الصفات الحميدة أعلاه تتميز بأبعاد مشتركة وهي:
• الانتباه الى وجود معاناة الانسان الاخر
• الإحساس والمشاركة العاطفية من بعد بمعاناة الغير
• دراسة المعاناة وتفاصيلها ومن ثم التفكير بها
• استحداث النية لتخفيف معاناة الغير والامه
• اتخاذ الخطوات العملية لتخفيف المعاناة والألم
• التواصل والتفاعل مع من يعاني من الألم
يمكن القول بان الصفات الحميدة أعلاه قد تكون سمة من سمات شخصية الانسان ٬ فهناك من يميل الى التعاطف والشفقة أكثر من غيره٬ وهناك من تراه فظاً غليظ القلب لا ينتبه الى معاناة والام القريب والبعيد على حد سواء. من جهة أخرى ترى الشفقة والتعاطف والغفران حالة يمر بها الانسان بين الحين والاخر تفاعلاً مع الظروف البيئية كما نرى جهود الانسان لمساعدة غيره في مناسبات معينة او حين يبتلي البعض بكوارث طبيعية مثل الزلزال والفيضان والحروب. كقاعدة عامة فان التعاطف والشفقة كسمة حميدة تساعد الانسان على التواصل مع غيره واستيعاب سلوكه وتراه يميل أكثر من غيره الى الغفران.
سمة التعاطف والشفقة والغفران كثيرة الارتباط بمصطلحات نفسانية أخرى مثل الشخصية المحبوبة اجتماعياً Prosocial Personality. هذه الشخصية تميل الى تقييم مصالح الاخرين والتعاطف معهم والتصرف بما هو مفيد لغيره. كذلك تميل سمة التعاطف والشفقة الى ارتباطها طردياً مع الذكاء العاطفي٬ والميل الى التحلي بالمسؤولية الاجتماعية.
الصفات الحميدة أعلاه ولفترة طويلة كان يتم حصرها كسمات تميز الانسان عن الحيوان. ولكن البحوث العلمية1 منذ أكثر من عشرين عاماً كشفت بان زرع هذه السمات الحميدة يتم عن طريق تربية الطفل ورعايته من قبل الوالدين وبالتالي يتم رسم خريطة في دماغ الانسان والحيوان من الثدييات ٬تعكس قابليته على الشفقة والعطف والتسامح. يتم خزن هذه السمات في القشرة المخية للفص القبل الجبهي Prefrontal Cortex. لكن البحوث الأخيرة تشير الي ان هذه الصفات لا تقتصر فقط على الثدييات وانما هي موجودة في جميع الحيوانات الفقارية2 Vertebrates والية التعاطف والشفقة مصدرها كما يلي:
• الدائرة المخططة في الدماغ Striata Circuit التاي تربط النوى القاعدية مع القشرة المخية وتسيطر على فعالية الانسان الحركية.
• اتصال الدوائر أعلاه باللوزة Amygdala التي هي مركز التفاعل العاطفي للانسان.
اما الناقل الكيمائي الذي يؤدي الى نقل الإشارات بين مختلف المناطق أعلاه فهو هرمون اوكسيتوسن Oxytocin الذي يتم تسميته بهرمون الحب ويتم استقباله على مستقبلات خاصة به في الخلايا العصبية معروفة بمستقبلات اوكسيتوسن و اوكسيتوسن ١(OXTR & OXTRI).
لا يستطيع الانسان القول بانه غير متعاطف ولا يشفق على أحد بسبب جيناته التي ورثها والبيئة التي تربى فيها وخلاياه العصبية لان هناك أكثر من دليل3 على ان الانسان يستطيع ان يتغير مع تدريب نفسه على التعاطف مع الاخرين وتحسين اداركه لمعاناة الاخرين.