لا تزال مؤسسة الزواج على قيد الحياة في جميع الثقافات و لها زخمها القانوني و الاجتماعي و النفساني. كذلك الارتباط الزوجي القانوني او الشرعي هي مرحلة ينتقل فيها الانسان الى موقع وجودي جديد في الحياة يوازن فيه بين الحرية و المساواة و يتعلم كيف يفارق اهله و يتخلص من عزلته. رغم وجود طقوس و شروط في مختلف الثقافات و لكن هناك اجماع شامل على ان الزواج يعني:
• العيش تحت سقف واحد.
• اشهار العلاقة بين الطرفين.
• قبول الطرفين بالارتباط.
و لكن فشل العلاقة الزوجية حقيقة تواجه الكثير و فك الارتباط الزوجي هو أحيانا الحل الأول و الاخير للمعاناة. لذلك تم البحث عن عوامل الزواج الناجح في دراسات عدة و هناك اتفاق بين مختلف الدراسات و في مختلف الثقافات على ان عوامل الزواج الناجح يمكن حصرها في أربعة ابعاد و هي:
1. بعد القواسم المشتركة:
يشترك الزواج في وجود سمات شخصية تجمع بينهما بالإضافة الى تشابه موقعهم الاقتصادي المادي و الاجتماعي. هناك من البحوث من تشير الى ان اشتراك العامل العرقي يلعب دوره كذلك. يمكن ايجاز هذا البعد بأن احتمال نجاح الزواج يرتفع مع ارتفاع التشابه بين الزوجين اجتماعيا و ثقافيا و مادياً.
2. بعد الإنصاف و التعادل:
كلما شعر الزوج و زوجه بان هناك تعلق و حب و متبادل مبني على الشعور بالمساواة ارتفع احتمال نجاح العلاقة الزوجية. من جهة أخرى هناك اكثر من بحث يشير الى عدم الشعور بالارتياح في العلاقة الزوجية اذا كان الانحدار الاجتماعي و المادي للزوجة دون الزوج. يدخل ضمن هذا البعد كذلك شعور الصداقة المشترك بين الزوج و الزوجة.
3. بعد التواصل:
هذا البعد اكثر وضوحا من غيره في البحوث العلمية٬ و ليس هناك ما يؤدي الى حل الخلافات و الازمات الزوجية مثل التواصل المعرفي و النقاش الموضوعي بين الطرفين. ضمن هذا البعد هناك كرم متبادل بين الطرفين في الأمور المادية و حرية التعبير عن العواطف و الآراء مع عدم التفاعل سلبياً من قبل احد الطرفين.
4. الرضا:
الشعور بالرضا في الحياة الزوجية على ارض الواقع بعيداً عن أحلام لا يقوى احد الزوجين او كلاهما تحقيقها يلعب دوره في نجاح الحياة الزوجية. لا توجد حياة زوجية مثالية و لكن حياة زوجية واقعية بعيدة عن الاستغلال و التسلط و أحلام لا يمكن تحقيقها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق