الصفحات

الأحد، 30 يوليو 2023

الرئيسية مفهوم التنمر

مفهوم التنمر



مفهوم التنمر


 

في بداية الامر لا بد من توضيح ما معنى التنمر لان استعماله أصبح شائعاً لا يقتصر على عمر او جنس ولا ثقافة دون أخرى. كذلك تزدحم المنشورات والمقالات العلمية والعامة حول هذا الموضوع وفيها ايضاً الكثير من المتناقضات. الاستعمال العامي والإعلامي للكلمة لا يعرف اطاراً يمكن القول بانه إطار علمي متفق عليه بين جميع الناس.

التنمر هو الاستخدام السيء المستمر المتعمد والمتكرر للسلطة في العلاقات عبر سلوك لفظي او جسدي او اجتماعي٬ والذي يستهدف الحاق الأذى الجسدي او الاجتماعي او النفساني. هذا السلوك لا يقتصر على فرد واحد وانما احياناً يشمل مجموعة من البشر الذي يسيئون استخدام سلطتهم او ما يتصورون قوتهم٬ على شخص او أكثر والذين يشعرون بأنهم غير قادرين على منع السلوك الموجه إليهم. من هنا نلاحظ بان سلوك التنمر يتميز باستمراريته وتعمده للإنسان الذي في السلطة٬ ومن جهة أخرى نلاحظ بان الفرد المستهدف يشعر بانه غير قادر على منع ما يحدث.

 لذلك تم استحداث مناهج وقوانين مهنية تمنح الانسان الفرصة لتقديم شكوى ضد أي انسان اخر في العمل، بل وحتى ضد المؤسسة التي يعمل فيها من خلال لوائح قانونية مهنية واضحة. في العالم الغربي مثلا هنا محاكم خاصة تبث بهذا الامر في جميع ميادين العمل بدون استثناء.

التنمر ايضاً هو ظاهرة جديدة بسبب استعمال المواقع الاجتماعية وهو ايضاً يخضع لشروط التعريف أعلاه. هناك ايضاً قوانين جديدة تستهدف حماية المواطنين من هذا السلوك، ولكن البث فيها يكون عن طريق الجهات الأمنية التي تقرر بعد ذلك وصول مثل هذه السلوكيات الى الجهات القانونية.

ما هو ليس بالتنمر هو:
• نوبات فردية من النبذ الاجتماعي والكراهية.
• نوبات غير متكررة من النكاية بالأخرين.
• سلوكيات عدوانية عشوائية.
• خلافات وصراعات بين الناس.

اثار التنمر

اثار التنمر (في واقع الحياة او عبر عالم الفضاء) على الضحية لا تختلف كثيراً عن اثار التعرض لضغوط نفسية وتشمل:
• اعراض قلق
• اعراض اكتئاب
• اعتزال الأخرين
• سلوكيات انتحارية
• اعراض جسدية لا يمكن تفسيرها طبياً
• الشعور باليأس

هذه الاعراض والعلامات قد تتطور عند البعض لتصل عتبة الإصابة باضطراب نفسي مثل اضطراب الاكتئاب او اضطراب القلق المتعمم والرهاب الاجتماعي. هناك من يؤكد بان الاعراض الناتجة عن التنمر لا تختلف كثيراً عن اضطراب كرب ما بعد الصدمة سوى ان تعريف الصدمة بحد ذاته يختلف في الحالتين.

التعامل مع التنمر

حماية الطفل والاحداث من التنمر يقع على عاتق أولياء امورهم والمقصود بولي الامر ليس الإباء والأمهات فقط وانما الكادر التعليمي والشؤون الاجتماعية٬ فعليهم مراقبة الأطفال والاحداث وملاحظة التغيير في سلوكهم وتدهور أدائهم الاجتماعي والتعليمي. هناك من الأطفال من يتوجه صوب أولياء الامر شاكيا لهم وذلك دوماً يؤدي الى وقاية الطفل من الاشقياء. هناك من الأطفال والاحداث الذي لا يشارك أولياء امر لسببين:
• اختلال التواصل بين أولياء الامر ورعاياهم.
• تعرض الطفل او الحدث لعملية ابتزاز.
• سيادة مفاهيم اجتماعية مريضة في البيئة التي يعيش فها الأطفال والاحداث.

الأطفال غير البالغين الذي يتعرضون للتنمر في عملهم فالإنسان البالغ عليه مشاركة المقربين منه واستشارتهم والتمسك بحقه والمطالبة فيه. هناك أيضا نقابات العمال التي توفر الدعم اللازم لأعضائها. بعبارة أخرى على البالغ تحمل المسؤولية في مواجه المتنمر ضمن حدود العمل والمؤسسة التي يعمل فيها وعدم القبول بدور الضحية.

كذلك يجب ان لا ننسى بان سلوك التنمر لا يصعب مشاهدته في العلاقات الزوجية واحياناً بين الوالدين و ابناءهم سوى ان مصطلح التنمر لا يستعمله احد في هذا الاطار.

علاج اثار التنمر

في غالبية الحالات تنتهي الاعراض والمعاناة مع توفر الدعم العائلي والاجتماعي والتعليمي.
هناك من يستمر يعاني من اعراض اثار التنمر وهنا الدخول في علاج نفساني كلامي لفترة وجيزة يساعد الكثير.
هناك من يعاني من اضطراب نفسي وعليه باستشارة طبيب نفساني.

العلاقة بين المعتدي والضحية في حالة التنمر اشبه بعلاقة انسان بكائن (انسان اخر) تعلق به استوطن كيانه نفسيا. عملية الاستيطان تحتاج أولا الى إدراك الضحية بان هذا الكائن مصدر ازعاج مستمر وهو كائن ضعيف ينحدر من عائلة وضيعة أخلاقيا وتاريخهم يعكس عدوانيهم وضحالتهم. المعتدي انسان ضعيف غير مستقر وعلى الأكثر مدمن على المخدرات عاجلا ام اجلا. عملية تهجير هذا الكائن السيء ت تحتاج الى إدراك الضحية ضرورة طرد هذا الكائن من كيانه وتجاوز اثار التنمر في نهاية الامر يحتاج الى ما يلي وخاصة بعد عمر البلوغ:
• مراجعة الانسان لنفسه والقبول بانه كان ضحية في الماضي، ولكن هذا الدور في الحياة الان لا خير فيه وعليه ان يتجاوزه وينتقل الى مرحلة جديد في الحياة واجها التحديات الراهنة والسعي تجاه مستقبل جديد.
• عليه تغيير أفكاره. لكل انسان القابلية على تبديل كل فكرة سلبية بإيجابية واتن وجدت فكرة سلبية في أي وقت هناك أضعف ذلك من أفكار إيجابية هو لوحيد القادر على سحبها لتحتل المقدمة في عقله.
• على الانسان ان يسأل نفسه كيف يفكر ويحلل الأمور وعلاقته مع الاخرين. هناك من يحلل الأمور ويفكر بأطر سلبي والاخر يفكر ايجابياً.
• على الفرد مراجعة دوره في الحياة. الدور الذي يجب ان يرفضه هو دور الضحية ويبحث عن دور جديد مثل دور الانسان المكافح٬ العامل٬ المفكر٫٬ المستجد.

هذا هو الطريق لتجاوز اثار التنمر وخير معالج للإنسان هو الانسان نفسه.





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.