الأرق الليلي هو حالة شائعة يعاني منها العديد من الأشخاص، حيث يجدون صعوبة في النوم أو البقاء نائمين طوال الليل. يمكن أن يكون الأرق مؤقتًا أو مزمنًا، ويؤثر على جودة حياة الأفراد وصحتهم النفسية والجسدية.
يؤدي الأرق الى الشعور بالتعب، وفقدان القوة، اضافة الى تبدل الحالة النفسية، وعدم القدرة على التركيز خلال النهار.
ولمعالجة الأرق علينا أولاً التخلص من المشاكل الطبية الباطنية، كمشاكل الغدد والسكري والالتهابات. ومن المتعارف عليه انّ تناول أقراص النوم لكسر نمط الأرق قد يتسبب بمشاكل صحية ونفسية في كثير من الأحيان.
وكان الأرق حتى وقت قريب، يعتبر مشكلة عصبية غامضة، وأن خير علاج له هو بعث الطمأنينة في نفس الشخص المصاب بالأرق، أو القيام بتدريبات للاسترخاء، أو إعطائه أقراص منومة. أما اليوم فقد علم أن الأرق يشكل حالات طبية ونفسية مختلفة.
أسباب الأرق الليلي:
• الضغط النفسي والتوتر: الضغوط اليومية في العمل أو العلاقات الشخصية يمكن أن تؤدي إلى تفكير مستمر يمنع الشخص من الاسترخاء والنوم.• العادات غير الصحية: تناول الكافيين أو النيكوتين قبل النوم، استخدام الأجهزة الإلكترونية قبل النوم، أو تناول وجبات كبيرة في وقت متأخر من الليل.
• الاضطرابات الصحية: بعض الأمراض مثل الاكتئاب، القلق، أو الأمراض الجسدية مثل اضطرابات الغدة الدرقية أو الألم المزمن.
• البيئة المحيطة: بيئة النوم غير المريحة، مثل الضوضاء أو الإضاءة الساطعة، يمكن أن تمنع الشخص من النوم.
• التغيرات الهرمونية: التغيرات في مستويات الهرمونات، مثل ما يحدث خلال الحمل أو فترة انقطاع الطمث، يمكن أن تؤثر على النوم.
• تأثير الأرق الليلي: الأرق الليلي لا يؤثر فقط على فترة النوم، بل يمكن أن يؤدي إلى عدة آثار سلبية تشمل:
• الإرهاق: شعور بالتعب المستمر وقلة الطاقة خلال اليوم.
• انخفاض التركيز: صعوبة في التركيز والتذكر، مما يؤثر على الأداء اليومي في العمل أو الدراسة.
• المزاجية: زيادة التوتر أو العصبية وسرعة الانفعال.
• مشاكل صحية: على المدى الطويل، يمكن أن يزيد الأرق المزمن من مخاطر الإصابة بأمراض القلب، السكري، وارتفاع ضغط الدم.
يمكن إتباع النصائح التالية، لتفادي الأرق:
- لا تذهب إلى الفراش إلا إذا كنت متعباً.
- إذا عجزت عن النوم، اترك فراشك واستغرق في القراءة، أو شاهد التلفزيون...
- اربط المنبه كل صباح. واترك فراشك عندما يدق جرس الساعة كالعادة مهما تكن درجة تعبك.
- إياك والإفراط في النوم في اليوم التالي للأرق ظناً منك بأن الإسراف فيه يغنيك عما فقدته.
- حاول أن تضع وقتًا ثابتاً تأوي فيه إلى الفراش كل ليلة.
- حافظ على لياقتك البدنية عن طريق التدريب المنتظم، ولكن لا تتدرب عند اقتراب موعد النوم.
- أبذل نشاطاً جسمانياً، إن أمكن في الليلة التي تلي إصابتك بالأرق.
- إمتنع عن مطالعة كل ما من شأنه أن يحرض الخيال، أو مشاهدة برنامج تلفزيوني مثير، أو الإستماع إلى الراديو وهو يذيع أخباراً مقلقلة.
- حاول عدم التفكير في أي هم من الهموم اليومية، أو محاولة حل إحدى المشكلات المستعصية التي تحفز الدماغ وتنبهه.
طرق علاج الأرق الليلي:
• تعديل نمط الحياة: يمكن أن تكون بعض التغييرات البسيطة مفيدة جدًا، مثل تحديد روتين ثابت للنوم، والابتعاد عن المنبهات مثل الكافيين قبل النوم.
• العلاج السلوكي المعرفي: هذا العلاج يساعد الأشخاص على تغيير أفكارهم السلبية حول النوم وتعلم استراتيجيات للاسترخاء.
• العلاجات الدوائية: في بعض الحالات، يمكن استخدام الأدوية المهدئة أو المنومة لفترة قصيرة، ولكن يجب استخدامها بحذر وتحت إشراف طبي.
• تقنيات الاسترخاء: مثل التأمل أو تمارين التنفس العميق التي تساعد على تهدئة العقل قبل النوم.
• الاهتمام بالبيئة المحيطة: توفير بيئة نوم مريحة، مثل استخدام وسائد مريحة، والحد من الضوضاء والإضاءة.
الخلاصة:
الأرق الليلي قد يكون ناتجًا عن مجموعة متنوعة من الأسباب الجسدية والنفسية. التعامل معه يتطلب تحديد السبب الأساسي والعمل على معالجته سواء من خلال تغيير نمط الحياة أو طلب العلاج المناسب.