مقدمة :
شهد المجال الفلاحي التونسي منذ الاستقلال تحولات هامة نتيجة تدخل عدة أطراف مما انعكس على تنظيمه و تطور انتاجه . فماهي الأطراف المتدخلة في القطاع الفلاحي التونسي ؟و اهم رهاناته ؟
1- الأطراف المتدخلة في المجال الفلاحي التونسي
تعريف الاطراف المتدخلة
من الاستقلال الى بداية الثمانينات :
كانت الدولة هي ابرز طرف مشرف و متدخل عن طريق ديوان الأراضي الدولية و الذي أصبح اكبر مالك للأراضي بعد حل الاحباس و تأميم أراضي المعمرين في الستينات و بعد فشل تجربة التعاضد بين 1962 و سنة 1969.
تعريف التأميم و الاحباس
من بداية الثمانينات و تراجع دور الدولة
توجهت الدولة نحو تطبيق برنامج الإصلاح الهيكلي الفلاحي الذي يتمحور حول الحد من دعم الدولة في القطاع الفلاحي و تشجيع المستثمرين الخواص مما أدى الى ظهور عدة شركات احياء و تنمية فلاحية و وكالة النهوض بالاستثمارات الفلاحية .
2- تعريف الإصلاح الهيكلي و شركات الاحياء
تنظيم المجال الفلاحي التونسي :
مقارنة بفترة ماقبل الاستقلال أصبح المجال الفلاحي التونسي أكثر تنظيما و توسعت فيه المساحات السقوية حيث تبرز خريطة المجال الفلاحي التونسي تخصصا إقليميا واضحا من أهم تجلياته :
تركيز زراعات الحبوب و البقوليات ذات المردود العالي بالشمال و الشمال الغربي , أما زراعة الحبوب ذات المردود الضعيف فنجدها في الوسط الغربي و الجنوب الشرقي , في حين نجد غراسة الزياتين تركزت في الوسط الشرقي و الجنوب الشرقي و انحصر المجال الواحي في توزر و قبلي حيث تم تطويره و مكننته , و تركزت المراعي في جنوب البلاد يعود هذا التخصص الإقليمي في المجال الفلاحي التونسي لاختلاف الظروف الطبيعية بين الأقاليم و بالإضافة الى عوامل تاريخية .
3- رهانات المجال الفلاحي التونسي
لا يزال المجال الفلاحي التونسي يعاني من عدة مشاكل ترتبط بالأساس بالمناخ و خاصة التساقطات و عدم انتظامها و اختلال هياكل الإنتاج (لحوم , البان , حبوب , علف , أسمدة ..) في هذ النشاط التي تجعل تكاليف الإنتاج باهضة و مكلفة للفلاح و طرق التوزيع غير منظمة ( الفلاح ينتج و لا يستطيع الترويج بالشكل الذي يضمن له ارباه محترمة ) و هو ما يجعل فلاحي البلاد يتخلون و بصفة تدريجية عن الإنتاج في عدة مجالات ( مثل البيض و اللبان و اللحوم ) بالإضافة الى تفتت الملكيات العقارية نتيجة عدة عوامل كميراث و البيع و التفويت و العائلية و مشاكل اخرى قانونية بالاساس .
خاتمة :
تعتبر الفلاحة التونسية من القطاعات الهامة جدا و القادرة على تغير النسق الاقتصادي التونسي بما يحتويه المجال التونسي من مميزات عديدة كالتربة و المناخ و الامطار و المياه رغم الضغوطات فان هذا المجال يشهد له تاريخه منذ العهد القرطاجي و الروماني انه قادر على توفير الاكتفاء الذاتي في عديد المنتجات بل يمكنه ان يوفر موارد هامة من العملة الصعبة ..كل ذلك يمكن ان يتحقق عبر الارادة السياسية و التحكم في الموارد المائية و الاهتمام بالجانب العقاري و دعم الفلاحين.