أعلان الهيدر

الاثنين، 18 مارس 2024

الرئيسية درس نظام القطبية الثنائية والحرب الباردة

درس نظام القطبية الثنائية والحرب الباردة


درس نظام القطبية الثنائية والحرب الباردة


درس نظام القطبية الثنائية والحرب الباردة :

مقدمة :

انقسم العالم بعد الحرب العالمية الثانية الى معسكرين أحدهما شرقي اشتراكي بزعامة الاتحاد السوفياتي، والثاني غربي رأسمالي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية، وتميزت العلاقات بينهما بالصراع والتوتر في إطار الحرب الباردة.

فما هو السياق التاريخي لبروز نظام القطبية الثنائية؟ وما هي أسباب ومظاهر وأزمات الحرب الباردة الأولى؟ وماذا عن مرحلة التعايش السلمي والحرب الباردة الثانية؟

1- السياق التاريخي (الظروف التاريخية) لبروز نظام القطبية الثنائية:

أ- المد الشيوعي السوفياتي في أوروبا الشرقية:

انعقد مؤتمر يالطا في فبراير 1945 بحضور الرئيس الأمريكي روزفلت والوزير الأول البريطاني تشرشل والرئيس السوفياتي ستالين، حيث أسفر عن الاتفاق حول تقسيم ألمانيا إلى أربع مناطق نفوذ.

والتزم ستالين بدعم و.م.أ ضد اليابان بفتح جبهة عسكرية مقابل الحصول على مكتسبات ترابية (مناطق نفوذ سوفياتي في القارة الأوروبية).

وهكذا تكون معسكر شيوعي شرقي قوي بدعم وتوجيه الاتحاد السوفياتي، ويضم:

- دول شيوعية: بولونيا, رومانيا, بلغاريا, هنغاريا, ألبانيا, تشيكوسلوفاكيا.

- مناطق محتلة من طرف الاتحاد السوفياتي: ألمانيا الشرقية وجزء من النمسا

تكوين أحزاب شيوعية غربية خاصة بفرنسا وايطاليا.

خلف هذا الوضع تخوفات لدى الدول الغربية الرأسمالية من تزايد الأطماع السوفياتية.

ب- رد الفعل الأمريكي من خلال مشروع مارشال:

مشروع مارشال هو مشروع للمساعدة الاقتصادية الذي تبنته الحكومة الأمريكية خلال ولاية الرئيس الأمريكي ترومان سنة 1947م من أجل مساعدة دول أوروبا الغربية المتضررة بعد الحرب العالمية الثانية.

وجاء هذا المشروع كرد فعل أمريكي على المد الشيوعي في أوروبا والعالم، بهدف تطويق ومحاصرة الشيوعية. (مذهب ترومان)

كان رد فعل الاتحاد السوفياتي سلبيا تجاه مشروع مارشال واعتبره وسيلة التدخل الأمريكي/الامبريالي في القارة الأوربية. فدعا الأحزاب الشيوعية إلى مواجهة هذا المشروع والتصدي له.

2- الحرب الباردة الأولى، وبعض أزماتها:

أ- مفهوم الحرب الباردة، ومظاهرها:

المفهوم:
 الحرب الباردة هو تعبير يطلق على التنافس السياسي والأيديولوجي والعسكري بين القطبين الشرقي الاشتراكي بزعامة الاتحاد السوفياتي، والغربي الرأسمالي بقيادة و.م.أ على الصعيد العالمي مع تفادي الاصطدام المباشر. وامتدت من فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية إلى سنة 1989.

ظهرت بوادر الحرب الباردة منذ سنة 1945 بعد إلقاء ال و.م.أ القنبلة النووية في غشت 1945 على اليابان، حيث وجهت من خلالها رسالة قوية في حربها الباردة الديبلوماسية ضد الاتحاد السوفييتي من أجل تغيير مجرى الاتفاق المبرم مع ستالين في مؤتمر يالطا.

المظاهر العسكرية والسياسية والاقتصادية:

• المعسكر الشرقي:

الآليات والوسائل السياسية و العسكرية:

- الكومنفورم 1947م أو مكتب الإعلام الشيوعي لمواجهة الحملة الإعلامية الأمريكية.

- حلف وارسو: ماي 1955م ويضم : الاتحاد السوفياتي, بولونيا, رومانيا, تشيكوسلوفاكيا, ألمانيا الشرقية, بلغاريا, ألبانيا, هنغاريا.

الآليات الاقتصادية: - الكومكون أو مجلس المساعدة الاقتصادية المتبادلة سنة 1949

• المعسكر الغربي:

الآليات والوسائل لعسكرية والسياسية :

- الحلف الأطلسي 1949م ويضم و.م.أ, كندا, بلجيكا, النرويج, فرنسا, اسلاندا, ايطاليا, بريطانيا, اليونان, تركيا 1952 وألمانيا الغربية 1954.

- منظمة الميثاق الأطلسي 1950.

- منظمة جنوب شرق آسيا 1954 .

الآليات الاقتصادية:
 - المنظمة الأوربية للتعاون الاقتصادي سنة 1948 والتي تحولت إلى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية سنة 196

ب- أهم ازمات الحرب الباردة الأولى (1947-1953): أزمة برلين الأولى والحرب الكورية

• أزمة برلين الأولى 1949: 
اندلعت هذه الأزمة بعد أن قررت الدول الغربية (فرنسا، انجلترا، و.م.أ) توحيد المناطق الألمانية التابعة لها، وتأسيس "جمهورية ألمانيا الفدرالية". فكان رد الفعل السوفياتي هو محاصرة برلين الغربية، وتأسيس "جمهورية ألمانيا الديمقراطية". وكانت النتيجة تقسيم ألمانيا إلى قسمين: شرقي اشتراكي وغربي رأسمالي.

• الحرب الكورية (1950-1953):
 اكتسحت كوريا الشمالية أراضي كوريا الجنوبية في يونيو 1950. فتدخلت و.م.أ لمساندة الجنوب اللبرالي والصين لمساندة الشمال الاشتراكي. وبعد 3 سنوات من الحرب و8 ملايين من القتلى، قسمت شبه الجزيرة الكورية إلى كوريا شمالية اشتراكية، وجنوبية رأسمالية.

3- مرحلة التعايش السلمي والحرب الباردة الثانية:

أ- مرحلة التعايش السلمي (1953-1975)

يقصد بالتعايش السلمي ذلك الانفراج والتحسن الذي حصل في العلاقات الامريكية السوفياتية بين 1953و 1975، والذي خفف من حدة التوتر بينهما، واستهدف الانتقال من مرحلة المواجهة الى مرحلة المفاوضات. وقد ساعد على انطلاق هذه المرحلة׃

- تغيير القيادة السوفياتية بوفاة ستالين سنة 1953 وتعويضه بنكيتاخروتشوف الذي رفع شعار التعايش السلمي مع الأنظمة الرأسمالية، وتجاوب و.م.أ مع هذه السياسة. (إيزنهاور(1953-1961) وجون كيندي (1961-1963).

- غياب القدرة عند أي طرف على حسم الصراع عسكريا (توازن الرعب).

- رغبة برجنيف ونيكسون في تهدئة الأوضاع الداخلية في بلديهما عبر تحقيق اتفاق خارجي دولي.

- الحدود الغير المتناهية للسباق نحو التسلح واستنزافه لميزانية الدولتين.

- أسفرت هذه المرحلة عن العديد من الاتفاقيات من اجل النزع الجزئي للسلاح منها:

- 1959م : الاتفاق على تدويل القطب الجنوبي وتخصيصه للأبحاث العلمية.

- 1963: الاتفاق الأمريكي السوفياتي الانجليزي لوقف التجارب النووية في الفضاء وأعماق البحار.

- 1968: الاتفاق الأمريكي السوفياتي الانجليزي لمنع انتشار الأسلحة النووية.

- 1972 : اتفاقية سالت الأولى للحد من الأسلحة الاستراتيجية.

وقد شهدت مرحلة التعايش السلمي العديد من الأزمات:

• أزمة برلين الثانية : 
بعد الهجرة السكانية المكثفة من ألمانيا الشرقية في اتجاه برلين الغربية الرأسمالية، وأمام رفض الدول الغربية اقتراح الاتحاد السوفياتي بتحويل برلين إلى مدينة محايدة، شرعت سلطات ألمانيا الشرقية السوفياتية ببناء حائط برلين ابتداء من سنة 1961م.

• أزمة كوبا 1962م:
 اندلعت الأزمة بعد اكتشاف طائرات الاستطلاع الأمريكية وجود قواعد سوفياتية لإطلاق الصواريخ بكوبا. وهدد الرئيس الأمريكي كندي السوفيات بشن حرب شاملة. فتم سحب هذه الصواريخ مقابل التزام أمريكا بعدم الاعتداء على كوبا الاشتراكية.

• الحرب الفيتنامية 1965م-1973م:
 دعم الاتحاد السوفياتي فيتنام الشمالية الاشتراكية للسيطرة على فيتنام الجنوبية المدعمة من الولايات المتحدة الأمريكية, وبعد تكبد أمريكا لخسائر اقتصادية، دبلوماسية ومعنوية، انسحبت من الحرب ليتم توحيد الفيتنام وتكوين حكومة شيوعية.

ب- الحرب الباردة الثانية (1975-1985) :

بحلول سنة 1975م تجددت الحرب الباردة في مرحلتها الثانية حيث تميزت هذه المرحلة ب:

- نقل الصراع إلى دول العالم الثالث بالتنافس بين الكتلتين حول تقديم مختلف وسائل الدعم لهذه البلدان، سواء اقتصادية ومالية أوعسكرية وسياسية ( انظر الجدول 25 ص 119).

- تجدد الصراع والسباق نحو التسلح، ووضع برامج عسكرية حديثة في إطار ما يسمى بحرب النجوم.

خاتمة :

إذا كانت الحرب العالمية الثانية قد أفرزت نظام القطبية الثنائية الذي تميز بالتنافس بين الكتلتين الشرقية والغربية وكذا بتصاعد الحركات التحررية بالعالم الثالث، فإن انهيار الاتحاد السوفياتي أدى إلى ظهور النظام العالمي الجديد والقطبية الأحادية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.