الصفحات

السبت، 27 نوفمبر 2021

فوائد عشبة الشيح

فوائد عشبة الشيح


 المحتويات

• ما هو الشيح المستخدم؟

• الآثار الجانبية المحتملة

• الجرعة والتحضير

• عن ماذا تبحث

ما هو الشيح؟

الشيح ( الأرطماسيا أبسينثيوم) هو عشب معمر ، أو عشب ينمو مرة أخرى كل عام. لقد تم استخدامه للأغراض الطبية منذ آلاف السنين.

ينبع اسم Wormwood من حقيقة أنه يمكن أن يزيل الطفيليات غير المرغوب فيها. يمكن أن يساعد الزيت العطري من هذه العشبة القلبية ذات المذاق المر أيضًا في الهضم وإدارة الألم وتقليل التورم.

تشرح هذه المقالة كيفية استخدام الشيح من الناحية الطبية ، وما هو معروف من الأبحاث الطبية حول كيفية عمله. ويناقش أيضًا الأشكال المتاحة من الشيح وأي آثار جانبية محتملة.

معروف أيضًا باسم

شراب مسكر - أبسنثيوم - الزنجبيل الأخضر - مادروورت - عشبة النار

ما هو الشيح المستخدم؟

اختبرت الدراسات العديد من الاستخدامات للأفسنتين. في حين أن البحث محدود ، كما هو الحال غالبًا في طب الأعشاب ، فإليك ما هو معروف.

مرض كرون

مرض كرونيسبب تورم في الجهاز الهضمي. تشمل الأعراض آلام شديدة في المعدة وإسهال وتعب. تشير الأبحاث إلى أن هناك فوائد للأشخاص المصابين بداء كرون الذين يتناولون الشيح ، ولكن النتائج مستمدة من أحجام عينات صغيرة.

في إحدى الدراسات ، تم إعطاء 10 أشخاص مصابين بالمرض 750 ملليجرام (مجم) من مسحوق الشيح المجفف ثلاث مرات يوميًا لمدة ستة أسابيع. تم أخذ الشيح بالإضافة إلى علاجه المنتظم. عمل عشرة أشخاص آخرين لم يتلقوا الشيح كمجموعة تحكم.

من بين أولئك الذين تناولوا الشيح ، أبلغ ثمانية من العشرة عن أعراض أقل بينما قال اثنان فقط في المجموعة الضابطة إن أعراضهم تحسنت. ووجدت الدراسة أيضًا تحسنًا في الحالة المزاجية لدى أولئك الذين تناولوا المكملات عند مقارنتها بالمجموعة الضابطة.

اشتملت دراسة مختلفة أقدم على 40 بالغًا مصابين بداء كرون. تم إعطاؤهم 1500 مجم من الشيح يوميًا أو علاجًا وهميًا. تحسنت الأعراض بشكل كبير لدى 65٪ ممن تناولوا الشيح ، مقارنة بـ 15٪ فقط في المجموعة الضابطة.

المرضى الذين يتناولون الشيح أيضا لم يحتاجوا إلى نفس عدد الستيرويدات - دواء كرون الشائع - بعد ثمانية أسابيع من المكملات.

قد تظهر الدراسات الصغيرة حول استخدام الشيح في الأشخاص المصابين بداء كرون نتائج واعدة. ومع ذلك ، كما هو الحال مع العديد من المكملات الغذائية ، هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول ما إذا كانت آمنة وفعالة.

طفيليات

يمكن أن تصيب الطفيليات مثل الدودة الدبوسية والدودة المستديرة والديدان الشريطية الأمعاء وتسبب مشاكل صحية في الجهاز الهضمي. تم استخدام العلاجات المستخلصة من مركبات في الشيح لعلاج هذه الالتهابات.

ومع ذلك ، فإن معظم الأبحاث حول استخدام الشيح كمضاد للطفيليات تستند إلى نتائج الدراسات التي أجريت على الحيوانات والتي لا يمكن تفسيرها على أنها لها نفس القيمة لدى البشر.

وجدت إحدى هذه الدراسات التي أجريت على الفئران ، والتي نُشرت في مجلة Journal of Helminthology ، أن الشيح تسبب في فقدان وظيفة العضلات وموت الطفيليات. ثبت أن العلاج يعمل بالإضافة إلى بعض الأدوية المضادة للطفيليات.

الهضم

يعاني حوالي ثلثي الأمريكيين من أعراض الجهاز الهضمي مثل الغازات والانتفاخ وحرقة المعدة وآلام المعدة والإمساك والإسهال.

تظهر الأبحاث أن الشيح يمكن أن يساعد في الهضم وتقليل التشنجات في الأمعاء والمعدة.

كما يمكن أن يعزز الشيح الشهية ويساعد على إفراز اللعاب أو الإنزيمات الهضمية الأخرى أو البروتينات التي تساعد في عملية التمثيل الغذائي. كل هذه العناصر تدعم الهضم الصحي والصحة العامة.

إدارة الألم

أظهرت دراسة صغيرة أن الشيح يمكنه تحسين الألم وتقليل التورم في الجسم. شمل البحث 42 شخصًا تلقوا 300 مجم من خلاصة عشبة الشيح يوميًا ، أو 600 مجم من المستخلص يوميًا ، أو علاجًا وهميًا لمدة 12 أسبوعًا. قال المشاركون الذين تناولوا 300 ملغ يوميًا إن مستويات الألم لديهم كانت أفضل ، لكن لم يتم العثور على نفس التأثير في المجموعتين الأخريين.

وتبين من استعراض للأدب دراسة نشرت عام 2018 أن جميع شيح الأنواع مثل الشيح هي الأدوية العشبية مفيدة للألم. هذا لأنها تحتوي على مضادات الأكسدة التي تساعد على حماية خلاياك من خلال تفاعل كيميائي. قد تقلل أيضًا من التورم.

الفوائد الصحية لمضادات الأكسدة

التهاب المفاصل ودعم المناعة

يرتبط الالتهاب بالعديد من الأمراض طويلة الأمد ، والآلام الحادة والمزمنة ، وانخفاض وظائف المناعة. مادة الأرتيميسينينمركب موجود في الشيح قد يساعد. يمنع الجسم من صنع السيتوكينات ، وهو نوع من البروتين يسبب الالتهاب.

يستخدم بعض الناس الشيح لتخفيف الألم والتورم الناجم عن التهاب المفاصل. نظرت إحدى الدراسات التي أجريت على 180 شخصًا يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي (RA) في الاختلافات بين أولئك الذين تم إعطاؤهم إما مستخلص الشيح أو دواء وهمي لمدة 12 أسبوعًا. أبلغ أولئك الذين تناولوا الشيح عن تخفيف آلام المفاصل بشكل كبير ، حيث وجد أن الشيح أكثر أمانًا من بعض الأدوية الشائعة المستخدمة لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي.

وجدت دراسة أخرى أجريت على 90 شخصًا يعانون من آلام الركبة أن وضع مرهم الشيح بنسبة 3٪ على المفاصل الملتهبة يقلل الألم ويحسن الوظيفة البدنية لدى مرضى هشاشة العظام .

خلاصة

الشيح هو عشب طبي يستخدم منذ آلاف السنين. إنه يظهر نتائج واعدة في علاج مرض كرون والتهابات الطفيليات في الأمعاء. قد يحسن أيضًا وظائف الجهاز المناعي والهضم ، أو يساعد في علاج الألم ، بما في ذلك آلام التهاب المفاصل.

الجمعة، 19 نوفمبر 2021

فلسفة: الاخر والتواصل

فلسفة: الاخر والتواصل



إنّ الآخر يفرض نفسه عليّا, فأنا أحبّه, أكرهه, أُهمله, أتذكّره, أنساه, أشتهيه, أُقلّده .. فلا توجد حياة وجدانيّة أو عمليّة أو أخلاقيّة أو حتّى عقلانيّة لا يحضر فيها الآخر, فالحقيقة ذاتها, حقيقة العلوم, تستدعى بكونيتها حضور الآخر :
 تشترط الاعتراف بها  .. من المستحيل أن أعي بذاتي, من المستحيل أن أُنتج علما بدون الإحالة المباشرة أو غير المباشرة إلى الآخر. إلاّ أنّ حقل التفكير حول العلاقة و التواصل مع الآخر محدود و ضيّق. 
ففي فلسفة مؤسّسة على مركزيّة الذّات و ممحورة حول الأنا ككيان مستقل بذاته, تنحو العلاقة بالآخر لأن تختزل في حركة توسيع الأحداث الملاحظة عن الفرد وحده. و ذلك ما نلاحظه اليوم أيضا في مناهج العلوم الإنسانيّة, إذ أنّ الأفراد يقع تناولهم كمواضيع و العلاقات الخاصّة التي يمكن أن يقيموها فيما بينهم تعتبر أمرا عارضا و لا تدخل في التعريف العام.
هذا يعنى أنّ ظاهرة العلاقة بالآخر تدخل في اهتمام التفكير الذي, وإن يُبقي على وحدة الوعي, لا يعتبره معطى مقدّس و لكن مسار أو مهمّة تحصل في التّاريخ. ذلك أنّه لكي يصبح الآخر مشكلا حقيقيّا, يجب أن نسلّم بتميّز الذوات و في نفس الوقت نسلّم بضرورة دخولها في تلاقح حتى تتكون. ذلك هو الشأن عند Hegel(1) عندما حلّل انبجاس الوعي انطلاقا من الرّغبة. فالذّات تتحدّد أوّلا باعتبارها رغبة, و لكن رغبة غير حرّة, لأنّها رغبة رغبة الآخر, أي أنّها رغبة في موضوع يمثّل في نفس الوقت موضوع رغبة الآخر. و في هذه التجربة الأولى تدرك الذّات أنّها لا توجد إلاّ بواسطة الآخر, فهي ليست الوعي الوحيد و المتفرّد كما هو الشأن بالنسبة للكوجيتو الدّيكارتي, إذ أنّها ستتحدّد بمجابهة الآخر الذي يسعى بدوره إلى تحقيق نفس الرّغبة. 
و في هذه الرغبة للاعتراف المتبادل La Reconnaissance Mutuelle يبدو الآخر كنفيٍ للذّات, بما أنّها تتحدّد بنفيه وهو وعي يسعى إلى تحقيق ذاته بدوره, لذلك فإنّ هذه التجربة تؤدّي حتما إلى الصّراع, ذلك هو الأصل البعيد لجدليّة السّيد و العبد : المنتصر يستعبد الآخر, و لكنّه يحكم على نفسه بالتّقوقع داخل تناقض, لأنّه يتحصّل على اعتراف من ذات فقدت وعيها بذاتها كذات واعية.
و نقطة انطلاق التفكير السارتري تشبه التمشّى الهيقلي إلى حدّ كبير. ذلك أنّ الوجود الإنسانيّ عند سارتر لا يمكن أن يختزل في تجربة الوعي المتفرّد الّذي في ذاته, فهو أيضا الوجود-مع-الآخر Etre-avec-autrui , وهو مفهوم أخذه سارتر عن Heidegger و يفيد عند سارتر كون الآخر دائم الحضور كحرّية حتّى عند غيابه, و تمظهره الأكثر جلاء يكون في مستوى تجربة النّظرة Le Regard(2).
 فالآخر بما أنّه ينظر إلى نفس المشهد الذي أنظر إليه, يغيّر إدراكي الخاص له, يغير الوعي الذي لي به. و بالإضافة إلى ذلك, فإنّه بنظرته لي أُصبح مجمّدا Figé, لا فقط محوّل كموضوع بل أيضا مغترب في إمكاناتي :« فلا يتعلّق الأمر بكوني أحسّ أنّي أخسر حرّيتي و أصبح شيئا: فحرّيتي هناك, خارجة عن حرّيتي المعيشة باعتبارها محمول يسنده إليّا ذلك الكائن الذي أمثّله بالنسبة للآخر, ذلك أنّني أفهم نظرة الآخر في خضمّ فعلي ذاته, كتجميد و اغتراب لإمكاناتي» (الوجود و العدم). و بما أنّي منتزع من ذاتي أحسّ أنّي مغترب عن الآخر و علاقتي به لا يمكن أن تكون إلاّ علاقة صراع, و قولة سارتر المشهورة «الجحيم هو الآخرين» تقدّم صورة واضحة لفهمه لهذه العلاقة, ذلك أنّ الصدام بين الذوات لا يمكن تجاوزه و علاقة الحريات لا تتضمّن المبادلة, فأنا أدرك الآخر بنظري و أجمّده في مجموعة من التحديدات و هو يقوم بنفس الشيء عليّا.
لاّ أنّ G.Deleuze(3) يسعى إلى تجاوز تصوّر الآخر في المنظور : ذات/موضوع. 
فالآخر بالنسبة له هو «بنية الحقل الإدراكي»Structure du champ perceptif الذي لا يخضع للذات التي تنجزه, فالآخر هو ظرف تنظيم قبلي Condition d'organisation a priori يشكّله الاستعمال الخاص. و دولوز يحدّد هذه البنية مثل بنية الممكن, بنية عالم لا يوجد خارج الذّات التي تعبّر عنه. و المشكل الحقيقي ليس إذن مشكل علاقة الوعي بالوعي الآخر, و لكن مشكل معرفة ماذا سيكون الوعي عندما تغيب بنية-الآخرLa structure-autrui , فوفق هذا التّصوّر الآخر ليس فردا و إنّما مكانا, و ذلك يتضمّن فكرة فهم الآخر بطريقة إجماليّة, فالأخر هو معطى يتقدّم لنا في إجماليته و لا يقتضي أي جهد تركيبي في الزمن, و فهمه يحصل في مباشريه الآن.
هذا ما نلمحه مثلا في تجربة التّعاطف La Sympathie, فبالتعاطف أكون في اتّصال مباشر بمعيش الآخر, و هو ما يفسّر كوني لا أستطيع أن أعوّض فهمي المباشر للآخر مهما حاول هذا الآخر ذاته ذلك. و Max Scheler(4) يضيف كون ذلك لا ينفي ألاختلافات بين أشكال التواصل المشابهة للتعاطف, فالعدوى, الشكل الانفعالي الذي يعبّر عنه مثلا الضحك و الدموع, تتضمّن اتصال لا يميّز بين فعلي الخاص و فعل الآخر, و نفس الشيء نقوله فيما يخصّ وحدة الأم بابنها, فهي وحدة ترتكز على النّظام الحياتي, و تؤدّي إلى تلاحم بين الشّخصين تتماهى فيه الأحاسيس و تنتفي فيه الحدود, عكس التّعاطف الذي يشكّل تواصلا يتمثّل في فهم إحساس الآخر رغم غياب إحساس شخصي مماثل و معيش حقّا, هذا يعني أن المسألة تتعلّق بما هو ذهني و المشاركة ليست كلّية بما إنها لا تصاحب بسيرورة التماهي, فالتعاطف يبدو كحدس ذهني يضعني في علاقة مع معيش الآخر بدون أن أقاسمه هذا المعيش. و تجربة التعاطف تعني وجود معرفة خاصة بالآخر لا يمكن إرجاعها إلى نمط معرفة العالم الموضوعي و هو نمط المعرفة الذي يحول دون التواصل الحقيقي مع الآخر.
لكن لا دولوز و لا ماكس شيلر يدحضان إمكان الصراع مع الآخر, بل أن ما يقولانه و ما يقوله معهم مارلو بونتي(5) يعنى أن علاقتي بالآخر ليست ضرورة علاقة نزاع, يكفي فقط أن أكفّ عن الاستعلاء على ألآخر و اقبل مبدأ الاختلاف, و إذا كان الآخر مختلفا عنّي فليس معنى ذلك أنّه ضدّي أو عدوّا لي. و هذا يعني أن فهم الآخر و التواصل معه يقتضي مراجعة منطق الهوية و إقرار منطق الاختلاف, ذلك أنّ معرفة الآخر تتعلّق بضرب من الحركة الحدسيّة التي تزرعني في وسط شخصيّة الآخر, و تجعلني أغادر فرديّتي الخاصة حتى أتماهى مع الفرديّة التي أريد فهمها. و ذلك لا يكون ممكنا إلا بفعل إحساس عميق كالحب و التعاطف أو بفعل تواصل قويّ, كالفنّ, يجعلني أعترف بالآخر كشخص, كوعي متفرّد لا يمكن اختزاله في تجربتي معه. و رغم كون تصوّر كهذا يصطدم بنظريّة التحليل النفسي, بما أنه تصوّر يبنى على الإدّعاء بكون الإنسان سيّد نفسه, في حين انّه في علاقة إنكار مع ذاته نظرا لكونه لا يتحكّم في لاوعيه, فإنه ليس لنا خيار آخر, و بما أنّنا نروم التواصل مع الآخر فليس لنا إلاّ تجاوز الإقرار الهدّام : إذا لم أكن قادرا على فهم نفسي فكيف لي أن أفهم الآخر و أتواصل معه

فلسفة:تلخيص محور الدولة : السيادة والمواطنة

فلسفة:تلخيص محور الدولة : السيادة والمواطنة



إن كل تفكير في الإنسان على النحو الذي يضمن مقاربته على وجه كوني يستلزم النظر في مستوى وجوده المرتبط بالممارسة، وما يحيل عليه هذا الربط من إحالة على مستوى الوجود مع الآخر،لا في سياق المقاربة الأنطولوجية الميتافيزيقية،على أهميتها وضرورتها،وإنما في إطار وجوده الواقعي كما يتحدد في مقتضيات الوجود الاجتماعي. ما يجعل من هذا الإقرار مشروعا؛ أي الربط بين تحديد الإنساني في الإنسان و الوجود الاجتماعي، هو ما يثبته النظر في الوضع الإنساني من كونه وجود اجتماعي ضرورة إذ لا يمكن تصور وجود إنساني فردي منعزل عن كل سياق اجتماعي. لا يتعلق الأمر بمجرد ضرورة نظرية ولكن ذلك ما يثبته الواقع على نحو بين لا يحتمل المجادلة.

يعود هذا الربط بين تحقق الإنساني في الإنسان ووجوده الاجتماعي إلى تعذر توفر شروط حفظ البقاء بالنسبة للإنسان كفرد باعتبار عجزه عن توفير مختلف حاجاته التي يتحقق بها حفظ البقاء . 
هذا العجز والمحدودية التي تطبع وجوده البيولوجي والفيزيولوجي من جهة وتعدد حاجاته وتنوعها وتطورها من جهة ثانية ،هو ما يفرض حاجته للأخر من أجل التعاون في توفير هذه الحاجات.
عن الحاجة للتعاون ينشأ الاجتماع الإنساني ويتطور من مستوى الوجود الضيق المحدود بالأسرة والقبيلة لمستوى المجتمع الكبير. غير أن المفارقة التي يثيرها هذا الاجتماع تتمثل في التالي؛ ذلك أنه بقدر ما يبدو هذا الاجتماع ضروريا لاستمرار الوجود الإنساني حتى في حدوده الدنيا ،فان انتظام هذا الاجتماع وبالتالي إستمراريته، ليس تلقائيا ولا ثابتا. وبعبارة أخرى فبقدر ما يكون هذا الاجتماع ضروريا وبقدر حاجة الفرد لكل واحد من الآخرين؛ فان استمرار هذه العلاقة بين مجموع الأفراد ،على النحو الذي يحقق الغاية من اجتماعهم،أي التعاون،تحف به أخطار عديدة ، سواء كانت خارجية؛ بسبب ما يمكن أن يتعرض له هذا المجتمع من تهديدات خارجية من طرف مجتمعات أخرى، أو خاصة؛ من تهديدات داخلية تتحدد، أساسا،في إمكان تعارض مصالح الأفراد بما يهدد بتصدع هذه الوحدة ،وما يمكن أن ينتج عن هذا التصدع من مخاطر تحول دون تحقق الفائدة المفترضة من هذا الاجتماع.

تكمن مخاطر انحلال الوجود الاجتماعي في كون مثل هذا الواقع ينتهي بالإنسان إلى مستوى الوجود الحيواني القائم على الفردية والجزئية والخضوع المطلق لنظام الطبيعي، وهي كلها معطيات تتقابل مع محددات الإنساني في الإنسان القائمة على ما هو كوني وكلي. 
بذلك يكون تحديد الإنساني على وجه كوني يستوجب وجودا اجتماعيا قائما على الوعي بضرورة هذا الوجود وخاصة الوعي بضرورة توفير شروط استمرارية هذا الوجود من خلال العمل على توفير شروط تماسك الوجود الاجتماعي.
تتحدد شروط تثبيت استمرارية المجتمع، بما يحقق كونية الوجود الإنساني، في إطار وجود مدني سياسي، بحيث، يستوجب الأمر، توفر شكل من أشكال التنظيم الاجتماعي الذي يكون قادرا على تنظيم علاقة الأفراد قيما بينهم. يتعلق الأمر إذن بمسألة "تدبير الشأن العام" في مقابل الشأن الخاص.لا يعني هذا التقابل، ضرورة، وجود تناقض بين المجالين، ولكنه يفيد في كل الحالات أن التباس العلاقة بين المجالين هو الذي يوجب تحديد قواعد وضوابط تمكن من تثبيت الوجود الاجتماعي للإنسان بما هو بما هو مقتضى تحقق الكوني فيه.
إذا كان تدبير الشأن الخاص يحيل على مستوى الوجود الفردي الضيق، بما يربط تدبير هذا الشأن بالقدرة على اتخاذ القرارات المتوافقة مع المصلحة الشخصية، بغض النظر عن أي مقتضى يتجاوز حدود هذه المصلحة، فإن مجال الشأن العام يتعلق بتدبير المجال الذي لا يمكن أن نتخذ في قرارات بشكل فردي بما أن وجودنا ومصالحنا مقيدة بوجود ومصالح الآخرين.مفهوم الشأن العام يعني بذلك المجال الذي يتقاطع ضمنه وجود المجموعة ومصيرها ،سواء عاد هذا التقاطع على اشتراك في المصالح الاقتصادية،أو اشتراك في الهوية الثقافية، وفي نفس الوقت يكون الشأن العام هو المجال الذي تتناقض فيه ذات المصالح .
 إن هذا التقاطع سواء فيما يحيل عليه من وحدة أو تخارج وتباين هو الذي يجعل من تنظيم إدارة الشأن العام ضرورة.
تحيلنا مسألة تدبير الشأن العام على مستوى الممارسة السياسية باعتبارها الممارسة التي موضوعها تدبير هذا الشأن الإنساني، بذلك يكون موضوع هذه الممارسة هو تنظيم الفضاء المشترك وبعبارة أخرى تنظيم العلاقة بين مجموع الإفراد بما يسمح بجعل التقاطع الموجود بين مصالح ومشاغل وهواجس الإفراد لا تقوم على التقابل وإنما التكامل.

يخضع تنظيم هذه العلاقة إلى وجود سلطة سياسية تكون مهمتها إدارة الشأن العام والتحكم فيه من خلال توفرها على السيادة التي تجعل من انجاز هذه المهمة ممكنا. يتعلق الأمر إذا في نهاية المطاف بمسالة السيادة التي يقوم على أساسها إمكان تنظيم الشأن العام بما يمكن من تحقيق الإنساني في الإنسان باعتبار إن السيادة هي المبدأ الذي يجعل من ثبات الاجتماع الإنساني واستقراره ممكنا بما يحقق الكوني لا كمطلب وإنما كواقع متحقق.
إذا ما كان وجود سيادة تنظم الوجود الاجتماعي لا يحتمل في إطار الافتراضات السابقة التشكيك أو التضنن ،فان تحديد دلالة السيادة ذاتها وأسسها وغاياتها ومقاصدها كما آليات إنفاذها يضل مع ذلك موضوع لتساؤلات متعددة بتعدد الإاحراجات التي تثيرها المفارقات المرتبطة بمفهوم السيادة تنظيرا وواقعا.

تعود هذه المفارقات تحديدا على ما يشق مفهوم السيادة ذاته من تناقض بين مقتضى إدارة الشأن العام على أساس غائية المصلحة العامة من جهة وطبيعة السلطة التي تقوم عليها السيادة من جهة ثانية بما هي مقترنة بالقوة والهيمنة. إذ كيف يمكن لممارسة تقترن بالسلطة التي تمارس على الأفراد، أن تكون أساسا لخدمة الشأن العام، بما يخدم مصلحة الأفراد في نهاية الأمر؟ يتعلق وجه الحرج الأساسي المرتبط بكل ممارسة سياسية فالتساؤل أولا عن ضرورة وجود هذه السلطة السياسية كما تتجلى في السيادة؟ وثانيا، وهو الأهم ما الذي يجعل من الأفراد يقبلون، بل وحتى يطلبون قيام هذه السلطة بما تقوم عليه من سيادة تنتهي في كل الحالات إلى الحد من حرياتهم وتضييق مصالحهم الخاصة مقابل تضخيم مجال المصلحة العامة.

تشترط مقاربة جملة هذه التساؤلات، والنظر في مدى وجاهة ادعاء انبنائها على مفارقة حقيقية، تضع وجود الفرد في تقابل مع مبدأ السيادة، أن ننظر في دلالة مفهوم السيادة ذاتها، باعتبار أن مفهوم السيادة هو جوهر كل دولة، بغض النظر عن شكل هذه الدولة، وأساس مشروعيتها . بعبارة أخرى فان كل تفكير في الشأن العام في علاقة بمسألة الدولة يرتبط بإشكال السيادة من حيث تعريفها وإبراز حدودها وأساس مشروعيتها.


السيادة والسلطة والمشروعية

إن الانتقال من مستوى الوجود الفردي والشخصي والجزئي، إلى مستوى الوجود المدني السياسي هو المقتضى الذي يتحقق به وجود الإنسان على وجه كوني. هذا الانتقال هو الذي يسمح، تحديدا، بالقطع مع مستوى الوجود الطبيعي المباشر المحكوم بمقتضى الحاجة البيولوجية إلى مستوى وجود، مختلف كليا، يقوم على انتظام اجتماعي مدني سياسي يتحقق ضمنه تحرر الإنسان من الضرورة الطبيعية ليدخل مجال الضرورة الاجتماعية. 
تتحدد هذه الضرورة الاجتماعية في ضرورة "العيش المشترك"ضمن قواعد ومقتضيات تجعل من العيش المشترك حافزا للاجتماع الإنساني، وليس عبئا، على الفرد احتماله رغما عنه.
يقتضي ضمان العيش المشترك توفر سلطة يكون بمقدورها تنظيم العيش المشترك ورعايته، بمعنى تثبيت المقومات التي تجعل من العيش المشترك مطلبا وليس عبئا. وهو ما يجعل من وجود سلطة تتوفر على آليات تمكنها من تثبيت مطلب العيش المشترك، و سواء ارتبطت هذه الآليات بأدوات المراقبة، أو بأدوات العقاب، فإنها ضرورة تجد مبررها في ذاتها.
يتعلق ضمان العيش المشترك ضرورة بوجود سلطة يكون موضوعها الشأن العام؛ بمعنى التوفيق بين المصالح المختلفة، وأحيانا المتناقضة بين الأفراد. هذا الاختلاف في المصالح، وبغض النظر عن تحديد مبرراته في هذا المستوى، يقود ضرورة إلى النزاع، نزاعا لا يتعلق بمصلحة شخصية وإنما باختلاف الأفراد في تحديد كيفية تنظيم الشأن العام وإدارته. إن هذا التحديد الأولي لدلالة السلطة هو الذي نقصده بمفهوم السلطة السياسية. يجب التنبيه في هذا المستوى أن الحديث لا يعود على دلالة السلطة بإطلاق وإنما فقط على دلالة السلطة السياسية. ذلك ، أنه لا يمكن اختزال دلالة السلطة في مجال السياسي حيث إن فهم حقيقة هذه الظاهرة الإنسانية يوجب حسب ما بينه فوكو الإقرار باتساعها لتشمل مختلف مجالات الوجود الإنساني وفي مختلف مستوياته.
بقدر ما تتعلق الممارسة السياسية الواقعية بالصراع على السلطة، والتحكم في أدوات الهيمنة التي تتيح الانفراد بتدبير الشأن العام، فإنه يجب أن ننتبه إلى ضرورة عدم الخلط بين مفهوم السلطة السياسية من جهة، ومفهوم السيادة من جهة ثانية. فالسيادة تمثل مبدأ الممارسة السياسية ذاتها من جهة الحق والمشروعية.
 وهي بذلك تتحدد باعتبارها الأساس الذي تقوم عليه ممارسة السلطة، وبعبارة أخرى فالسيادة هي المصدر الذي تستمد منه السلطة السياسية مشروعيتها. فالسيادة هي ما يمنح السلطة السياسية الحق في تنظيم وإدارة الشأن العام. أن نعين على هذا الأساس، الشعب كمصدر للسيادة، مثلا، لا يعني ضرورة أن الشعب هو الذي يمارس السلطة السياسية فعليا، وإنما فقط أن السلطة تمارس باسم الشعب، وهو واقع الحال في ضل النظام الديمقراطي. السيادة إذا هي الأساس والمصدر الذي يضفي على سلطة سياسية ما مشروعيتها.
السيادة تتحدد إذا باعتبارها الخاصية المميزة لكل سلطة سياسية، وهي ما يضفي المشروعية على هذه السلطة بحيث تكون سلطة الدولة هي تجسيد لسياستها. هذا الربط بين سلطة الدولة ومفهوم السيادة هو ما يجعل من سلطة الدولة سلطة عليا ومطلقة بحيث لا يتصور حدودا لسيادة الدولة ولا مبدأ أعلى من مبدأ سيادتها ذاته. أن تتمتع الدولة بالسيادة فإن ذلك يعني أن هذه السيادة هي منبع السلطات الأخرى. على هذا الأساس يكون للدولة الحق المطلق في تشريع القوانين وإنفاذها دون أن تكون، في ذلك، محتاجة للرجوع إلى مبدأ غير ذاتها، ولا إلى مشروعية غير مشروعيتها الخاصة. 
يحيل مفهوم السيادة بذلك على معاني الهيمنة والسلطة والتحكم التي يتقوم بها وجود الدولة في إطار حدود و مجال سلطتها الواقعي والقانوني. داخل مجال سلطة سيادة الدولة تكون الدولة هي المحتكرة لكل سلطة سواء تعلق الأمر بالتشريع القانوني أو بتنفيذ هذه القوانين.
إذا كانت السيادة تعني داخل حدود الدولة السلطة المطلقة والعليا فهي تفيد في إطار العلاقة بين الدول استقلالية الدولة عن كل سلطة خارجية، أي عن سلطة أي دولة أخرى. وبذلك فانه لا يمكن الحديث عن دولة دون توفرها عن سيادة تامة ومطلقة بما يجعلها قادرة على بسط سلطتها وممارسة هذه السلطة في استقلالية تامة عن تأثير أو مراقبة أي دولة أخرى. يحيل مفهوم السيادة في هذا السياق على مبدأ سيادة الأمة واستقلال إرادتها في مقابل سيادة بقية الدول الأخرى.
إن هذا التحديد الأولي لمفهوم السيادة من خلال ربطه باحتكار السلطة داخل حدود الدولة على أساس انفرادها بمشروعية تشريع القوانين وإنفاذها من جهة ، واستقلالها عن كل تأثير أو تدخل خارجي من جهة ثانية، أصبح اليوم، وفي ضل مظاهر العولمة الاقتصادية والسياسية خاصة يواجه تحديات حقيقية مع تشكل وتنامي ما أصبح يعرف بالقانون الدولي خاصة. إن سلطة الدولة وان بدت لا محدودة انطلاقا من مبدأ السيادة إلا أن الاتفاقات الدولية التي نشأ عنها القانون الدولي والمؤسسات الدولية الحقوقية جعلت من مفهوم السيادة الوطنية موضوع للمسائلة وإعادة التأسيس.يستوجب هذا التحديد الأولي لمفهوم السيادة، بربطه بالمبدأ الذي يضفي على ممارسة السلطة من حيث التشريع والإنفاذ، مشروعية وقبولا، النظر في مقومات السيادة ذاتها من جهة التساؤل عن الأساس الذي يشكل السيادة ويجعل منها هذا المبدأ الأول للسلطة السياسية.
فبأي معنى تتحدد السيادة مصدرا للمشروعية ولمعقولية الممارسة السياسية أصلا؟ وضمن أية شروط ومقتضيات أخلاقية وواقعية يمكن للسيادة أن تكون ضامنا لتوفر شروط عيش مشترك يحقق كونية الوجود الإنساني.

السيادة ومأزق العنف

• السيادة والحاجة للعنف

يرتبط مفهوم السيادة، في حضارتنا المعاصرة، بالدولة تحديدا، إذ لا يمكن أن نربط أي وجود اجتماعي سياسيي بمبدأ السيادة، غير الحديث عن سيادة الدولة. تكون الدولة بهذا المعنى هي الجهة ، وبغض النظر عما إذا ما كانت تتحدد في شخص، أو في مؤسسة، أو في مجموعة مؤسسات منفصلة ومستقلة، ولكنها في نفس الوقت متكاملة، في احتكار فعاليتين رئيستين؛ تشريع القوانين المنظمة للشأن العام من جهة، وإنفاذ هذه القوانين ، من خلال آليات المراقبة والعقاب ، من جهة ثانية.
ترتبط الدولة، إذن بممارسة العنف ولكن العنف الذي تمارسه الدولة يضل عنفا شرعيا لا من جهة غاياته المتمثلة في ضرورته لتنظيم الشأن العام وإنما من جهة اعتباره شرعيا بالمعنى القانوني.
 إن عنف الدولة هو العنف الذي يبرره القانون ويفرضه. فالدولة هي الجهة التي تحتكر الحق في ممارسة العنف الشرعي حسب عبارة ماكس فيبر. هذا الربط بين الدولة والعنف يجعلها ليست غير تعبير عن علاقات الهيمنة السائدة داخل المجتمع. يمثل العنف، كممارسة مبررة ومشروعة، الوجه الآخر للسيادة التي تؤسس لوجود الدولة، وما يجعل من ممارستها للسلطة أمرا واقعيا. حين نربط الدولة بالعنف فان المسالة لا تتعلق بشكل الدولة، باعتبار نظامها السياسي إذا ما كان مستبدا أو ديمقراطيا، وإنما بالدولة بإطلاق وبغض النظر عن هذه الفروقات. والعنف ذاته يمكن أن يتجلى ضمن وسائط متعددة سواء كان عنفا ماديا مباشرا يقوم على إلحاق الأذى المادي والمعنوي، أم كان عنفا رمزيا يقوم على توجيه الرأي العام على أساس المغالطة والتزييف والوهم. ولعل السمة البارزة لممارسة العنف اليوم تتمثل في شيوع آليات العنف الرمزي القائمة على التضليل من خلال الدور المؤثر الذي أصبحت تلعبه اليوم وسائل الإعلام بأصنافها المتعددة حتى صار هذا الشكل من أشكال العنف القائم على التضليل بمثابة العلم القائم بذاته. يتخذ هذا العنف المنظم الذي تمارسه الدولة وجهين متمايزين ولكنهما متكاملين. فالدولة الحديثة في ممارستها لسلطتها وتثبيت هذه السلطة تستند على منظومتين من الأجهزة كما بين ذلك "ألتوسير" منظومة الجهاز القمعي وهي تتشكل من جملة مؤسسات الدولة القانونية والمتمثلة في الحكومة والإدارة وجهاز الشرطة والقضاء وهي كلها أدوات تعتمدها الدولة لتكريس ذاتها كسلطة تحتكر ممارسة العنف وتقمع كل من يحاول مشاركتها في التفرد في هذه الخاصية، أو عدم الاعتراف بسيادتها وحتى محاولة الخروج عن هذه السيادة.
غير أن الدولة الحديثة خاصة تعتمد منظومة ثانية من المؤسسات والأجهزة التي تمارس نوعا مغايرا من العنف هو العنف الرمزي. إن آليات العقاب وحتى المراقبة المباشرة لا يمكن لها أن تضمن استمرار سلطة الدولة واحترام سيادتها ما لم تعمد إلى تشكيل أو إعادة تشكيل وعي الأفراد على النحو الذي يجعلهم يقبلون بسلطة الدولة على أساس كونها تتوفر على السيادة. يتعلق الأمر في هذا المستوى بمفهوم الايدولوجيا كما صاغته "الفلسفة الماركسية".
 تتمثل الايدولوجيا في مجموع الأفكار والمعتقدات والمفاهيم التي تسعى الدولة(باعتبارها ممثلة لمصالح طبقة اجتماعية محددة) لجعلها تبدو في الأذهان بمثابة حقائق مقبولة لا يمكن التشكيك فيها أو الخروج عنها. تعتمد الدولة في تشكيلها لهذا الوعي الزائف على مجموعة من الأجهزة التي قد لا تبدو مرتبطة ضرورة بالدولة ذاتها كالمؤسسة الدينية والمدرسة ووسائل الإعلام والمنظمات والأحزاب.... على هذا الأساس تتحدد الايدولوجيا باعتبارها أقسى أشكال العنف نظرا لقدرتها الفائقة على المغالطة حين تتحول المراقبة إلى مراقبة ذاتية. 
ليس العنف بالوسيلة أو الأداة الوحيدة التي تؤمن من خلالها الدولة سيادتها وتتيح لها إمكان ممارسة سلطتها غير أن العنف مع ذلك يبقى وسيلتها الخاصة.
بقدر ما يضل اعتماد العنف مبررا باعتباره أحد الشروط الرئيسية التي بمقتضاها يمكن ضمان أقصى ما يمكن من مستلزمات العيش المشترك، فإن ارتباط الممارسة السياسية بالعنف يضعنا في مواجهة جملة من الاحراجات. فممارسة العنف في ضل مطلب تثبيت وتكريس سيادة الدولة وأحقيتها بالانفراد بممارسة السلطة السياسية يمثل قطعا خطرا وتهديدا لمصير الأفراد الخاضعين لها، ذلك أن العنف هو عنف موجه بداية ضدهم، وبغض النظر عن مبرراته. 
وحتى في حالة القبول بربط سيادة الدولة بأحقيتها باستعمال العنف باعتباره عنف شرعيا فان السؤال عن حجم ومدى العنف المسموح به يضل قائما على نحو جدي.
حتما، إن كل عنف يمكن أن يصدر عن الأفراد بما يهدد العيش المشترك من الواجب مجابهته بعنف مضاد لردعه، غير أن السؤال عن حجم العنف المناسب في مقابل هذا العنف الأول يضل سؤالا وجيها. إن مجموعة من المشجعين لفريق كورة قدم حين يبادرون للعنف كتعبير عن عدم رضاهم على قرارات حكم مباراة هو فعل وان كان لا يهدد بجد العيش المشترك فانه يضل فعلا غير مقبول يجب مواجهته، إلا انه في هذه الحالة يستوجب الأمر أن نتساءل هل يجب إن نواجه هذا العنف بعنف مماثل في الدرجة؟ أم بكمية أكثر أو اقل؟
يحيلنا هذا التساؤل إلى إحراج حقيقي يتعلق لا بشرعية العنف وضرورته، إذ أن مبدأ السيادة ذاته يفترضه، وإنما إلى التساؤل عن حدوده ومداه. ذلك أن كل تعسف في استعمال القوة والعنف حتى وان كان في إطار قانوني بما يضفي عليه شرعية، يجعل من السيادة ذات طابع إطلاقي يربطها بالاستبداد، فينفي عن ممارسة السلطة المرتبطة بها كل مشروعية بافتقادها لمعيار الحق.
يحيلنا التحليل السابق إلى مفارقة أولى: إن ضمان العيش المشترك بما هو مطلب كل ممارسة سياسية ، وبما هو مبرر مبدأ السيادة ذاته يفترض العنف وسيلة وأداة، أ فليس من المفارقة إذن إن يكون شرط ضمان العيش المشترك بما هو قيمة أخلاقية عليا تؤسس للوجود الإنساني وتضفي عليه بعدا كونيا مشروطا باستعمال العنف والإرغام؟ أ لا يحيلنا الوجود السياسي للإنسان في نهاية الأمر إلى مفارقة، حسب صياغة بول ريكور، تتمثل في التقابل بين موقف الإنسان المبدئي الرافض للعنف أخلاقيا من جهة في حين أن وجوده السياسي مقترنا بالعنف؟
إن هذا المأزق بين تحديد لأفق الاجتماع الإنساني القائم على استهجان العنف من جهة وربط سيادة الدولة بممارسة العنف يضعنا في مواجهة مأزق نظري عملي في آن واحد يتعلق بالتساؤل عن مشروعية ربط مبدأ السيادة بالعنف.
فبأي معنى تمثل السيادة المطلقة والغير مقيدة، والقائمة على اعتماد العنف استبدادا يتنافى ومعيار الحق، وكونية الوجود الإنساني؟

• السيادة والاستبداد

تحيلنا دلالة مفهوم سيادة الدولة في علاقة بمسالة العنف، حين نتناول السيادة بما هي سيادة داخلية، إلى مبدأ السيادة باعتبارها مطلقة وغير مقيدة بحيث تكون إرادتها فوق كل إرادة أخرى سواء تعلق الأمر بإرادة جهة معنوية أو بإرادة شخص مادي. بذلك تكون السيادة مصدرا لسلطة مطلقة بحيث لا تخضع هذه السلطة إلا لذاتها، وهو ما يفيد على صعيد الممارسة العملية أن هذه السيادة تحتكر على نحو كامل لا يقبل المشاركة التشريع للقوانين المنظمة للشأن العام كما إنفاذ هذه القوانين وفرض احترامها. وهو ما يعني أن السلطة التي تنبثق عن هذه السيادة هي سلطة مطلقة لا تقبل القسمة أو المشاركة.
إن هذا الربط بين السيادة والسلطة المطلقة التي لا تقبل القسمة أو المشاركة ينتهي بنا إلى مفهوم الاستبداد باعتباره شكل السلطة السياسية المنبثق عن سمات السيادة هذه. يتعين الاستبداد هنا بما هو الحكم الذي يقوم على التفرد بالسلطة بشكل مطلق ولا يقبل مشاركة من أي طرف آخر في إدارة الشأن العام على نحو قطعي.
لا يرتبط الاستبداد بشكل محدد للدولة ولشكل نظام الحكم فيها، فقد يتعين في صورة شخص يكون ملكا أو أميرا أو زعيما، ويمكن أن يتعين في نظام حكم ملكي أو جمهوري، ويمكن أن يستند لشخصية الزعيم الملهم أو الحزب الواحد، ولكننا في كل الحالات أمام أشكال وصور متعددة لوجه واحد هو وجه الاستبداد. غالبا ما لا يقدم المستبد نفسه على أساس كونه مستبدا وإنما يقوم بالتشريع لسلطته المطلقة من خلال مبررات ودعاوي أخلاقية تتعلق بتحقيق الأمن وخدمة المصلحة العامة وتوفر المستبد على خصال استثنائية وتحديد أولويات تنظيم الشأن العام ترتبط باختيارات تتقابل في إطارها مطالب التنمية والأمن الداخلي أو الخارجي مع مطالب الحرية.
بغض النظر عن تطور أشكال الاستبداد، وتنوع مبرراته، فان سمته الجوهرية تضل ذاتها إذ تتعلق بغياب فكرة المواطنة وتحديدا منع وإقصاء الأفراد عن المشاركة في إدارة الشأن العام سواء تعلق الأمر بتحديد الاختيارات العامة المنظمة للشأن العام أو التشريع للقوانين المنظمة للعيش المشترك.
أما السمة الثانية الجوهرية المتعلقة بكل نظام استبدادي فتتعين في غياب المراقبة إذ لا تخضع سلطة المستبد لأي شكل من إشكال المراقبة على ممارسته السلطوية تشريعا وإنفاذا باعتبارها سلطة أولى لا سلطة فوقها. إن غياب مفهوم المواطنة وتغييب الأفراد من مجال المشاركة السياسية من جهة، وغياب جميع أشكال المراقبة عن سلطة المستبد بما يجعل منها سلطة غير مقيدة، ينزع عن هذا النمط من السلطة كل مشروعية، نظرا لافتقاد السيادة التي تتأسس عليها هذه السلطة لمشروعية الحق وتؤسسها على مشروعية القوة.
إن نظام حكم استبداديا يختزل السيادة في شخص الحاكم أو الحزب الواحد، ينتهي تهديدا لإمكان العيش المشترك بتهديده ونقضه لرهانات مطلب العيش المشترك. ليس العيش المشترك غاية في حد ذاته، وإنما هو المقتضى الذي يوفر شروط ارتقاء الوجود الإنساني إلى مستوى الوجود الكوني. تتمثل شروط هذا الارتقاء في احترام ايتيقا التعايش مع الآخر القائمة على الاعتراف المتبادل والتعاون والحوار وفق مقتضيات العقل، غير أن نظاما استبداديا حين ينزع إلى اعتماد العنف غاية ووسيلة وقمع الحرية والحق في الاختلاف واسترقاق المواطنين وحجب صفة النضج والعقل عنهم من خلال الحكم بعدم أهليتهم في المشاركة في تسيير الشأن العام إنما هو انحطاط بالوجود البشري إلى مستوى الوجود الحيواني القائم على توفير شروط ضمان البقاء المادية لا غير. كما دلت التجربة التاريخية أن كل نظام مستبد يضخم بشكل لا نهائي من سيادته مقابل شعبه إنما ينتهي إلى كوارث حقيقية ترتبط بمغامرات الحرب والعنف ضد الدول الأخرى وما ينتج عنه من دمار متبادل يعرض الوجود الإنساني إلى مخاطر الفناء المادي والفعلي.
إن ربط السيادة بالعنف والاستبداد، وبغض النظر عن كل مبررات هذا الربط يستوجب إعادة النظر في مفهوم السيادة ذاتها من جهة مراجعة حدود هذه السيادة، من خلال تعيين حدود ذاتية للسيادة تنبع من مقتضياتها وأسسها ذاتها. في هذا الإطار تتنزل محاولات عدد من المفكرين منذ بدايات العصر الحديث في محاولاتهم إعادة التفكير في حدود والتزامات السيادة.

 المواطنة بما هي حد للسيادة

• التطور التاريخي للتأسيس لمفهوم السيادة

 السيادة بما هي فاعلية ونجاعة في إدارة الشأن العام: 
ارتبط التفكير في المسألة السياسية عامة، بالوجه الذي يسمح لنا بالحديث عن نشأة التفكير السياسي الحديث بظهور كتاب الأمير لميكيافلي.
 لقد مثلت أطروحة ميكيافلي في تشريحه لطبيعة الممارسة السياسية وغاياتها تحولا مفصليا داخل تاريخ التفكير في مسألة الدولة. يرتبط هذا التحول في القلب الذي أحدثه ميكيافلي في تحديد مقتضيات التفكير في الممارسة السياسية.، إذ لم يعد الأمر يتعلق بتحديد ما يجب أن يكون،( ما يجب أن تكون عليه شكل الدولة والعلاقات الإنسانية في إطار الممارسة السياسية) وإنما الانطلاق مما هو كائن، والتقيد في تحديد مقتضيات الوجود السياسي للإنسان بما هو كائن فعليا داخل الواقع الإنساني من ممارسات واقعية.
يمكن أن نحدد الانقلاب الذي أحدثه ماكيافلي في مقتضيات التفكير في المسألة السياسية في ثلاثة مراجعات أساسية
- البعد التاريخي : رغم أن ميكيافلي لم يعمد مطلقا إلى إنشاء نظرية في مسألة التاريخ، فان الوعي التاريخي كان حاضرا بقوة في تفكيره من خلال عودته الدائمة في سياق برهنته على موقفه من الممارسة السياسية إلى وقائع التاريخ واستنطاقها ومحاولة بناء أحكامه من الاستنتاجات التي يحيل عليها الحدث التاريخي، فالتاريخ هو مصدر للحكم القاطع. تبين لنا وقائع التاريخ انبناء العلاقات الإنسانية على العنف والصراع وهو ما يستوجب قيام سلطة قوية بمقدورها في آن واحد أن تضمن الأمن الداخلي وأن تصد كل عدوان خارجي.
- الدين والسياسة: يمكن اعتبار ميكيافلي أول المفكرين الذين أسسوا للائيكية والدعوة للفصل بين الدين والسياسة من خلال رفضه للتأسيس للسيادة انطلاقا من مرجعية دينية تربط الممارسة السياسية بالمشروعية الدينية. إن مشروعية السيادة لا يمكن إرجاعها إلى إرادة الاهية متعالية. يعود رفض ماكيافلي للربط بين الدولة والدين لرفضه بداية للمنزلة الثانوية التي وضع فيها التفكير الكنسي المسألة السياسية. إن الدولة لا يمكن بالنسبة للتفكير اللاهوتي ّأن تكون غاية في حد ذاتها وإنما هي مجرد أداة تتقوم بمدى مساهمتها في تحقيق مطلب الخلاص كعقيدة دينية مسيحية.
- الدين والأخلاق: يتعلق الانقلاب، إذا في تجاوز النظر المعياري الذي يربط الممارسة السياسية بمطلب الغايات المرتبط بقيم الخير، وبالتالي التأسيس لأشكال من الانتظام السياسي تراعي إمكان تحقق هذه الغايات، كما هو الحال في بناء أفلاطون للجمهورية، أو تأسيس الفارابي للمدينة الفاضلة، إلى استعادة النظر في المسألة السياسية من واقع حال الوجود الإنساني بغض النظر عن معيارية هذا الواقع. على أساس هذا التحول في تحديد أوليات التفكير في المسألة السياسية تتحدد أصالة ماكيافلي. إن كل تفكير في مسألة الدولة لا يرتبط بالنظر في الممارسة الفعلية والواقعية لا يمكن أن يقول لنا، حسب ماكيافلي، لا حقيقة الدولة ولا شروط بنائها.
إذا كان الأمير لا يكتسب الشرعية لا من الدين ولا من الأخلاق فما هو أساس السيادة التي يمارس انطلاقا منها السلطة إذن؟
ليس للسيادة، وفق ميكيافلي، من مصدر وأصل غير الأمير ذاته. إن سلطة الأمير تجد مشروعيتها في السيادة التي ترتبط بشخص الأمير تحديدا. يجد هذا الربط بين السيادة والأمير مشروعيته من نظرة واقعية للممارسة السياسية؛ ذلك أن نجاح الأمير في افتكاك السلطة واستحواذه عليها تمنح لسلطته مشروعية كاملة. غير أن سيادة الأمير لا يمكن أن تكتسب هذه المشروعية المطلقة إلا بشرط قدرته على الاحتفاظ بهذه السلطة. إن السيادة إذا ليست بالواقعة الأولى المنجزة بشكل أولي، وإنما السيادة تتكون تدريجا في تساوق مع نجاح الأمير في فرض هيمنته وسلطته. يتعلق الأمر بالنجاعة في تحديد مشروعية السيادة؛ نجاعة ترتبط بنجاح الأمير في فرض سلطته بمختلف الوسائل التي يمكن أن تحقق هذه الغاية بغض النظر عن قيمتها الأخلاقية. إن الأمير وفي استعارة بلاغية يجتمع فيه في نفس الوقت دهاء الثعلب وبطش الأسد.
إن هذا التحديد للسيادة بربطها بمنطق النجاعة والتشريع لاستعمال العنف من اجل تثبيت سلطة الأمير لا يجاوز بنا مأزق العنف الذي ينتهي إليه كل نظام حكم استبدادي وبذلك لا يمكن في نهاية الأمر أن القراءة المتسرعة للتاريخ والواقع الفعلي للممارسة السياسية كما استقرائها ميكيافلي يمكن أن تعين لنا حدودا حقيقية للسيادة تخرج بنا من مجال العنف المتناقض ضرورة مع مطلب الكوني كأفق للعيش المشترك.

• من السيادة المشخصة إلى السيادة المجردة:

 يودون تمثل لحظة يودون لحظة أساسية في مسار تطور مفهوم السيادة من خلال فصله بين السيادة وشخص الأمير أو الملك. لقد طور يودون في كتبه الستة المعنونة ب"الجمهورية" نظرية في السيادة تقطع مع التصورات السابقة، والتي لم ينجح حتى ميكيافلي في تجاوزها، القائمة على أساس أن الملك يتضمن في شخصه مبدأ السيادة التي تضفي مشروعية على سلطته. فالملك هو السيادة ذاتها بفعل التفويض الإلهي الذي يتوفر عليه فيمنح لحكمه مشروعية مطلقة. حتما إن يودون لم يجاوز أفق التفكير اللاهوتي في السياسة حين يربط في نهاية الأمر بين السيادة وضرورة احترام الحق الطبيعي الذي سنه الإله ، لكنه مع ذلك يخطو بالتفكير الفلسفي في السيادة خطوة هامة إلى الأمام، حين يثبت أن السيادة هي فكرة مجردة تتعلق بمعاني الحق والسلطة المطلقة الغير قابلة للقسمة أو المشاركة، ولا تتعين مطلقا في شخص الحاكم. يعود رفض يودون للربط بين السيادة وشخص الملك إلى الاحتراز من تحلل السيادة وانتفائها بغياب الملك بفعل الموت. فالسيادة يجب أن تضل فكرة بما يجعل من استمرار الجمهورية ممكنا.
تتحدد فكرة السيادة في إطار معاني الإطلاق وعدم القابلية للمشاركة أو القسمة فالسيادة ليس لها حد غير التطابق مع القانون الطبيعي الذي هو من وضع الإله، وبذلك تصبح السيادة وأفعال السلطة المنجرة عنها قابلة للعقلنة وليست أفعالا اعتباطية لا يحكمها سبب أو مبرر يمكن من تعقلها. أن تتحدد السيادة بالإطلاق وعدم القابلية للقسمة أو المشاركة ينتهي إلى التأسيس لنظام حكم مطلق واستبدادي إذ لا يمكن للسيادة بما هي مبدأ اعلي أن تعود إلى ما هو في وضعية ادني أي الشعب. إن السلوك الوحيد المقبول من الشعب هو الخضوع والطاعة العمياء، وهو ما يشرع لنظام استبدادي لا يمكن قبول مبادئه بما هي مبادئ، وفق فلاسفة العقد الاجتماعي، تتناقض ومبدأ الحق.

• السيادة بما هي مواطنة

إن جميع أشكال الاستبداد تجد أساسها في فهم محدد لدلالة السيادة يتقوم باعتبارها مطلقة لا تقبل القسمة ولا المشاركة، وبالتالي فان من يمتلك السيادة يمتلك سلطة مطلقة، غير مقيدة وغير محدودة. سواء تعلق الأمر بشواهد التاريخ، وارتباط الحروب والنزاعات بالأنظمة الاستبدادية، أو عودة على قيم العقل الإنساني المطلقة والخالدة المتمثلة في الحق والخير فإننا نجد أنفسنا مجبرين على إعادة التفكير في مفهوم السيادة من جهة التضنن على تعريفها الملتبس الذي يتصورها مطلقة لا حد لها. إن النجاعة مع ميكيافلي، أو صفتها المجردة والمتعالية مع يودون لا يمكن أن تمثل حدودا حقيقية للسيادة تنهي مأزق العنف وجميع مظاهر الاغتراب المرتبطة بأنظمة الحكم المستبدة الناتجة عن التحديد المطلق لمفهوم السيادة.
نشأ الفكر السياسي الحديث على أساس مراجعة مفهوم السيادة من جهة تحديدها وتقييدها ذاتيا بمعنى أن تجاوز جميع أشكال الاستبداد يستوجب تقييد السيادة ذاتها من داخلها من جهة ضبط أسسها بشكل يجعل من السلطة المنبثقة عنها سلطة مقيدة بمقتضيات السيادة ذاتها. إن لحظة القطع الحقيقية التي أذنت بميلاد التفكير الفلسفي الحديث في الدولة ارتبط بمرجعية فلسفية وقانونية أصطلح على تسميتها بفلسفة "العقد الاجتماعي".
تحيلنا فلسفة "العقد الاجتماعي" على جملة من الفلاسفة أهمهم جون لوك وروسو وسبينوزا وهوبس. رغم أهمية الاختلافات في مواقف هؤلاء الفلاسفة، والى حد التناقض أحيانا، فان ذلك لا ينفي تقاطعهم حول فكرة رئيسية مثلت أساسا لنشأة الدولة في صيغتها وشكلها المعاصر. يتجلى هذا التقاطع بين هؤلاء الفلاسفة في مبدأين أساسيين:
- ربط التفكير في الدولة بدراسة الطبيعة الإنسانية وضعيا، بحيث تكون نشأة الدولة ناتجة عن خصوصية الطبيعة الإنسانية ذاتها. إن هذه العودة لدراسة الطبيعة الإنسانية في تحديد أسس الدولة مثل قطعا مطلقا مع التفكير اللاهوتي الذي كان يربط التفكير في الدولة بحقائق دينية.
- اعتبار الدولة اصطناعا وإنشاء إنسانيا فهي قد نشأت بإرادة وفعل الإنسان، هذه الإرادة التي تجلت في العقد الاجتماعي، بما هو عقد إرادي واختياري. يعود أمر تأسيس السيادة، إذا، إلى مقتضيات العقد ذاته من جهة تحديد ضرورته وإطرافه وغايته. على هذا الأساس تضحى السيادة مقيدة من داخلها أـي انطلاقا من خصوصية العقد الاجتماعي الذي أنشأها.

الثلاثاء، 16 نوفمبر 2021

كيف تتصرف في المواقف المحرجة ؟

كيف تتصرف في المواقف المحرجة ؟




كيف تتصرف في المواقف المحرجة ؟

اللحظات المحرجة تمر بالجميع وسعيد الحظ منا الذى يمر منها بنوع من الذكاء.. فالحرج هو أقوى وأشرس العواطف التي يمكن أن تواجهها، وكلما زاد عدد الجمهور الذي يشاهد حالات حرجك؛ زاد الأمر سوءاً. وعلامات الحرج معروفة جيداً، وتتمثل باحمرار الوجه والتعرّق والتلعثم في الكلام، وقد تصاب بإحدى هذه العلامات أو جميعها عندما يكون مستوى الإحراج أقوى منك.

المواقف المحرجة

لا بد أن تعرف أن السيطرة على الحرج يأتي من عندك، وأنت الوحيد القادر على جعل الأمر سيئاً أو عادياً، لأن ردة فعلك هي التي تستطيع أن تحول الدفة لصالحك، وتجعل أكثر المواقف إحراجاً تمر بشكل عادي. الكثير منا يمر بهذا الموقف ولكن علينا سرعة البديهه
مثلا .. عند إلقاء نكتة لا يضحك عليها أحد الجميع يصغي إليك وأنت تلقي نكتتك بكل استمتاع بعد أن أعددت لها جيداً، إلا أن المفاجأة هي عدم ضحك الحضور بعد انتهائك من سرد النكتة، إذ لا يزال الجميع في انتظار أي شيء مضحك. ينبغي عليك في مثل هذا الموقف أن تكون سريع البديهة وألا تأخذ الأمور بجدية، بل أجعل الأمر أكثر سخرية، كأن تقول “لا بأس النكتة القادمة أفضل، أو أن الضحك يأتي بعد نصف ساعة من سماع النكتة، ولكن لا تبالغ في المرح حتى لا تظهر كالأبله، وتجنب أن تحاول تغيير الموضوع أو أن تلجئ للصمت، لأن كل هذا يعطي انطباعاً سيئاً عنك.

حاول أن تضع بداخللك الكثير من المبادىء التى تعتمد عليها ف المواقف التى تواجهك 

• التنبأ بالمواقف المحرجة وحاول الاستعداد لها مسبقاً.
•احرص على هدوء الأعصاب وعدم الانفعال وتجنب الغضب.
• كن لبقاً واحرص على الابتسامة.
• احذر الدخول في جدل سفسطائي.
• تصرف بسرعة، واحزم أمرك، وإياك والتردد.
إذا كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة * * * فإن فساد الرأي أن تترددا
• تجنب التبرير المسهب للموقف المحرج، واحرص على المرور بالموقف مروراً سريعاً وذلك لئلا تحرج نفسك كثيراً وكذلك لكي لا تزيد من رسوخ هذا الموقف المحرج في أذهان المشاركين.
• اعتبر الوقوع في المواقف المحرجة أمراً طبيعياً، بل ضرورة حتمية، وتذكر دائماً أن للمواقف المحرجة فوائد جمّة، من أهمّها تنمية الفطنة والذكاء وسرعة البديهة بالإضافة إلى توسيع المدارك وزيادة الخبرات والتجارب.
قم بتهوين الموقف المحرج وتحجيمه وتهميشه وعدم تضخيمه، وأظهر ذلك للمشاركين إما بقولك أو بفعلك.
• حول الموقف المحرج إلى نكتة أو طرفة.
• حول الموقف المحرج إلى موعظة وتذكرة وتوجيه.
• إذا استطعت أن تقلب الموقف المحرج على مسببه فافعل، فمثلاً: إذا تعمد أحد المشاركين إحراجك بسؤال لا تعرف الإجابة عنه، فاطلب منه أن يجيب هو عن هذا السؤال أو أن يبحث عن الإجابة .
• إن استطعت أن تغير الموقف أو الموضوع المحرج بشكل طبيعي إلى موضوع آخر فافعل.
• كن شجاعاً ولا تخجل أن تعترف بالخطأ أو النسيان أو عدم العلم وتذكر قول الله تعالى: (وفوق كل ذي علم عليم).

كيفية الوضوء الصحيح


كيفية الوضوء الصحيح






قال رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ : " لا تقبل صلاة من أحدث حتى يتوضأ " .

الوضوء في الاسلام هو علامة الطهارة وهو من أول شروط الصلاة , وذكرت احاديث نبوية كثيرة عن الوضوء , وذكر الوضوء أيضاً بالقران الكريم , وسنذكر لكم اليوم أهمية الوضوء , وثم سنذكر كيفية الوضوء الصحيحة .

أهمية الوضوء 
 
عدا على أن الوضوء هو علامة للطهارة وبأن الصلاة لا تقبل دون وضوء , فقد اكتشف العلم فوائد كثيرة للوضوء , اتقان الوضوء يعطي الانسان طاقة ايجابية كبيرة جداً وذلك من خلال الماء الذي يحمل في ذراته الطاقة , وأنه يعيد التوازن الحيوي ويصلح أي خلل بمسارات الطاقة .

ومن " أهمية الوضوء " أيضاً أنه يقلل من تأثير الاشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس والتي تسبب سرطان الجلد , وذلك لأن ماء الوضوء يرطب الجلد , الآن تبينت لنا الحكمة من الوضوء لأنــه يحمي أجسادنا من الآثار السلبية للتقدم التكنولوجي والتلوث البيئي والمجالات الكهربائية والمغناطيسية جميعها .


كيفية الوضوء الصحيح

قال الله تعالى بسورة المائدة : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُواْ وَإِن كُنتُم مَّرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاء أَحَدٌ مَّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاء فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُواْ بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(6﴾ ) .

• عندما يريد المسلم أن يتوضأ عليه أن ينوي بقلبه للوضوء , ثم يقول : " بسم الله " .
• ثم يغسل كفيه ثلاث مرات .
• ثم يتمضمض ثلاث مرات , يضع الماء في فمه ثم يخرجه .
• ثم يستنشق ثلاث مرات , وهو بجذب الماء عن طريق النفس الى الانف ثم يستنثر الماء , وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وبالغ في الاستنشاق الا أن تكون صائماً " .


• غسل الوجه كاملاً ثلاث مرات , وحدود الوجه : من منابت شعر الرأس الى اخر الذقن , ومن الاذن الى الاذن الاخرى , أن كان بالوجه شعر أو لحية وكان خفيفاً فيجب غسله وما تحته من البشرة ، وإن كان كثيفاً وجب غسل ظاهره .
• ثم غسل اليدين الى المرافق ثلاث مرات .
• ثم يمسح رأسه مرة واحدة .
• ويمسح اذنيه مرة واحدة .
• ثم يغسل الرجلين الى الكعبين ومع تخيليل المياه بين الاصابع .
• وبعد أن ينتهي من الوضوء يقول ( أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله , اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ) .
• ويجب غسل أعضاء الجسم التي ذكرناها بالترتيب , والعضو الايمن قبل الايسر .

العمرة

العمرة




ما هي العمرة
 تعد العمرة من سنة رسولنا الكريم محمد عليه السلام ، ولمن يقوم بتأديتها على أكمل وجه له الأجر أجرها " غفران الذنوب وزوالها"
قال النبي عليه الصلاة والسلام في العمرة :" الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم"
 كان للعمرة أجرا كبيرا في شهر رمضان فقد قيل: إن ثواب العمرة في رمضان يعدل ثواب الحج لكنه لا يقوم مقامه في إسقاط الفرض.
خطوات اداء العمرة

الإحرام :
ويقصد بـ الإحرام هو أن يكون المسلم ناويا البدء بالعمرة وقاصدا الذهاب إلى بيت الله الحرام ، ويستحب للمسلم المعتمر أن ينطق بلفظة لبيك عمرة ، وذلك للدخول في الإحرام ، ثم يلبس أو يحرم في إزار ورداء غير مخيط من جميع الجهات ، ويفضل أن يكون لونه أبيض ، ، إيضا من السنة أن يغتسل المعتمر ويتطيب ويتنظف قبل نية الإحرام.

لا يوجد للإحرام ركعة تسمى ركعتي الإحرام فذلك ليس مما ورد عن النبي عليه الصلاةوالسلام، وإذا كان وقت إحرامه حضور أي صلاة من صلوات الفرض فإنه ينبغي أن يحرم بعد هذه الصلاة، فمن سنة نبينا عليه الصلاة والسلام بعد الإحرام قول المعتمر التلبية: (لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ,إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)،

وينبغي على الرجال أن يرفعوا أصواتهم ، أما النساء فيخفضن أصواتهن عند النطق بها،

أيضا من سنة نبينا الكريم أنه يجوز للمسلم أن يخلع ملابسه عند الطواف ، ويجوز له تغييرها وتبديلها إذا اتسخت.

لا يجوز للمرأة أن تلبس النقاب والقفاز على يديها وذلك أنهما مفصلان على العضو ، وهذا من سنة نبينا الكريم حيث قال عليه الصلاة والسلام : " لا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفاز" ، يجوز لها أن تستر يديها و وجهها بغير النقاب والقفاز ، وذلك حماية لها.
 
الطواف:
بعد الإحرام ينبغي للمعتمر أن يطوف الكعبة سبعة أشواط ، كل شوط يبدأبه من أمام الحجر الأسود ، وينتهي عنده ، وتكون الكعبة على يسار المعتمر
ومن سنة نبينا أن يسارع المعتمر في الأشواط الأولى
يجوز للمعتمر أن يجعل ردائه تحت كتفه الأيمن وطرفه على كتفه الأيسر ، كذلك يجوز لمس الحجر الأسود ، فإن لم يستطع أشار له من بعيد .
من السنة أن يقول المعتمر وهو بين الركن اليماني والحجر الأسود : ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار )
يجوز للمعتمر أن يقرأ القرآن، وبعض الأحاديث أو الأدعية النبوية.
إذا كانت صلاة الفرض قد أقيمت ينبغي أن يصليها ، ثم يكمل الطواف.

الصلاة عند المقام:
من السنة أن يقرأ المعتمر عند المقام بعض الآيات القرآنية مثل:" واتخذوا من مقامإبراهيم مصلى" ،
كذلك من السنة أن يصلي المعتمر ركعتين عند المقام وهذا بعد طوافه ، في الركعة الأولى يقرأ " قل يا أيها الكافرون"، في الركعة الثانية يقرأ" قل هو الله أحد". كذلك من السنة شرب ماء زمزم ، ثم يتوجه إلى الحجر الأسود أن استطاع.، بعد ذلك يتوجه إلى الصفا.
 
السعي:
وهو سبعة أشواط بين الصفا والمروة يبدأ من الصفا وينتهي بالمروة وفي ذلك وردت الكثير من الأمور المستحبة من تلاوة الآيات القرآنية والأدعية .
 
الحلق أو التقصير:
وهو من واجبات العمرة ، فالرجل يحلق رأسه كاملا ولا يقصره ، أما المرأة فهي . تقصر من شعرها ولا تحلق شعرها . بعد الحلق يتحلل المعتمر من إحرامه ، وتنتهي العمرة

صلاة الجنازة




صلاة الجنازة



ما هي صلاة الجنازة؟

إن صلاةالجنازة من حق المسلمين على بعضهم البعض وهي فرض كفايةأي يكفي أن يقوم به بعض المسلمين. واتباع الجنازة يعتبر من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم لما لها من أثر في نفوس المسلمين والأجر والثواب وتذكير بالموت وأخذ العبرة والموعظة.
 وتكون مواساة لأهل الميت وإكرام ووفاء للميت قال رسول صلى الله عليه وسلم ( من تبع جنازة حتى يصلي عليها كان له من الأجر قيراط ) ففي صلاة الجنازة أجر و ثواب في الآخرة وإحياء لسنة نبينا .


كيفية تأدية صلاة الجنازة وحكمها وشروطها :

[يُسَن أن يقوم الإمام عند رأس الرجل, وعند وسط المرأة لفعله صلى الله عليه وسلم.
السنة أن يتقدم الإمام على المأمومين , ولكن إذا لم يجد بعض المأمومين مكاناً فإنهم يصفون عن يمينه وعن يساره .
يكبر الإمام أربع تكبيرات , يقرأ بعد التكبيرة الأولى الفاتحة بعد أن يتعوذ ، وبعد التكبيرة الثانية يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم كما يفعل في التشهد , أي يقول : (( اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد , اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد )) وإن اقتصر على قوله : (اللهم صلِّ على محمد ) فإنه يجوز .


ثم بعد التكبيرة الثالثة يدعو للميت بما ورد من أدعية , ومن ذلك قول : (( اللهم اغفر له وارحمه ، وعافه واعفُ عنه ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدَنَس , وأبدله داراً خيراً من داره , وأهلاً خيراً من أهله , وزوجاً خيراً من زوجه ، وأدخله الجنة , وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب النار )). أما السَّقط وهو من كان عمره 4 أشهر فأكثر ، فإنه يدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة ، لقوله صلى الله عليه وسلم : (( والسَّقط يُصلى عليه ويُدْعى لوالديه بالمغفرة والرحمة ). ثم بعد التكبيرة الرابعة يسكت قليلاً ، ثم يُسَلم عم يمينه تسليمة واحدة ، لفعله صلى الله عليه وسلم، ويجوز أن يسلم تسليمة ثانية عن يساره.
يسن أن يرفع المصلى يديه مع كل تكبيرة ، لفعله صلى الله عليه وسلم21 .
من فاته بعض التكبير مع الإمام فانه يُتابع الإمام ، مثلاً : إذا دخل مع الإمام في التكبيرة الثالثة ، فانه يدعو للميت ثم بعد التكبيرة الرابعة يكبر فيقرأ الفاتحة ثم يكبر فيصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يُسَلم ، إذا أمكنه ذلك قبل رفع الجنازة ، وإلاّ سلم مع الإمام ولا شيء عليه .

كيفية صلاة الجنازة

يقف الإمام عند رأس الرجل الميت متجها القبلة ، أما إذا كان الميت امرأة فإنه يقف عند وسطها ويتجه للقبلة ، وهذا ورد عند أبي داوود.

كذلك من السنة التي وردت عن رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام أن يقف الإمام أمام الناس ليصلي بهم صلاة الجنازة ، وإن لم يجد المأمومون مكانا لهم للصلاة فمن السنة أن يقفوا بجانب الإمام.
كذلك من السنة التي يجب اتباعها في صلاة الجنازة رفع الإمام يديه عندما يكبر فيالصلاة.

لذا يقوم الإمام بالتكبير أربع تكبيرات ،وهي:

التكبيرة الأولى: وبعدها يقوم الإمام بالتعوذ من الشيطان الرجيم ، ثم يقرأ البسملة حيث يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، ثم يقرأ سورة الفاتحة كاملة وهنا تنتهي التكبيرة الأولى.

التكبيرة الثانية: يكبر الإمام التكبيرة الثانية، ثم يقوم بالصلاة والسلام على نبينا محمدعليه الصلاة والسلاة مثلما نقرأ التشهد وهو: ( اللّهمَّ صل على محمدٍ وعَلَى آلِ محمدٍكما صليتَ على إِبراهيمَ وعلى آلِ إبراهيمَ إنكَ حَميدٌ مَجيد، اللّهمَّ بارك على محمدٍوعلى آلِ محمدٍ كما باركتَ على إِبراهيم وعلى آلِ إبراهيمَ إِنَّكَ حَميدٌ مَجيد)، ويجوز الاختصار والاقتصار بقوله اللهم صل على محمد.

التكبيرة الثالثة: بعد التكبيرة الثانية وقول التشهد يقوم الإمام بالتكبير مرة ثالثة ثم يدعو للميت من الأدعية التي وردت عن نبينا عليه الصلاة والسلام وهذا من السنة، ومنها الدعاء المشهور للميت الذي ورد عن النبي عليه الصلاة والصيام قوله: ( اللهمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَعافِهِ وَاعْفِ عَنْهُ، وَأَكْرِمْ نَزْلَهُ وَوَسِّعْ مَدْخَلَهُ وَاغْسِلْهُ بالماءِ والثلج وَالبَرَدِ، وَنَقِّهِ مِنَ الخطايا كما نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ داراً خَيراً من دارِه وَأَهْلاً خَيْراً مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجَةَ خَيْراً مِنْ زَوْجِهِ، وَأَدْخِلْهُ الجَنَّةَ وَنَجِّهِ مِنَ النّارِ، وَقِه عَذابَ القَبْرِ ) رواه مسلم وأحمد. وله أن يزيد فيقولاللهم إن كان محسناً فزد في إحسانه، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيئاته، أو أن يقول : اللهم اغفر له وثبته بالقول الثابت أو ما أشبه ذلك من الدعوات الطيبة وهناك أدعية كثيرة وردت عن النبي عليه السلام وقد ذكرتها جميع كتب الأذكار.

التكبيرة الرابعة: بعد التكبيرة الثالثة يقوم الإمام بالتكبيرة الرابعة ثم يقول الإمام: (اللَّهُمَّ لاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ، وَلاَ تَفْتِنَّا بَعْدَهُ )، وقد ذكره بعض العلماء في كتبهم وعدوه الأفضل. أو أن لا يقرأ الإمام هذا الدعاء بل يعمد إلى السكوت قليلا بعد التكبيرة ثم يسلم عن يمينه مرة واحدة وهذا كما ورد في سنة نبينا الكريم عليه الصلاة والسلام وقد ذكر العلماء هذا الكلام وحسنوا إسناده، كما يجوز للإمام أن يسلم عن يساره كذلك مرة واحدة وهذا ورد في كتب العلماء منهم أحكام الجنائز للألباني.وهنا تنتهي الصلاة على الميت لذا يتوجب على الرجال الذهاب إلى الدفن دون النساء لقول رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ): من شهد جنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان، قيل: يا رسول الله ما القيراطين قال: مثل الجبلين العظيمين) صدق رسول الله عليه الصلاة والسلام.

مفهوم السرد

مفهوم السرد



ما هو السرد ؟


للكتابة أساليب عدّة , تكون لدى الكاتب كالأدوات بين يديه يختار الأداة التي تناسب ما يطمح لإظهاره والأمثل لإظهار أفكاره وما يجوب في داخله وما يعتريه من شعور . والأسلوب الذي نريد الحديث عنه هو أسلوب السرد .



السرد هو أسلوب من الأساليب المتّبعة في القصص والروايات وكتابة المسرحيات وهو أسلوب ينسجم مع طبع الكثير من الكتّاب وأفكارهم وذلك لمرونته , والسرد يعد أداة للتعبير الإنساني , ويقوم الكاتب بترجمة الأفعال والسلوكات الإنسانية و الأماكن إلى بنى من المعاني بأسلوب السرد وبذلك يكون الكاتب قد قام بتحويل المعلومة إلى حكي مع ترتيب في الأحداث ليس بذاك الحكي الغير منتظم والذي لا يوجد فيه ترتيب للأحداث أو فيه انعدام في الانسجام بين كلماته وجمله ومعانيه .


وفي السرد تتلاشى الحاجة لشرح أفكار أو لتلخيص المراد أو إعطاء مواعظ , وذلك لأن السرد يظهر كل ما هو مراد وإن حصل ذلك فهو زيادة وحشو لا فائدة منه بل قد يسبب ضعفاً لهذا الأسلوب وله تأثير سلبي على بنية النص وتركيبته . 
وللسرد صيغ متنوعة فيمكن أن يروى شفهياً أو كتابة أو أن يكون عن طريق الصور والإيماءات و يكون أيضاً بصيغ أخرى .


ومن أشكال السرد ( السرد المفصل ) ويكون ذلك بوضع كل التفاصيل في السرد دون اختصار , وهناك ( السرد المجمل ) وفيه اقتضاب للأحداث ويكون التركيز فيه على الأحداث الأساسية والتي تكون هادفة . أما عن طرق السرد فهي : السرد الذاتي , السرد المباشر , سرد الوثائق ( المذكرات والاعترافات ) .



السرد هذا المفهوم الأدبي المتصل بالنثر . السرد الثمرة التي نتجت بعناية الكاتب لفكرته هذا نتاج البذرة القيّمة . هذا الأسلوب أسلوب الرسالة الإنسانية الأبرز لدى الكتّاب والأكثر استمتاعاً لدى القرّاء و لهذا الأسلوب أهمية كبيرة في الأدب . وقد كثرت الأساليب المستخدمة في الأدب لكن المهم هو الكاتب المبدع الحقيقي الذي أعطى لأسلوب الكتابة معنى من خلال ما يقوم بإظهاره لما يجوب في نفسه .

الأربعاء، 10 نوفمبر 2021

مقياس هيرمان

مقياس هيرمان

 
هيرمان :

هذه النظرية تسمى بوصلة التفكير أو (مقياس هرمان للتفكير)، ويرمز لها بـ (HBDI)، وهي مختصر لـHermann Brain Dominance Instrument)) ، وتعني حرفياً أداة هرمان للسيطرة الدماغية. مبدع هذه النظرية هو ند هرمان عالم فيزيائي وفنان (رسام) وموسيقي أمريكي، ولد عام 1922عمل في جنرال إلكتريك سنوات عديدة، وقاد الجانب التطويري فيها. مات عام 1999.


نموذج هرمان الرباعي :

وفي عام 1976 جاء هرمان وقد كان يعمل في قسم التطوير الإداري في شركة جنرال إلكتريك ، وبدأ يفكر كيف يمكن استثمار هذه البحوث عن الدماغ بحيث يمكن توظيفها لخدمة التنمية البشرية وفهم السلوك البشري والتأثير عليه، وتطوير وسائل لتحديد ما إذا كان من المحتمل أن يكون لمختلف الناس تفضيلات من أنماط التفكير يمكن قياسها، وقد نجح فيما هدف إليه بعد عمل وجهد وبحوث خلال أكثر من عشرين سنة قام بها العديد من العلماء والباحثين في الجامعات ومراكز البحوث التي تعاونت معه والمجموعة التي أسسها لهذا لتطوير النظرية ودعمها وتسويقها.


وقد بدأ هرمان بدراسة اكتشافي سبيري وماكلين

اكتشاف سبيري الذي يقول بوجود جانبين للدماغ :

الدماغ الايمن : المسؤل عن العاطفة

الدماغ الأيسر : المسؤل عن التفكير

اكتشاف ماكلين الذي يقول بوجود ثلاثة أدمغة في الإنسان بعضها فوق بعض

الدماغ العقلي:يضم التفكير , التصور , التعلم

دماغ الثدييات: الشعور , المهارات الحسية , الشم , التذوق , الإنفعال

دماغ الزواحف:الحاجات البيولوجية , الطعام والشراب , الأمن والسلامة , الجنس

مقياس هيرمان الرباعي

سبيري + ماكلين = مقياس هيرمان


مدى صحة نظرية هرمان:

يشعر كثير من خبراء القياس السيكولوجي أن “طريقة هرمان لتحديد الشكل السائد البشري” قد أثبتت فعاليتها بشكل كبير بعد دراسات لإثبات صحة هذه الطريقة استمرت لما يزيد عن 15 سنة.

• أكثر من 60 أطروحة دكتوراه تناولت مقياس هيرمان.
• أكثر من 100 مقال علمي نشر عن مقياس هيرمان.
• تستعمله كبريات الشركات العالمية مثل: أي بي إم، ، كوكاكولا، ، إنتل، موتورولا، الجيش الأمريكي، جامعة تكساس،…


والتعمق في هذه النظرية وأخذ دورات فيها يساعد الأفراد والمؤسسات على:

1- رفع مستوى فاعلية التفاهم والتخاطب بشكل إيجابي عن طريق فهم الاخرين زملاء العمل و الموظفين و الابناء ….

2- تحسين فاعلية عمل الفريق ومجموعات العمل بفهم العلاقات بين أفرادها .

3- تقديم طرق وأساليب لحل المشكلات والخلافات فيما بين الناس.

4- معرفة ملائمة العمل لقدرات الشخص وزيادتها.

5- استعمال القدرات العقلية بأفضل ما يمكن عمله.

6- فهم طبيعة الإبداع ومصادره، وكيفية تطويره.


مميزات مقياس هيرمان هي:

1- سريع ويمكن فهمه بسهولة.

2- مصمم بحيث يمكن تذكره بسهولة عن طريق الأرقام والألوان.

3- لا يعني المقياس إصدار حكم على الشخص.

4- يعتبر تباين (اختلاف) أفراد في المجموعة عامل إيجابي .


شرح الانماط الأربعه لمقياس هيرمان :

1- الشخصية الموضوعية – الديكتاتورية A

- تجد فية الصفات التالية : التحليل ، يهتم بالحقائق ، ،يهتم بالارقام ، تركيزه عالي، يميز بين الناس يجمع الحقائق, يحلل القضايا , يحل المشكله منطقيا , يقدم الأدلة العقلية يعتمد على الدراسات والبيانات، يفكر بعمق ويقرّر بهدوء (شخصية تفكر ثم تتصرف)..

- المظهر الشخصي: محافظ

- السلبيات : يحرم نفسه من عفوية الحياة – لكل شيء حساب –قد يتهم بالمادية أو البخل – قلة مشاعر - تصلب على الرأي -جامد – عناد يحتاج للأدلة والبراهين على كل شيء

- الايجابيات: قلة المشاكل المالية – قرارات صائبة- قيادي



2- الشخصية التنفيذية – التشغيلية – العملية B

- تجد فيه الصفات التالية: يهتم بالتخطيط ،التنفيذ، يحترم الاجراءات الثابتة، نظامي لديه انضباط عالي، يهتم بادارة الوقت ، يعالج القضايا عمليا .. يتمسك بوقفه .. يقرأ الوثائق بدقه .. يضع الخطط المفصله .. والأجراءات الدقيقة .. ينجز المشروع في الوقت المحدد

- المظهر الشخصي: محافظ جدا – ملابس كاملة

- السلبيات : يحب الرئاسة -أسير للروتين و تقليدي - يمكن التنبأ بافعاله – يولد الملل

- الايجابيات: يستمتع بالانجاز - عدم التسويف – ترتيب ونظام – ضياع الأغراض أمر نادر -احترام الوقت



3- الشخصية المشاعرية – الإجتماعية C

- تجد فيه الصفات التالية : يركز على العلاقات مع الآخرين، مشاعره رقيقة، لديه حساسية عالية، يشعر بإحتياجات الآخرين ، يحب العمل كفريق، يقنع الاخرين , يصلح بين الناس يهتم بالقيم قراراته تبنى على المشاعر، يفضّل مصلحة الاخرين على مصلحته الشخصية.

- المظهر الشخصي : بسيطة غير رسمية

- السلبيات : حساس جدا- غير جــــاد - غيــر منـظّـم . - مفرط في العاطفة

- الايجابيات : صداقاته واسعة – محبوب ممن حوله – لا يطلب ولا يلح – حسن الظن بالآخرين – تتوفر في أسرته عاطفة ومشاعر بصورة كبيرة



4- الشخصية الإبداعية D

- تجد فيه الصفات التالية : تفكيره استراتيجي ،تفكيره ابداعي، نظرته شاملة، حبه للتصورات والمغامرات ، معلوماته غزيرة وتجاربه متعددة ،لديه ابداع وابتكار، متجدّد دائما ،قراراته سريعة وكبيرة (شخصية تتصرف ثم تفكر) لا يكترث للغموض .

- المظهر الشخصي : زي حديث – و مظهر مستقل بذاته

- السلبيات : غيــر مركّـز - مندفع وعجـول - غافـل عن مواعيده –يعتمد على التخمـين

- الإيجابيات: يضع خططا للمستقبل جيدة وممتازة – صاحب طموح عال - لا يطيق التقييد و الانظمة فرصة الى الابداع – سعادته في حريته – عقلية متفتحه – عفوي



،









فوائد نبتة المليسة


فوائد نبتة المليسة


 المليسة هي عشبة عطرية تشتهر بهذا الاسم في بلاد الشام وتحضر فوائد المليسة بقوة عند التداوي المنزلي بالاعشاب خاصة من امراض البطن والمغص ، وهي نوع من الأعشاب الشهيرة في الطب الشعبي والبديل ، وهي ذات رائحة زكية وطعمها حلو خاصة عند إضافة العسل ، تعتبر هذه العشبة معمرة وتنتمي إلى عائلة النعناع ، أوراق المليسا تشبه اوراق النعناع لكنها متطاولة اكثر ، استخدمت من قبل الشعوب القديمة حيث اعتبرت العشبة الاهم لدى الإغريق والرومان خاصة في مجال العناية بالبشرة .

عرفها العرب واستخدموها في علاج اضطرابات المعدة وعسر الهضم ، تنمو هذه العشبة في بلاد المتوسط خاصة بلاد الشام ، وقد قام الناس بزراعتها في حدائق منازلهم لما له من فوائد لصحة الجسم .

فوائد المليسة 

استخدم في العصور الوسطى لتهدئة التوتر وعلاج آلام الأسنان والرقبة , الطفح الجلدي والأمراض أثناء الحمل .
استعمل بشكل شعبي في علاج التهاب الشعب الهوائية , الحمى , الإنفلونزا , الصداع , وجع الأسنان , ارتفاع ضغط الدم خفقات القلب وتعديل المزاج .

تحتوي المليسا على مواد كيميائية يبدو بان لها تأثير مسكن ومهدء كما يحارب تشكل بعض الفيروسات المسببة للأمراض
أثبتت الدراسات الحديثة بان للمليسا أثر مهدئ للجهاز العصبي فهو طارد للغازات ، يعالج حالات الإمساك المزمن وذلك بشرب كأس من مغلي المليسا بعد الوجبات الدسمة .
تساعد المليسا على تنظيم ضربات القلب وخفض نسبة الكولسترول في الدم مما يقوي القلب ويبعد عنه شبح الأمراض الخطيرة .

شرب كاس من المليسا كزهورات قبل النوم يهدئ الاعصاب ويرخي الجسم كما يعالج الأرق العصبي .
وضع كمادات من هذه العشبة على الجبهة والصدغ تعالج الشقيقة ( الصداع النصفي) وتخفف آلامها .
أظهرت الأبحاث أن تناول المليسا عن طريق الفم يومياً ولمدة أربعة أشهر يحد من خطر الإصابة بامراض كالخرف والزهايمر.
يخفف آلام المغص عند الأطفال الرضع.

فوائد الشوفان

 

فوائد الشوفان


 تحسين صحة القلب

يحتوي الشوفان على ألياف قوية تسمى بيتا جلوكان تساعد على خفض مستويات الكوليسترول ،
كما يحتوي نخالة الشوفان أيضًا على فيتامين E ، وهو عنصر غذائي آخر لصحة القلب.

 المساعدة في علاج السكري

يساعد محتوا الشوفان العالي من الألياف على تنظيم مستويات السكر في الدم ، أيضا ، الشوفان ، كونه غني بالألياف ، يتم هضمه ببطء وكما هو معروف فيمكن للأطعمة التي يتم هضمها سريعًا أن تسبب ارتفاعًا سريعًا في سكر الدم - مما يجعل من الصعب التحكم في ارتفاع السكر في الدم ، دقيق الشوفان يجعل محتويات المعدة أكثر سمكًا ، مما يجعل عملية الهضم تتم ببطء.

 قد يساعد في تخفيف الإمساك

بما أن دقيق الشوفان غني بالألياف ، يمكن أن يساعد أيضًا في تخفيف الإمساك. كما وجد أن الشوفان يزيد من وزن البراز ، وبالتالي يعالج الإمساك ، يمكنه حتى لعب دور وقائي ضد سرطان القولون والمستقيم .

 يساعد في مكافحة السرطان

يمكن لمضادات الأكسدة الموجودة في الشوفان أن تساعد في مكافحة السرطان ، والألياف الموجودة في الشوفان يمكن أن تمنع سرطانات المستقيم والقولون.

 تحسين المناعة


يمكن أن يحسن بيتا جلوكان في دقيق الشوفان مستويات المناعة لديك ، تحتوي غالبية الخلايا المناعية في جسمك على مستقبلات خاصة مصممة لامتصاص بيتا جلوكان. يعمل هذا على تنشيط نشاط خلايا الدم البيضاء ويحمي من الأمراض ، الشوفان غني أيضًا بالسيلينيوم والزنك الذي يلعب دورًا في مكافحة العدوى.

 إنخفاض خطر الاصابة بالربو لدى الاطفال

يرتبط الإدخال المبكر للشوفان أيضًا بانخفاض خطر الإصابة بالربو، كشفت دراسة أخرى أن الأطفال الذين يتغذون على الشوفان يمكن حمايتهم من الربو. يمكن تقليل خطر الإصابة بالربو في مرحلة الطفولة بنسبة الثلثين إذا تم تغذية الأطفال بالشوفان خلال الأشهر الخمسة الأولى من الولادة

 فوائد الشوفان للرجيم


يقدم الشوفان فوائد لفقدان الوزن وأكثر من ذلك إذا قمت بشراء شوفان عادي بدون أي نكهات مضافة ،لأن دقيق الشوفان المعبأ يأتي محملاً بالسكر.
الشوفان ، كما رأينا بالفعل ، مليء بالألياف. يمكن أن يجعلك تشعر بالشبع لفترات أطول
ويمكن للشوفان أيضًا امتصاص الماء ، مما يزيد من خصائصه المشبعة ، ويمكن للبيتا جلوكان في الشوفان أن يؤخر إفراغ المعدة.

 تعزيز جودة النوم


تساعد الأحماض الأمينية والمغذيات الأخرى في الشوفان على إنتاج الميلاتونين ، المادة الكيميائية التي تحفز النوم ، وعندما يمتزج مع الحليب أو العسل يصبح الشوفان وجبة خفيفة رائعة قبل النوم.

فوائد الزعتر

فوائد الزعتر


 الزعتر هو نبات عشبي مشهور يستخدم على نطاق واسع في العديد من مجالات الحياة سواء في الطهي أو الزينة أو المجال الطبي.
يمتاز الزعتر برائحتة الذكية و القوية إضافة إلى فوائدة المذهلة.
تمثل فوائد الزعتر بما يلي :

•يساعد الزعتر على علاج السعال الديكي و الالتهابات الشعبية وكذلك يسهل في خروج المخاط الشعبي مما يهدئ الشعب الهوائية و يلطفها.
•يقوي جهاز المناعة و يقوي العضلات و يمنع تصلب الشرايين.
•يستخدم الزعتر لتطهير و تسكين الألم و تنشيط الدورة الدموية.
•علاج التهابات المسالك البولية و المثابة, بالإضافة إلى أنه يخفض من الكوليسترول.
•يساعد على طرد الغازات من المعدة , و على امتصاص و هضم المواد الغذائية.
•يطرد الفطريات و الطفيليات و يقتل الميكروبات.
•علاج حالات الاسهال
•تناول زيت الزيتون مع الزعتر مفيد جدا في تقوية الذاكرة و تسهيل الاستيعاب.
•ينشط جلدة الرأس و يمنع تساقط الشعر.
•يستخدم الزعتر في علاج وجع الأسنان و التهاب اللثة , و كذلك يقي الأسنان من التسوس إذا تم مضغه و هو أخضر غض.
•مغلي الزعتر لعلاج التهابات الحلق و الحنجرة.
•يساعد الجسم على التعرق في حالة المرض.
•يستعمل في علاج الثآليل عند مزجه مع المرهم.
•يتم استخدامه في صناعة العطور و مركبات التجميل و مزيل العرق.
•يستخدم لحفظ اللحوم و تتبيلها عند الشواء.
•يعالج الحروق و الالتهابات الجلدية كالصدفية و الأكزيما.
•يستعمل في علاج مرض السكري.
•يمنع جفاف العين و اصابتها بالمياه الزرقاء.
•يعمل على تنقية الدم عند شربه صباحا مع العسل على الريق.

تنويه الاستهلاك الزائد له يسبب مشاكل للجهاز الهضمي.
عند استخدامه بشكل مباشر على الجلد يسبب التهيج.
شرب زيت الزعتر يسبب الغثيان، و التقيء، و الدوار، و مشاكل بالعضلات.
يحفز الغدة الدرقية فلا ينصح باستخدامه لمن يعانون هذه مشاكل فيها.
لا يمكن تناوله لمن يعانون ضغط الدم.
يعمل على زيادة الدورة الدموي

الثلاثاء، 9 نوفمبر 2021

نظرية إريكسون في التطور النفسي

نظرية إريكسون في التطور النفسي



 تعتبر نظرية إريك اريكسون العالم الألماني الشهير من أكثر النظريات اهتماماً بالسلوك الاجتماعي والتطور النفسي في الشخصية.

 تأثر بفرويد فطور نظريته في التطور النفسي الاجتماعي بصورة أوسع وأكثر شمولاً معتمداً على نظرية فرويدا النفس جنسية ، فجاءت نظريته

 يرى أن الإنسان يتعرض أثناء حياته لعدد كبير ومتلاحق من الضغوط الاجتماعية والمشكلات التي يترتب على الفرد حلها وسمى كل مشكلة من هذه المشكلات بالأزمة(Crisis)

 افترض اريكسون ثمانية مراحل يمر بها الإنسان في نموه الاجتماعي، وحدد لكل مرحلة اتجاهين أحدهما إيجابي والآخر سلبي ، وهذه المراحل هي :


1-مرحلة الثقة :
 ويقابلها عدم الثقة ( وتغطي هذه الأزمة من الميلاد حتى السنة الثانية) حيث تولد الرعاية والعناية بالطفل في سنواته الأولى الشعور بالثقة في حين يفقد الطفل الثقة في المحيط الذي يعيش فيها إذا أخفق هذا المحيط في تلبية حاجات الطفل، وهذه المرحلة تقابل المرحلة الفمية عند فرويد.

2- مرحلة الاستقلال: 
ويقابلها الشعور بالعار وتغطي هذه الأزمة (من 2- 4 سنوات)، وأن التربية الجيدة تساعد الطفل على الشعور بذاته والقدرة على السيطرة عليها وإذا فشل الطفل في الشعور بالاستقلال فإنه يتولد لديه الإحساس بالعار ، ويقابلها المرحلة الشرجية عند فرويد.

3- المبادأة : 
ويقابلها الشعور بالذنب وتحدث هذه الأزمة (من الثالثة حتى السادسة)وهي سنوات الخيال واللعب والمغامرة والتعامل مع الآخرين وإذا فشل الطفل في تحقيق ذلك فإنه يشعر بالذنب ويصبح خائفاً متردداً ، وتقابل هذه الأزمة المرحلة القضيبية عند فرويد.

4- مرحلة الاجتهاد: 
ويقابلها الشعور بالنقص وتحدث هذه الأزمة في (سنوات التعليم الابتدائي) يتعلم الطفل المهارات الأساسية (القراءة والكتابة والحساب)، كما يشارك في النشاط الاجتماعي واللعب المنظم ويقوم بتأدية الواجبات، والإخفاق في هذه المرحلة والمرحلة السابقة لها يولد عند الطفل الشعور بالنقص ، ويقابل هذه المرحلة عند فرويد مرحلة الكمون.

5- مرحلة تحديد الهوية:
 ويقابلها اضطراب الهوية في مرحلة المراهقة ، وتسمى هذه المرحلة البحث عن الهوية ويقابلها المرحلة الجنسية عند فرويد وفيها يشعر المراهق بذاته بشكل قوي.

6- مرحلة العلاقات العاطفية: 
ويقابلها الشعور بالعزلة في مرحلة الشباب والزواج وفيها يكتشف الفرد لهويته حتى انتهاء فترة الرشد، كما يبدأ الفرد باحتلال دوره الاجتماعي كراشد في المجتمع

7- مرحلة الإنتاج ويقابلها الأنانية: والإخفاق في العمل والحياة الزوجية وقد تدفع الفرد للسلوك الأناني، وتشمل هذه المرحلة فترة الرشد والانتقال من الذاتية إلى رعاية الأبناء

8- مرحلة التكامل :
 ويقابلها الشعور باليأس، وهي فترة ما بعد الستين من العمر وتمثل هذه الفترة خلاصة المراحل السابقة.

إن النجاح في المراحل السابقة يولد الشعور بالنجاح في الحياة العائلية والحياة العملية والفشل في هذه المرحلة والمراحل السابقة يولد الإحساس بالإحباط واليأس في مراحل الحياة الأخيرة.

فرويد ونظرية فهم الشخصية


فرويد ونظرية فهم الشخصية


يشير فرويد إلى أن للسلوك دافعاً داخلياً، من قوى لاشعورية، تكونت عبر تاريخ الشخص وحياته، خاصة علاقته بوالدَيه. وأن ما يفعله الشخص، وما يفكر فيه، أو يشعر به، ينتج من تفاعل دينامي بين عوامل نفسية ثلاثة، هي: الهو (Id)، والأنا (Ego)، والأنا الأعلى (Super Ego). وأن أي اختلاف في توازن أي من هذه العوامل الثلاثة، يؤدي إلى اختلال في تفاعل الآخرَين ونشاطهما معه، ليضادّاه، ويكون الصراع الداخلي.


ويرى فرويد أن وعي الإنسان الأفكار والذكريات والمشاعر، يقع على مستويات ثلاثة. أحدها الشعور، الوعي (Conscious)، الذي يكوّن الجزء القليل من خبرات الإنسان. وثانيها ما قبل الشعور (Preconscious)، وهو المستوى، الذي تكون فيه الخبرات مدفونة تحت الوعي، ويمكن أن تُستدعَى بسهولة. وثالثها اللاشعور (Unconscious)، وهو المستوى، الذي يضم أغلب الخبرات، التي يختزنها في عمق، لا يمكن معه تذكّرها؛ ولكن، يمكن أن يظهر في زلات اللسان، والأحلام، وخلال التداعي الحر (الذي يذكر الإنسان فيه ما يخطر على باله، من دون قصد أو توجيه). ويشبه الشعور (الوعي) بقِمة جبل الجليد، إذ لا يبرز منه إلا جزء يسير. بينما الجزء الغالب مختفٍ تحت سطح الماء، وهو يشبه اللاشعور، في عدم ظهوره، وفي ضخامته، وفي ارتكاز ملامح الشخصية عليه، إلى حدّ كبير.

كما رأى فرويد، أن الشخصية، تتكون من الخبرات، التي يمر بها الطفل، خلال مراحل متعاقبة من النمو، النفسي الجنسي. وأن هناك طاقة ليبيدية، تتركز في منطقة معينة من الجسم، وفقاً لمرحلة النمو؛ فالفم هو محور اللذة الليبيدية، خلال السنة الأولى ونصف الثانية. ولذا، أسماها بالمرحلة الفمية (Oral Phase)، يجد الطفل، خلالها، لذته من طريق المص والأكل والعض، ووضع الأشياء في الفم. والإشباع الزائد، أو الحرمان الشديد، سيثبت كمية أكبر من الليبيدو، في هذه المرحلة، بما يجعل الشخص عرضة للنكوص (Regression)، في الحياة البالغة، إلى سمات هذه المرحلة، من الاعتمادية والشِّرِّة والميول الفمية (التي تشبه مص الثدي)، مثل التدخين ومضغ اللبان والثرثرة.

والشرج هو محور اللذة الليبيدية، خلال النصف الثاني من السنة الثانية والسنة الثالثة. ولذا، سمّى فرويد هذه المرحلة بالمرحلة الشرجية (Anal Phase)، إذ تنمو العضلات العاصرة لفتحة الشرج، وتكون اللذة من خلال القبض على محتويات الشرج، أو إخراجها، كما تكون محوراً للصراع مع الأم في تدريبه على استخدام التواليت (Toilet Training)، والإفراط وقسوة التدريب، كالتفريط فيه، يسببان تثبيتاً ليبيدياً، في هذه المرحلة، يجعل الطفل عرضة، في الحياة البالغة، للنكوص إلى سمات مشابهة لهذه المرحلة، من العداء والبخل والعناد. فعندما تتشدد الأم في أن يمسك طفلها عن تلويث نفسه بالبراز، وتعاقبه على عدم الإمساك، فإنه يخاف، بعد ذلك، من عدم الإمساك، فيكون الإمساك لكل شيء، خاصة المال، فيصبح بخيلاً في الكِبر.

والقضيب هو مصدر اللذة اليبيدية، من الثالثة إلى السادسة من العمر. ولذا سمى هذه المرحلة بالمرحلة القضيبية (Phalic Phase)، وفيها يدرك الاختلاف بين الذكر والأنثى، وينجذب نحو أبيه، من الجنس المقابل، فالولد يحب أمه، ويعاني صراعاً بين حبه لأبيه (المبني على تقمص دوره) وغيرته منه (بسبب امتيازات والده، التي لا يحظى بها). وهذا هو الصراع الأوديبي، الذي ينشأ عنه قلق الخصاء (Castration Anxiety)، الذي يدفعه إلى التخلي عن رغبته في تملك الأم بكبتها، والتوحد بالأب هذا في حالة عقدة أوديب الموجبة. 

أما إذا كانت الأم، هي التي يَعُدّها الولد منافسه في حبه لأبيه، فتلك عقدة أوديب السالبة والعكس يحدث في حالة البنت. ويسمى تعلقها بأبيها عقدة ألكترا (Alectra complex).

ثم تكمن النزعات الليبيدية. ولا تحدث صراعات، في المرحلة من السادسة إلى البلوغ. ولذا أسماها مرحلة الكمون (Latency Phase)، إذ يكون الطفل قد توحد بالأب، وحل الصراع الأوديبي، أو كبته، واكتمل نمو الأنا الأعلى.
 وفي مرحلة البلوغ، تستيقظ الرغبة الجنسية، وترتبط بالجهاز التناسلي، وتكون العلاقة الجنسية الناضجة من خلال العلاقة بالجنس الآخر. 
وهذه هي مراحل النمو النفسي الجنسي الخمس، في نظرية فرويد (الفمية والشرجية والقضيبية والكمون والتناسلية).

والشخصية، التي تتأثر بالقوى اللاشعورية، وتمر بمراحل النمو النفسي الجنسي السابقة، عبر نموها 

ـ تتكون من عوامل ثلاثة: الهو والأنا والأنا الأعلى. 
ويُعَدّ الهو (Id) العامل الأساسي، وهو الذي يتمايز منه الأنا والأنا الأعلى. ويتكون من كل ما هو فطري موروث، وموجود منذ الولادة، بما في ذلك الغرائز. فهو مستودع الطاقة النفسية؛ إذ إنه يزود العمليات، التي يضطلع بها الأنا والأنا الأعلى، بالطاقة. كما أنه وثيق الصلة بالعمليات الجسمانية التي يستمد منها طاقاته. ويَعُدّه فرويد (الواقع النفسي الحقيقي)؛ لأنه يمثل الخبرة الذاتية للعالم الداخلي، ولا تتهيأ له أي معرفة للواقع الموضوعي. 

ويهدف الهو إلى تجنّب الألم، وتحقيق اللذة، من طريق الفعل المنعكس، والعمليات الأولية، التي تحاول تفريغ التوتر، بتكوين صورة لموضوع، يزيل التوتر، مثل الطعام لشخص جائع؛ وهي عملية تحقيق رغبة في الخيـال. 
ولكن هذه العمليات الأولية، لا تحقق الإشباع، ولا تخفض التوتر؛ فالشخص الجائع، لا يمكنه أن يأكل ما يتخيله من الطعام. ولذلك، تظهر عمليات نفسية ثانوية، من طريق العامل الثاني، وهو الأنا.

أما الأنا (Ego)، فينشأ للتعامل مع الواقع الخارجي. 
وعليه تقع مسؤولية فهْم هذا الواقع، والتصرف على أساسه، وفق العمليات الثانوية (أي التفكير الواقعي).
 فالأنا من طريق العمليات الثانوية، يكون خطة لإشباع الحاجة، ثم يختبر هذه الخطة، هل هي صالحة أم لا؟ وهذا يسمى اختبار الواقع (Reality testing).وهو يستخدم جميع الوظائف النفسية لأداء دوره بكفاءة.

فالأنا، إذاً، هو الجزء المسيطر على سلوك الشخصية، يختار من البيئة الجوانب التي يستجيب لها، ويقرر الغرائز التي ستشبع، وكيفية ذلك الإشباع. 
وعلى الأنا، عند قيامه بهذه الوظيفة التنظيمية، أن يعمل على تكامل مطالب، كثيراً ما تتصارع فيما بينها. وهي مطالب (الهو)، و(الأنا الأعلى)، و(العالم الخارجي).

 وهو ما يجعله عرضة لصراعاتها، فيلجأ إلى حيل دفاعية (Defensive mechanisms)، لتخفيف حدّة الصراع. ويمكن تلخيص وظائف الأنا في ما يلي:

1- التكيف مع البيئة المحيطة، وعمل علاقات بالآخرين.

2- ضبط الغرائز وتنظيمها، والتعبير عنها بطريقة مقبولة اجتماعياً.

3- اختبار الواقع، والتصرف على أساسه.

4- النهوض بالعمليات الثانوية، وما ينشأ عنها من تخليق وابتكار.

5- الاضطلاع بالوظائف النفسية (البسيطة والمركبة).

6- اللجوء إلى حيل دفاعية، إزاء الصعوبات والصراعات، التي تنشأ عن الخارج أو الداخل، كي يحافظ على حالة التوازن النفسي. ومن ثَم، فالحيل الدفاعية هي الحيل التي يلجأ إليها الأنا عند مواجهة صراع، لخفض التوتر، والوصول إلى توازن نفسي، وجميعها تتم لاشعورياً.

















فرويد ونظرية التحليل النفسي

فرويد ونظرية التحليل النفسي







نظرية فرويد في التحليل النفسي


● الشخصية :

رأى فرويد أن الشخصية مكونة من ثلاثة أنظمة هي الهو ،والأنا ،والأنا الأعلى ،وأن الشخصية هي محصلة التفاعل بين هذه الأنظمة الثلاثة .

• الهو :

 الهو هو الجزء الأساسي الذي ينشأ عنه فيما بعد الأنا والأنا الأعلى .

 يتضمن الهو جزئين :

 جزء فطري :الغرائز الموروثة التي تمد الشخصية بالطاقة بما فيها الأنا والأنا الأعلى .

 جزء مكتسب: وهي العمليات العقلية المكبوتة التي منعها الأنا (الشعور ) من الظهور .

ويعمل الهو وفق مبدأ اللذة وتجنب الألم .

ولا يراعي المنطق والأخلاق والواقع .

وهو لا شعوري كلية

• الأنا :

يعمل الأنا كوسيط بين الهو والعالم الخارجي فيتحكم في إشباع مطالب الهو وفقا للواقع والظروف الاجتماعية .

وهو يعمل وفق مبدأ الواقع .

ويمثل الأنا الإدراك والتفكير والحكمة والملاءمة العقلية .

ويشرف الأنا على النشاط الإرادي للفرد .

ويعتبر الأنا مركز الشعور إلا أن كثيرا من عملياته توجد في ما قبل الشعور ،وتظهر للشعور إذا اقتضى التفكير ذلك .

ويوازن الأنا بين رغبات الهو والمعارضة من الأنا الأعلى والعالم الخارجي ،وإذا فشل في ذلك أصابه القلق ولجأ إلى تخفيفه عن طريق الحيل الدفاعية .

• الأنا الأعلى :

يمثل الأنا الأعلى الضمير ،وهو يتكون مما يتعلمه الطفل من والديه ومدرسته والمجتمع من معايير أخلاقية .

والأنا الأعلى مثالي وليس واقعي ،ويتحه للكمال لا إلى اللذة – أي أنه يعارض الهو والأنا .

إذا استطاع الأنا أن يوازن بين الهو والأنا الأعلى والواقع عاش الفرد متوافقا ،أما إذا تغلب الهو أو الأنا الأعلى على الشخصية أدى ذلك إلى اضطرابها .

 أنظمة الشخصية ليست مستقلة عن بعضها ،ويمكن وصف الهو بأنه الجانب البيولوجي للشخصية ،والأنا بالجانب السيكولوجي للشخصية ،والأنا الأعلى بالجانب الاجتماعي للشخصية .

● الشعور واللاشعور وما قبل الشعور :

• الشعور :

هو منطقة الوعي الكامل والاتصال بالعالم الخارجي .

وهو الجزء السطحي للشخصية .

• اللاشعور :

يكون اللاشعور معظم الشخصية ومن الصعب استدعاؤه لأن قوة الكبت تعارض ظهوره .

وتعبر الرغبات اللاشعورية عن نفسها عن طريق الأحلام وعن طريق أعراض الأمراض العصابية .

• ما قبل الشعور :

يتضمن ما هو كامن وما ليس في الشعور ولكن من السهل استدعاؤه إلى الشعور ،مثل الذكريات والمعارف .

● الغرائز :

• الغريزة :

هي القوة التي نفترض وجودها وراء التوترات المتأصلة في الكائن الحي لتحقيق مطالب الجسم والحياة النفسية .

موضوع الغريزة هو الأداة التي تشبع التوتر .

وهدفها هو القضاء على هذا التوتر .

وقد ركز فرويد على غريزتين أساسيتين :

- غريزة الحياة (الغريزة الجنسية )

- غريزة الموت ( العدوان والمقاتلة ) .

وقد اهتم فرويد بشكل كبير بالغريزة الجنسية ،ورأى أن الإنسان يتحرك وفق مفهومي اللذة وتجنب الألم .

كما حدد مراحل تطور الغريزة الجنسية خلال نمو الإنسان .

ولعل اهتمام فرويد بالغريزة الجنسية هو ما جعل تلاميذه ينشقون عنه في هذه المدرسة ،فقد قللوا من أهمية الغريزة الجنسية ،وإن لم ينكروا دورها في حياة الإنسان .

● النواحي الاجتماعية والثقافية :

يرجع فرويد معظم العوامل الاجتماعية إلى دوافع غريزية ،فيرجع الاضطرابات العاطفية مثلا للغريزة الجنسية ،والحرب إلى غريزة الموت ،والإبداع إلى إعلاء الغريزة الجنسية.









الأحد، 7 نوفمبر 2021

الظلم










ﺗﻌﺮﻳﻒ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻟﻐﺔ ﻭﺍﺻﻄﻼﺣًﺎ

ﺍﻟﻈّﻠﻢ ﻟُﻐﺔ ﻣﺼﺪﺭ ﻇﻠﻢ، ﻭﻳﻌﻨﻲ ﺍﻟﺠﻮﺭ، ﻳُﻘﺎﻝ : ﻇﻠَﻢ ﻓﻼﻧًﺎ؛ ﺃﻱ ﺟﺎﺭ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻟﻢ ﻳُﻨﺼﻔﻪ، ﺃﻣّﺎ ﺍﻟﻈّﻠﻢ ﺍﺻﻄﻼﺣًﺎ ﻓﻬﻮ ﺍﻟﺘّﻌﺪﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻖّ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻭﺍﻟﺘﺼﺮّﻑ ﻓﻲ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﻐﻴﺮ ﻭﻣﺠﺎﻭﺯﺓ ﺍﻟﺤﺪّ، ﻭﻋُﺮّﻑ ﺃﻳﻀًﺎ ﺑﺄﻧّﻪ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺸﻲﺀ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﻮﺿﻌﻪ ﺍﻟﻤﺨﺘﺺّ ﺑﻪ؛ ﺇﻣّﺎ ﺑﻨﻘﺼﺎﻥٍ ﺃﻭ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓٍ؛ ﻭﺇﻣّﺎ ﺑﻌﺪﻭﻝ ﻋﻦ ﻭﻗﺘﻪ ﺃﻭ ﻣﻜﺎﻧﻪ .

ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ ﺃﻥّ ﺍﻟﻈّﻠﻢ ﻳﻌﻨﻲ : ﻣﺠﺎﻭﺯﺓ ﺍﻟﺤﻖ ﻭﺍﻟﺘّﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻮﺍﻝ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻭﺃﻋﺮﺍﺿﻬﻢ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ .

ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻈﻠﻢ

ﺍﻟﻈّﻠﻢ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺋﺮ ﺍﻟﺬّﻧﻮﺏ، ﻓﻘﺪ ﺣﺮّﻣﻪ ﺍﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺟﻌﻠﻪ ﻣﺤﺮّﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺎﺩﻩ، ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﺫﺭ ﺍﻟﻐﻔﺎﺭﻱّ - ﺭﺿﻲَ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺃﻥّ ﺍﻟﻨﺒﻲّ - ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ - ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﻭﻳﻪ ﻋﻦ ﺭﺑﻪ - ﻋﺰ ﻭﺟﻞ :- ‏( ﻳﺎ ﻋِﺒَﺎﺩِﻱ ﺇﻧِّﻲ ﺣَﺮَّﻣْﺖُ ﺍﻟﻈُّﻠْﻢَ ﻋﻠَﻰ ﻧَﻔْﺴِﻲ، ﻭَﺟَﻌَﻠْﺘُﻪُ ﺑﻴْﻨَﻜُﻢْ ﻣُﺤَﺮَّﻣًﺎ، ﻓﻼ ﺗَﻈَﺎﻟَﻤُﻮﺍ ‏) ، ﻭﻟﻠﻈّﻠﻢ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻭﺻﻮﺭ ﻛﺜﻴﺮﺓ، ﻭﻫﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺤﻮ ﺍﻵﺗﻲ :

ﻇﻠﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻨﻔﺴﻪ : ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ ﻭﺻﻮﺭﻩ ﻭﺃﺩﻟﺘﻪ

ﻇﻠﻢ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﻳﻌﻨﻲ ﺇﺳﺎﺀﺓ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻓﻌﻞ ﺃﻭ ﻗﻮﻝ ﺧﺎﺭﺝ ﻋﻦ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻢ ﺍﻟﺘﻨﺰﻳﻞ : ‏( ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّـﻪَ ﻻ ﻳَﻈﻠِﻢُ ﺍﻟﻨّﺎﺱَ ﺷَﻴﺌًﺎ ﻭَﻟـﻜِﻦَّ ﺍﻟﻨّﺎﺱَ ﺃَﻧﻔُﺴَﻬُﻢ ﻳَﻈﻠِﻤﻮﻥَ ‏) ، ﻭﻇﻠﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻳﺘّﺨﺬ ﺃﺷﻜﺎﻟًﺎ ﻣﺘﻌﺪّﺩﺓ، ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺄﺗﻲ :

ﺍﻟﺸّﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ : ﺇﻥّ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﻇﻠﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺸّﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ، ﻓﻌﻦ ﻋﺒﺪِ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺑﻦ ﻣﺴﻌﻮﺩ - ﺭَﺿِﻲَ ﺍﻟﻠَّﻪُ ﻋﻨْﻪ - ﻗﺎﻝَ :

‏( ﻟَﻤَّﺎ ﻧَﺰَﻟَﺖْ ﻫﺬِﻩ ﺍﻵﻳَﺔُ : ‏( ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﻭَﻟَﻢْ ﻳَﻠْﺒِﺴُﻮﺍ ﺇِﻳﻤَﺎﻧَﻬُﻢْ ﺑِﻈُﻠْﻢٍ {

، ﺷَﻖَّ ﺫﻟﻚَ ﻋﻠَﻰ ﺃﺻْﺤﺎﺏِ ﺍﻟﻨَّﺒﻲِّ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢَ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ : ﺃﻳُّﻨﺎ ﻟَﻢْ ﻳَﻈْﻠِﻢْ ﻧَﻔْﺴَﻪُ؟ ! ﻓﻘﺎﻝَ ﺭَﺳﻮﻝُ ﺍﻟﻠَّﻪِ ﺻَﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠَّﻢَ : ﻟﻴﺲَ ﻛﻤﺎ ﺗَﻈُﻨُّﻮﻥَ؛ ﺇﻧَّﻤﺎ ﻫﻮ ﻛﻤﺎ ﻗﺎﻝَ ﻟُﻘْﻤﺎﻥُ ﻟِﺎﺑْﻨِﻪِ : ‏( ﻳَﺎ ﺑُﻨَﻲَّ ﻟَﺎ ﺗُﺸْﺮِﻙْ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﺸِّﺮْﻙَ ﻟَﻈُﻠْﻢٌ ﻋَﻈِﻴﻢٌ ‏) ‏) .

ﺍﻟﺘّﻌﺪﻱ ﻋﻠﻰ ﺣﺪﻭﺩ ﺍﻟﻠﻪ : ﻧﻬﻰ ﺍﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻋﻦ ﺍﻻﻗﺘﺮﺍﺏ ﻣﻦ ﺣﺪﻭﺩﻩ، ﻭﺩﻝّ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ :- ‏( ﺗِﻠْﻚَ ﺣُﺪُﻭﺩُ ﺍﻟﻠَّـﻪِ ﻓَﻠَﺎ ﺗَﻌْﺘَﺪُﻭﻫَﺎ ﻭَﻣَﻦ ﻳَﺘَﻌَﺪَّ ﺣُﺪُﻭﺩَ ﺍﻟﻠَّـﻪِ ﻓَﺄُﻭﻟَـٰﺌِﻚَ ﻫُﻢُ ﺍﻟﻈَّﺎﻟِﻤُﻮﻥَ ‏) .

ﺍﻟﺼﺪّ ﻋﻦ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﺍﻟﻠﻪ : ﻟﻘﺪ ﻭﺑّﺦ ﺍﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﺪّﻭﻥ ﻋﻦ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻘﻮﻟﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ : ‏( ﻭَﻣَﻦْ ﺃَﻇْﻠَﻢُ ﻣِﻤَّﻦ ﻣَّﻨَﻊَ ﻣَﺴَﺎﺟِﺪَ ﺍﻟﻠَّـﻪِ ﺃَﻥ ﻳُﺬْﻛَﺮَ ﻓِﻴﻬَﺎ ﺍﺳْﻤُﻪُ ﻭَﺳَﻌَﻰٰ ﻓِﻲ ﺧَﺮَﺍﺑِﻬَﺎ ﺃُﻭﻟَـٰﺌِﻚَ ﻣَﺎ ﻛَﺎﻥَ ﻟَﻬُﻢْ ﺃَﻥ ﻳَﺪْﺧُﻠُﻮﻫَﺎ ﺇِﻟَّﺎ ﺧَﺎﺋِﻔِﻴﻦَ ﻟَﻬُﻢْ ﻓِﻲ ﺍﻟﺪُّﻧْﻴَﺎ ﺧِﺰْﻱٌ ﻭَﻟَﻬُﻢْ ﻓِﻲ ﺍﻟْﺂﺧِﺮَﺓِ ﻋَﺬَﺍﺏٌ ﻋَﻈِﻴﻢٌ ‏) .

ﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﺘﻌﻄﻴﻞ ﺃﺣﻜﺎﻣﻬﺎ : ﺇﻥّ ﻣﻦ ﻇﻠﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻨﻔﺴﻪ ﺍﻹﻋﺮﺍﺽ ﻋﻦ ﺁﻳﺎﺕ ﺍﻟﻠﻪ - ﻋﺰ ﻭﺟﻞ - ، ﻷﻧّﻪ ﻳﻌﺮّﺽ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻠﻌﻘﺎﺏ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ، ﻗﺎﻝ - ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ : ‏( ﻭَﻣَﻦ ﺃَﻋﺮَﺽَ ﻋَﻦ ﺫِﻛﺮﻱ ﻓَﺈِﻥَّ ﻟَﻪُ ﻣَﻌﻴﺸَﺔً ﺿَﻨﻜًﺎ ﻭَﻧَﺤﺸُﺮُﻩُ ﻳَﻮﻡَ ﺍﻟﻘِﻴﺎﻣَﺔِ ﺃَﻋﻤﻰ ‏) .

ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ : ﺇﻥّ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻫﻮ ﺍﻟﻜﺬﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ، ﻓﻤﻦ ﻛﺬﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻓﻘﺪ ﻇﻠﻢ ﻧﻔﺴﻪ، ﻟﻘﻮﻟﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻢ ﺍﻟﺘﻨﺰﻳﻞ : ‏( ﻓَﻤَﻦ ﺃَﻇﻠَﻢُ ﻣِﻤَّﻦِ ﺍﻓﺘَﺮﻯ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّـﻪِ ﻛَﺬِﺑًﺎ ﻟِﻴُﻀِﻞَّ ﺍﻟﻨّﺎﺱَ ﺑِﻐَﻴﺮِ ﻋِﻠﻢٍ ﺇِﻥَّ ﺍﻟﻠَّـﻪَ ﻻ ﻳَﻬﺪِﻱ ﺍﻟﻘَﻮﻡَ ﺍﻟﻈّﺎﻟِﻤﻴﻦَ ‏) .

ﻇﻠﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ : ﺗﻌﺮﻳﻔﻪ ﻭﺻﻮﺭﻩ ﻭﺃﺩﻟﺘﻪ

ﻇﻠﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻳﻌﻨﻲ ﺗﻌﺪّﻱ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺇﻳﺬﺍﺋﻪ، ﺃﻭ ﺳﻠﺐ ﺃﻣﻮﺍﻟﻪ ﺩﻭﻥ ﻭﺟﻪ ﺣﻖ، ﻭﻇﻠﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻳﺘّﺨﺬ ﺃﺷﻜﺎﻟًﺎ ﻭﺃﻟﻮﺍﻧًﺎ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺣﺼﺮﻫﺎ، ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻴﺎﻥ ﺃﻫﻤﻬﺎ :

ﺃﻛﻞ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ ﻭﻗﻬﺮﻩ : ﺗﻮﻋَّﺪ ﺍﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻣﻦ ﺃﻛﻞ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ ﻇﻠﻤًﺎ ﺑﺎﻟﻌﺬﺍﺏ ﺍﻟﺸَّﺪﻳﺪ؛ ﻟﻀﻌﻒ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ، ﻭﻋﺪﻡ ﻗﺪﺭﺗﻪ ﻋﻠﻰ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺣﻘِّﻪ ﻛﺎﻟﺮَّﺍﺷﺪﻳﻦ، ﻗﺎﻝ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻢ ﺍﻟﺘﻨﺰﻳﻞ : ‏( ﺇِﻥَّ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳَﺄْﻛُﻠُﻮﻥَ ﺃَﻣْﻮَﺍﻝَ ﺍﻟْﻴَﺘَﺎﻣَﻰٰ ﻇُﻠْﻤًﺎ ﺇِﻧَّﻤَﺎ ﻳَﺄْﻛُﻠُﻮﻥَ ﻓِﻲ ﺑُﻄُﻮﻧِﻬِﻢْ ﻧَﺎﺭًﺍ ﻭَﺳَﻴَﺼْﻠَﻮْﻥَ ﺳَﻌِﻴﺮًﺍ ‏) .

ﻋﺪﻡ ﺍﻟﻌﺪﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻭﻻﺩ : ﺃﻣﺮ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻝ - ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ - ﺑﺎﻟﻌﺪﻝ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﺑﻨﺎﺀ ﻭﺣﺬّﺭ ﻣﻦ ﻇﻠﻢ ﺍﻵﺑﺎﺀ ﻟﻸﺑﻨﺎﺀ، ﻓﻌﻦ ﺍﻟﻨﻌﻤﺎﻥَ ﺑﻦَ ﺑَﺸﻴﺮ - ﺭﺿﻲَ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺟﺎﺀ ﺃﺑﻮﻩُ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲِّ - ﺻﻠَّﻰ ﺍﻟﻠﻪُ ﻋﻠﻴﻪِ ﻭﺳﻠَّﻢَ - ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ‏( ﺇﻧﻲ ﻧَﺤَﻠْﺖُ ﺍﺑﻨﻲ ﻫﺬﺍ ﻏﻼﻣًﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﺃَﻛُﻞَّ ﻭﻟﺪِﻙَ ﻟﻪ ﻧِﺤْﻠﺔٌ ﻣﺜﻞُ ﻫﺬﺍ؟ ﻗﺎﻝ : ﻻ، ﻗﺎﻝ : ﻓﺎﺭﺩُﺩْﻩُ ‏) .

ﺍﻗﺘﻄﺎﻉ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺭﺍﺕ ﺑﻐﻴﺮ ﻭﺟﻪِ ﺣﻖٍّ : ﻓﻌﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ - ﺭﺿﻲَ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ - ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ : - ‏( ﻣَﻦ ﺃَﺧَﺬَ ﻣِﻦَ ﺍﻷَﺭْﺽِ ﺷﻴﺌًﺎ ﺑﻐﻴﺮِ ﺣَﻘِّﻪِ ﺧُﺴِﻒَ ﺑﻪ ﻳَﻮﻡَ ﺍﻟﻘِﻴَﺎﻣَﺔِ ﺇﻟﻰ ﺳَﺒْﻊِ ﺃَﺭَﺿِﻴﻦَ ‏) .

ﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨّﻔﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺮّﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺘﻠﻬﺎ : ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ : ‏( ﻭَﻻ ﺗَﻘﺘُﻠُﻮﺍ ﺍﻟﻨَّﻔﺲَ ﺍﻟَّﺘﻲ ﺣَﺮَّﻡَ ﺍﻟﻠَّـﻪُ ﺇِﻟّﺎ ﺑِﺎﻟﺤَﻖِّ ﻭَﻣَﻦ ﻗُﺘِﻞَ ﻣَﻈﻠﻮﻣًﺎ ﻓَﻘَﺪ ﺟَﻌَﻠﻨﺎ ﻟِﻮَﻟِﻴِّﻪِ ﺳُﻠﻄﺎﻧًﺎ ﻓَﻼ ﻳُﺴﺮِﻑ ﻓِﻲ ﺍﻟﻘَﺘﻞِ ﺇِﻧَّﻪُ ﻛﺎﻥَ ﻣَﻨﺼﻮﺭًﺍ ‏) ، ﻭﻋﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ - ﺭﺿﻲَ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ - ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲّ - ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ

‏( ﻟَﻦْ ﻳَﺰَﺍﻝَ ﺍﻟﻤُﺆْﻣِﻦُ ﻓﻲ ﻓُﺴْﺤَﺔٍ ﻣِﻦ ﺩِﻳﻨِﻪِ، ﻣﺎ ﻟَﻢْ ﻳُﺼِﺐْ ﺩَﻣًﺎ ﺣَﺮَﺍﻣًﺎ ‏)

ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺪّﻗﺔ ﻭﺍﻷﻣﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﻞ : ﺇﻥّ ﻣﻦ ﺻﻮﺭ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺃﻥ ﻳﺄﺧﺬ ﺍﻟﻤﻮﻇﻒ ﺃﻭ ﺍﻷﺟﻴﺮ ﺣﻘّﻪ ﻛﺎﻣﻼً ﻭﻳﺆﺩﻱ ﻭﺍﺟﺒﻪ ﻣﻨﻘﻮﺻﺎً، ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ :- ‏( ﺇِﻧَّﺎ ﻋَﺮَﺿْﻨَﺎ ﺍﻟْﺄَﻣَﺎﻧَﺔَ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﺴَّﻤَﺎﻭَﺍﺕِ ﻭَﺍﻟْﺄَﺭْﺽِ ﻭَﺍﻟْﺠِﺒَﺎﻝِ ﻓَﺄَﺑَﻴْﻦَ ﺃَﻥْ ﻳَﺤْﻤِﻠْﻨَﻬَﺎ ﻭَﺃَﺷْﻔَﻘْﻦَ ﻣِﻨْﻬَﺎ ﻭَﺣَﻤَﻠَﻬَﺎ ﺍﻟْﺈِﻧْﺴَﺎﻥُ ﺇِﻧَّﻪُ ﻛَﺎﻥَ ﻇَﻠُﻮﻣًﺎ ﺟَﻬُﻮﻟًﺎ ‏) .

ﻧﻘﺺ ﺍﻟﻤﻜﺎﻳﻴﻞ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﻦ : ﺣﺬّﺭ ﺍﻟﻠﻪ - ﻋﺰ ﻭﺟﻞ - ﻣﻦ ﻧﻘﺺ ﺍﻟﻤﻜﻴﺎﻝ ﻭﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥ، ﻭﻳﺪﻝّ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻗﻮﻟﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ :-

‏( ﻭَﻳْﻞٌ ﻟِﻠْﻤُﻄَﻔِّﻔِﻴﻦَ ‏) .

ﻋﺪﻡ ﺇﻋﻄﺎﺀ ﺍﻟﻌﻤﺎﻝ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ : ﺇﻥّ ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺗﺄﺧﻴﺮ ﺭﻭﺍﺗﺐ ﺍﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ، ﻭﻋﺪﻡ ﺇﻋﻄﺎﺋﻬﻢ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ ﻭﺇﻧﻜﺎﺭﻫﺎ ﻋﻠﻴﻬﻢ؛ ﺍﺳﺘﻐﻼﻻً ﻟﻀﻌﻔﻬﻢ ﻭﺣﺎﺟﺘﻬﻢ، ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ - ﺭﺿﻲَ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﺃﻥّ ﺍﻟﻨﺒﻲّ - ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ - ﻗﺎﻝ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﻭﻳﻪ ﻋﻦ ﺭﺑﻪ - ﻋﺰ ﻭﺟﻞ - ﺃﻧّﻪ ﻗﺎﻝ : ‏( ﺛَﻼﺛَﺔٌ ﺃﻧﺎ ﺧَﺼْﻤُﻬُﻢْ ﻳَﻮﻡَ ﺍﻟﻘِﻴﺎﻣَﺔِ، ﺭَﺟُﻞٌ ﺃﻋْﻄَﻰ ﺑﻲ ﺛُﻢَّ ﻏَﺪَﺭَ، ﻭﺭَﺟُﻞٌ ﺑﺎﻉَ ﺣُﺮًّﺍ ﻓﺄﻛَﻞَ ﺛَﻤَﻨَﻪُ، ﻭﺭَﺟُﻞٌ ﺍﺳْﺘَﺄْﺟَﺮَ ﺃﺟِﻴﺮًﺍ ﻓﺎﺳْﺘَﻮْﻓَﻰ ﻣﻨﻪ ﻭﻟَﻢْ ﻳُﻌْﻄِﻪِ ﺃﺟْﺮَﻩُ ‏) .

ﺍﻟﻘﺬﻑ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﺃﻋﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ : ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ : ‏( ﻭَﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﻳَﺮْﻣُﻮﻥَ ﺍﻟْﻤُﺤْﺼَﻨَﺎﺕِ ﺛُﻢَّ ﻟَﻢْ ﻳَﺄْﺗُﻮﺍ ﺑِﺄَﺭْﺑَﻌَﺔِ ﺷُﻬَﺪَﺍﺀَ ﻓَﺎﺟْﻠِﺪُﻭﻫُﻢْ ﺛَﻤَﺎﻧِﻴﻦَ ﺟَﻠْﺪَﺓً ﻭَﻟَﺎ ﺗَﻘْﺒَﻠُﻮﺍ ﻟَﻬُﻢْ ﺷَﻬَﺎﺩَﺓً ﺃَﺑَﺪًﺍ ﻭَﺃُﻭﻟَﺌِﻚَ ﻫُﻢُ ﺍﻟْﻔَﺎﺳِﻘُﻮﻥَ ‏) .

ﻇﻠﻢ ﺍﻟﺠﺎﺭ : ﻧﻬﻰ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻝ - ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ - ﻋﻦ ﺇﻟﺤﺎﻕ ﺍﻷﺫﻯ ﺑﺎﻟﺠﺎﺭ، ﻭﺗﺘﺒّﻊ ﻋﻮﺭﺗﻪ، ﻭﺍﻗﺘﻄﺎﻉ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﻣﻠﻜﻪ، ﺃﻭ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻨﻮﺍﻓﺬ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺘﻪ، ﺃﻭ ﺇﻟﻘﺎﺀ ﺍﻟﻘﻤﺎﻣﺔ، ﺃﻭ ﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ - ﺭﺿﻲَ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ :- ‏( ﻣﻦ ﻛﺎﻥ ﻳﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻵﺧﺮ ﻓﻼ ﻳﺆﺫ ﺟﺎﺭﻩ ‏) .

ﻇﻠﻢ ﺍﻟﺰّﻭﺟﺔ : ﺑﺄﺧﺬ ﻣﺎﻟﻬﺎ ﺃﻭ ﺑﻌﻀﻪ ﻣﻦ ﺇﺭﺙ ﺃﻭ ﻣﺮﺗّﺐ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪ ﻭﺍﻟﻮﻋﻴﺪ، ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻃﻴﺐ ﺧﺎﻃﺮ، ﺃﻭ ﺍﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﻋﻦ ﺍﻟﻨّﻔﻘﺔ ﻋﻠﻴﻬﺎ .

ﻇﻠﻢ ﺍﻟﺸّﺮﻳﻚ ﻟﺸﺮﻳﻜﻪ : ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺩﺍﻭﺩ - ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴّﻼﻡ :- ‏( ﻗَﺎﻝَ ﻟَﻘَﺪْ ﻇَﻠَﻤَﻚَ ﺑِﺴُﺆَﺍﻝِ ﻧَﻌْﺠَﺘِﻚَ ﺇِﻟَﻰ ﻧِﻌَﺎﺟِﻪِ ﻭَﺇِﻥَّ ﻛَﺜِﻴﺮًﺍ ﻣِّﻦَ ﺍﻟْﺨُﻠَﻄَﺎﺀِ ﻟَﻴَﺒْﻐِﻲ ﺑَﻌْﻀُﻬُﻢْ ﻋَﻠَﻰ ﺑَﻌْﺾٍ ﺇِﻟَّﺎ ﺍﻟَّﺬِﻳﻦَ ﺁﻣَﻨُﻮﺍ ﻭَﻋَﻤِﻠُﻮﺍ ﺍﻟﺼَّﺎﻟِﺤَﺎﺕِ ﻭَﻗَﻠِﻴﻞٌ ﻣَّﺎ ﻫُﻢْ ﻭَﻇَﻦَّ ﺩَﺍﻭُﻭﺩُ ﺃَﻧَّﻤَﺎ ﻓَﺘَﻨَّﺎﻩُ ﻓَﺎﺳْﺘَﻐْﻔَﺮَ ﺭَﺑَّﻪُ ﻭَﺧَﺮَّ ﺭَﺍﻛِﻌًﺎ ﻭَﺃَﻧَﺎﺏَ ‏) .

ﺗﺄﺧﻴﺮ ﺭﺩّ ﺍﻟﺪّﻳﻦ : ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻣﻘﺘﺪﺭًﺍ ﻋﻨﺪﻩ ﻣﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺑﻪ ﺩﻳﻨﻪ، ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﻘﻢ ﺑﺘﺴﺪﻳﺪ ﺩﻳﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﻤﺤﺪﺩ ﻓﺈﻥ ﺫﻟﻚ ﻳُﻌﺘﺒﺮ ﻇﻠﻤﺎً، ﻓﻌﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ - ﺭﺿﻲَ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ - ﻗﺎﻝ : ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲّ - ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ :- ‏( ﻣَﻄْﻞُ ﺍﻟﻐَﻨِﻲِّ ﻇُﻠْﻢٌ ‏) .

ﻭﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻧﺴﺘﻨﺘﺞ ﺃﻥ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﻧﻮﻋﺎﻥ؛ ﻇﻠﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻨﻔﺴﻪ، ﻭﻇﻠﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻟﻐﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻛﻞ ﻧﻮﻉ ﻳﻨﺪﺭﺝ ﺗﺤﺘﻪ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﻭﺍﻷﺷﻜﺎﻝ .

ﻋﺎﻗﺒﺔ ﺍﻟﻈﻠﻢ

ﺣﺬّﺭ ﺍﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻣﻦ ﻋﻮﺍﻗﺐ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺤﻖ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺿﻊ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ، ﻛﻤﺎ ﺣﺬّﺭ ﺍﻟﺮّﺳﻮﻝ - ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ - ﻣﻦ ﻋﻮﺍﻗﺒﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨّﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳّﺔ، ﻭﻓﻴﻤﺎ ﻳﺄﺗﻲ ﺑﻴﺎﻧﻬﺎ :

ﺍﻟﻈّﻠﻢ ﺳﺒﺐ ﻟﻠﺒﻼﺀ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺏ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻢ ﺍﻟﺘﻨﺰﻳﻞ : ‏( ﻓَﻜَﺄَﻳِّﻦْ ﻣِﻦْ ﻗَﺮْﻳَﺔٍ ﺃَﻫْﻠَﻜْﻨَﺎﻫَﺎ ﻭَﻫِﻲَ ﻇَﺎﻟِﻤَﺔٌ ﻓَﻬِﻲَ ﺧَﺎﻭِﻳَﺔٌ ﻋَﻠَﻰ ﻋُﺮُﻭﺷِﻬَﺎ ﻭَﺑِﺌْﺮٍ ﻣُﻌَﻄَّﻠَﺔٍ ﻭَﻗَﺼْﺮٍ ﻣَﺸِﻴﺪٍ ‏) .

ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﺗﺼﻴﺒﻪ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡ، ﻓﻌﻦ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ - ﺭﺿﻲَ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ - ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺻﻠّﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠّﻢ :- ‏( ﺍﺗَّﻖِ ﺩَﻋﻮﺓَ ﺍﻟﻤﻈﻠﻮﻡِ؛ ﻓﺈﻧَّﻬﺎ ﻟﻴﺲ ﺑﻴﻨَﻬﺎ ﻭﺑﻴﻦَ ﺍﻟﻠﻪِ ﺣِﺠﺎﺏٌ ‏) .

ﺍﻟﻈّﺎﻟﻢ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻠّﻌﻨﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﻪ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ : ‏( ﻳَﻮْﻡَ ﻟَﺎ ﻳَﻨْﻔَﻊُ ﺍﻟﻈَّﺎﻟِﻤِﻴﻦَ ﻣَﻌْﺬِﺭَﺗُﻬُﻢْ ﻭَﻟَﻬُﻢُ ﺍﻟﻠَّﻌْﻨَﺔُ ﻭَﻟَﻬُﻢْ ﺳُﻮﺀُ ﺍﻟﺪَّﺍﺭِ ‏) .

ﺍﻟﻈّﺎﻟﻢ ﻻ ﻳُﻔﻠﺢ ﺃﺑﺪﺍً، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻢ ﺍﻟﺘﻨﺰﻳﻞ : ‏( ﻭَﻣَﻦْ ﺃَﻇْﻠَﻢُ ﻣِﻤَّﻦِ ﺍﻓْﺘَﺮَﻯ ﻋَﻠَﻰ ﺍﻟﻠَّـﻪِ ﻛَﺬِﺑًﺎ ﺃَﻭْ ﻛَﺬَّﺏَ ﺑِﺂﻳَﺎﺗِﻪِ ﺇِﻧَّﻪُ ﻟَﺎ ﻳُﻔْﻠِﺢُ ﺍﻟﻈَّﺎﻟِﻤُﻮﻥَ ‏) .

ﺍﻟﻈّﺎﻟﻢ ﻣﺼﺮﻭﻑ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﺪﺍﻳﺔ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ : ‏( ﺃَﺟَﻌَﻠﺘُﻢ ﺳِﻘﺎﻳَﺔَ ﺍﻟﺤﺎﺝِّ ﻭَﻋِﻤﺎﺭَﺓَ ﺍﻟﻤَﺴﺠِﺪِ ﺍﻟﺤَﺮﺍﻡِ ﻛَﻤَﻦ ﺁﻣَﻦَ ﺑِﺎﻟﻠَّـﻪِ ﻭَﺍﻟﻴَﻮﻡِ ﺍﻵﺧِﺮِ ﻭَﺟﺎﻫَﺪَ ﻓﻲ ﺳَﺒﻴﻞِ ﺍﻟﻠَّـﻪِ ﻻ ﻳَﺴﺘَﻮﻭﻥَ ﻋِﻨﺪَ ﺍﻟﻠَّـﻪِ ﻭَﺍﻟﻠَّـﻪُ ﻻ ﻳَﻬﺪِﻱ ﺍﻟﻘَﻮﻡَ ﺍﻟﻈّﺎﻟِﻤﻴﻦَ ‏) .

ﺍﻟﻈّﺎﻟﻢ ﻳُﺤﺮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻔﺎﻋﺔ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ﻓﻲ ﻣﺤﻜﻢ ﺍﻟﺘﻨﺰﻳﻞ : ‏( ﻣَﺎ ﻟِﻠﻈَّﺎﻟِﻤِﻴﻦَ ﻣِﻦْ ﺣَﻤِﻴﻢٍ ﻭَﻟَﺎ ﺷَﻔِﻴﻊٍ ﻳُﻄَﺎﻉُ ‏) .

ﻳُﺴﺘﻨﺘﺞ ﺃﻥ ﺍﻟﻈّﻠﻢ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺋﺮ ﺍﻟﺬﻧﻮﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺮّﻣﻬﺎ ﺍﻟﻠﻪ - ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ - ، ﻭﻗﺪ ﺑﻴّﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻋﻮﺍﻗﺐ ﺍﻟﻈﻠﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺤﻖ ﺍﻟﻈﺎﻟﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﻵﺧﺮﺓ .
يتم التشغيل بواسطة Blogger.