أعلان الهيدر

السبت، 17 أغسطس 2024

الرئيسية درس الإصلاح الديني في آروبا

درس الإصلاح الديني في آروبا

درس الإصلاح الديني في آروبا


 درس الإصلاح الديني في آروبا :

مقدمة: 

شهدت آوربا خلال القرنيين 15 و 16 حركات إصلاحية دينية تزعمها دينيون تأثروا بأفكار الحركة الإنسية فوجهوا عدة انتقادات للكنيسة الكاثوليكية وطالبوا بإصلاح ديني يواكب التحولات الإقتصادية والاجتماعية والثقافية.

فما دوافع الإصلاح الديني ؟ وماهي أهدافه ؟ وما ردود فعل الكنسية الكاثوليكية ؟

1- دوافع الإصلاح الديني في آروبا خلال القرنين 15 و 16م :

أ- اعترت الكنيسة الكاثوليكية في آوربا خلال القرنين 15 و 16 مجموعة من مظاهر الإنحراف:

• بيع صكوك الغفران من طرف الكنيسة الكاثوليكية :

عادت الكنيسة الكاثوليكية تبيع صكوك الغفران مقابل النجاة من النار وضمان المغفرة له والدخول إلى الجنة حيث كانت الكنسية تبيع صكوك الغفران للفلاحين الذين يمثلون الفئة الفقيرة وليس لهم أية سلطة وتدعوهم للخضوع المطلق للكنسية. وقد نهجت الكنيسة الكاثوليكية عدة طقوس لبيع صكوك الغفران حيث بررت بيعها بحجة بناء كنيسة القديس بروما وذلك في عهد البابا جوليوس الثاني وخليفته ليو العاشر.

• إخلال البابوية بواجباتها الدينية :

شهدت الكنيسة المسيحية في عصر النهضة الأوربية انحراف بعض من البابوات حيث كان البعض منهم زاهدا والبعض الآخر مهتما بالترف والبذح والرخاء ولذلك أصبحت الكنيسة في هذا العهد تهتم بالأموال أكثر مما تهتم بالإصلاح، ومن البابوات الذين كانوا يتناولون المصاريف الباهضة ليون العاشر (1513 و 1521).

ب- انتقد المصلحون الدينيون الممهدون للإصلاح الديني انحراف الكنيسة الكاثوليكية :

تم انتقاد الكنيسة من طرف عدة ممهدين للإصلاح الديني :

- المصلح الديني جان ويكلف (1320-1384) : الذي انتقد الكنيسة المسيحية في مبالغتها في جمع و إكتناز الأموال ولذلك دعا إلى الإستحواذ على ممتلكات الكنيسة واستغلالها في إصلاح البلاد اقتصاديا واجتماعيا و حذر من استغلالها وسلطتها بعد أن تبين بأن سلوكات رجال الكنيسة لا علاقة لها بما يأمر به الدين المسيحي.

المصلح الديني جان هس (1370- 1415) قام جون بانتقاد الكنيسة انتقادا شرسا ودعا إلى عدم تقديس البابوية لأن أفكارها وسلوكها بعيدين عن الديانة المسيحية وأن تصرفاتها الفاسدة تتنافى مع القيم التي يدعو إليها الإنجيل، وقد أدى به انتقاده إلى إعدامه من طرف الكنيسة سنة 1415وذللك بتهمة الهرطقة (الردة).

المصلح الديني إيرازم : انتقد إيرازم الرهبان المسيحيين بكونهم قوم ظلام قساة، استسلموا للخرافات ودعوته للعودة إلى الإنجيل لهم القيم الحقيقية والتخلص من السلطة الكاثوليكية التي تتنافى مع الديانة المسيحية.

2- أهداف وقيم الإصلاح الديني البروتستانتي وإصلاحات الكنيسة الكاثوليكية المضادة 

أ- ارتبط الإصلاح الديني البروتستانتي بتحقيق أهداف متعددة :

- ألمانيا : مارتن لوثر (1483-1546) ارتبطت حركة لوثر بتكوينه الديني من خلال زيارته لروما حيث عاد بانطباع سيء عن حياة البابوية حيث وقف على مظاهر الفساد والانحلال الخلقي من خلال ممارستهم لحياة البذح والملذات، ورفضه لصكوك الغفران لأن المغفرة مرتبطة بالإيمان. فما كان يشغل فكر لوثر هو البحث عن خلاص للإنسان وبالتالي كانت القاعدة الأساسية لحركته هي عقيدة التبرير بالإيمان. وتتلخص فيما يلي : (نفي العظمة عن رجل الدين ومنع ترويج صكوك الغفران – الرجوع إلى الكتاب المقدس وفهمه فهما صحيحا - الغفران مرتبط بالعمل الصالح... الإيمان مسألة فردية). كما عرفت أطروحات لوثر انتشارا كبيرا في ألمانيا فطلب منه البابا التخلي عن أفكاره ولما رفض اتهمه بالكفر. كما عارض لوثر كل الصدقات والأموال التي يستغلها رجال الدين بطرق غير شرعية.

كما لقيت حركة لوتر دعما من طرف الفلاحين الذين قاموا بثورة 1542م لكن لوثر عارضها معارضة شديدة لإيمانه بضرورة الخضوع للسلطة الدنيوية لأنها هبة من الله.

- سويسرا : ارتبط الإصلاح بحركة أولريش زونغلي حيث اعتمد هذا الأخير مبادئ لوثر في رفضه صكوك الغفران وابتزاز الكنيسة للناس عن طريق جمع الضرائب والعشور إلا أن الأمر سيؤدي إلى اندلاع حرب أهلية ومقتل المصلح زونغلي وهزيمة الجيوش البروتستانية في معركة كابل 1531 وذلك بعد انتشار الإصلاح في سويسرا٠ ثم ارتبط الإصلاح بعده بالحركة الكالفانية التي دافع عنها جان كالفان وقد كانت حركته أكثر تنظيما. إذ جمع أفكاره الإصلاحية بشكل منظم في كتابه مبادئ الدين المسيحي الذي ترجمه إلى الفرنسية وقد تضمن مبادئ اتفق بها مع لوثر بإعطاء الأولوية للكتاب المقدس، وربط الغفران بالأمور القدرية، كما اهتم كالفان كذلك بالجانب السياسي حيث كون جمهورية ثيوقراطية لجنيف جعل السلطة فيها للمرشدين الدينيين. حيث لوحظ تصاعد دور الكنيسة وخضوع الدولة لها.

- الإصلاح الديني في انجلترا : تجلى هذا الإصلاح في وقوف العلمانيين الإنجليز موقفا رافضا لرجال الدين، وخلاف هنري الثامن مع البابوية بسبب رفض البابا إلغاء الزواج الأول لهنري مما جعله ينفصل عن البابوية ويتزعم الكنيسة الإنجليزية وبالتالي أعلنت الكنيسة الكاثوليكية قرارا بتكفيره. كما أصدر البرلمان الإنجليزي قانون السيادة ومضمونه أن الملك هو القائد الأعلى ويتمتع بجميع السلط مما أحدث قطيعة نهائية مع الكنيسة الكاثوليكية. الفرق الذي وجد بين الحركة الإنجليزية وباقي الحركات الإصلاحية أن هنري الثامن احتفظ بالعقيدة والطقوس، وتراتبية رجال الدين للكنيسة الكاثوليكية فاعتبر عمله انشقاقا داخل الكنيسة الكاثوليكية كما أثار عمله معارضة للإصلاحيين الذين كانوا يرغبون في إصلاح ديني جذري.

ب- طبقت الكنيسة الكاتوليكية إصلاحا مضادا:

اتخذت الكنيسة الكاتوليكية عدة تدابير من أجل تطبيق إصلاح مضاد للبروتستانتيين وهذه التدابير هي :

- مجمع ترانت: انعقد أول مرة سنة 1545م إعترف بالترجمة اللاثينية للإنجيل واستمرار الهرمية وصكوك الغفران.

- منظمة اليسوعيين: أسسها أغناطيوس دولويولا سنة 1534 ضمت مثقفين دافعوا عن البابا والكنيسة والقيام بالتبشير الديني.

- محاكم التفتيش: تأسست في ق 12 م أثناء مرحلة الإسترداد ثم إحياؤها لتصفية حركة البروتستانت في ق 16م.

- لجنة الثبت : منعت تداول بعض الكتب التي وضعتها في قائمة شملت كتب إيرازم والبروتستانت والكتاب المقدس.

خاتمة

أدى الإصلاح الديني بأوربا إلى تحطيم الفيودالية مما أدى إلى حدوث تحولات سياسية واجتماعية مهمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.