فوائد وأضرار نبات الهليون


فوائد وأضرار نبات الهليون



عندما نتحدث عن النباتات التي اكتسبت شهرةً واسعة في العقد الأخير فلا بد من ذكر نبات الهليون من بينها؛ حيث أنه اعتبر لفترة طويلة من الخضروات الفاخرة إلا أنه أصبح معروفاً هذه الأيام لدى الكثيرين نظراً لفوائده الصحية.

ما هو نبات الهليون؟

هو أحد أفراد العائلة الزنبقية، وينمو في أوروبا، وأمريكا، والهند والمناطق الاستوائية وشبه الاستوائية. يتميز الهليون بسيقانه المستقيمة والتي يصل ارتفاعها إلى 150 سنتميتراً. يأتي نبات الهليون بثلاثة ألوان، الأبيض، والبنفسجي، والأكثر شيوعاً اللون الأخضر. يفضل اختيار الهليون ذو البراعم المستقيمة والثابتة، وكما يفضل استهلاكه خلال يومين أو ثلاث من شرائه لأنه يتلف بسرعة، أو يمكن حفظه لمدة أطول في مياه باردة أو ترطيب نهاياته ومن ثم حفظه في الثلاجة.

محتويات الهليون من العناصر الغذائية

إن نبات الهليون منخفض السعرات الحرارية ولكنه يحتوي على عناصر مغذية.

يحتوي نصف كوب من الهليون المطبوخ (90 غرام) على العناصر التالية:

السعرات الحرارية: 20 سعرة.

البروتينات: 2.2 غرام.

الدهون: 0.2 غرام.

الألياف: 1.8 غرام.

فيتامين سي: 12% من الحصة اليومية الموصى بها.

فيتامين أ: 18% من الحصة اليومية.

فيتامين ك: 57% من الحصة اليومية. يحتوي الهليون على نسبة عالية من فيتامين ك، حيث يدخل في عملية تجلط الدم وصحة العظام.

حمض الفوليك: 34% من الحصة اليومية. مما يجعله غذاءً مناسباً للمرأة الحامل، فهو يساعد على النمو وتكوين الحمض النووي.

البوتاسيوم: 6% من الحصة اليومية.

الفوسفور: 5% من الحصة اليومية.

فيتامين إي : 7% من الحصة اليومية.

يحتوي الهليون أيضاً على كميات قليلة من الحديد، والزنك، والريبوفلافين.

الفوائد الصحية لنبات الهليون

مصدراً جيّداً لمضادات الأكسدة 

يحتوي الهليون على العديد من مضادات الأكسدة مثل: فيتامين إي، وفيتامين سي، والغلوتاثيون (بالإنجليزية:Glutathione) كما يحتوي على الفلافونويد (بالإنجليزية: Flavonoids) ومتعددات الفينول (بالإنجليزية:Polyphenols ).

جميع مضادات الأكسدة أعلاه تحمي الخلايا من التأثيرات الضارة للشقوق الحرة، وبالتالي تحميها من الالتهابات المزمنة والسرطان.

يحتوي الهليون البنفسجي على صبغة أنثوسيانين (بالإنجليزية: Anthocyanin)، والتي تعطيها هذا اللون، وهي من مضادات الأكسدة المسؤولة عن خفض ضغط الدم والوقاية من النوبات القلبية وأمراض القلب الأخرى.

يحسّن صحة الجهاز الهضمي

يعد الهليون مصدراً جيداً للألياف أيضاً، حيث يحتوي نصف كوب منه على 1.8 غرام من الألياف، أي ما يعادل 7% من الاحتياج اليومي.

يحتوي الهليون بشكلٍ أساسي على الألياف الغير قابلة للذوبان، والتي بدورها تضيف حجم للبراز وتحسن من حركة الأمعاء.

يحتوي الهليون أيضاً على كمية بسيطة من الألياف القابلة للذوبان، والتي تشكّل عند ذوبانها في الماء مادةً هلاميةً في القناة الهضمية. كما أن الألياف الذائبة تشكل غذاءً للبكتيريا النافعة في الأمعاء مثل اللاكتوباسلاس والبيفيدوبكتيريا.

إن زيادة عدد البكتيريا النافعة في الأمعاء يلعب دوراً في تقوية جهاز المناعة، وإنتاج العناصر الغذائية المهمة مثل فيتامين ك وفيتامين ب12.

إن تناول الهليون كجزء من غذاء غني بالألياف هو طريقة ممتازة للحصول على حاجة الجسم من الألياف، والحفاظ على صحة الجهاز الهضمي.

هل الهليون مناسب للحامل؟

يعد الهليون مصدر غني جداً بحمض الفوليك والمعروف أيضاً بفيتامين ب9. نصف كوب من الهليون يزوّد الشخص البالغ ب 34% من احتياجه اليومي، كما أنه يزوّد المرأه الحامل ب 22% من احتياجها اليومي.

حمض الفوليك هو أحد العناصر الغذائية الأساسية التي تساعد في تكوين خلايا الدم الحمراء وإنتاج الحمض النووي للنمو والتطور الصحي. حمض الفوليك مهم بشكلٍ خاص في المراحل المبكرة من الحمل لضمان نمو وتطور الجنين.

يمكن الحصول على ما يكفي من حمض الفوليك من مصادر مثل، الهليون، والخضروات الورقية الخضراء، والفواكه للحماية من خلل الأنبوب العصبي (بالإنجليزية: Neuronal Tube Defect) بما فيها السنسنة المشقوقة (بالإنجليزية: Spina Bifida).

إن خلل الأنبوب العصبي يؤدي إلى مجموعة من المضاعفات، تتراوح بين صعوبات التعلم وانعدام التحكم في الأمعاء والمثانة والإعاقات الجسدية.

يعتبر تزويد المرأة الحامل بكميات كافية من حمض الفوليك أمراً حيوياً جداً خلال فترة الحمل وتحديداً المراحل المبكرة منه؛ لذا ينصح باستخدام مكملات حمض الفوليك لضمان تلبية حاجات المرأة الحامل منه.

يساعد الهليون على تخفيض ضغط الدم

يؤثر ضغط الدم على 1.3 ميار شخص في جميع أنحاء العالم، وهو أحد عوامل الخطورة لأمراض القلب والسكتات الدماغية. إن إحدى الطرق الفعّالة لخفض ضغط الدم هي زيادة تناول كميات من البوتاسيوم وتقليل تناول الملح، حيث أن البوتاسيوم يخفّض ضغط الدم بطريقتين: عن طريق استرخاء جدران الأوعية الدموية وإفراز الأملاح الزائدة عن طريق البول.

يعد الهليون مصدراً جيداً للبوتاسيوم، حيث أن نصف كوب منه تمنح الفرد 6% من احتياجه اليومي من البوتاسيوم.

في دراسة أجريت على جرذان تجارب لديها ضغط دم مرتفع، تم اطعام مجموعة منهم غذاء يحتوي على 5% من الهليون بينما استمرت المجموعة الأخرى بتناول الغذاء القياسي. بعد 10 أسابيع، انخفض الضغط لدى المجموعة التي تناولت الهليون بنسبة 17% مقارنةً مع المجموعة التي تناولت الغذاء الاعتيادي بدون هليون. أجريت هذه الدراسة عام 2013 ونشرت في مجلة الزراعة وكيمياء الغذاء.

يعتقد الباحثون من الدراسة السابقة أن تأثير الهليون في خفض ضغط الدم يعود إلى وجود مركبات نشطة فيه تعمل على توسيع الأوعية الدموية، ولكن الدراسات تحتاج لتحديد إذا كانت هذه المركبات لها نفس التأثير على جسم الإنسان.

إن تناول الخضروات الغنية بالبوتاسيوم مثل الهليون تساعد على خفض ضغط الدم.

الهليون للمساعدة على خسارة الوزن

لا يوجد دراسات في الوقت الحالي لاختبار تأثير الهليون على الوزن، ولكن هنالك مجموعة من الخصائص التي يتميز بها الهليون والتي يُعتقد أنها تساهم في إنقاص الوزن مثل:

يعد الهليون غذاءً منخفض السعرات الحرارية، حيث أن النصف كوب منه يحتوي على 20 سعرة حرارية، وهذه يعني أنه يمكن تناول كميات كبيرة منه دون القلق بشأن السعرات الحرارية.

يحتوي الهليون أيضاً على كميات كبيرة من الماء، يشكل الماء 94% من الهليون. ومعظم الدراسات تشير إلى أن الأغذية الغنية بالماء ومنخفضة السعرات الحرارية يترافق معها نزول الوزن.

يعد الهليون غنياً بالألياف، والتي لها دور بزيادة الإحساس بالشبع وبالتالي تساهم بإنقاص الوزن.

تحضير الهليون

الهليون سهل التحضير وطعمه شهي. يجب غسله وإزالة النهايات القاسية وهناك العديد من الطرق لإضافته إلى الأطباق الغذائية مثل:

يمكن طهي الهليون بعدة طرق مثل السلق والتبخير والشواء والتحميص، كما يمكن شراؤه معلباً حيث يكون مطهياً وجاهزاً للأكل.

يمكن استخدامه في عدد من الأطباق مثل السلطات، والفريتات، والعجة، والباستا، كما أنه طبق جانبي ممتاز.

يمكن تناوله لوحده مع قليل من زيت الزيتون

أضرار الهليون

إليك قائمة بأبرزها:

رائحة كريهة للبول وللبراز

يمكن أن يتسبب تناول الهليون في خروج بول وبراز كريهي الرائحة، وتعزى هذه الرائحة لمحتوى الهليون من مادة كبريتية خاصة يطلق عليها اسم الحمض الهليوني (Asparagusic acid).

فعند دخول المادة المذكورة للجهاز الهضمي، تتفكك إلى مركبات كبريتية كريهة الرائحة، وهذه المركبات هي المسؤولة عن إعطاء البول والبراز رائحة نفاذة. يعد هذا النوع من أضرار الهليون المحتملة من المضاعفات الشائعة للهليون. لكن وعلى الصعيد الإيجابي، يجب التنويه للآتي:

قد لا يتمكن البعض من تمييز وجود هذه الرائحة الكريهة من الأساس، والسبب في هذا لا يزال موضع بحث، لكن يعتقد أن الجينات قد تلعب دورًا، فجينات البعض قد تجعلهم عاجزين عن تمييز هذه الرائحة.

قد تتلاشى الرائحة الكريهة الصادرة في غضون 1 - 2 يوم بعد تناول الهليون.

 نفخة وغازات

من ضمن أضرار الهليون المحتملة أن تناوله قد يتسبب في نشأة بعض اضطرابات الهضم ، مثل: تشنجات المعدة، وتطبل البطن.

قد ينبع هذا النوع من أضرار الهليون المحتملة من محتوى الهليون من المواد الآتية:

الألياف: قد تسبب اضطرابات في الهضم لدى البعض، والهليون غني بها.

مادة الرافينوز (Raffinose): هي نوع من السكريات المعقدة وقد يحتاج الجسم لإخضاعه لعملية تخمير كي يتمكن من تفكيكه، وعملية التخمير هذه قد تؤدي لتكون الغازات.

مادة الفروكتان (Fructan): هي نوع من الكربوهيدرات قد يكون البعض مصابًا بحالة عدم تحمل تجاهه (Fructan intolerance)، ومن أعراض عدم تحمل الفروكتان أمور، مثل: التجشؤ، والنفخة.

 الحساسية

قد يسبب تناول الهليون نشأة ردود فعل تحسسية، إليك أبرز أعراضها:

مشكلات في الجهاز التنفسي، مثل: التهاب الأنف، والربو الوظيفي (Occupational asthma)، وصعوبة التنفس. 

متلازمة الحساسية الفموية (Oral allergic syndrome).

مشكلات جلدية، مثل: التهاب الجلد التحسسي بالتماس، وطفح جلدي.

أعراض ومضاعفات أخرى، مثل: فرط دموع العين، والتأق.

قد يكون الأفراد المصابون بحساسية تجاه أفراد عائلة الزنبق النباتية (The lily) الأكثر عرضة للتحسس من الهليون، أي الأشخاص المصابين بحساسية تجاه الخضروات التي تنحدر من العائلة النباتية المذكورة، مثل: البصل، والكراث.

 تفاقم بعض المشكلات الصحية

يحتوي الهليون ضمن تركيبته الطبيعية على البيورينات (Purines)، وهي مركبات قد تتحول إلى حمض اليوريك عند هضمها، وهذا الحمض قد يتراكم في الجسم، وتراكمه قد يكون له مضاعفات صحية، لا سيما للأشخاص المصابين من الأصل بمشكلات صحية كانت قد نشأت لديهم بسبب حمض اليوريك، مثل:

النقرس.

حصوات الكلى.

لذا يمكن لتناول الهليون من قبل المصابين بالمشكلات الصحية المذكورة أعلاه أن يسبب تفاقم هذه المشكلات لديهم.

 تأثير سلبي على مفعول أدوية معينة

قد يؤثر تناول الهليون بطريقة سلبية على مفعول أدوية بعينها، مثل:

عقار الليثيوم: إذ يحتوي الهليون على مواد قد تحفز الجسم ليحتفظ بالليثيوم، مما قد يؤدي لظهور بعض المضاعفات الصحية. 

مميعات الدم: إذ يحتوي الهليون على فيتامين ك، وهو فيتامين قد يحفز تخثر الدم، مما قد يضعف مفعول الأدوية المميعة للدم.

أدوية ضغط الدم المرتفع: إذ قد يؤدي الهليون لإحداث هبوط في ضغط الدم، لذا فإن تناوله بالتزامن مع الأدوية الخافضة للضغط قد يؤدي لخفض ضغط الدم لمستويات خطيرة.

مدرات البول: قد يكون للهليون تأثير طبيعي مدر للبول، لذا فإن تناوله بالتزامن مع مدرات البول قد يؤدي لزيادة إدرار البول، الأمر الذي قد يكون له مضاعفات سلبية.

 أضرار الهليون الأخرى

قد يكون للهليون أضرار أخرى، مثل: 

مضاعفات محتملة للنساء الحوامل، فالهليون يحتوي على مواد قد تعمل كمانع حمل طبيعي نظرًا لتأثيرها المحتمل على الهرمونات، لذا قد يكون لتناول الجرعات الدوائية من الهليون تبعات سلبية على الحمل.

الإصابة بالجفاف عمومًا، وجفاف الفم بشكل خاص.

مضاعفات محتملة للأشخاص المصابين باضطرابات صحية ترتبط بالوذمة.

فقدان الوزن المفاجئ، والذي غالبًا ما ينشأ جراء فقدان كميات متزايدة من السوائل نظرًا لتأثير الهليون المدر للبول.

كيف يمكن تجنب أضرار الهليون؟

قد يجعلك تطبيق بعض التوصيات أقل عرضة لأضرار الهليون، مثل التوصيات الآتية:

تجنب تناول الهليون أو تناوله بكمية محدودة، إذا كنت مصابًا بالآتي: عدم تحمل الفروكتان، وحساسية تجاه الهليون أو البصل، والنقرس، وحصى الكلى.

تجنب تناول الهليون بالتزامن مع أنواع معينة من الأدوية، مثل: عقار الليثيوم، ومميعات الدم، ومدرات البول، والأدوية الخافضة لضغط الدم.

ضرورة إدخال الهليون في الحمية بالتدريج، والحرص على تجنب تناول كميات كبيرة من الهليون دفعة واحدة، لا سيما إذا كنت غير معتاد على تناول الأغذية الغنية بالألياف.

تجنب تناول مكملات الهليون أو الجرعات الدوائية من الهليون، والاكتفاء بتناول كميات معتدلة من الهليون في هيئته الطازجة.

على الرغم من أن أضرار الهليون قد تكون موجودة، إلا أن لهذا النوع من الخضراوات اللذيذة فوائد عديدة كذلك علينا أن نتطرق لها، وهذه أبرزها:

مقاومة التهابات المسالك البولية، وتقليل احتمالية الإصابة بها من الأصل.

تعديل المزاج، وخفض احتمالية الإصابة بالاكتئاب.

تقوية النسيج العظمي، والتقليل من احتمالية نشأة مرض تخلخل العظم.

فوائد أخرى، مثل: تحفيز فقدان وزن الجسم الزائد، والحفاظ على صحة العيون، ومقاومة السرطان، وتحسين مستويات الخصوبة .

فوائد وأضرار نبات الهليون

فوائد وأضرار نبات الهليون

فوائد وأضرار نبات الهليون

نبات الهليون

نبات الهليون



تعليقات