قد يبدو أن سباق التسلح يولد دينامية خاصة به، ولا سيما في نظام يشهد ابتكاراً تكنولوجياً سريعاً. وقد مال سباق القوى العظمى منذ 1945 إلى إيجاد مثل هذا النوع من الدينامية. وعندما يحدث ذلك تبرز نزعات أخرى ولا تعود الدينامية مجرد مستويات الأسلحة التي لدى الخصوم المدركين. فأصحاب المصالح، ولا سيما المؤسسات العسكرية والصناعية، يجدون أن استمرار وجود مستوى عال من الإنفاق على الأسلحة وما ينطوي عليه ذلك من أبحاث مسبقة إنما يخدم مصالحهم. وفي مثل هذه الظروف لابد من تعديل النموذج الصرف لسباق التسلح ليأخذ في الاعتبار هذه العوامل الأخرى.
إن العلاقة بين النوع الصرف من سباق التسلح والحرب علاقة مؤقتة. فسباق التسلح ليس بالأمر الضروري ولا الكافي لاندلاع الحرب. ثم إن النظريات التي تعتمد كثيراً على أفكار الردع قد تفترض أن وجود مستوى معين من الأسلحة أمر ضروري لمنع الحرب. ومن هذا المنطلق فإن التوازن بين الطرفين هو الأمر الحاسم وليس مستوى الأسلحة المطلق. وحسب هذه النظرة فإن اختلال التوازن في سباق التسلح هو الأكثر احتمالاً للتسبب في انهيار النظام واندلاع الحرب. وهذا المفهوم وثيق الصلة بمفهوم ميزان القوى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق