الكثير يعتقدون أنهم كلما تجاهلوا الآخرين إرتفع مقامهم وكثيرا ما نرى في تجمعات الأصدقاء أن كلا منهم يتبارى بالمزاح مع الآخرين بذمهم وشتيمتهم وربما باللمز بالصفات المزرية الوضيعة أو بالصفع وتنكيس الرأس وما شابه ذلك مما هو نصفه مزاح ونصفه جد ويشعر أحدهم بالنشوة والانتصار كلما بالغ في تلك التصرفات والمزاح ويظن أنه قد أصبح أكثر قيمة ومنزلة بين القرناء
وليس ذلك إلا من بعض شيم المجتمعات المتخلفة .
أن احترام الآخرين احترام للنفس وازدراءهم ازدراء لها
ولازلت أقول أن للتخلف مقومات واستحقاقات ....كما أن للتقدم مقومات واستحقاقات .. ومن مقومات التخلف نفسية الازدراء... ازدراء الآخرين وازدراء النفس .. وهما يترافقان جنبا الى جنب ويسيران معا في خط واحد....نعم... من يزدري الآخرين فهو يزدري نفسه سواء شعر بذلك أم لم يشعر...
في المجتمع المستحق للتخلف يزدري كل انسان الآخرين ويزدري القوانين والأوضاع كلها بل ويزدري نفسه وأهله وثقافته وتاريخه...
أما في الأمم المتقدمة فيتعامل كل واحد مع الآخرين باحترام.. بل وحتى مع الحيوان والجماد...
يتبارى المتبارون في بلادنا بذم الآخر وشكل الآخر وجنسية الآخر ... والرأي الآخر والموقف الآخر ... بل ويتندر المتندرون بالنيل من أوضاع البلاد عموما ومن مفاهيمها وقيمها خصوصا ومن تاريخها وأصلها وجذورها. ..
في البلاد المتخلفة تدهس الزهور بالأحذية وتضرب مصابيح الشارع بالحصى لتفقأ عيونها وتشق مقاعد الحافلات بالأدوات الحادة وتشوه مقاعد الدراسة بالتجريح والتشطيب وما ذلك إلا لأننا لا نعرف المعنى الحقيقي للاحترام فضلا عن أن ندرك قيمته . ..ولو فهمنا وأدركنا لعلمنا أن ثقافة الاحترام واحدة ومفهوم الاحترام واحد ولو احترمنا هذه الجمادات واحترمنا الآخرين لاحترمنا أنفسنا وثقافتنا ولمضينا قدما نحو القمة...
علينا ألا نعجب من إزدراء الأمم لنا طالما نحن لا نعرف ثقافة الإحترام..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق