أعلان الهيدر

السبت، 9 مارس 2024

الرئيسية درس الضغوط الإستعمارية على المغرب و محاولات الإصلاح خلال القرن 19

درس الضغوط الإستعمارية على المغرب و محاولات الإصلاح خلال القرن 19


درس الضغوط الإستعمارية على المغرب و محاولات الإصلاح خلال القرن 19


درس الضغوط الإستعمارية على المغرب و محاولات الإصلاح خلال القرن 19 :


مقدمة : 

تعرض المغرب خلال القرن 19 لسلسلة من الضغوط العسكرية , الاقتصادية و السياسية , وقد تطلب ذلك من المخزن المغربي ضرورة الاسراع بادخال عدة اصلاحات في المغرب.

فما هي أشكال الضغوط الاستعمارية على المغرب ؟ و ما مجالات الإصلاحات بالمغرب خلال القرن 19م ؟


1- أشكال الضغوط الاستعمارية على المغرب خلال القرن 19 م :

أ- الضغوط الفرنسية :

• في المجال العسكري : 
تعرض الجيش المغربي سنة 1844 للهزيمة أمام الجيش الفرنسي في معركة إيسلي( جنوب وجدة),وتعود اسباب المعركة الى مساندة المغاربة للمقاومة المسلحة الجزائرية بقيادة الأمير عبد القادر الجزائري .

• في المجال السياسي والدبلوماسي :
بعد هزيمة ايسلي, عقدت معاهدة للامغنية سنة 1845 (معاهدة الحدود)التي تركت الحدود المغربية الجزائرية غامضة جنوب مركز ثنية الساسي ( ناحية فكيك ) . و استغلت فرنسا هذا الغموض لتحتل في أواخر القرن 19 أجزاء من الصحراء المغربية الشرقية. كما وقعت فرنسا مع المغرب " تسوية بيكلار" سنة 1863التي فرضت من خلالها الحماية القنصلية على عملائها ووسطائها من المغاربة ( المحميون.

• في المجال الاقتصادي :
 حصلت فرنسا على امتيازات تجارية بمقتضى الاتفاقية الفرنسية المغربية لسنة 1863.

ب- الضغوط البريطانية :

• في المجال الاقتصادي و السياسي و الديبلوماسي :شرع المغرب في التخلي عن سياسة الاحتراز ( العزلة ) ، و بالتالي تم سنة 1856 التوقيع على الاتفاقية التجارية المغربية الانجليزية التي منحت للإنجليز عدة امتيازات من بينها حق الاستقرار بالمغرب و مزاولة التجارة و امتلاك العقارات ، و التزام المغرب بإلغاء القيود الجمركية المفروضة على الصادرات والواردات المعروفة باسم الكونطرادات .
• بموجب نفس الاتفاقية منحت بريطانيا الحماية القنصلية لوسطائها التجاريين المغاربة( المحميون ).

ج- الضغوط الاسبانية:

• الضغوط العسكرية :
 تتمثل في حرب تطوان ( 1859-1860) العائدة اسبابها الى محاولة اسبانيا توسيع حدود سبتة,حيث انهزم فيها المغرب .

• الضغوط السياسية والديبلوماسية : 
عقدت سنة 1860 معاهدة الصلح بين الطرفين التي تضمنت شروطا قاسية منها توسيع حدود سبتة ، و تنازل المغرب لاسبانيا عن مركز للصيد البحري في الجنوب ، و أداؤه غرامة مالية باهظة استنزفت خزينة الدولة و فرضت على المغرب الاقتراض من انجلترا ,واقتسام مداخيله من الرسوم الجمركية مع إسبانيا .
و في سنة 1861 وقع المغرب معاهدة مع إسبانيا أتاحت لهذه الأخيرة فرض الحماية القنصلية كما هو الشأن بالنسبة لفرنسا و بريطانيا.

د- مؤتمر مدريد :

• انعقد مؤتمر مدريد سنة 1880 بحضور ممثلي الدول الأوربية و الولايات المتحدة الأمريكية و المغرب . و قد خرج هذا المؤتمر بقرارات من أهمها تأكيد الحماية القنصلية ، و منح المحميين امتيازات منها عدم الخضوع للقانون المغربي و بالتالي عدم أداء الضرائب والرسوم الجمركية و الغرامات و الخدمة العسكرية .
وقد خلفت الضغوط الاستعمارية عدة نتائج منها :
- تزايد عدد المحميين، و المس بسيادة المغرب، و انخفاض مدا خيل الدولة المغربية و تراكم ديونها.
- تغلغل رأس المال الأوروبي، و إفلاس التجار و الحرفيين المغاربة .

ه- لتسرب الاستعماري الى الصحراء المغربية خلال القرن 19م

- فرنسا : عملت على احتلال مناطق عديدة في الصحراء الشرقية للمغرب مستفيدة من غموض اتفاقية للامغنية 1845م
- اسبانيا : احتلت الداخلة و سيدي ايفني و بوجدور في الصحراء المغربية
- ابريطانيا : حاولت تاكيد مصالحها الاقتصادية بالمنطقة الجنوبية للمغرب خاصة طرفاية التي حولتها الى نقطة انطلاق نحو مستعمراتها في افريقيا.


2- محاولات الإصلاح بالمغرب خلال القرن 19 و عوامل فشلها :

تمت جل الإصلاحات في عهد السلطانين محمد بن عبد الرحمان ( 1859- 1873 ) و الحسن الأول ( 1873 – 1894 ) ، و يمكن تحديدها على الشكل الآتي :
• إصلاحات عسكرية : أرسلت الدولة المغربية بعثات طلابية إلى أوربا لمتابعة التكوين العسكري ، و تم جلب أطرا أوربية لتدريب الجيش المغربي، وعمل المخزن على شراء الأسلحة الحديثة و تشييد مصنعين للأسلحة ( فاس و مراكش )، و إنشاء الأسطول الحربي لحماية السواحل.

• إصلاحات اقتصادية : تمثلت في إدخال مزروعات جديدة كالقطن و قصب السكر ، وخلق بعض الصناعات الحديثة كا الورق ، و ترميم الموانئ و تجهيزها و المشاركة في معرض باريس التجاري الدولي.

• إصلاحات مالية : عينت الدولة أمناء ( رؤساء الجمارك) في المراسي و خصصت لهم أجورا و فرضت عليهم المراقبة وذلك لتفادي التهريب و الرشوة . في نفس الوقت أحدثت الدولة إدارة مالية مركزية يرأسها وزير المالية, كما فرضت الدولة ضرائب متعددة منها مكوس المدن و الأسواق، ثم فرضت ضريبة الترتيب.
و من جهة اخرى, قبلت الدولة المغربية ضرب النقود في أوربا كما قبل المخزن تداول العملات الفرنسية و الاسبانية داخل البلد ، و رفعت من قيمة العملة الوطنية و حاربت تزويرها أو تهريبها . كما أنشأت دار السكة.

• إصلاحات إدارية : تم تحديد مهمة الصدر الأعظم في التفرغ للشؤون الداخلية بينما اوكلت مهمة الشؤون الخارجية لوزارة الشؤون البرانية ، و إحداث وزارات جديدة ( كوزارة الدفاع و العدل )

• إصلاح التعليم : أسست الدولة المغربية مدرسة عصرية لتلقي العلوم الحديثة و خصصت منحا و مكافآت للطلبة المتفوقين ، و أرسلت بعثات طلابية إلى أوروبا .

ولقد فشلت كل هذه المحاولات الاصلاحية لعدة اسباب منها :

• عوامل خارجية: 
تمثلت في فرض غرامة مالية على المغرب بعد حرب تطوان ,وحماية السفراء و القناصل الأوربيين لبعض المغاربة(المحميون)الذين كانوا معفيين من أداء الضرائب,ثم لجوء الأوروبيين إلى أساليب الغش في التعامل التجاري مع المغرب.

• عوامل داخلية : 
من أبرزها تزايد عدد المحميين ، و معارضة زعماء القبائل و الزوايا و الفقهاء لهذه الإصلاحات التي تضر بمصالحهم وبالتالي قيام بعض الثورات مثل ثورة الدباغين بفاس . بالإضافة حدوث بعض الكوارث الطبيعية . 

خاتمة : 

أدى فشل هذه الاصلاحات الى تزايد الضعوط الاستعمارية على المغرب و التي ستؤدي الى احتلال المغرب رسميا سنة 1912 بموجب اتفاقية الحماية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.