ملخص درس القضية الفلسطينية إلى 1939م :
مقدمة :
ضمن السياق التاريخي المؤدي الى السقوط العثماني عملت الامبريالية البريطانية على مساندة الحركة الصهيونية في مشروعها الاستيطاني بارض فلسطين مما اذى الى بروز القضية الفلسطينية .
فما جذور القضية الفلسطينية وكيف تطورت الى غاية سنة 1939 م ؟
ما أشكال التمركز الصهيوني بفلسطين ورد الفعل الفلسطيني خلال فترة ما بين الحربين ؟
1- جذور القضية الفلسطينية وتطورها الى غاية 1939 م:
أ- البوادر الاولى للحركة الصهيونية ومساندة القوى الامبريالية لها :
ترتبط جذور القضية الفلسطينية بالتوافق الذي حدث بين الحركة الصهيونية من جهة والامبريالية من جهة ثانية .
والصهيونية حركة سياسية قومية دينية وعنصرية واستعمارية استهدفت بناء وطن قومي لليهود. ويعتبر تيودور هرتزل مؤسس الصهيونية الحديثة التي وضعت برنامجها واستراتيجية عملها في مؤتمر بازل سنة 1897 والذي نص على تأسيس الدولة اليهودية كهدف لهده الحركة.
و لقد انبثق عن المؤتمر المنظمة الصهيونية العالمية التي عملت على استعمار فلسطين ( فيما بعد اي في سنة 1947) من خلال :
• خلق اجهزة التمويل والتهجير وشراء الاراضي والاستيطان , واضافة الى المليشيات العسكرية , وذلك لتنفيذ المشروع الاستعماري بفلسطين.
• القيام بالمساعي الدبلوماسية والسياسية لدى الدول الامبريالية وخاصة بريطانيا التي ستحتضن المشروع الصهيوني وستدعمه خدمة لمصالحها الاستعمارية في المشرق العربي المؤدي الى العالم الهندي ( من خلال الوزير الاول البريطاني كامبل بانرمان سنة 1907 ) .
• انتزاع وعد بلفور ( 1917 ) من الادارة البريطانية والقاضي بإنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين , وهو الوعد الذي يعكس تقاطع المصلحة الامبريالية لبريطانيا مع اهداف الحركة الصهيونية .
ب- تطور القضية الفلسطينية في ظل الانتداب البريطاني :
في اطار تقسيم المشرق العربي بين فرنسا وبريطانيا عبر نظام الانتداب كانت فلسطين من نصيب بريطانيا حيث ابرم صك الانتداب على هذا البلد ( 1920 ) وصودق عليه من لدن عصبة الامم سنة 1922 , وقد منح هذا النظام الاستعماري مجموعة من الامتيازات السياسية الاقتصادية والادارية والثقافية لصالح الصهاينة تضمن لهم انشاء الوطن القومي اليهودي .
وفي ظل هذا الانتداب سيتوطد التحالف الصهيوني والاستعماري البريطاني لاحتلال فلسطين من خلال:
• اعطاء الوكالة اليهودية مكانة مميزة في ادارة فلسطين الى جانب سلطات الانتداب البريطاني .
• تشجيع الهجرة اليهودية نحو فلسطين وتعميق مسلسل استيطان الاراضي .
• تهويد فلسطين ثقافيا ودينيا.
2- أشكال التمركز الصهيوني بفلسطين ورد الفعل الفلسطيني فيما بين الحربين:
أ- اشكال ووسائل التمركز الصهيوني بفلسطين :
من اهم هذه الاشكال :
• تزايد عدد المهاجرين اليهود الى فلسطين واقامة المستوطنات اليهودية .
• ممارسة الحصار على الفلاحين الفلسطينيين وعلى الصناع الحرفيين واثقالهم بالضرائب ودفعهم الى بيع اراضيهم لليهود .
• تشجيع تسليح اليهود لأغراض امنية وخلق منظمات امنية وعسكرية صهيونية ( الهاغانا وأرغون ) .
• منح امتيازات جمركية وضريبية وادارية لليهود لتنمية مشاريعهم الاستثمارية داخل فلسطين . وقد لعبت ادارة الانتداب البريطاني دورا كبيرا في ترسيخ ركائز الاستيطان والتمركز الصهيوني بفلسطين .
ب- تطور رد الفعل الفلسطيني فيما بين الحربين :
تحدد هذا الرد في المقاومة الفلسطينية التي اندلعت ما بين 1920 والى حدود 1939 وقطعت شوطين :
• الشوط الأول : يمتد الى غاية قيام ثورة عز الدين القسام ( 1935 ) وخلالها بدا يتكون مفهوم الكفاح المسلح الى جانب المقاومة السلمية. وكانت الأساليب المستعملة هي الاحتجاجات والمظاهرات والعرائض وبعض الاصطدامات المسلحة مثل احداث القدس 1920 ويافا 1921 واحداث البراق 1929 واضراب عام 1933 . وفي هذه المرحلة كانت المقاومة عفوية ضيقة وقصيرة المدى.
• الشوط الثاني : بعد ثورة القسام بدا الكفاح الوطني بالثورة الكبرى التي انطلقت سنة 1936 وتواصلت الى غاية 1939 في شكل اضرابات واعمال مسلحة وكانت المقاومة فيها منظمة وطويلة المدى , وتخللها مشروع التقسيم لسنة 1937 الذي رفضه الفلسطينيون باعتباره يمهد لتأسيس الدولة اليهودية. وبعده جاء الكتاب الابيض باعتباره مناورة صهيونية امبريالية لتهدئة الوضع العام وزرع مقولة التقسيم تحت غطاء الشرعية الدولية.
خاتمة :
إن القضية الفلسطينية التي تبلورت في ظل الانتداب ستأخذ أبعادا خطيرة بعد ح ع 2 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق