والرأسمالية وثيقة الصلة بالثورة الصناعية التي حدثت في إنجلترا وبلاد أوروبا الغربية منذ أواخر القرن الثامن عشر , وأخذت تتطور وتتقدم بخطى سريعة في القرنين التاسع عشر والعشرين , إلى درجة تمكنت فيها الأساليب الجديدة للإنتاج الآلي من إحداث مشروعات ضخمة لتحل بدلا من الإنتاج اليدوي والمشروعات الصغيرة , مما ساعد على توطيد معالم الرأسمالية الصناعية الحديثة , وتبلور معالمها , وتجميع رؤوس الأموال الكبيرة في أيدي عدد من الأفراد أو المؤسسات كالشركات العملاقة التي أصبحت تملك جميع وسائل الإنتاج وتستخدم العمال بأدنى أجر وبأسوأ الأوضاع وإنتاج السلع وبيعها بأثمان تدر عليها أعلى نسبة ممكنة من الأرباح كما أخذت تعقد الاتفاقات بين المنتجين بغية الحد من نتائج المنافسة واستغلال المستهلكين وقد نشأ عن تضخم الرأسمالية بهذا الشكل والأساليب التي اتبعتها مساوىء كثيرة اقتصادية واجتماعية كظهور الفوارق بين الطبقة العمالية وغيرها, وتكدس الثروات في أيدي فئة ضئيلة وتدهور الأسعار والأجور, وحدوث الأزمات وسوء توزيع الدخل وسيطرة المشروعات الكبيرة التي تتمتع بسلطة احتكارية على مصير البلاد والمواطنين مما حمل الدولة على التدخل لحماية الطبقة العاملة بتشريعات خاصة, والاعتراف بالنقابات العمالية, وتحسين ظروف العمل, وتحديد حد أدنى للأجور , وإقامة نظام اجتماعي ضد البطالة والعجز والشيخوخة , والإشراف على حسن توزيع الدخل , ومراقبة المشروعات الكبرى , وإتباع سياسة التوجيه الاقتصادي , واللجوء إلى التخطيط الاقتصادي . الخ من التشريعات.