
هذه السورة الكريمة تسمى سورة «العلق» ، وتسمى سورة «اقرأ»
عدد آيايتها 19 وهي سوره مكية صفحتها في المصحف 597,
وصدر هذه السورة الكريمة يعتبر أول ما نزل من قرآن على النبي صلى الله عليه وسلم.
فضائل سورة العلق
1- أنها من سور المفصل الذي أوتيه النبي - صلى الله عليه وسلم - نافلة ففضل به على سائر الأنبياء.واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُعطيت مكان التوراة السبع الطوال ... وفضلت بالمفصل".
2- أنَّ الآياتِ الخَمْسَ مِن أوَّلِها هي أوَّلُ ما نزَل مِن القُرآنِ .
فعن عائشةَ، زَوجِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قالَتْ: (كان أوَّلَ ما بُدِئَ به رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم الرُّؤْيَا الصَّادِقةُ في النَّومِ، فكان لا يَرى رُؤْيا إلَّا جاءَتْ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ ، ثُمَّ حُبِّب إليه الخلاءُ، فكان يَلْحَقُ بغارِ حِراءٍ فيَتَحَنَّثُ فيه -قال : والتَّحَنُّثُ: التَّعَبُّدُ- اللَّيالِيَ ذَواتِ العَدَدِ ، قبْلَ أنْ يَرْجِعَ إلى أهلِه ويَتَزَوَّدُ لذلك، ثُمَّ يرجِعُ إلى خَديجةَ فيَتزَوَّدُ بِمِثْلِها، حتَّى فَجِئَهُ الحَقُّ وهو في غارِ حِراءٍ، فجاءَه المَلَكُ، فقال: اقْرَأْ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما أنا بقارِئٍ، قال: فأخَذَني فغَطَّني حتَّى بَلَغ مِنِّي الجهْدَ ، ثُمَّ أرْسَلَني، فقال: اقْرَأْ، قُلْتُ: ما أنا بقارِئٍ، فأخَذني فغَطَّني الثَّانيةَ حتَّى بَلَغ مِنِّي الجهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلَني فقال: اقْرَأْ، قُلْتُ: ما أنا بقارِئٍ، فأخَذني فغطَّني الثَّالثةَ حتَّى بَلَغ منِّي الجهْدَ، ثُمَّ أَرْسَلني، فقال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ الآياتِ إلى قولِه: عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ [العلق: 1- 5] ) .
3- في سُورةِ العلق سَجدةٌ
وذلك عندَ قَولِه تعالى: وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ [العلق: 19] ، وممَّا يدُلُّ على ذلك ما جاء عن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْه، قال: (سَجَدْنا مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ [الانشقاق: 1] ، واقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ [العلق: 1] ) .
موضوعات سورة العلق
1- التَّنويهُ بشَأنِ القِراءةِ والكِتابةِ، والعِلمِ والتَّعَلُّمِ.
2- التَّهديدُ لكُلِّ مَن يَقِفُ في وَجهِ دَعوةِ الإسلامِ.
3- إعلامُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأنَّ اللهَ تعالى مُطَّلِعٌ على ما يُبَيِّتُه له أعداؤُه، وأنَّه سُبحانَه قامِعُهم، وناصِرُه عليهم.
4- أمْرُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بأن يَمضِيَ في طَريقِه، وأن يُصَلِّيَ ويقتَرِبَ مِن رَبِّه.
اغراض سورة العلق
ومن أغراضها: التنويه بشأن القراءة والكتابة، والعلم والتعلم، والتهديد لكل من يقف في وجه دعوة الإسلام التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم من عند ربه- عز وجل - وإعلام النبي صلى الله عليه وسلم بأن الله-تبارك وتعالى- مطلع على ما يبيته له أعداؤه من مكر وحقد، وأنه- سبحانه - قامعهم وناصره عليهم، وأمره صلى الله عليه وسلم بأن يمضى في طريقه، دون أن يلتفت إلى مكرهم أو سفاهاتهم.وقد أجمع المحققون من العلماء ، على ن هذه الآيات الكريمة ، أول ما نزل على الرسول صلى الله عليه وسلم من قرآن على الإطلاق ، فقد أخرج الشيخان وغيرهما عن عائشة قالت : أول ما بدئ به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الوحى ، الرؤيا الصالحة فى النوم .
فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح .
ثم حبب إليه الخلاء فكان يخلو بغار حراء فيتحنث - أى : فيتعبد - فيه الليالى ذوات العدد ، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لذلك ، حتى جاءه الحق وهو فى غار حراء .
فجاءه الملك فقال له : ( اقرأ ) قال : ما أنا بقارئ ، قال صلى الله عليه وسلم فأخذنى فغطنى حتى بلغ منى الجهد ، ثم أرسلنى فقال : ( اقرأ ) فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذنى فغطنى الثانية حتى بلغ منى الجهد ، ثم أرسلنى فقال : ( اقرأ ) فقلت : ما أنا بقارئ ، فأخذنى فغطنى الثالثة حتى بلغ منى الجهد ، ثم أرسلنى فقال : ( اقرأ باسم رَبِّكَ الذي خَلَقَ .
خَلَقَ الإنسان مِنْ عَلَقٍ .. ) .
وما ورد من أحاديث تفيد أن أول سورة نزلت هى " سورة الفاتحة " فمحمول على أن أول سورة نزلت كاملة هى سورة الفاتحة .
كذلك ما ورد من أحاديث فى أن أول ما نزل سورة المدثر ، محمول على أن أول ما نزل بعد فترة الوحى .
أما صدر سورة العلق فكان نزوله قبل ذلك .
قال الآلوسى - بعد أن ساق الأحاديث التى وردت فى ذلك - : " وبالجملة فالصحيح - كما قال بعض وهو الذى أختاره - أن صدر هذه السورة الكريمة ، هو أول ما نزل من القرآن على الإِطلاق .
وفى شرح مسلم : الصواب أن أول ما نزل " اقرأ " أى : مطلقاً ، وأول ما نزل بعد فترة الوحى ، " يأيها المدثر " ، وأما قول من قال من المفسرين ، أول ما نزل الفاتحة ، فبطلانه أظهر من أن يذكر " .
والذى نرجحه ونميل إليه أن أول من قرآن على الإطلاق ، هو صدر هذه السورة لكريمة إلى قوله ( مَا لَمْ يَعْلَمْ ) ، لورود الأحاديث الصحيحة بذلك .
أما بقيتها فكان نزوله متأخراً .
قال الأستاذ الإِمام " أما بقية السورة فهو متأخر النزول قطعاً ، وما فيه من ذكر أحوال المكذبين ، يدل على أنه إنما نزل بعد شيوع خبر البعثة ، وظهور أمر النبوة ، وتحرش قريش لإيذائه صلى الله عليه وسلم " .