبر مراحل وهي: (مراحل التعاون و خصائصها):

البينيلوك:
 تأسس سنة 1944 وقضت بإلغاء كل التعريفات الجمركية الداخلية ووضع تعريفة واحدة تجاه السلع الأجنبية المستوردة.

● المجموعة الأوربية للفحم والفولاذ: 
تأسست سنة 1951 ضمت 6 دول وهي:فرنسا، ألمانيا غ، بلجيكا، هولندا، للوكسمبورغ وايطاليا وقضى التعاون بتسهيل انتقال الفحم والحديد والفولاذ بينها.

● الأوراطوم (المجموعة الأوروبية للطاقة الذرية): 
تأسست سنة 1957 وضمت الست دول السابقة كان الغرض من إنشائها تسهيل استعمال الطاقة النووية لتوليد الكهرباء.

● المجموعة الاقتصادية الأوربية: 
تأسست سنة 1957 بعد معاهدة روما ضمت الست دول السابقة وانضمت إليها دول أخرى منها الدانمرك بريطانيا ايرلندا اليونان اسبانيا والبرتغال.

● الاتحاد الأوربي: 
الذي تأسس سنة 1992 بموجب اتفاقية ماستريخت بهولندا وانضمت إليه النمسا والسويد وفنلندا سنة 1995 وعشر دول أخرى سنة 2004 وبلغاريا ورومانيا سنة 2007 وكرواتيا سنة 2013 .

ب- أهداف ومرتكزات الاتحاد الأوربي

● الأهداف: 

- تحقيق التقدم الاقتصادي الاجتماعي والرفع من مستوى التشغيل

- تحقيق تنمية متوازنة ومستدامة.

- خلق فضاء بدون حدود داخلية وتأسيس وحدة نقدية (ذات عملة موحدة )  دخلت حيز التطبيق ابتداء من 2002

● المرتكزات: 

ارتكز الاتحاد الأوربي على مبادئ منها:

- الحرية والديمقراطية ودولة الحق.

- احترام حقوق الإنسان والحريات العامة.

- احترام الهوية الوطنية للدول الأعضاء.

بدأ التعاون إذن بين 6 دول وشمل التعاون مجالات محدودة لينتهي بتكوين اتحاد يضم حاليا 27 دولة ويشمل التعاون فيما بينها جل المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية

2- المقومات المساعدة على الاندماج بين دول الاتحاد الأوربي ومؤسساته المسيرة:

أ- المقومات المساعدة على اندماج بلدان الاتحاد الأوربي

 ارتكز بناء واندماج دول الاتحاد الأوربي على عدة مقومات منها:

 ● مقومات تاريخية: 

مرتبطة بالمصير والتاريخ المشترك، حيث عايشت دوله نفس الأحداث التاريخية منذ مطلع القرن 20 (الحربين العالميتين1 و2 والأزمة الاقتصادية).

 مقومات جغرافية: جميع دول الاتحاد لنفس القارة بمعطياتها الجغرافية والمناخية المتشابهة والمتكاملة والملائمة للاقتصاد.

● مقومات اقتصادية - سياسية: 

تقارب الأنظمة السياسية والاقتصادية حيث تتبنى دوله النظام الديمقراطي النيابي مع اعتمادها الاقتصاد الرأسمالي الليبرالي (كإقرار الملكية الفردية).

 ● مقومات بشرية:

 ساكنة ضخمة (أكثر من 456 م ن) بساكنة نشيطة مهمة وبمعدل كثافة مرتفع (117 ن/كلم مربع) وأمد حياة طويل (75 سنة للرجال و 82 سنة للنساء) ودخل فردي مرتفع (20 ألف يورو للفرد/سنة) مع ضعف البطالة وشبه انعدام الأمية. وارتفاع مؤشر التنمية البشرية + توفر يد عاملة جد مهمة مؤهلة + مستوى عيش مرتفع ما يوفر سوق استهلاكية واسعة. غير أن بلدان الاتحاد مهددة بتزايد الشيخوخة والمشاكل المرتبطة بارتفاع الكثافة السكانية. هذه المقومات ساهمت في ترسيخ فكرة التعاون الاقتصادي بين البلدان الأوربية الغربية لإعادة بناء اقتصادها خاصة بعد خروجها من الحرب ع 2 منهارة.

ب- المؤسسات المختلفة التخصصات المسيرة للإتحاد الأوربي

يسهر على تسيير بلدان الاتحاد أ مؤسسات منها:

• المجلس الأوربي: يضم رؤساء الدول والحكومات مهمته تحديد التوجهات الكبرى للاتحاد.

• اللجنة الأوربية: تضم المفوضين مهمتها تقديم الاقتراحات وصياغة القوانين.

• البرلمان الأوربي: مهمته تشريع ومناقشة القوانين.

• محكمة العدل الأوربية: مهمتها السهر على احترام القانون.

• البنك المركزي: مهمته المراقبة المالية وإصدار العملة.

الهدف من هذه المؤسسات هو تسهيل عملية التكتل والاندماج وفرض القوة السياسية والاقتصادية للاتحاد والدفاع عن مواقف مشتركة خاصة:

• فرض هوية الاتحاد دوليا (السياسة الخارجية والسياسية الدفاعية المشتركة).

• تقوية حماية حقوق ومصالح مواطني الدول الأعضاء.

• تنمية التقدم الاقتصادي وتحيق تنمية متوازنة ومندمجة ومستدامة.

3- المظاهر الاقتصادية والاجتماعية للاندماج في الاتحاد الأوربي والتحديات المستقبلية:

أ- المظاهر الاقتصادية للاندماج في الاتحاد الاوربي

● الاندماج المجالي : 
تنتظم دول الاتحاد مجاليا حيث تنقسم إلى:

- ميكالوبول: وهو تجمع حضري ضخم يضم عدة مدن متصلة فيما بينها تشكل المركز. يهيمن سياسيا واقتصاديا وماليا وثقافيا ويشمل دول انجلترا، فرنسا، ألمانيا، هولندا، بلجيكا وشمال إيطاليا.

- أطراف مندمجة في الاتحاد: الهوامش التابعة للمركز والتي حققت الاندماج. وتتم بها أنشطة ثانوية تضم الدول الاسكندنافية، اسبانيا، البرتغال، اليونان، ايرلندا وجنوب ايطاليا.

- أطراف في طور الاندماج: يضم آخر دول انضمت إلى الاتحاد منذ سنة 2004.

● الاندماج المالي:
 يتمثل في: · إنشاء البنك المركزي والبنك الاستثماري الأوربي

- الوحدة النقدية منذ 2002 (الأورو).

- رغبة الاتحاد في تحدي العملات القوية عالميا + الرغبة في مقاومة تدبدبات الدولار.

● المكانة التجارية المهمة محليا ودوليا:

- احتلاله المركز الأول حيث يهيمن على 19% من المبادلات العالمية.

- بنية صادرات الاتحاد تعكس هيمنة المواد المصنعة (آلات ومعدات النقل، المواد المصنعة، المواد الكيماوية..) ذات القيمة المرتفعة إضافة إلى بعض المواد الفلاحية والمعدنية والطاقية.

- الاندماج التجاري بين دول الاتحاد فيما بينها حيث تمثل ثلثي مجموع مبادلات هذا الاتحاد. بفضل اعتماد السوق الوحيد حيث تنقل السلع والخدمات والرساميل والأشخاص دون حواجز جمركية.

ب- المظاهر الاجتماعية للاندماج في الاتحاد الأوربي:

- السفر بين دول الاتحاد دون حاجة إلى جواز سفر ودون التعرض للتفتيش والمراقبة.

- عدم تأدية ضرائب إضافية عند شراء سلع من بلد آخر.

- عدم وجود حدود داخلية في السوق الوحيد.

- اعتماد برامج تربوية مشتركة موحدة حيث يمكن للشباب إتمام دراستهم وتنمية ذواتهم في أي بلد.

- الاعتراف بالدبلومات والمؤهلات المهنية وقبولها في كل دول الاتحاد.

- ارتفاع أعداد الحاصلين على الشواهد العليا بدول الاتحاد.

- اهتمام الإناث بالعلوم الإنسانية والفنون والقانون واهتمام الذكور بالهندسة والعلوم.

- تنمية التقدم العلمي والتقني ومحاربة الإقصاء الاجتماعي والتمييز.

- تحقيق المساواة بين النساء والرجال والسهر على حقوق الإنسان وخاصة الطفل

- تنمية التلاحم الاقتصادي والاجتماعي والترابي والتضامن بين دول الاتحاد.

ج- تحد بعض المعيقات من الاندماج الشامل للإتحاد الأوربي :

• التباين الاقتصادي و الاجتماعي : حيث يمكن التمييز بين ثلاث مجموعات من الدول :

- الدول ذات الاقتصاد القوي والدخل الفردي المرتفع مثل ألمانيا و فرنسا و بريطانيا وهولندا وبلدان أوربا الشمالية ( مركز الإتحاد أ)

- دول ذات مستوى متوسط مثل إيطاليا و إسبانيا و البرتغال ( أطراف مندمجة في الاتحاد الأوربي )

- دول ذات مستوى ضعيف مثل بلدان أوربا الشرقية ( أطراف في طور الاندماج )

• التباين الإقليمي داخل نفس البلد : فشمال إيطاليا أكثر تقدما من جنوبها و العكس صحيح بالنسبة لبريطانيا .

• عدم تعميم تداول العملة الموحدة ( الأورو ) على جميع الدول الأعضاء

• مواجهة الصناعة الأوربية لمنافسة شديدة من طرف الدول الصناعية الجديدة و القوى الاقتصادية الصاعدة ، بالإضافة إلى اليابان و الولايات المتحدة الأمريكية

• بعض المشاكل الفلاحية منها فائض الإنتاج في بعض المواد مقابل خصاص في مواد أخري ، و ضعف الدخل الفلاحي مقارنة مع الصناعة و التجارة و الخدمات.

• شيخوخة الهرم السكاني و ضعف وتيرة النمو الديمغرافي بل تناقص عدد سكان بعض بلدان الاتحاد ألأوربي ، و بالتالي الحاجة إلى اليد العاملة الأجنبية . مما فرض على الاتحاد الأوربي مواجهة الهجرة السرية و الأخذ بالهجرة القانونية

• الأزمة المالية لسنة 2008 ثم أزمة البريكيست وآخرها كورونا و انعكاساتها الاقتصادية و الاجتماعية .

خاتمة : 

رغم هذه الصعوبات ، يظل الإتحاد الأوربي من أقوى التكتلات الاقتصادية في العالم .لكنه يواجه منافسة شرسة من طرف بعض الدول في طليعتها الصين.
تعليقات