الصفحات

الثلاثاء، 27 أغسطس 2024

التحولات الكبرى للعالم الرأسمالي وانعكاساتها خلال القرنين 19 و 20 م


التحولات الكبرى للعالم الرأسمالي وانعكاساتها خلال القرنين 19 و 20 م


التحولات الكبرى للعالم الرأسمالي وانعكاساتها خلال القرن 19 و 20 م:

مقدمة:

ساهمت التحولات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والفكرية الناتجة عن الثورة الصناعية بأوربا في تطور النظام الرأسمالي، وترسيخه ليشتد بعد ذلك التنافس الاستعماري بين الدول الأوربية المصنعة ويفجر خريطة جيوسياسية فتحت باب المتغيرات الدولية دونما توقف.

فما هو الإطار الزمني والمجالي لبرنامج مادة التاريخ؟
وما هي إشكالية برنامج التاريخ وأسئلتها الفرعية؟


1- الإطار الزمني والمجالي لبرنامج مادة التاريخ:

أ- الفترة التاريخية خلال القرنين 19 و20م، والتي تميزت بعدة أحداث مترابطة فيما بينها:

عرفت الأنظمة الرأسمالية تطورات مهمة بعد ظهور الآلة البخارية التي أدت إلى تطور الصناعة ووسائل المواصلات، وكذا ازدهار المبادلات التجارية وتطور الأبناك مع ازدياد الحاجة للمواد الأولية والأسواق الاستهلاكية، فاشتد التنافس بين الدول الرأسمالية، مما أدى إلى ظهور الحركة الامبريالية، وقد نتج عن التنافس الامبريالي تصاعد التحالفات والتسابق نحو التسلح واستعمار عدة بلدان، مما أدى إلى قيام الحربين العالميتين اللتان انتهيتا بتقسيم العالم إلى معسكرين متصارعين رأسمالي غربي واشتراكي شرقي، هذا الأخير انهار بعد سقوط جدار برلين وزوال الاتحاد السوفياتي، فظهر قطب سياسي واحد بعد أن كانت الدول المُستَعمَرة قد حصلت على استقلالها.

ب- الإطار الجغرافي للبرنامج:

شهد التراب الأوربي معظم التحولات التي عرفها العالم الرأسمالي خلال القرنين 19م و20م، فبأوربا ظهرت الثورة الصناعية ومنها انطلقت شرارة الحرب العالمية الأولى والثانية نظرا لارتباطها بأوربا، فقد تطور النظام الرأسمالي بالولايات المتحدة الأمريكية خلال ق 19م التي تحولت إلى قطب رأسمالي عالمي وساهمت في انتصار الحلفاء خلال الحربين العالميتين، وفي دعم الاقتصاد الأوربي، أما اليابان فقد نهجت سياسة تحديثية ثم سعت إلى التوسع على حساب جيرانها، فتطورت اقتصاديا لكنها انهزمت عسكريا خلال الحرب العالمية الثانية، إلا أنها أصبحت بعد ذلك نموذجا للنجاح الرأسمالي في شرق آسيا.

2- إشكالية برنامج التاريخ وأسئلتها الفرعية:

أ- إشكالية البرنامج:

شكلت التحولات العميقة التي عرفتها دول العالم الرأسمالي خلال ق 19م في إطار الثورة الصناعية عاملا رئيسيا في تغيير بنيات التجمعات الأوربية، وبالتالي في خلخلة االتوازنات القائمة داخل العالم الرأسمالي، واشتد التنافس بين الدول الرأسمالية مما أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى خلال بداية ق 20م، والذي عرف عدة تغيرات سياسية واقتصادية وتقنية واجتماعية، بالمقابل تعرض المغرب لضغوط استعمارية أفضت فرض معاهدة الحماية سنة 1912م فخضع للاحتلال الفرنسي والإسباني، ومن هنا نرى أن هذه التحولات تطبعها الشمولية (اقتصادية، سياسية، اجتماعية، فكرية)، والتعددية الجغرافية (دولية، إقليمية، وطنية)، أي ارتباط ما هو داخلي بما هو خارجي.

ب- الأسئلة الفرعية لإشكالية البرنامج:

ما هي مظاهر التحول التي عرفها العالم الرأسمالي خلال القرن 19م؟

ما هو رد فعل الشرق العربي والمغرب إزاء هذا التحول؟

ما هي مظاهر التحول في العالم الرأسمالي خلال القرن 20م؟

خاتمة:

تعتبر فترة القرن 19 و20م غنية بالتحولات الكبرى التي أثرت في العالم المعاصر، ولا زالت تنعكس على حياة الساكنة العالمية.





ملخص درس تصفية الاستعمار وبروز العالم الثالث


ملخص درس تصفية الاستعمار وبروز العالم الثالث


ملخص درس تصفية الاستعمار وبروز العالم الثالث:

مقدمة :

تعد ظاهرة تصفية الاستعمار من السمات الكبرى التي طبعت العلاقات الدولية بعد الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى بروز كيانات دولية جديدة تحت مسمى العالم الثالث.

فما هي ظروف وعوامل هذه الظاهرة ؟ وما خصائصها الكبرى من خلال نضال بعض الحركات التحررية ؟ وما مشاكل العالم الثالث غداة الاستقلال، وأهم التكتلات الإقليمية التي عرفها العالم ؟

1- ظروف وعوامل تصفية الاستعمار وخصائصها:

 ظروف وعوامل تصفية الاستعمار:

- دور الاستغلال الاستعماري في تصاعد الحركات التحررية ضد الأنظمة الاستعمارية: خلف ذلك الاستغلال آثارا اقتصادية واجتماعية على شعوب المستعمرات وأيقظ الوعي التحرري لديها.

- دور المؤسسات والاتفاقيات الدولية: كانت تصدر عن هاته الأخيرة قرارات تنادي بتعجيل تصفية الاستعمار، أبرزها:

• المبادئ الأربعة عشر للرئيس ولسن التي دعا من خلالها إلى ضمان حق الشعوب في تقرير المصير. وقد قوبلت هاته المدونة بترحيب كبير في معظم دول العالم الثالث.

• الميثاق الأطلسي 1941: وقعته كل من و.م.أ وبريطانيا الذي يقضي باعتراف الجانبان بحق الشعوب في تقرير المصير، وذلك في سياق حربهما على النازية.

• اهتمام هيئة الأمم المتحدة بتصفية الاستعمار من خلال إقرارها بحق الشعوب في تقرير مصيرها، وتعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات العامة.

- دور القطبية الثنائية في إذكاء الحركات التحررية في العالم: عمل الاتحاد السوفيتي على دعم الحركات التحررية ( الفيتنام في مواجهة الاحتلال لفرنسي )، بينما عملت و.م.أعلى دعم الأنظمة الرأسمالية وذلك في إطار الاستقطاب إما إلى المعسكر الرأسمالي أو الاشتراكي.

2- الخصائص الكبرى لتصفية الاستعمار من خلال بعض الحركات التحررية في العالم:

أ- النموذج الهندي (آسيا):واجهت الحركة الهندية الاحتلال البريطاني عن طريق مقاومة سياسية برز فيها حزب المؤتمر الوطني بزعامة غاندي الذي انتهج أسلوبا خاصا في مكافحة التواجد البريطاني ، والذي تميز بالخصائص التالية:

الطابع المدني لهذه الحركة التحررية وعدم استعمال العنف، أو ما يصطلح عليه بالعصيان المدني (عدم التعامل مع الإنجليز، مقاطعة البضائع الأجنبية، الاعتماد على الإمكانيات الذاتية، التضامن الداخلي وتجنب الخلافات الطائفية..)

المشاركة الواسعة لكافة أطياف المجتمع الهندي بفضل التأطير التي قامت به الأحزاب السياسية المناهضة للاحتلال.

⇦ بفضل هذا الأسلوب استطاعت الهند انتزاع استقلالها سنة 1947.

ب- النموذج الجزائري: في فاتح نونبر 1954 انطلق الكفاح المسلح ضد الاحتلال الفرنسي بتنفيذ عمليات مسلحة في منطقة القبائل وقسنطينة، ثم امتد ليشمل كافة التراب الجزائري.

وعلى الرغم من التدابير الأمنية التب اتخذتها سلطات الاحتلال من أجل الحفاظ على وجودها بالجزائر، ازدادت شدة الكفاح المسلح، حيث تمكنت "جبهة التحرير" من تحقيق انتصارات أضرت بعملاء الاستعمار ومنشآته الاقتصادية والإدارية، لينتهي الأمر باعتراف فرنسا باستقلال الجزائر سنة 1962 بعدما كلفها زهاء المليوني شهيد.

3- مشاكل دول العالم الثالث غداة الاستقلال وبعض تكتلاتها الإقليمية:

أ- بروز العالم الثالث وحركة عدم الانحياز، والمشاكل المرتبطة به:

في خضم الحرب الباردة وبعد حصول المستعمرات على استقلالها، برز مصطلح العالم الثالث سنة 1952 على لسان الصحفي الفرنسي ألفريد سوفي (شبهه بالهيئة الثالثة: عمال، فلاحون، جنود..). وقد عملت هذه الدول الحديثة العهد بالاستقلال على تجنب الوقوع تحت سيطرة أحد المعسكرين، وأن تصبح غير منحازة لأي من الكتلتين.

وفي هذا السياق نشأت بذور حركة عدم الانحياز التي تبلورت في البداية في مؤتمر البلدان الأفرو-أسيوية في باندونج بإندونيسيا سنة 1955، والتي اتخذت قرار عدم الانحياز في مواقفها إلى أحد المعسكرين المتصارعين.

وقد حدد مؤتمر باندونج أهداف الحركة يما يلي:

- احترام حقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة.

- احترام سيادة الدول.

- تسوية الخلافات الدولية بالطرق الدبلوماسية.

⇦عرفت هذه المنظمة تطورا كميا بانضمام البلدان المستقلة من آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.

وعرفت الفترة التي تلت استقلال دول العالم الثالث، جملة من المشاكل نجملها فيما يلي:

صراعات عرقية طائفية وسياسية.

الانقسامات السياسية ومشاكل الحدود الموروثة عن الاستعمار.

المشاكل الديمغرافية: انفجار حضري، ارتفاع مؤشرات الفقر، الأمية، البطالة، الجريمة، مشاكل المديونية...

ب- التكتلات الإقليمية لدول العالم الثالث بعد الحرب العالمية الثانية:

• جامعة الدول العربية:

تأسست من طرف سبع دول بموجب برتوكول الاسكندرية يوم 22 مارس 1945 (سوريا، السعودية، لبنان، الأردن، العراق، اليمن، مصر) – المغرب التحق 1958 -. وقد هدفت الدول العربية المشاركة إلى: توطيد الصلات بينها، حل النزاعات بالطرق السلمية، احترام سيادة كل دولة، مساندة الدول العربية المستعمرة للظفر باستقلالها..

• رابطة دول جنوب شرق آسيا:

 تأسست بموجب إعلان بانكوك سنة 1967 من طرف ست دول (بروناي، الفلبين، إندونيسيا، ماليزيا، تايلاند، وسنغافورة). ويهدف الاتفاق إلى:

- التصدي للمد الشيوعي في المنطقة.

- تقوية الروابط التضامنية بين دول المنطقة.

- تسوية النزاعات الحدودية والتخفيف من حدتها.

- تعزيز التعاون الاقتصادي بين دول الرابطة من خلال إقامة منطقة للتبادل الحر (إعلان سنغافورة 9 يناير 1992)

خاتمة: 

نستنتج ان ظاهرة تصفية الاستعمار، شكلت حدثا حاسما في تطور العلاقات الدولية المعاصرة، تمثلت في بروز كيانات جديدة لها مشاكلها الخاصة وأساليبها في التصدي لها من أجل بناء الدولة الحديثة.

درس التطورات السياسية والاجتماعية في العالم الإسلامي


درس التطورات السياسية والاجتماعية في العالم الإسلامي


درس التطورات السياسية والاجتماعية في العالم الإسلامي :

مقدمة:

تزامن امتداد النفوذ العثماني بالضفة الجنوبية مع ظهور السعديين بالمغرب، وارتبط ذلك بتحولات سياسية وعسكرية فرضت على العالم الإسلامي ضرورة التحرك للحفاظ على كيانه السياسي، والدفاع عن كيانه الترابي بكل الوسائل الممكنة.

فما هي الوسائل الإدارية والعسكرية التي عملت على تحقيق هذه الغاية؟
وكيف أصبح الوضع الديني والاجتماعي في ظل هذا الظرف خلال القرنين 15 و16م؟


1- طبيعة النظام السياسي والإداري والعسكري للإمبراطورية العثمانية خلال ق 15 و16م:

أ- اعتمد العثمانيون على جهاز إداري مركزي ومحلي

● الجهاز الإداري المركزي:

تشكلت الإدارة المركزية للإمبراطورية العثمانية خلال ق 15 و16م من العناصر الآتية:

• الباب العالي: وهو أعلى سلطة في البلاد، تجسد قوة السلطان المستمدة من قوة جيشه، وهذا اللقب كان يطلق على الحكومة العثمانية، ويعني في الأصل قصر السلطان، وقد لقب السلطان العثماني بعدة ألقاب، منها: حامي البرين والبحرين، وحامي الحرمين الشريفين، وكانت له سلطة مطلقة (تنفيذية، تشريعية، وقضائية).

• الصدر الأعظم: أعلى منصب بعد السلطان وهو رئيس الوزراء ورئيس الديوان، يعين الجيش وجميع المناصب الإدارية المركزية أو الإقليمية.

• الدفتردار: المكلف بالشؤون المالية وحساب مواردها ومصاريفها، وهو يلي الصدر الأعظم.

• الكاهية باشا: الموظف العسكري الذي يتكلف بتسييرالشؤون العسكرية للإمبراطورية.

• الشاوس باشا: موظف ينفذ الأحكام القضائية التي يصدرها القضاة.

• رئيس الكتاب: هو كاتب السلطان، مهمته حفظ القوانين وكتابة المراسلات.

• مجلس الديوان: يشرف على تسيير الشؤون العامة للدولة، وهو أهم مجلس يقدم اقتراحات للسلطان أو للصدر الأعظم.

• شيخ الإسلام: إصدار الفتاوى الشرعية.

كان للانتماء المجالي تأثير كبيرعلى وضعية ومكانة صاحب منصب ما، ويتمثل ذلك في ترابية أجهزة الدولة العثمانية.

● الجهاز الإداري المحلي:

كانت الدولة العثمانية تنقسم إلى ولايات، والتي بدورها تنقسم إلى مقاطعات (سناجق)، وعلى رأس كل مقاطعة وال “سنجق بك” له اختصاصات عسكرية وإدارية، وداخل الولاية يوجد سوباشي (وهو ضابط أمن بصفة أساسية)، ودفتردار، وقاض ينظر في قضايا السناجق، وبعد اتساع أطراف الإمبراطورية أصبحت تضم ألوية جديدة كان من الصعب ربطها بالعاصمة، فاضطرت الدولة إلى ضم عدد منها في ولاية واحدة، وعين على كل رأس ولاية أمير أمراء الألوية (بكلربكي)، وهو أعلى المناصب في الدولة العثمانية، يعتبر صاحب المنصب مرشحاً لدخول مجلس الدولة كوزير.

ب- النظام العسكري في الإمبراطورية العثمانية:

تشكل الجهاز العسكري في الإمبراطورية العثمانية من العناصر الآتية:

• المشاة: فرقة عسكرية غير نظامية، تنصرف متى انتهت الحرب، تمت الفتوحات الأولى على يدها، واستبدلت بجيش الانكشارية.

• جيش الانكشارية: كانت عناصر الإنكشارية تتلقى تربية إسلامية، وكان هناك قانون داخلي نظم علاقات هذه العناصر مع بعضها، ومنع الزواج طيلة مدة الخدمة العسكرية، وفرض عليها الطاعة المطلقة، مما جعل عناصر هذا الجيش تفقد روابطها الأصلية دون أن تستطيع اكتساب روابط جديدة، مما قوى عندها روح الولاء للسلطان، وكانت تتكون من أسرى الحروب، وأصبحت الإنكشارية في نهاية ق 15م من أهم الفيالق العسكرية التي أعطت للدولة قوة ومهابة في الداخل والخارج.

• جيش السباهية: من وظائف السباهية أنهم كانوا يشكلون ما يسمى بالتيمار العسكري، وهو نظام يمكن جيش السباهية (الخيالة) من أدارة الأراضي الزراعية(التيمارات) التي تسلم لهم مقابل خدماتهم في الجيش، ويقومون أيضا بجمع الضرائب من الفلاحين، ولا يتلقون أجورهم من الخزينة العثمانية بل مما يجمعون من الضرائب، والسباهية كانوا أكثر عددا ويتوفرون على امتيازات اجتماعية أحسن من الإنكشارية، فالجيش كان يقوم بأدوار تتمثل في المحافظة على الأرض والاستقرار وقمع الثورات.

ج- التجهيزات والمعدات العسكرية العثمانية:

استخدم الجيش العثماني السلاح الناري منذ ظهوره، لكن بعد تلقيه هزيمة من طرف البنادقة سنة 1416م دفع إلى التفكير جديا في إنشاء أسطول بحري،وتجهيزه تجهيزا محكما من أجل حماية شواطئ الدولة وفرض سيادتها في البحر الأسود والبحرالمتوسط، ومواجهة القرصنة، ودعم حركة الجهاد البحري ضد المسيحيين.

2- معرفة طبيعة الدولة والنظم السياسية والإدارية بالمغرب السعدي خلال القرنين 15 و16م:

أ- الوضعية السياسية العامة بالمغرب السعدي خلال القرنين 15 و16م:

تميز الوضع السياسي بالمغرب خلال الحكم الوساطي بالتجزئة والتفكك السياسي، إذ لم يعد نفوذ الدولة يتجاوزالقسم الشمالي ما بين واد أم الربيع وطنجة مما أثار قبائل ضدها، هذا بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية التي عرفتها المرحلة، حيث توالت سنوات الجفاف والمجاعة وتفشي داءالطاعون، ومنذ ق 15م شن البرتغاليون هجمة استعمارية على المغرب شملت السواحل الأطلسية والمتوسطية، فاحتلت سبتة سنة1415 من أجل السيطرة على التجارة الدولية والمعادن النفيسة واستغلال تجارة السودان، وأدى هذا إلى تدهور أوضاع المغرب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وبالتالي إلى ضعف الدولة الوطاسية العاجزة عن مواجهة البرتغاليين، ثم إلى قيام الدولة السعدية، حيث إلتف السكان بالجنوب حول السعديين الذين ينتسبون لآل البيت النبوي، واستقطبوا سكان المناطق الممتدة من تافلالت إلى سوس عبر درعة، وذلك بزعامة المولى محمد بمساعدة ابنيه احمد الأعرج ومحمد الشيخ، ومن أهم المعارك التي خاضها السعديون، نذكر: معركة وادي المخازن والتي كانت نتيجة رغبة البرتغاليين خلال حكم “دون سبستيان” في توسيع نفوذهم وتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية وإستراتيجية، وفي المقابل كانت للسعديين قوة عسكرية ورغبة في تحرير البلاد، حيث إلتقى الفريقان بوادي المخازن فوقعت المعركة سنة 1578م، ومن نتائجها قتل “سبستيان” والمتوكل، وموت عبد الملك وتولية احمد المنصور الذهبي الحكم من 1978م إلى 1603م، وتحقيق انتصار كان له بعد تاريخي عميق، وتم وضع حد للأطماع الاستعمارية.

ب- الجهاز الإداري والمالي للدولة المغربية في العهد السعدي:

● أهم المناصب في الإدارة المركزية:

تشكلت الإدارة المركزية لدولة السعديين من العناصر الآتية:

• السلطان: الذي كان يجمع بين السلطتين الدينية والدنيوية، حيث يترأس الجهاز الإداري، وحمل كل ألقاب السلطة اعتبارا للأصل العربي ونسبهم الشريف، واتخذ المغرب المركزي في عهد أحمد المنصور شكل جهاز سياسي إداري قوي شمل إلى جانب السلطان عدة مناصب عليا.

• الحاجب: المسؤول الأول عن الحكومة وينظم الاتصال بين السلطان والولايات.

• صاحب المظالم: يتلقى الشكايات ويرفعها إلى السلطان للبث فيها.

• صاحب خزائن الدار: المشرف على أموال الدولة بقصر السلطان.

• كاتب السر: يحافظ على سر الدولة.

● أهم المناصب في الإدارة الإقليمية:

• خليفة السلطان: من أبناء الأسرة الملكية، الوالي أو العامل في الإقليم.

• القاضي: يصدر الأحكام

• عمال الخراج: يجمعون أعشار المنتوجات الفلاحية.

• شيخ القبيلة: يسهر على أمن الطرق بالمنطقة.

• صاحب الشرطة: يحافظ على الأمن، و ينفذ العقوبات.

• أمناء الحرف: يتدخلون للتحكيم من أجل جل النزاعات.

بالنسبة للإدارة المحلية أو الإقليمية فقد خضعت بدورها لتنظيم يدل على تطور واستقرار مؤسسات الدولة، وعن حرصها على بسط نفوذها، فتم توزيع البلاد إلى 12 ولاية أسندت إدارتها إلى عناصر تحظى بثقة السلطان وبعضها كان على رأسها أبناء المنصور خاصة فاس، مكناس، سوس، مراكش، وقسمت الأقاليم إلى قيادات على رأسها باشا أو قائد يدير شؤونها بمساعدة عدة شيوخ القبائل وصاحب الشرطة والقاضي.

● موارد بيت المال في عهد احمد المنصور:

شكلت التجارة الخارجية وموارد الجبايات دعامتي الاقتصاد السعدي، حيث راهن السعديون منذ البداية على تطوير التجارة وحماية طرقها لتوفير الموارد ومواجهة المنافسة، فعملوا على تخفيض الرسوم الجمركية في الموانئ، وشجعوا إنتاج السكر وتصديره، كما تمكنوا من استقطاب جزء هام من التجارة الصحراوية، إضافة إلى غزو السودان الذي وفر كميات هامة من الذهب …، كما أحدث السعديون ضريبة النايبة، إضافة إلى الزكاة والأعشار وضرائب التجارة ومدخول مناجم الملح، كما تحولت الضرائب العينية إلى نقدية وبذلك تمكن المخزن السعدي من رفع مداخيله وتمرير نفوذه على القبائل، وتأديب من تخلف عن الدفع.

ج- إبراز أهمية المؤسسات العسكرية في الدولة السعدية خلال ق 16:

أعد المنصور جيشا نظاميا ذا فرق مرتبة ومتميزة بلباسها وأسلحتها ومهامها، ويخضع للتدريبويتلقى أجرته من بيت المال، وقد كان الجيش المغربي في عهد السعديين يتكون من العربوالعجم والأتراك والأندلسيين وعناصر بربرية وجيش مسيحي اعتنق الإسلام بعد أسره، إضافة إلى اعتماد الجيش السعدي على العناصر التركية، كما كانت سياسته تقوم على الكثيرمن التنظيمات العسكرية العثمانية، كما طمح المنصور إلى تكوين إمبراطورية إسلامية غرب إفريقيا تكون قادرة على درء الأخطارالخارجية لاسيما بعد تزايد أطماع العثمانيين والأيبيريين، وقد تمكن من ذلك إذ ضم السودان فتقوت روابطه بالمغرب وجنى المنصور من ذلك الكثير من الذهب فلقب بالمنصور الذهبي، واعتمد الجيش على الأسلحة النارية كالمدافع، واهتم بالأسطول البحري لتعزيز صفوفه بالشواطئ وللتحكم في الطرق التجارية.

3- طبيعة الأوضاع الدينية والاجتماعية في العالم الإسلامي خلال 15 و16م:

أ- الأوضاع الدينية في العالم الإسلامي خلال القرنين 15 و16م:

● الأوضاع الدينية والاجتماعية في الإمبراطورية العثمانية:

كانت الإمبراطورية العثمانية تجمع بين شعوب متنوعة الأعراف والديانات والثقافات مما فرض عليها ضرورة تبني التسامح الديني، وعدم الإقصاء، وحماية الاستقلال، وتمثل هذا التنوع الثقافي في:

• انتشار الديانة المسيحية الأورتودكسية بعد ضم القسطنطينية.

• المذاهب السائدة في الإمبراطورية هي المذهب السني مما يفسر خلافهم المستمر مع الصفويين الشيعة.

• انتشار المذهب الحنفي بشكل كبير داخل الإمبراطورية وتهميش المذهب المالكي.

• تعدد الطرق الصوفية رغم معارضة فقهاء السنة لها نظرا لمساهمتها في إحياء الحماس الديني إبان أول مراحل التوسع العثماني وخاصة فرقة الدراويش، على العموم كانت لدوي المناصب الدينية امتيازات عديدة: إعفاءات من الضرائب، مناصب مهمة أملاك وضيعات …

شكلت الديانة الإسلامية أهم ديانة لأغلب السكان، وحظي رجال الدين بمكانة هامة مما أدى إلى خضوعهم للهرمية، المفتي الأكبر أو شيخ الإسلام، قاضيا (الرملي والأناضول).

● الأوضاع الدينية في الدولة السعدية:

لعبت الزوايا دورا كبيرا كمؤسسةدينية اجتماعية: نشر العلم والمعرفة، مركز للصلاة والذكر والأدعية، تقوم بدور تربويمهم في الأوساط الشعبية، ومأوى للمحتاجين وعابري السبيل، وتعتبر الزاوية الجزوليةمن أهم الزوايا خلال هذه المرحلة وعنها تفرقت أهم الزوايا.

ب- الأوضاع الاجتماعية في في المغرب السعدي خلال القرنين15 و16م:

تنوعت العناصر السكانية للمغرب خلال عهد السعديين، حيث ضمت:

• الأتراك والأوروبيون: عملوا بالجيش.

• السودانيون: عملوا في القصور والحقول وأوراش البناءومعاصر السكر.

• الأندلسيون: عملوا بالتعليم والطب ووظائف متنوعة، وفي القرى مارسوا الزراعة والغراسة.

انقسم المغاربة إلى فئتين، فئة دوي الامتيازات، وقد شملت رجال الحكم، وزعماء القبائل، واحتكرت التجارة والصناعة، واستفادت من مجموعة من الامتيازات علىشكل عطاءات وإقطاعات، وفئة عامة شملت الفلاحين الصغار والعمال في الفلاحة، مماأدى إلى تمرد القبائل والسكان نتيجة التفاوت الطبقي الكبير وإثقالهم بالضرائبلاسيما بعد توالي الكوارث الطبيعية، مما أدى إلى تضرر هذه الفئة الاجتماعية الصغيرة، كما لعبت المرأة في المجتمع السعدي عدة أدوار سواء على المستوى الفكري والعلميوالاجتماعي.

خاتمة:

أدت التحولات السياسية بالبحر الأبيض المتوسط خلال القرن 16م إلى تقوية العثمانيين والسعديين للأجهزة الإدارية والعسكرية، والحفاظ على الخصوصيات الدينية والاجتماعية لضمان الصمود في وجه المد المسيحي الأيبيري.

درس التطورات السياسية والاجتماعية بالعالم الإسلامي خلال القرن 15 و 16 م :


درس التطورات السياسية والاجتماعية بالعالم الإسلامي خلال القرن 15- 16 م



درس التطورات السياسية والاجتماعية بالعالم الإسلامي خلال القرن 15 و16 م :

مقدمة :

خلال القرن 15 و 16 م كان العالم الإسلامي مجزءا إلى الدول الآتية : الإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية المغولية والدولة الصفوية ودولة السعديين ومملكة سنغاي.

 فما هي التنظيمات الإدارية و العسكرية للإمبراطورية العثمانية و الدولة السعدية؟ و ما هي الأوضاع الدينية و الاجتماعية في العالم الإسلامي خلال ق 15 و 16 م

1-التنظيمات الإدارية والعسكرية للإمبراطورية العثمانية:

أ- التنظيمات الإدارية

● تشكلت الإدارة المركزية من العناصر الآتية:

• السلطان العثماني : وكان يمتلك جميع السلطات ، ويمثل قمة الهرم الإداري ولهذا حمل لقب الباب العالي.

• الحكومة العثمانية: وضمت عدة وزراء يحملون ألقابا تركية في طليعتهم الصدر الأعظم (الوزير الأول) والدفتر دار ( وزير المالية ) والشاوش باشا ( وزير العدل) والكاهية باشا ( وزير الدفاع )

• مجلس الديوان : مجلس استشاري يناقش الشؤون العامة، ويقدم الاقتراحات للسلطان والصدر الأعظم.

● الجهاز الإداري المحلي:

كانت الدولة العثمانية تنقسم إلى ولايات، والتي بدورها تنقسم إلى مقاطعات (سناجق)، وعلى رأس كل مقاطعة وال “سنجق بك” له اختصاصات عسكرية وإدارية، وداخل الولاية يوجد سوباشي (وهو ضابط أمن بصفة أساسية)، ودفتردار، وقاض ينظر في قضايا السناجق، وبعد اتساع أطراف الإمبراطورية أصبحت تضم ألوية جديدة كان من الصعب ربطها بالعاصمة، فاضطرت الدولة إلى ضم عدد منها في ولاية واحدة، وعين على كل رأس ولاية أمير أمراء الألوية (بكلربكي)، وهو أعلى المناصب في الدولة العثمانية، يعتبر صاحب المنصب مرشحاً لدخول مجلس الدولة كوزير.

ب- التنظيمات العسكرية

تألف الجيش العثماني من فرق عسكرية متعددة في مقدمتها المشاة الانكشاريون والفرسان الملقبون بالسباهي.

في مرحلة التوسع أنشأت الإمبراطورية العثمانية الأسطول البحري العسكري لحماية السواحل و لتأمين المبادلات التجارية الخارجية .

2- تطور التنظيمات بالمغرب خلال ق 15 و 16م :

أ- الوضعية السياسية بالمغرب خلال القرن 15 و 16م :

• في أواخر القرن 15م و بداية القرن 16م ، دخلت الدولة الوطاسية مرحلة الضعف، فانقسم المغرب إلى عدة إمارات، و احتل الإيبيريون( البرتغاليون و الإسبان) المراكز الساحلية الأطلنتية و المتوسطية.

• في منتصف القرن 16م تأسست دولة السعديين التي وضعت حدا للأطماع العثمانية، و انتصرت على البرتغاليين في معركة وادي المخازن ( سنة 1578) ، و قامت بضم بلاد السودان( إفريقيا السوداء خاصة الغربية) في عهد السلطان أحمد المنصور الذهبي ( 1578-1603م)

ب- التنظيمات الإدارية للدولة السعدية :

 تشكلت الإدارة المركزية لدولة السعديين من العناصر الآتية:

• السلطان الذي كان يجمع بين السلطتين الدينية و الدنيوية.

• الموظفون السامون : من أبرزهم الحاجب الذي يعد المسؤول الأول في الحكومة، و صاحب خزائن الدار الذي يشرف على الشؤون المالية،و صاحب المظالم الذي يتلقى الشكايات و يرفعها إلى السلطان للبث فيها.

 قسمت المملكة المغربية إلى عدة أقاليم يرأس كلا منها الوالي أو عامل الإقليم الذي يستعين بمجموعة من الموظفين منهم القاضي و صاحب الشرطة وشيوخ القبائل و أمناء الحرفيين و الجباة ( المكلفون بجمع الضرائب ).

ج- التنظيمات العسكرية و المالية :

• تنوعت العناصر المكونة للجيش السعدي والتي تمثلت في أفراد القبائل المغربية و خاصة قبائل سوس، بالإضافة إلى العرب ذوي الأصول الأندلسية ( الموريسكيون) و الأتراك و الأوربيين

• أنشأ السلطان أحمد المنصور الأسطول الحربي، و عمل على تحصين بعض الموانئ خاصة العرائش و الرباط و سلا.

• تعددت مداخيل الدولة السعدية في عهد أحمد المنصور : إذ شملت الضرائب ،و الرسوم الجمركية، و عائدات تجارة القوافل و مصانع السكر و استغلال المناجم . بالإضافة إلى غنائم معركة وادي المخازن.

3- الأوضاع الدينية و الاجتماعية في العالم الإسلامي خلال القرن 15 و 16م :

أ- الأوضاع الدينية في العالم الإسلامي:

في القرن 16م كان المذهب السني هو الأكثر انتشارا في العالم الإسلامي و خاصة في الإمبراطورية العثمانية و المغرب و شبه الجزيرة العربية. في المقابل انحصر المذهب الشيعي في بلاد فارس.

ب- الأوضاع الاجتماعية في العالم الإسلامي ( المغرب كنموذج ):

• خضع المجتمع المغربي لتنظيم قبلي حيث شمل قبائل عربية و أخرى أمازيغية.

• تألف المجتمع المغربي من طبقتين هما:

• الطبقة الفقيرة التي شكلت الأغلبية، و عانت من المجاعات و الأوبئة.

• الطبقة الغنية التي كانت تمثل الأقلية ، لكنها استفادت من عدة امتيازات.

• عاش في المغرب بعض النصارى و اليهود الذين استقروا في أحياء خاصة بهم عرفت باسم الملاح.

خاتمة :

 كانت هذه التطورات السياسية و الاجتماعية انعكاسا مباشرا للتحولات الاقتصادية التي شهدها العالم الإسلامي في القرنين 15 و 16م .

الاثنين، 26 أغسطس 2024

درس التحولات الكبرى في العالم من الحرب العالمية الأولى إلى مطلع القرن 21


درس التحولات الكبرى في العالم من الحرب العالمية الأولى إلى مطلع القرن 21


درس التحولات الكبرى في العالم من الحرب العالمية الأولى إلى مطلع القرن 21 :

مقدمة:

تتابعت التحولات التي عرفتها أوربا والعالم الرأسمالي خلال القرن 20 ومطلع 21 في إحداث المزيد من التغييرات الجذرية على مستوى العالم.

فأين يتجلى هذا التحول؟ وما أبعاده الزمانية وتفاعلاته المكانية؟
وما الإشكالية والسياق العام الذي يندرج فيه هذا التحول؟


1- الإطار الزماني والمكاني للموضوع

أ- تميز العالم بين الحربين بعدم الإستقرار :

تتراوح أحداث المجزوءة الأولى بين نهاية الحرب العالمية الأولى ونهاية الحرب العالمية الثانية (1917-1954)، شملت مناطق مختلفة بالعالم (أوربا الغربية، روسيا، الولايات المتحدة الامريكية والعالم الإسلامي بشرقه وغربه ...) أهم أحداث هذه الفترة التاريخية :

- 1917م = الثورة الروسية

- 1918 = نهاية الحرب العالمية الأولى

- 1919 = مؤتمر السلام ومعاهدات الصلح + بداية حركات وطنية مقاومة للوجود الإستعماري( مصر، الهند، المقاومة المسلحة في المغرب ... )

- 1920 = فرض الإنتداب الأوربي على المشرق العربي

- 1922 = وصول الفاشيين إلى السلطة بإيطاليا

- 1928 = ستالين وسياسة التخطيط لأجل بناء روسيا السوفييتية

- 1929 = اندلاع الأزمة الإقتصادية الكبرى بالولايات المتحدة وانتشارها في العالم

- 1933 = وصول النازيين إلى الحكم + التوسع الياباني في الصين + روزفلت يطبق خطة الخروج من الأزمة في و.أ.م

- 1936-1939 = الحرب الأهلية الإسبانية + تكوين حلف المحور وبروز نواياه التوسعية

- 1939-1945 = مجريات الحرب العالمية الثانية والأحداث العسكرية في مختلف الجبهات

ب- وضعية العالم والتحولات التي عرفها بعد الحرب العالمية الثانية إلى حدود بروز النظام العالمي الجديد:

 تتراوح أحداث المجزوءة الثانية ما بين 1945 و 2006 وتميزت بتقسيم العالم إلى معسكر غربي ومعسكر شرقي وتواصلت تصفية الإستعمار وبروز العالم الثالث

 وقعت أحداث الفترة بأوربا واسيا وافريقيا والعالم الإسلامي وأهم هذه الأحداث :

- 1946 = جلاء القوات الفرنسية عن سوريا ولبنان

- 1947 = استقلال الهند

- 1948 = قيام دولة اسرائيل وبداية الصراع العربي الاسرائيلي

- 1949 = تأسيس حلف الشمال الأطلسي

- 1951-1953 = الأزمة الكورية

- 1955 = تأسيس حلف وارسو

- 1956 = استقلال كل من تونس والمغرب

- 1961= أزمة صواريخ كوبا

- 1962 = استقلال الجزائر

- 1968 = ربيغ براغ

- 1975 = نهاية حرب الفيتنام

- 1979 = التدخل السوفياتي في أفغانستان

- 1979 = صلح كامب ديفيد

- منذ 1967 = تواصل الصراع العربي الاسرائيلي

- 1987 = الانتفاضة الفلسطينية

- 1989 = ربيع بكين وانهيار الأنظمة الشيوعية في اوربا الشرقية

- 1990 = سقوط جدار برلين / حرب الخليج الثانية

- 1991= توحيد الألمانيتين + إلغاء حلف وارسو + انهيار الإتحاد السوفياتي + بروز التكتلات الإقتصادية الكبرى

- 1993 = اتفاقية السلام بين اسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية

- 2001 = الهجوم على المركز الإقتصادي العالمي بنيويورك

- 2003 = حرب الخليج الثالثة

- 2006 = الحرب العالمية الاسرائيلية السادسة


ملخص درس التحولات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والفكرية في العالم خلال القرن 19م


ملخص درس التحولات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والفكرية في العالم خلال القرن 19م


ملخص درس التحولات الاقتصادية والمالية والاجتماعية والفكرية في العالم خلال القرن 19م:

مقدمة:

عرف العالم الرأسمالي تحولات اقتصادية وفكرية واجتماعية خلال القرن 19م ساهمت في تقوية النظام الرأسمالي.

فما مظاهر التحولات الاقتصادية والاجتماعية والفكرية في أوربا خلال القرن 19م؟
وما أشكال التنظيم النقابي بأوربا خلال القرن 19م؟


1- التحولات الاقتصادية والمالية التي شهدتها أوربا خلال القرن 19م:

أ- قامت التحولات الاقتصادية على عدة أسس:

عرف العالم الرأسمالي عدة اختراعات تقنية أحدثت تحولات جذرية على مستوى الاقتصاد:

• الطاقة ووسائل النقل: 1814 قاطرة ستيفسين، 1826 البطارية، 1833 المطرقة البخارية، 1867 الاليكتروليس، 1878 المصباح، 1886 المحرك الانفجاري، 1908 سيارة فورد.

• التعدين: 1855 انتاج الألمونيوم كيميائيا ومحول بيسمر، 1862 فرن مارتان، 1867 الديناميت.

• الكيمياء: 1848 الأسمدة، 1879 التلقيح، 1899 الأسبرين.

• اختراعات متنوعة: 1876 الهاتف، 1884 الحرير الاصطناعي، 1895 عرض أول شريط سينمائي.

ب- عرف القطاع الفلاحي تطورا ساهم في تقوية النظام الرأسمالي:

يمكن تلخيص التحولات التي عرفها الميدان الفلاحي فيما يلي:

- استخدام نظام التناوب الزراعي.

- التخلي عن نظام إراحة الأرض.

- استعمال الآلة في عملية الإنتاج (آلة الحصاد والدرس، الأسمدة، وسائل النقل المكيف).

- استخدام أسلوب التهجين.

- انتقاء الأنواع الجيدة من المزروعات وسلالات الماشية.

- ضمان سقي الأراضي بسبب بناء السدود.

- ارتفاع المردود والمردوية.

ج- عرف الميدان الصناعي تطورات مهمة:

تتمثل أهم التحولات الصناعية فيما يلي:

- ظهور العامل على حساب الحرفي الذي كان يشتغل في إطار الورشة الريفية.

- بروز المعمل الذي ينتج كميات ضخمة من السلع، وأصبح خاضعا لقاعدة الطلب.

- ظهور نظام المعمل الذي يتميز بتوزيع المهام على العمال حسب درجة تأهيلهم المهني.

- استخدام الآلة في نظام الإنتاج.

- ارتفاع كميات الإنتاج من القطن والحديد والفحم والمحركات البخارية.

- تضاعف إنتاج الطاقة بستة مرات حتى بلغ ستة بلايين كيلو واط في الساعة ( KW/h) سنة 1960م.

2- مراحل تطور النظام الرأسمالي:

النظام الرأسمالي: هو نظام اقتصادي واجتماعي وسياسي ازدهر بأوربا خلال القرن 19م، ويرتكز على أربعة مبادئ، وهي: الربح والحرية والمنافسة والملكية الفردية، وقد مر تطور النظام الرأسمالي بثلاث مراحل أساسية:

مرحلة الرأسمالية التجارية: وتسمى الميركنتيلية، ظهرت خلال ق 15م وق 16 وق 17 وق 18م، تميزت بتراكم الأموال عن طريق استغلال الموارد الطبيعية للعالم الجديد، وتطور المدن، وتزايد المعاملات النقذية، وظهور الأبناك، وحرية التبادل التجاري، وتراكم الرساميل.

مرحلة الرأسمالية الصناعية: ظهرت خلال النصف الأول من ق 19م، تميزت بالتطورات العلمية والأبحاث المخبرية، والتطورات التقنية، واكتشاف مصادر جديدة للطاقة (النفط والطاقات المتجددة)، والاستعمال الآلي المكثف، وتنامي ظاهرة التركيز الرأسمالي، والمنافسة الحرة، والاحتكارات الصناعية، وتوسع شبكات النقل البري والبحري.

مرحلة الرأسمالية المالية: ظهرت خلال النصف الثاني من ق 19م وق 20م، تميزت بانتقال الأبناك من وظيفة ايداع الأموال إلى وظيفة الاستثمار، وظهور الشركات الكبرى (شركات مجهولة الاسم أو شركات الأسهم)، وتزايد تأثير البورصة في الاقتصاد، وظهور التركيز المالي أو ما يعرف بالهولدينغ، و تحكم الأبناك في الاقتصاد.

3- التحولات الاجتماعية والفكرية التي واكبت تحولات الاقتصاد الرأسمالي في العالم:

أ- شهد العالم الرأسمالي تحولات اجتماعية مهمة:

عرفت المجتمات الأوربية تحولات هامة نجملها فيما يلي

- تطور عدد السكان الأوربيين، مثلا: في ابرطانيا انتقل عدد السكان من 10 ملايين نسمة سنة 1801م إلى 38 مليون نسمة سنة 1901م.

- انخفاض نسبة الوفيات، حيث بلغت 1.2% سنة 1850م في بريطانيا.

- التطور المستمر (لا رجعة فيه) للنمو الديموغرافي.

- نمو ظاهرة التمدين في أوربا والولايات المتحدة الأمريكية.

- توسع المدن وتزايد عدد سكانها حتى أصبح المؤرخون يتحدثون عن المدن المليونية خلال ق 19م، مثل: لندن 6.6 مليون نسمة ونيويورك 4 مليون نسمة.

- خروج المرأة للعمل وبروز ظاهرة تشغيل الأطفال بسبب انخفاض أجورهم وصمودهم لساعات طوال في المعامل.

- ظهور الطبقة البورجوازية الصناعية التي تمتلك وسائل الانتاج (أموال، مصانع، آلات)، والطبقة العاملة المأجورة (البروليتاريا).

- ظاهرة الهجرة القروية نحو المدن …

ب- ظهرت تحولات فكرية بعد ازدهار النظام الرأسمالي:

الاشتراكية: هي فكر ظهر بأوربا خلال ق 19م من أجل الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة بعد أن تدهورت أحوالها أثناء انتشار الثورة الصناعية، وتنقسم الاشتراكية إلى اتجاهين:

الاشتراكية الإصلاحية: هي تيار فكري يتبنى مبدأ اصلاح أحوال الطبقة العمالية في ظل استمرار النظام الرأسمالي، ويمكن التمييز بين اتجاهين أساسيين، هما:

الطوبوية أو (الاشتراكية الخيالية): تزعمها «سان سيمون» و«روبرت اوين»، وتنادي بتطبيق النظام التعاوني للحد من الاستغلال البورجوازي للعمال، وضمان ظروف عمل إنسانية، وحماية الطبقة البورجوازية.

الفوضوية: تزعمها «برودون» و«باكونيين»، من مبادئها الثورة على الحكومات، وانتقاد مؤسسات الدولة.

الاشتراكية العلمية: تزعمها كل من «كارل ماركس» و«فريدريك انجلز»، تعتبر أن تاريخ البشرية هو تاريخ صراع بين طبقتين متناقضتين ينتهي بانتصار الطبقة الضعيفة والمستغلة، ونادى «كارل ماركس» بالملكية الجماعية لوسائل الإنتاج، والقضاء على الصراع الطبقي، والإطاحة بالنظام الرأسمالي، وإقامة نظام اشتراكي.

4- ظهور الحركة العمالية ونشوء التنظيم النقابي خلال القرن 19م:

اشتد الصراع الطبقي داخل المجتمع الرأسمالي نتيجة الاستغلال البورجوازي للطبقة العاملة، مما تسبب في ميلاد عدة تنظيمات نقابية دافعت عن حقوق البروليتاريا بنهج سياسية سلمية تفاوضية، وقد نجحت النقابات في تحقيق عدة مكاسب، أهمها: الترخيص بتكوين الاتحادات العمالية، وحق الانتماء النقابي، وإلغاء عقوبة الإضراب، وتحديد ساعات العمل في 54 ساعة أسبوعيا، والزيادة في الأجور، والتعويض عن المرض وحوادث الشغل والعجز.

خاتمة:

إن التحولات العميقة التي شهدتها أوربا ساهمت في تطوير بنياتها الاجتماعية والاقتصادية، مما سيؤهلها لترسيخ أساليب الديمقراطية وفتح المجال أمام التنافس الإمبريالي للبحث عن مستعمرات في ما وراء البحار.

● مصطلحات ومفاهيم:

العامل: هو الفرد الذي يبيع قوة عمله في سوق الشغل مقابل أجر، بخلاف الحرفي الذي يكون تابعا لرب الورشة وينجز الخدمة تحت طلب الزبون.

التركيز الرأسمالي: اندماج مجموعة من المؤسسات الصناعية والتجارية والمالية في مؤسسة واحدة، ويمكن أن يتخد هذا التركيز شكلا أفقيا باندماج الشركات المتشابهة الإنتاج في شركة واحدة للحد من المنافسة، والحفاظ على الأسعار في السوق، ويمكن أن يتخد شكلا عموديا باندماج شركات ذات الإنتاج المتكامل بهدف التخفيض من تكلفة الإنتاج.

• السهم: هو نصيب الفرد أو المستثمر في شركة معينة.

• البورصة: هي سوق مالية لتداول أسهم الشركات.

شركات الأسهم: عبارة عن مجموعة تجارية أو صناعية، يملك كل مساهم فيها جزءا من رأس مالها في شكل أسهم، ويتقاضى نصيبه عنها سنويا.

الهولدينغ: قطب مالي يتولى أغلبية الأسهم داخل الشركات الكبرى، ويتولى التحكم في توجيه النشاط الاقتصادي للشركة التي يملك أغلب أسهمها.

النظام التعاوني: هو نظام يقوم على تنسيق أنشطة كل المساهمين داخل وحدة انتاجية، ويتم توزيع الإنتاج بينهم على قدم المساواة. وقد نادى أنصار التيار الاشتراكي الطوبوي في منتصف ق 19م بهذا النظام للحد من الاستغلال الرأسمالي للعمال، وضمان ظروف عمل إنسانية.

الفوضويون: تيار اشتراكي تزعمه برودون يستعجل التغيير الجماعي لصالح الطبقة العاملة دون أن يقدم حلولا عملية لتنظيم الإنتاج والحياة العامة.

البورجوازية: طبقة اجتماعية ظهرت مع بداية العصر الحديت، تملك وسائل الإنتاج ورأس المال، وقد عرفت تحولا في مصادر ثروتها تبعا لتطور النظام الرأسمالي، من النشاط التجاري تم النشاط الصناعي، تم النشاط المالي.

الاشتراكية العلمية: تيار فكري ارتبط بأعمال كارل ماركس وفريدريك انجلز.

درس النطاقات المناخية والغطاء النباتي في العالم



درس النطاقات المناخية والغطاء النباتي في العالم


درس النطاقات المناخية والغطاء النباتي في العالم:

مقدمة:

تختلف النطاقات المناخية والأقاليم النباتية على سطح الأرض بسبب تأثير الحرارة والتساقطات.

فكيف تؤثر العوامل المناخية في تنوع النطاقات المناخية والأقاليم النباتية؟
وما هي الخصائص المميزة لها؟


1- العناصر المؤثرة في تنوع النطاقات المناخية والأقاليم النباتية على سطح الأرض:

أ- تلعب الحرارة دورا هاما في تنوع المناخ:

تستمد الأرض حرارتها من الشمس (الإشعاع الشمسي)، حيث تصل إليها فقط 4.3% من الإشعاع، والباقي يمتصه الغلاف الجوي ويعكس الجزء الآخر، في حين أن الأرض تعكس بدورها 6% من هذا الإشعاع، ويتباين توزيع الحرارة على سطح الأرض من نطاق لآخر، حيث أن النطاق الحار يتلقى أكبر نسبة، يليه النطاق المعتدل، وأخيرا النطاق البارد يتلقى نسبة ضعيفة، وتتحكم عدة عوامل في تباين توزيع الحرارة على سطح الأرض كالموقع حسب خطوط العرض، وعامل الارتفاع، والتيارات البحرية، وتوزيع اليابس والماء.

ب- يؤثر توزيع التساقطات على تنوع المناخ:

تحدث التساقطات عبر مراحل، تتمثل في: تبخر، ثم تكاثف، بخار الماء في الهواء، ثم تكون السحب، وأخيرا التساقطات التي تكون على شكل أمطار أو ثلوج أو بَرَدٍ، وتتميز التساقطات في المناطق المنخفضة بكونها تكون على شكل أمطار، بينما في المرتفعات تكون على شكل أمطار أو ثلوج، وتعتبر المناطق الاستوائية والمدارية الرطبة أغزر المناطق مطرا، بينما لا تتوصل المناطق الجافة إلا بأقل من 250 ملم في السنة

ج- تتباين النطاقات المناخية وتتنوع الأقاليم النباتية:

تتوزع النطاقات المناخية على سطح الأرض إلى ثلاث أنواع، حسب موقع كل نطاق من خطوط العرض، وهي:

النطاق الحار: يشمل المناخ الاستوائي والمداري والصحراوي، يتكون غطاؤه النباتي من غابات استوائية كالسفانا، والسهوب، ومن نباتات صحراوية.

النطاق المعتدل: يشمل المناخ المتوسطي، المناخ المحيطي، والمناخ القاري، ويتكون غطاؤه النباتي من نباتات متوسطية وبراري وغابات نفضية.

النطاق البارد: يشمل المناخ البارد، والمناخ الجبلي، ويتكون غطاؤه النباتي من غابات التايكا، والصحاري الباردة، ونباتات المناطق الجبلية.

2- تأثير الحرارة والرطوبة على الغطاء النباتي:

أ- تتنوع خصائص المناخ والغطاء النباتي بالنطاق الحار الرطب والجاف:

المناخ الاستوائي: يمتد عند نطاق الدائرة الاستوائية، وإلى الشمال والجنوب منها ببضع درجات، وينتشر هذا المناخ بعدة مناطق كالسهول الساحلية الغربية لإفريقيا، وحوض الكونغو، وحوض الأمازون، ومن خصائص المناخ الاستوائي حرارة مرتفعة وتساقطات غزيرة طيلة السنة، أما المدى الحراري فهو ضعيف، يتشكل الغطاء النباتي من الغابة الاستوائية الدائمة الاخضرار والتي تتميز بالتنوع والكثافة.

المناخ المداري: ينتشر بمنطقة ما بين المدارين، وينقسم إلى قسمين: مناخ مداري رطب: يتميز بتساقطات صيفية وحرارة مرتفعة، ومناخ مداري جاف: تساقطاته صيفية قليلة وحرارته مرتفعة، ويتميز بوجود فصلين متباينين: فصل حار ومطير صيفا، وفصل حار وجاف شتاء، أما الغطاء النباتي فهو عبارة عن سفانا، وهي تشكيلات عشبية تجمع بين الحشائش والأشجار، وتتأثر بالفصل الرطب والفصل الجاف.

المناخ الصحراوي: ينتشر في الأقاليم الهامشية بمناطق ما بين المدارين، ويتميز بارتفاع الحرارة، أما التساقطات فهي قليلة جدا في فصل الشتاء، وشبه منعدمة في الفصول الأخرى، والغطاء النباتي يتميز بالتباعد وقصر الجذوع وصغر الأوراق وكثرة الأشواك، وذلك بسبب الحرارة والجفاف.

ب- يتميز النطاق المعتدل بالتنوع البيئي:

المناخ المتوسطي: ينتشر في عدة مناطق من أهمها: مناطق حوض البحر المتوسط، يتميز هذا المناخ بصيف حار وجاف، وشتاء دافئ وممطر، أما الغطاء النباتي فيتشكل من الأحراش والأدغال.

المناخ المحيطي: يسود خصوصا بأوربا الغربية والساحل الغربي لأمريكا الشمالية، يتميز بالرطوبة طيلة السنة مع وجود تفاوتات حرارية ما بين فصل الصيف والشتاء، وعموما درجة الحرارة معتدلة، أما بالنسبة للغطاء النباتي فيتميز بانتشار الغابة النفضية.

المناخ القاري: ينتشر بمناطق إلتقاء الكتل القطبية الباردة والمدارية، فتسيطر الأولى شتاء والثانية صيفا، ويتميز المناخ القاري بحرارة مرتفعة صيفا ومنخفضة شتاء، أما التساقطات فتكون على شكل أمطار في فصل الصيف، والغطاء النباتي يتكون من البراري.

ج- تؤثر قساوة المناخ على الغطاء النباتي بالنطاق البارد:

مناخ التايغا: يتميز بانخفاض كبير في درجات الحرارة، خصوص في فصل الشتاء، تساقطاته ضعيفة، أما الغطاء النباتي فيتميز بغابات التايغا.

مناخ التوندرا: يتميز بقساوة كبيرة، إذ تنخفض درجات الحرارة إلى أقل من 40°، أما التساقطات فهي قليلة أو منعدمة، في حين يتشكل الغطاء النباتي من غابة التوندرا.

المناخ الجبلي: يتميز بتساقطات سنوية مرتفعة وحرارة منخفضة، خصوصا في فصل الشتاء، أما الغطاء النباتي فيتدرج حسب الارتفاع من زراعات ومروج ثم غابات نفضية وغابات مخروطية وأعشاب ثم ثلوج.

خاتمـة:

 تتنوع المناطق المناخية حسب موقعها والعوامل المؤثرة فيها، مما يؤدي إلى تنوع الحرارة والتساقطات والغطاء النباتي.

درس أشكال استغلال الإنسان للمجال في الأرياف


درس أشكال استغلال الإنسان للمجال في الأرياف


درس أشكال استغلال الإنسان للمجال في الأرياف:

مقدمة:

المجال الريفي هو نمط خاص من استعمال المجال والحياة الاجتماعية، ويتميز بكثافة سكانية ضعيفة وهيمنة النشاط الاقتصادي المعتمد على الزراعة والرعي واستغلال الغطاء الغابوي، ويختلف من دولة إلى أخرى حسب اختلاف العوامل المؤثرة فيه.

فما هي أشكال استغلال الإنسان للمجال بأرياف الدول النامية؟
وما هي المظاهر العصرية المميزة لاستغلال أرياف الدول المتقدمة؟


1- تنوع الأشكال التقليدية لاستغلال المجال بأرياف الدول النامية:

أ- خصائص الزراعة المعيشية بالمناطق البيمدارية:

يعتمد معظم سكان المناطق البيمدارية على الزراعة المعيشية، كزراعة الضريم التي تقوم على حرق أشجار الغابة والأعشاب للحصول على أراضي زراعية جديدة وتخصيب التربة بواسطة الرماد الناتج عن عملية الحرق، وتنتشر زراعة الضريم في الأقاليم المناخية الحارة والتي تشمل المناخ الاستوائي والمداري والصحراوي، بسبب قلة الأراضي الزراعية وضعف خصوبة التربة وانتشار التربة الحديدية، ويمر الاستغلال الزراعي بالمنطقة البيمدارية بثلاث مراحل: تبدأ بإعداد التربة ثم زراعة البذور وأخيرا جمع المحاصيل، ويمارس خلالها السكان مجموعة من الأنشطة تختلف بين الفصل الجاف والفصل المطير، باستعمال أدوات ووسائل تقليدية، والاعتماد على اليد العاملة بشكل كبير للحد من البطالة وتعويض النقص الآلي، ويتم تنظيم المجال الريفي بالمناطق البيمدارية من خلال تجمع المساكن بمركز القرية، والذي تحيط به الحقول على شكل هالات تمارس بها زراعات متنوعة، وقد عرفت أنظمة الاستغلال الفلاحي تطورا مهما بالغابة الاستوائية، حيث ظهرت زراعات جديدة كمغارس البهار، كما أصبحت الاستغلاليات منظمة بأشكال هندسية على حساب الغطاء النباتي التقليدي (الغابات).

ب- طرق الاستغلال الفلاحي بآسيا الموسمية

يسود بجنوب شرق آسيا مناخ موسمي يساعد على زراعة الأرز نظرا لغزارة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، وتنتشر الكثافة السكانية المرتفعة في مناطق إنتاج الأرز، وذلك لملائمة الظروف الطبيعية والاقتصادية، ويمر إنتاج الأرز بثلاث مراحل أساسية، هي: حرث المرزات ثم غرس بذور الأرز وجني المحاصيل، وتستعمل في جميع هذه المراحل تقنيات تقليدية وتشغيل عدد كبير من اليد العاملة لتعويض النقص في المكننة

ج- أشكال تنظيم المجال بالمناطق الصحراوية الجافة:

ينتشر النطاق الصحراوي الجاف بهوامش المنطقة البيمدارية، ويتميز بالحرارة والجفاف وندرة التساقطات، وينتشر النشاط الزراعي بالواحات لتوفر المياه الجوفية، والغطاء النباتي الأكثر انتشارا يتمثل في أشجار النخيل، وتتميز الاستغلاليات بصغر حجمها نظرا لقلة الأراضي الزراعية والمياه، وتعتمد الأراضي الزراعية بالواحات على السقي، الذي نميز فيه بين تقنيتين: الأولى تقليدية تعتمد السقي بالفجارات، والثانية عصرية تعتمد السقي الموضعي والسقي بالأذرع المحوري.

2- المظاهر العصرية لتنظيم المجال بأرياف الدول المتقدمة

أ- خصائص المجال الفلاحي بأرياف الدول المتقدمة:

تتميز الحيازة الفلاحية بالدول المتقدمة بشساعة مساحتها وتنوعها وشكلها الهندسي المنظم، وهي تتوفر على مرافق متعددة تشمل سكنا عصرية وحظائر مجهزة ومكيفة بها عناية بيطرية، كما تضم مرآب للآليات ومخازن للحبوب.

ب- مظاهر التطور التقني لأنظمة الاستغلال الفلاحي العصري:

تستعمل الفلاحة العصرية المكننة بشكل مكثف في مختلف العمليات الزراعية نظرا لشساعة المساحة الزراعية وقلة اليد العاملة، ويترتب عن ذلك ضخامة وتنوع الإنتاج الذي يوجه للتسويق الداخلي والخارجي (الزراعة التسويقية).

ج- دور التنظيم الرأسمالي في تطور الفلاحة بالدول المتقدمة:

تتخذ الاستغلالية الزراعية بالدول المتقدمة شكل مقاولة رأسمالية تستثمر أموالا ضخمة، مما يسمح بازدهار الزراعة التسويقية، ويعتبر الفلاح بمثابة رجل أعمال يدير استغلاليته بطرق عصرية، فهو يعتمد على المعلوميات من خلال اتصاله الدائم بالبورصة لمتابعة أسعار المنتوجات الفلاحية بالأسواق الدولية وبمصلحة الأرصاد الجوية ومعاهد البحث العلمي.

3- التفاوت بين أرياف الدول المتقدمة و أرياف الدول النامية:

أ- يتفاوت استغلال الإنسان للمجال في الأرياف بين دول الشمال ودول الجنوب:

تحتل آسيا الصدارة من حيث المساحة المزروعة، تليها أمريكا الشمالية والوسطى وأروبا وإفريقيا وأستراليا، ثم روسيا ورابطة البلدان المستقلة، وتتوفر إفريقيا على أكبر مساحة للمراعي الدائمة، تأتي بعدها القارة الأمريكية، ثم آسيا، بينما تفوق المساحة المزروعة مساحة المراعي الدائمة في كل من أروبا وأوقيانيا (أستراليا والجزر المحيطة بها)، ويحدث العكس في باقي القارات.

ب- العوامل المؤثرة في التباين بين أرياف الدول المتقدمة والدول النامية:

توجد في بلدان الشمال أشكال متعددة لاستغلال المجال الفلاحي، في مقدمتها الزراعة المختلطة وتربية الأبقار الحلوب التجارية والزراعة المختلطة الكثيفة، وتشكل تربية الماشية المتنقلة والزراعة المعيشية أهم أشكال استغلال المجال الفلاحي في بلدان الجنوب، ويعتبر المناخ من أبرز العوامل المفسرة لتوزيع أشكال استغلال المجال الفلاحي: إذ يكون ملائما للنشاط الفلاحي في المناطق المعتدلة، وغير ملائم في المناطق الباردة والمناطق الجافة، كما تتحكم عوامل أخرى في هذا التوزيع، منها:

- العوامل الطبيعية: التضاريس، الشبكة المائية، التربة …

- العوامل التقنية البشرية: التقنيات والأساليب المستعملة، جهود تطوير الفلاحة، اليد العاملة والسوق الاستهلاكية.

خاتمة:

 تعتبر الأرياف سواء بالدول المتقدمة أو بالدول النامية مصدرا أساسيا للمواد الغذائية ومجال حيويا لتشغيل اليد العاملة.

الأحد، 25 أغسطس 2024

أزمة العالم الرأسمالي الكبرى لسنة 1929




أزمة العالم الرأسمالي الكبرى لسنة 1929


درس أزمة العالم الرأسمالي الكبرى لسنة 1929:

مقدمة:

 شهدت الو.م.أ وباقي دول العالم الرأسمالي أزمة اقتصادية كبرى سنة 1929.

فكيف بدأت الأزمة؟ ما آثارها في الو.م.أ؟ كيف انتشرت في العالم الرأسمالي؟ وما أساليب مواجهتها ودلالة ذلك على العالم الرأسمالي؟

1- انطلاق الأزمة الاقتصادية الكبرى وآثارها في الو.م.أ:

أ- جذور وأسباب اندلاع الأزمة:

● جذور الأزمة:

 قدمت تفسيرات مختلفة لجذور الأزمة منها:

- اعتبارها ظاهرة دورية (تعاقب فترات ازدهار وانكماش في سيرورة النمو الرأسمالي الليبيرالي، وبالتالي حدوث أزمة 1929 في فترة الانكماش.

- اعتبارها نتاج للاختلال المالي العالمي (سوء توزيع الاحتياط العالمي من الذهب واحتكار و.م.أ. لنصفه، اضطراب في الاقتصاد العالمي، سياسة القروض الأمريكية لأوربا) .

- اعتبارها نتاج لفائض الإنتاج (عدم التوازن بين العرض والطلب، انخفاض الأسعار والأرباح في القطاعين الفلاحي والصناعي).

- اعتبارها نتاج للمضاربات المالية (تزايد الإقبال على بيع وشراء الأسهم بسبب نظام القروض، ارتفاع المضاربات داخل البورصة، ارتباط القدرة على سداد قروض الاستهلاك بالأرباح المحققة بالبورصة).

● أسباب اندلاع الأزمة: 

شهدت الو.م.أ. ما بين1922-1929 ازدهاراً اقتصاديا هشا وغير شمولي، فرغم ارتفاع مؤشر الإنتاج الصناعي فإن الأزمة الفلاحية استمرت، وارتفعت أسعار الأسهم أكثر من القيمة الحقيقية للإنتاج الصناعي، وارتكز الإنتاج والاستهلاك على نظام القروض، وهذا يعني أنه في حالة عرض الأسهم مقابل قلة الطلب ستنخفض قيمتها، وسيؤثر ذلك على وضع البورصة، و هذا ما حدث ببورصة وول ستريت بنيويورك يوم الخميس الأسود 24 أكتوبر 1929.

ب- آثار الأزمة:

 انطلقت الأزمة الاقتصادية الكبرى بانهيار قيمة الأسهم في بورصة وول ستريت وانتقلت الأزمة إلى البنوك بسبب عجز أصحاب الأسهم عن سداد قروضهم، وأدى إفلاس البنوك إلى تراجع الإنتاج الصناعي والفلاحي، وتراجع الإنتاج الداخلي، وتزايد عدد العاطلين، وانتشار الفقر بين سكان الو.م.أ.

2- انتشار الأزمة في العالم الرأسمالي ونتائجها العامة:

أ- انتشار الأزمة في العالم الرأسمالي:

 انتشرت الأزمة الاقتصادية في باقي العالم الرأسمالي منذ 1930 بسبب:
 - الارتباط القائم بين دوله، وسحب الو.م.أ. لرساميلها من أوربا (القروض والاستثمار.

- توقف الإعانات الأمريكية.

- ونهج عدد من الدول لسياسة الحمائية.

- تراجع المبادلات التجارية بين دول العالم الرأسمالي.

- التخلي عن نظام قاعدة الذهب في الصرف.

- الارتباط بالمتروبول والتبعية الاقتصادية(المستعمرات بإفريقيا وآسيا).

- لم يتأثر الإتحاد السوفياتي بالأزمة بسبب سياسة التخطيط التي نهجها ستالين، ولعدم وجود علاقات اقتصادية بين العالم الاشتراكي والعالم الرأسمالي.

ب- النتائج العامة للأزمة:

 من مخلفات الأزمة:

- انخفاض الأسعار والاستثمارات في العالم الرأسمالي.

- تراجع الإنتاج الصناعي والتجارة الخارجية.

- تزايد عدد العاطلين.

3- بعض أساليب مواجهة الأزمة في العالم الرأسمالي:

أ- النموذج الأمريكي:

● خطاطة الخطة الجديدة:

التعريف بروزفلت:
 ولد بنيويورك،محامي، وحاكم ولاية نيويورك، انتخب رئيسا(1932-1945).

- إنشاء فريق عمل: فريق عمل من الخبراء لصياغة وتطبيق الخطة الجديدة.

- وضع الخطة الجديدة: تصور إصلاحي شامل، يرتكز على خطة يتم تطبيقها عبر مراحل. ومن أبرز قراراتها وإجراءاتها:

- الإجراءات الإقتصادية: قانون الإصلاح الفلاحي، تخفيض قيمة الدولار...

- الإجراءات المالية: قانون الإنقاذ البنكي يمنح مهلة للمدينين، تخفيض قيمة الدولار...

- الإجراءات الاجتماعية: خلق المشاريع الكبرى، وضع قانون الضمان الاجتماعي...

● حصيلة الخطة الجديدة:

 كانت الحصيلة هامة، فقد تم تجاوز مرحلة الأزمة، و ارتفعت أسعار المنتجات الفلاحية والصناعية، كما تطورت المبادلات التجارية، وتراجعت نسبة العاطلين.

واجهت الخطة خلال تطبيقها معارضة من طرف رجال الأعمال واعتبروها تمس بالحرية الاقتصادية، واعتبر البعض أن حصيلتها كانت محدودة وساهمت في تقوية السلطة الفيدرالية وصلاحية الرئيس وفي تطبيق مبدأ تدخل الدولة في الاقتصاد و شرعنة العمل النقابي .

ب- النموذج الألماني:

 نهج الحزب النازي بزعامة أدولف هتلر(1889-1945 ،قائد حزب العمال الوطني الاشتراكي وزعيم ألمانيا النازية) سياسة اقتصادية ترتكز على:

- توجيه وتدخل الدولة في الاقتصاد، واعتبر هتلر أن الاقتصاد هو في خدمة السياسة.

- فرض نظام التعاونيات المختلطة وتشجيع الملكيات الزراعية .

- نهج سياسة تقشفية.

- تنظيم العملة بعزلها عن الارتباط بالذهب .

- تقوية الشرطة والجيش.

- فتح أوراش كبرى.

- تكوين جيش قوي مستعد للحرب.

- تقوية الاقتصاد لخدمة الحرب .

- توسيع المجال الحيوي(سياسة التوسع لتوفير المواد الأولية).

خاتمة:

 انطلقت الأزمة الاقتصادية سنة 1929 بالو.م.أ.،وامتدت إلى دول العالم الرأسمالي، والتي استطاعت تجاوزها لكن بعد سنوات من انطلاقها. إلا أن هذه الأزمة ساهمت في تزايد حدة التوتر الاجتماعي وفي عودة الخلافات بين الدول الرأسمالية الكبرى.

ملخص درس تفاوت النمو بين الشمال والجنوب :المجال المتوسطي نموذجا


ملخص درس تفاوت النمو بين الشمال والجنوب :المجال المتوسطي نموذجا


درس تفاوت النمو بين الشمال والجنوب (المجال المتوسطي نموذجا)

مقدمة:

يتسم المجال العالمي بتباين قوي في النمو بين دول الشمال ودول الجنوب اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا. وتعتبر المنطقة المتوسطية مثالا صارخا لهذه الظاهرة، إذ تتميز بتفاوت كبير بين قسميها الشمالي الأوربي والجنوبي الأفروأسيوي. ولتخفيف هذا التباين أطلق التعاون الأورومتوسطي.

 فما هي خصائص موقع المجال المتوسطي ؟ وأين تتجلى مظاهر التفاوت في النمو بين شماله وجنوبه ؟ وما حصيلة التعاون الأورومتوسطي وآفاقه المستقبلية ؟

1- توطين المجال المتوسطي ووصف بعض مميزاته الطبيعية والبشرية:

أ- توطين المجال المتوسطي جغرافيا:

يمتد المجال المتوسطي بين عرضي 21 و°48 شمالا، ومابين °40 شرقا و°17 غربا. ويوجد بذلك في ملتقى قارات أوربا وإفريقيا وآسيا. وإذا كان هذا المجال يضم البحر الأبيض المتوسط الذي يشكل عموده الفقري، فإنه يطل على المحيط الأطلنتي غربا، والبحر الأحمر في الجنوب الشرقي، ثم البحر الأسود في الشمال الشرقي. وتحتل المنطقة المتوسطية موقعا استراتيجيا بوجودها في محور رئيسي من محاور الملاحة العالمية، ولتحكمها أيضا في مضاييق ومميزات بحرية حيوية، كمضيق جبل طارق، والبوسفور، والدردنيل، وممر قناة السويس. كما أن موقع المجال المتوسطي يجعله في منطقة احتكاك واتصال بين عالمين متباينين في النمو الاقتصادي والاجتماعي هما العالم النامي في الجنوب والشرق، والعالم المتقدم في الشمال.

ب- وصف بعض المميزات العامة الطبيعية والبشرية للمجال المتوسطي:

يتصف المجال المتوسطي بقلة السهول وسيادة التضاريس الهضبية والجبلية كالسلسلة الأطلسية، والبرانس وجبال الألب، وجبال طوروس، إضافة إلى طغيان الأراضي الصحراوية في القسم الجنوبي. ويسود به المناخ المتوسطي مع غلبة المناخ الصحراوي في الجنوب والشرق، بينما ينتشر المناخ المعتدل في الشمال. وعموما فإن الإمكانات التي يوفرها هذا الوسط الطبيعي تبقى ضئيلة وشحيحة، نظرا لسيادة الأراضي غير الصالحة للاستغلال، مع تفاوت في نسبتها ما بين القسمين الشمال (%73) والجنوبي (%86).

من الناحية البشرية، يتسم المجال المتوسطي بتباين الخصائص السكانية ما بين الشمال والجنوب، نظرا لاختلاف النظم الديموغرافية بهما. فالقسم الجنوبي أكثر عددا من حيث السكان، وله بنية ديموغرافية فتية، ونمو سكاني سريع نسبيا (%1.65). بينما يبدو القسم الشمالي أقل حجما من حيث عدد السكان، ويتصف بتركيبة سكانية تسود فيها فئتي الكهول والشيوخ، ويعزى ذلك إلى عوامل اقتصادية واجتماعية وثقافية. ومن حيث التوزيع الجغرافي للسكان، فهؤلاء يتركز أغلبهم في السواحل المتوسطية والأطلنتية، وتبرز هذه الظاهرة أكثر في القسم الجنوبي بفعل تأثير عوامل طبيعية وتاريخية واقتصادية. هناك خاصية سكانية أخرى، هي أن المجال المتوسطي يعتبر من بين المناطق التي تشهد على الصعيد العالمي أكبر حركة للهجرات السكانية الدولية بشكليها القانون (المنظم) والسري. ويفسر ذلك بتباين النمو بين الشمال والجنوب المتوسطيين.

وعموما فإن لتباين الخصائص الطبيعية والبشرية بين ضفتي المجال المتوسطي تأثير واضح على تفاوت درجة النمو بينهما. وزاد العامل التاريخي، وخصوصا ظاهرة الاستعمار، في تعميق الهوة بينهما.

2- المجال المتوسطي مثال للتفاوت الصارخ بين بلدان الشمال والجنوب اقتصاديا واجتماعيا:

أ- تفاوت كبير بين الشمال والجنوب المتوسطيين في الإنتاج الاقتصادي والمبادلات التجارية:

من حيث الإنتاج الاقتصادي تتجلى مظاهر التفاوت في المنطقة المتوسطية في كافة القطاعات؛ ففي الفلاحة يحتل الشمال المتوسطي مركز الصدارة في كافة المنتجات الزراعية والحيوانية، ولا تبرز مكانة الجنوب المتوسطي إلا في تربية الأغنام. ويفسر هذا التفاوت بعوامل عدة: طبيعية حيث أن الإمكانات الطبيعية بالشمال المتوسطي أوفر مما هي عليه بالجنوب المتوسطي. وبعوامل تنظيمية وتقنية، فالفلاحة في القسم الأوربي تعتمد على سياسات هيكلية وتوظيف مكثف للبحث الزراعي والتقني؛ فيما ظلت الفلاحة بالجنوب المتوسطي أقل تجهيزا، وتعتمد على زراعات بورية وتسويقية (بواكر، كروم…).

وفي الصناعة تبدو هوة التفاوت أكثر عمقا نظرا لتفاوت السياسات واركائز الصناعية. فإذا كان الجنوب المتوسطي يتوفر على موارد وإمكانات طبيعية هائلة من مصادر الطاقة والمعادن مقارنة بالشمال، فإن النشاط الصناعي يبدو ضعيفا ويرتكز بالدرجة الأولى على الصناعات الاستخراجية والتحويلية والاستهلاكية. أما في دول الشمال، فرغم افتقارها للموارد الطبيعية، فإن أسس التصنيع بها متينة تعتمد على الصناعات الأساسية والمتطورة والدقيقة كالتكنولوجيا الحيوية والإلكترونيك والتجهيزية.

ويبدو عدم التكافؤ أكثر على مستوى المبادلات التجارية؛ فبلدان الجنوب المتوسطي تصدر نحو جاراتها الشمالية المنتجات الفلاحية والمعدنية والطاقية ومواد استهلاكية كالنسيج؛ وكلها مواد ذات قيمة تجارية منخفضة. بينما تصدر بلدان الشمال المتوسطي نحو الجنوب المنتجات المصنعة من معدات وآلات ميكانيكية وتكنولوجية ذات القيمة العالية. لذلك فوضعية الميزان التجاري يكون في صالح بلدان الشمال وسالب بالنسبة لأغلب بلدان الجنوب. ويعيش الجنوب المتوسطي في حالة تبعية تجارية للشمال حيث أن حوالي %55 من مبادلاته الخارجية تتم مع الشمال، في الوقت الذي لا تتعدى فيه نسبة مبادلات الشمال نحو الجنوب %5. وتفسر هذه الوضعية غير المتكافئة بعوامل تاريخية (الاستعمار)، واقتصادية (تفاوت الوزن الاقتصادي بين الجانبين، نوعية الصادرات والواردات…).

ب- مظاهر التباين بين بلدان المجال المتوسطي على مستوى الدخل والمؤشرات الاجتماعية الأخرى:

ينعكس تباين الأوضاع الاقتصادية داخل المجال المتوسطي على تفاوت الوضع الاقتصادي والاجتماعي لسكانه. وعموما تسجل بلدان الشمال المتوسطي ارتفاعا كبيرا في الناتج الداخلي الخام خصوصا في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، بينما ينخفض هذا المؤشر فيبلدان البلقان والجنوب والشرق المتوسطيين. وبالنسبة للدخل الفردي فهو مرتفع جدا في بلدان الشمال حيث يتعدى على العموم عتبة 10000 دولار للفرد الواحد، بينما هو منخفض في دول الجنوب والتي قل ما يتعدى فيها مستوى 5000 دولار للفرد سنويا.

وينعكس تفاوت مستوى الدخل على تباين مستوى التنمية البشرية بين الجانبين؛ فارتفاع الدخل الفردي فيبلدان شمال المتوسط يساهم في ارتفاع نسبة التعليم وتدني البطالة وجودة التأطير والخدمات الصحية. وكل ذلك يؤدي إلى ارتفاع مستوى التنمية البشرية إلى أكثر من 0.900 في هذه البلدان لتحتل مراكز متقدمة على الصعيد العالمي. وخلافا لذلك، يسجل مؤشر التنمية البشرية في بلدان الجنوب انخفاضا إلى ما دون مستوى 0.800 بسبب ضعف الدخل الفردي، وانتشار الفقر والبطالة والأمية، وضعف التأطير الصحي…

لقد ساهم هذا التفاوت السوسيواقتصادي الكبير بين بلدان الشمال والجنوب المتوسطيين في تنامي بعض المشاكل، كالهجرة السرية، والتهريب، وتجارة المخدرات، والعنف السياسي وانعدام الأمن والإرهاب… مما حذا بالبلدان المتوسطية إلى التنسيق فيما بينها لمواجهة هذه المشاكل، فنشأ التعاون الأورومتوسطي

3- يهدف التعاون الأورومتوسطي إلى تخفيف التفاوتات في المجال المتوسطي لكن حصيلته لازالت محدودة:

التعاون الأورومتوسطي هو سياسة التنسيق والتعاون المشترك بين الاتحاد الأوربي والبلدان المتوسطية الجنوبية والشرقية. انطلق منذ 1992، وتوج بصدور إعلان برشلونة سنة 1995 الذي حدد مجالات العمل المشترك بين الجانبين. ويسعى هذا التعاون إلى إنشاء فضاء اقتصادي للتبادل الحر في أفق سنة 2010، وتدعيم الشراكة في عدة ميادين. ومنذ سنة 2008 أصبح يسمى بـ « الاتحاد من أجل المتوسطي l’Union pour la Méditerranée ».

أ- مجالات التعاون الأورومتوسطي وهياكله:

حدد إعلان برشلونة لسنة 1995 برنامجا للعمل المشترك يتضمن ثلاثة مجالات كبرى:

• التعاون السياسي والأمني: يهدف إلى دعم السلم والاستقرار السياسي والأمني، ونشر الديمقراطية وحقوق الإنسان. ومحاربة الهجرة السرية، وتهريب المخدرات، والعنف السياسي (الإرهاب)، وتدبير الهجرة الشرعية.

• التعاون الاقتصادي والمالي: يهدف إلى إنشاء فضاء للتبادل الحر في أفق سنة 2010، وعقد اتفاقيات ثنائية للشراكة، وتقديم هبات ومساعدات مالية من خلال برنامج « ميدا MEDA »، ومنح قروض واستثمارات مالية لدول جنوب وشرق المتوسطي عبر البنك الأوربي للاستثمار، وتدبير مشترك للموارد الطبيعية وحماية البيئة.

• التعاون الثقافي والاجتماعي: يسعى إلى تشجيع الحوار بين الثقافات والحضارات المتوسطية، وتحقيق التنسيق بين هيئات المجتمع المدني، ووضع برامج ثقافية مشتركة لتطوير التراث الأورومتوسطي، ومعالجة قضايا المرأة والطفولة والشباب.

وتتشكل الهياكل والمؤسسات المسيرة للتعاون الأورومتوسطي من: اللجنة العليا الأورومتوسطية، والمنتديات واللجان الوزارية المشتركة، والجمعية البرلمانية الأورومتوسطية، والمؤسسات المالية كبرنامج « ميدا » والبنك الأوربي للاستثمار، ثم مؤسسة « أنا ليندا » للحوار الثقافي.

ب- حصيلة وآفاق التعاون الأورومتوسطي:

لقد حقق التعاون الأورومتوسطي عدة نتائج إيجابية منها: توقيع اتفاقيات للشراكة، وتمويل عدة مشاريع اقتصادية واجتماعية من طرف برنامج « ميدا »، وزيادة حجم صادرات الجنوب نحو الشمال المتوسطي، إضافة إلى حدوث نمو محسوس في الاستثمارات الأوربية الموجهة نحو بلدان جنوب وشرق المتوسطي.

بيد أن هناك جوانب أخرى لم تحقق بعد النتائج المنتظرة، سواء في المجال الاجتماعي: كعدم تمكن برنامج « ميدا » من تنشيط فرص الشغل، والتخفيف من نسبة الأمية، وتحسين الخدمات الطبية، وتسهيل تنقل الأفراد… أو في الجانب الاقتصادي: كضعف الانفتاح التجاري، ومحدودية المبادلات بين الجانبين، وضعف تدفق الاستثمارات الأوربية، وعدم تحقق التكتل والاندماج الاقتصادي بين دول جنوب وشرق المجال المتوسطي.

ويعزى ضعف حصيلة التعاون الأورومتوسطي إلى عدة عوامل منها: – تركيز الأوربيين على الجوانب السياسية والأمنية التي تخدم مصالحهم (الهجرة السرية، المخدرات، العنف السياسي، إشاعة الديمقراطية…) – واستمرار أوربا في نهج السياسة الحمائية تجاه منتجات الجنوب – والاهتمام أكثر ببلدان أوربا الشرقية على حساب البلدان المتوسطية وبالأخص في مجال الاستثمارات…

خاتمة:

إن تطوير التعاون الأورومتوسطي وآفاقه المستقبلية رهين برفع عدة تحديات مثل: التدبير التشاركي الفعلي للقضايا الاقتصادية بمراعاة المصالح المشتركة، والتخلي عن منطق المركز والهامش، وإيجاد حلول جذرية للأزمات السياسية بالمنطقة (الصراع العربي – الإسرائيلي)، وتجاوز سلبيات الإرث التاريخي (الاستعمار)، ومعالجة انعكاسات توسيع الاتحاد الأوربي على بلدان الجنوب، ووضع مشاريع مشتركة اقتصادية واجتماعية لمعالجة بعض القضايا المستفحلة، كالهجرة السرية، والعنف السياسي، وتجارة التهريب والمخدرات بعيد عن المنطق الأمني.

مفاهيم ومصطلحات:

المجال المتوسطي: هو الفضاء الجغرافي المكون من البلدان المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط والمنتمية للقارات الثلاث: إفريقيا (المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا، ومصر) وآسيا (فلسطين، لبنان، سوريا ثم تركيا)،وأوربا (البرتغال، إسبانيا، فرنسا، إيطاليا، سلوفينيا، كرواتيا، صربيا، الجبل الأسود، البوسنة، ألبانيا، مقدونيا، اليونان، مالطة ثم قبرص).

عدم التكافؤ بين الشمال والجنوب: هي التباينات والتفاوتات المجالية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية الموجودة مابين البلدان المتقدمة الواقعة في أمريكا الشمالية وأوربا واليابان وأستراليا وبعض الدول الصناعية الجديدة من جهة، والبلدان النامية في أمريكا اللاتينية وإفريقيا وآسيا من جهة أخرى.

التعاون الأورومتوسطي: هو سياسة التعاون المشترك ما بين الاتحاد الأوربي والبلدان المتوسطية. بدأ منذ 1992، وتوج بإصدار إعلان برشلونة سنة 1995 الذي حدد مجالات التعاون بين الجانبين في ثلاثة محاور كبرى: سياسة- أمنية، واقتصادية مالية، واجتماعية ثقافية. ويسعى هذا التعاون إلى جعل المال المتوسطي منطقة للتبادل الحر في أفق سنة 2010 عبر توقيع اتفاقيات للشراكة بين الجانبين. وتوج هذا التعاون سنة 2008 بإنشاء ما يسمى بـ « الاتحاد من أجل المتوسطي ».

ملخص درس الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945)




ملخص درس الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945)



ملخص درس الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945)

مقدمة:

 عرفت الفترة الممتدة بين 1939 و1945 اندلاع الحرب العالمية الثانية بين دول المحور (ألمانيا، إيطاليا، واليابان) ودول الحلفاء (فرنسا، بريطانيا، و.م.أ، والاتحاد السوفييتي). 

فما أسباب الحرب ؟ وما مراحلها ؟ وما نتائجها العامة ؟

1- أسباب اندلاع الحرب العالمية الثانية:

أ- أثرت معاهدات الصلح والأزمة الاقتصادية 1929 في توتر العلاقات الدولية:

وضعت معاهدة الصلح (فرساي نموذجا) على الدول المنهزمة قيودا ترابية وعسكرية ومالية، مما أدى إلى ظهور أحزاب قومية متطرفة بهذه البلدان (الحزب النازي الألماني) زاد من تصاعد نفوذها عجزُ الحكومات الديمقراطية في الدول الأوروبية واليابان عن مواجهة تبعات الأزمة الاقتصادية العالمية لسنة 1929. وهو ما تسبب في قيام أنظمة ديكتاتورية في كل من ألمانيا وإيطاليا واليابان.

وبمجرد وصول أدولف هتلر إلى الحكم سنة 1933م، شرع في التخلص من قيود معاهدة فيرساي وتطبيق سياسة المجال الحيوي من خلال:

- تعميم الخدمة العسكرية الإجبارية.
 - تطوير الصناعة الحربية. 
- تسليح منطقة الراين. 
- ضم إقليم السار بعد استفتاء 13 يناير 1935 (بعد ما كان خاضعا للاحتلال الفرنسي والبريطاني).

كما ألقت الأزمة الاقتصادية لسنة 1929 بظلالها على العلاقات الاقتصادية بين الديمقراطيات الغربية والأنظمة الفاشية بفعل انتشار السياسة الحمائية و التنافس حول السيطرة على الأسواق الخارجية.

ب- عجّلت السياسة التوسعية للأنظمة الفاشية وفشل عصبة الأمم باندلاع الحرب:

ساهمت الأزمة الاقتصادية لسنة 1929 في تدهور الأوضاع الاقتصادية لكل من ألمانيا واليابان وإيطاليا، وبالتالي اقتناع هاته الدول بضرورة التوسع الترابي لحل مشاكلها.

• التوسع الياباني والإيطالي:
 قامت اليابان بالتوسع في الصين باحتلال إقليم منشوريا سنة 1931 ومناطق أخرى لتصريف فائض إنتاجها وجلب المواد الأولية. كما قامت إيطاليا بالتوسع في أثيوبيا سنة 1935.

• التوسع الألماني: 
بعد وصول هتلر إلى السلطة، قام باسترجاع إقليم السار وإعادة تسليح منطقة الراين، ثم ضم النمسا والسوديت ومعظم أراضي تشيكوسلوفاكيا في إطار سياسة المجال الحيوي، ليقوم أخيرا بغزو بولندا في 01 غشت 1939 معلنا بذلك اندلاع الحرب العالمية الثانية.

وفي سياق آخر، شكلت الحرب الأهلية بإسبانيا ( 1936-1939) انتصارا آخر للأنظمة الديكتاتورية التي انتهت بانتصار القوميين المتطرفين على الجمهوريين بزعامة الجنرال فرانكو. لقد أدى عجز عصبة الأمم عن حل النزاعات الدولية - الناتجة عن توسعات الأنظمة الديكتاتورية- إلى انهيارها كمنظمة دولية تهدف إلى حفظ الأمن والسلم العالميين.

2- المراحل الكبرى للحرب العالمية الثانية ونتائجها العامة:

أ- مراحل الحرب العلمية الثانية:

• المرحلة الأولى (1939-1942) : تميزت بتحقيق دول المحور لتوسعات كبرى

بعدما انطلقت الحرب بتوسع ألماني كبير في أوروبا، حيث استولى الجيش الألماني على بلدان أوروبا الشرقية، وتوغل في الأراضي السوفياتية، كما احتل الدول الاسكندنافية (الدانمارك، النرويج، السويد، فلندا)، وأخضع كلا من هولندا وبلجيكا واللكسمبورغ. وفي يونيو 1940، احتلت ألمانيا فرنسا وأقامت فيها حكومة موالية لها عرفت باسم حكومة فيشي. وفي الجنوب ساعد هتلر حليفه موسوليني في السيطرة على شبه جزيرة البلقان (يوغسلافيا واليونان).

في حين حققت اليابان توسعا كبيرا، حيث استولت على بلدان جنوب شرق آسيا وجزر المحيط الهادي، وقصفت القاعدة العسكرية الأمريكية (بيرل هاربر) ليكون رد فعل و.م.أ دخول الحرب إلى جانب الحلفاء.

• المرحلة الثانية (1942-1945): انقلاب موازين القوى لصالح الحلفاء

تغير خلالها مجرى الحرب لصالح الحلفاء بعد دخول و.م.أ إلى جانبهم، حيث أنزل الحلفاء قواتهم بشمال إفريقيا (المغرب والجزائر) سنة 1942، فاستطاعوا استرجاع تونس وليبيا وطرد الألمان والإيطاليين من مصر، ثم استولوا على إيطاليا سنة 1944 وقضوا على النظام الفاشي بها. كما انتصر الجيش الأحمر السوفياتي في معركة ستالينغراد ليشرع في تحرير أراضيه من النفوذ النازي، ثم استولى في المرحلة الموالية على بلدان أوروبا الشرقية.

وأنزل الحلفاء قواتهم بمنطقة النورماندي، وتمكنوا من تحرير فرنسا سنة 1944 وباقي بلدان أوروبا الغربية. ومنذ مطلع 1945 قامت قوات الحلفاء بغزو الأراضي الألمانية لينتهي الأمر باستسلام الجيش الألماني في ماي 1945.

وفي نفس الوقت، طاردت القوات الأمريكية الجيش الياباني في المحيط الهادي والشرق الأقصى. وللتعجيل بنهاية الحرب، قامت و.م.أ بإلقاء القنبلة الذرية على مدينتي هيروشيما ونكازاكي في غشت 1945 وبالتالي استسلام الجيش الياباني.

ب- نتائج الحرب العالمية الثانية:

• النتائج البشرية والمادية:

تجاوزت الخسائر البشرية ال50 مليون قتيل، بالإضافة إلى ملايين المعطوبين والأرامل واليتامى. كما سجل ارتفاع نسب الفقر والبطالة وانتشار المجاعة، وتدمير المؤسسات العمومية والاقتصادية والبنى التحتية... مما أدى إلى تراجع الانتاج الفلاحي والصناعي. هذا إضافة الى ارتفاع تكلفة الحرب على شعوب الدول الأوروبية المتحاربة من الناتج الوطني الخام. إن ارتفاع حجم هذه الخسائر راجع بالأساس للمعدات العسكرية المتطورة التي استعملت في الحرب، وإلى السياسة الترهيبية التي استهدفت المدن.

• النتائج السياسية:

- توسيع الحدود الترابية للدول المنتصرة (بولونيا وبلغاريا).

- تقسيم ألمانيا إلى أربعة مناطق نفوذ (فرنسا، بريطانيا، الاتحاد السوفياتي، و.م.أ)، والاحتلال الرباعي لكل من برلين وفيينا من طرف الدول الأربعة.

- ضم الاتحاد السوفيتي لأراضي جديدة شرق أوروبا. 

- تأسيس هيأة الأمم المتحدة بمقتضى مؤتمر سان فرانسيسكو 1945 من أجل الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.

خاتمة:

 خلفت الحرب العالمية الثانية خسائر بشرية ومادية جسيمة، كما أثرت على العلاقات الدولية وأعادت ترتيب علاقات القوى الدولية لصالح و.م.أ و الاتحاد السوفياتي اللذين انخرطا لاحقا فيما عرف بالحرب الباردة.


الجمعة، 23 أغسطس 2024

ملخص درس التحولات السياسية والاجتماعية في أوربا خلال القرن 15 و16م


ملخص درس التحولات السياسية والاجتماعية في أوربا خلال القرن 15 و16م


ملخص درس التحولات السياسية والاجتماعية في أوربا خلال القرن 15 و16م :

مقدمة:

انبثقت البورجوازية من أحضان المجتمع الفيودالي وتحملت مسؤولية التغيير الاجتماعي والسياسي مع منطلق العصر الحديث بأوربا.

فما أسباب ومظاهر تفكك النظام الإقطاعي؟
وما الأوضاع العامة التي ساهمت في بروز الطبقة البورجوازية؟
وما خصائص التحولات السياسية بأوربا خلال القرنين 15 و16م؟


1- أسباب ومظاهر تفكك النظام الإقطاعي والأوضاع التي ساهمت في بروز البورجوازية:

أ- أسباب ومظاهر تفكك النظام الإقطاعي بأوربا خلال القرنين 15 و16م:

 أسباب تفكك النظام الإقطاعي: مع مطلع القرن 15م بدأت مظاهر النظام الإقطاعي تتفسخ نتيجة أسباب متعددة، منها:

• أسباب اقتصادية:

- تأزم الفلاحة بالبوادي إذ لم تحتمل أجور الفلاحين الهزيلة الأسعار المرتفعة التي عرفتها هذه المرحلة.

- نمو المبادلات التجارية بالمدن بعد الاكتشافات الجغرافية، حيث تحولت الطرق التجارية من البحر المتوسط إلى المحيط الأطلسي، وانتقل مركز التجارة إلى الدول الأوربية، فازدهرت تجارة المعادن خاصة الذهب والفضة، وبالتالي انتعشت الصناعة والتجار.

- الانتقال من العمل الحرفي إلى الصناعة الضخمة الإنتاج وذلك بسبب الحاجة إلى الإنتاج السلعي، مما أدى إلى ازدهار نظام المشاغل وارتفاع الإنتاج وتوفر الموارد المالية.

- حلول التعامل النقدي بدل المقايضة في المبادلات، وظهور العمل المصرفي (الصيارفة)..

• أسباب اجتماعية:

- ثورات الفلاحين وهجرة الأقنان إلى المدن بسبب تأزم وضع الفلاحة.

- ظهور فئات اجتماعية جديدة (الحرفيين، التجار، العمال، البورجوازية التجارية).

- تبعية الصانع التاجر بدل الإقطاعي ساعد ذلك على تشكل طبقة عمالية بالمدن.

• أسباب سياسية ودينية:

- تطلع الفئات الجديدة وخاصة البورجوازية للسلطة ومساندتها للملكية المطلقة.

- انتشار الفكر البروتستاني المتحرر المعارض للكنيسة، حيث سيؤدي هذا التعارض والانتقاد للكنيسة الكاثوليكية لاندلاع الحروب الدينية.

 مظاهر تفكك النظام الإقطاعي: من مظاهر وتجليات تفكك النظام الإقطاعي، نذكر:

- تراجع النشاط الفلاحي لصالح الرواج التجاري والعمل الحرفي.

- تراجع الاقتصاد العيني وتعويضه بالمبادلات النقدية وبداية ظهور المصارف.

- ازدهار نظام المشاغل والورشات وبداية تراجع العمل الحرفي اليدوي.

- ازدهار التجارة وتزايد التعامل النقدي بدل العيني.

- نزوح الأقنان نحو المدن هربا من الأسياد وبداية تشكل الطبقة العاملة وظهور الطبقة البورجوازية.

ب- الأوضاع العامة المساهمة في ظهور البورجوازية ودور هذه الأخيرة في التحولات السياسية:

• الأوضاع العامة التي ساهمت في ظهور الطبقة البورجوازية:

عاشت المدن الدويلات ببعض مناطق أوربا تحولات اجتماعية واقتصادية وثقافية فرضت نظاما تربويا جديدا يرتكز على تكوين رجال الأعمال والبحارة، فظهرت بها طبقة بورجوازية غنية تميزت بثقلها الاقتصادي، مما منحها نفوذا سياسيا مضطردا.

• تطور الطبقة البورجوازية وتطلعها إلى السلطة:

عرفت المدن والموانئ في أوربا الغربية خلال القرنين 15 و16م تطورا كبيرا بفضل النشاط التجاري، فظهرت بها عدة أسواق تجارية ومالية مهمة، كما ساعدت حركة الاكتشافات الجغرافية في ظهور مكانة البورجوازية التجارية التي تراكمت لديها ثروات هائلة، فارتبطت الدولة منذ بداياتها بنشوء وتطور طبقة البورجوازية الصناعية، فأخذت سلطة الدولة تحل تدريجيا محل سلطة الكنيسة، لأن الدولة أصبحت تستمد سلطتها من إرادة الشعب.

2- ظروف نشأة الحكم المطلق في الدولة المدينة والدولة الأمة ودور الفكر السياسي في دعمه:

أ- ظروف نشأة الحكم المطلق في أوربا خلال القرنين 15 و16م:

● مفهوم الدولة و ظهور الحكم المطلق:

الدولة: هي تنظيم سياسي يرتبط بمقتضاه جماعة من الناس، ويعتبر أعلى سلطة إدارية وسياسية وجبائية وعسكرية، وقد ظهرت الدولة الحديثة وتطورت خلال القرن 16م نتيجة صراعات فكرية واجتماعية واقتصادية عرفتها أوربا خلال القرن 15م، وجاءت على أنقاض أنماط حكم كانت سائدة في أوربا (جمهورية، المدينة، المملكة).

● الدولة-المدينة:

ظهرت الدويلات المدن في ايطاليا وألمانيا خلال القرن 15م بعد التخلص من النظام الإقطاعي، وهي ذات كيان سياسي واجتماعي واقتصادي ودفاعي مستقل.

● الدولة الأمة:

هي مجتمع قومي نما وتطور في العصر الحديث يرتبط أناسه بمصالح مشتركة تجمعهم اللغة والدين والتقاليد، ظهر المفهوم خلال القرن 16م عندما بدأت الدولة تنفصل عن الفكر الديني لتحل محلها سلطة المدينة، وأصبح الولاء للحاكم الذي يجسد الدولة، وقد نمو الشعور القومي لتظهر الدول العظمى، مثل: فرنسا وإسبانيا وإنجلترا ذات نظام ملكي، واتسع نفوذ أخرى ليصبح إمبراطوريا، مثل: الإمبراطورية العثمانية.

ب- تطور الفكر السياسي الأوربي خلال القرنين 15 و16م وأهم الأفكار السياسية المدافعة عن الحكم المطلق:

● تطور الفكر السياسي في أوربا خلال العصر الحديث:

بنهاية العصر الوسيط ظهر مجموعة من المفكرين السياسيين بأوربا، كالإيطالي مكيافللي، ومن أشهر مؤلفاته، كتاب: «الأمير» الذي ركز فيه على ضرورة فصل السياسة عن الأخلاق في إطار الدولة المدينة، ثم جان بودان بفرنسا، ومن أهم مؤلفاته: «الكتب الست للجمهورية» الذي ركز فيه على السيادة في إطار الدولة الأمة، ثم طوماس هوبس بإنجلترا، الذي أكد على السيادة المطلقة للدولة في إطار ميثاق سياسي، ومن أشهر مؤلفاته «الليفياتان»، وقد ركزت جل آراء المفكرين السياسيين خلال هذه الفترة على دعم الملكية المطلقة.

● دافعت الأفكار السياسية عن الحكم المطلق بأوربا:

بالنسبة لنيكولا مكيافللي، فهو يرى أنه على الأمير أن ينهج سياسة داخلية تقوم على أساس التظاهر بالطيبوبة والكرم والتسامح والإخلاص، وفي سياسته الخارجية يجب أن يكون شرسا لتهابه دول الجوار، أما بالنسبة لبودان (1530- 1596)، فقد ركز في أفكاره على الحكم المطلق لإنقاذ فرنسا من الانقسامات والحروب الأهلية، في حين أكد هوبس على فكرة السيادة المطلقة للملك على أساس ميثاق سياسي بهدف تحقيق الأمن والسلام

خاتمة:

 عاشت القارة الأوربية خلال القرنين 15 و16م تحولات سياسية واجتماعية واقتصادية ساهمت في تطورها عدة عوامل من أهمها الاكتشافات الجغرافية.

ملخص درس الاكتشافات الجغرافية وظاهرة الميركنتيلية



ملخص درس الاكتشافات الجغرافية وظاهرة الميركنتيلية


ملخص درس الاكتشافات الجغرافية وظاهرة الميركنتيلية:

مقدمة:

قامت أوربا خلال القرنين 15 و 16 بالبحث عن طريق جديدة نحو الهند لحاجتها إلى المواد الآسيوية (التوابل والحرير) وللتعرف على عوالم جديدة.

فما هي طبيعة هذه الاكتشافات وما مدى امتدادها المجالي؟
وما هي دوافعها ونتائجها؟
وما هي خصائص الميركنتيلية كأساس للفكر الاقتصادي؟


1- دوافع الاكتشافات الجغرافية، واتساع امتدادها المجالي خلال القرنين 15 و16م:

أ- الاكتشافات الجغرافية وامتدادها المجالي:

الاكتشافات الجغرافية الكبرى: هي رحلات بحرية قامت بها بعض دول أوربا الغربية خلال القرنين 15 و16م، ومكنتها من الوصول إلى مناطق جديدة بإفريقيا وأمريكا وآسيا، وقد تزعمت حركة الاكتشافات عدة دول أوربية، من بينها:

● الرحلات البرتغالية:

- رحلة بارطولومي دياز إلى رأس الرجاء الصالح بجنوب إفريقيا.

- رحلتا فاسكو دي كاما إلى الهند عبر رأس الرجاء الصالح.

- رحلة كابرال إلى البرازيل والهند.

● الرحلات الإسبانية:

- رحلات كرستوف كولومب إلى جزر الأنتيل (جزر الهند الغربية) بأمريكا الوسطى.

- رحلة امريكو فيسيوتشي إلى سواحل فينزويلا والبرازيل بأمريكا الجنوبية.

- رحلة ماجلان إلى الفلبين (حيث قتل هناك، وتابع صديقه إلكانو العودة إلى إسبانيا).

● رحلة انجليزية:

- رحلة كابو إلى أمريكا الشمالية.

 ● رحلة فرنسية:

- رحلة كارتي إلى منطقة الكيبك بكندا.

وقد وقع نزاع استعماري بين إسبانيا والبرتغال حول المستعمرات، فتدخل البابا لحله من خلال التوقيع على معاهدة TORDESILIA، حيث حصلت البرتغال على أراضي بإفريقيا وآسيا والبرازيل، في حين استولت إسبانيا على ما تبقى من الأراضي الأمريكية.

ب- تعددت دوافع الاكتشافات الجغرافية الكبرى:

● الدوافع الاقتصادية والتقنية والعلمية

رغب الأوربيون في تجاوز الوساطة العربية والإيطالية وذلك للوصول مباشرة إلى المناطق المنتجة للتوابل والحرير والذهب بسبب متطلبات النهضة الاقتصادية والديمغرافية والنقدية. وتتجلى الدوافع العلمية والتقنية في تقدم العلوم كالرياضيات والفلك والملاحة البحرية واختراع سفن جديدة (الكرافيلا) وخرائط بحرية (البورتلان) والاستفادة من البوصلة والأسطرلاب.

● الدوافع الدينية والسياسية:

شجعت الكنيسة الاكتشافات الجغرافية بهدف ديني، تمثل في العمل على نشر الديانة المسيحية بمناطق جديدة ومحاصرة الإسلام (الروح الصليبية وحروب الاسترداد)، فعمل البابا على منح امتيازات مالية لإسبانيا والبرتغال لتحقيق طموحاته الدينية، ولقد تفوق الإيبيريون (إسبانيا والبرتغال) على باقي الدول الأوربية في حركاتهم الاستكشافية، بفضل توفرهم على دولة مركزية قوية وجيش منظم وسيطرتهم المطلقة على البحار.

2- نتائج الاستكشافات الجغرافية و تأثيرها الكبير على أوربا وبقية العالم:

أ- أساليب تدبير المستعمرات وانعكاساتها:

زاحم البرتغال المغرب بخصوص ذهب السودان عندما وصلت سفنهم إلى مناطق الإنتاج (غرب إفريقيا)، حيث أقاموا مراكز تجارية بالهند والصين وإفريقيا الغربية، فحصلوا على كميات هائلة من التوابل والذهب، كما استخدموا العبيد في الأراضي الفلاحية بالعالم الجديد. كما شن الإسبان عملية إبادة واسعة ضد السكان الأصليين (الهنود الحمر) عن طريق الاسترقاق والاستغلال والحروب، فتم القضاء على حضارات عريقة (الأنكا، الأزتيك، المايا)، وذلك بسبب تعطش المعمرين للذهب والفضة.

ب- نتائج الاكتشافات الجغرافية وأثرها على أوربا والعالم:

تحولت طرق التجارة العالمية من البحر المتوسط نحو المحيط الأطلنتي، وازدهرت مدن بالسواحل الأطلنتية كلندن وبوردو وأنفرس، كما وصلت كميات كبيرة من المعادن النفيسة لأوربا من العالم الجديد مما انعكس إيجابيا على تجار أوربا. وقد استفادت الطبقة البورجوازية بازدياد ثرواتها، في حين انعكس ذلك سلبا على العمال والحرفيين الذين انخفض مستوى عيشهم وازدادت نسبة الفقر بينهم بسبب تدني الأجور وارتفاع الأسعار. كما تفوقت الإمبراطورية الإسبانية وتوسعت مداخيلها، بينما ضعفت الإمبراطورية البرتغالية بسبب قلة سكانها حيث عجزت عن التوغل داخل المستعمرات واقتصرت على الاستقرار بالسواحل.

3- دور المركنتيلية الكبير في تنظيم الحياة الاقتصادية والاجتماعية بأوربا خلال القرنين 15 و16م:

أ- مفهوم المركنتيلية وأسسها:

استفادت الطبقة التجارية والطبقة الحاكمة من تدفق المعادن النفيسة من العالم الجديد على أوربا، حيث وجدت الدول الناشئة مصلحتها في القوة الاقتصادية للطبقة البورجوازية ومفكريها، فأوجدت حلولا فكرية واقتصادية تخدم المصالح السياسية والاقتصادية المشتركة. وفي هذا السياق ظهرت مدرسة التجاريين (المركنتيلية ) التي امتدت من القرن 15م إلى القرن 18م، حيث اشتقت المركنتيلية من الكلمة الإيطالية Mercante، وهي نظرية اقتصادية تجارية اعتبرت أن الثروة أساس قوة الدولة، وأن الثروة الحقيقية تتجلى في وفرة الذهب والفضة، إذ أن الهدف من السياسة الاقتصادية هو تحقيق تلك القوة.

ب- خصائص ومظاهر المركنتيلية بأوربا:

لتوفير أكبر كمية ممكنة من الذهب والفضة، سلكت دول أوربا سياسات مختلفة:

- إسبانيا: اكتفت بمنع إخراج المعادن النفيسة من البلاد، والعمل على الحصول على كميات منها من المستعمرات دون وساطة.

- فرنسا: ركزت سياستها الاقتصادية على التصنيع وتشجيع الصادرات بواسطة شركات تتكلف بالتسويق وفرض سياسة حمائية على السلع المصنعة.

- إنجلترا: عملت على احتكار التجارة في البحار بواسطة أسطولها البحري القوي وشركاتها التجارية المتعددة.

خاتمة: 

لقد فتحت الاكتشافات الجغرافية أمام الأوربيون العديد من الأسواق الجديدة حركت التجارة البعيدة، وساهمت في تراكم الأموال وبروز دور الطبقة البورجوازية في توجيه الاقتصاد الأوربي نحو رأسمالية تجارية كبرى.

الخميس، 22 أغسطس 2024

مفهوم الحرب الباردة


مفهوم الحرب الباردة



الحرب الباردة : 
هي صراع اديولوجي حضاري و مصلحي عرفه العالم بعد الحرب العالمية الثانية حتى سنة 1990 بين المعسكرين استعملت فيه مختلف الوسائل باستثناء المواجهة العسكرية المباشرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي عرف انتشار مفاهيم التعايش السلمي (1956 ـ 1962) دون أن تزيل وصفها على أنها مرحلة من مراحل الحرب الباردة.

الانفراج الدولي :1963 ـ 1975

 • الدعاية المغرضة : 
من بين ابرز الوسائل المستخدمة في الحرب الباردة وتقوم على نشر الأفكار من أجل التأثير على السلوك الإنساني والدفع به إلى تقبل فلسفة ما أو معاداتها بوسائل الإذاعات ـ الصحف ـ القنوات التليفزيونية ـ الإشهار ـ النشريات السرية ـ



الأربعاء، 21 أغسطس 2024

درس تنظيم المجال العالمي في إطار العولمة


درس تنظيم المجال العالمي في إطار العولمة


درس تنظيم المجال العالمي في إطار العولمة:

مقدمة:

يتميز تنظيم المجال العالمي في إطار العولمة بهيمنة دول الشمال (المتقدمة) على دول الجنوب (النامية) التي تتأرجح بين المجالات المندمجة والمجالات المتخلفة عن مسايرة العولمة، وسيزداد التباين في إطار العولمة بين المجالات المهيمنة والمجالات المندمجة والمجالات المتخلفة عن الاندماج في مختلف الميادين.

فما هو واقع تنظيم المجال العالمي وتفاوتاته ومعايير تصنيفه في إطار العولمة؟
وما هي أهم الترابطات بين مختلف المجالات العالمية وانعكاساتها؟


1- واقع تنظيم المجال العالمي وتفاوتاته ومعايير تصنيفه في إطار العولمة:

أ- واقع تنظيم المجال العالمي:

ينتظم المجال العالمي في إطار العولمة حول المجالات التالية:

● المجالات المهيمنة: 
تتكون من دول الثالوث الغنية (الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوربي، واليابان)، حيث يمارس هذا الثالوث هيمنة مالية وصناعية وتجارية وثقافية على المجالات الأخرى:

• الهيمنة المالية:
 تتجلى مظاهر الهيمنة المالية في اعتماد “الدولار” و”الأورو” عملات رئيسية في المعاملات الدولية والاستحواذ على 72% من الناتج الوطني الخام العالمي، علاوة على التحكم في بورصات القيم الدولية كبورصة نيويورك، وبورصة طوكيو، وبورصة باريس، إضافة إلى الاستحواذ على 90% من المعاملات المالية الدولية.

• الهيمنة الصناعية: 
تتمثل في احتكار دول الثالوث للصناعات الالكترونية الدقيقة، والاستحواذ على 85% من الإنتاج الصناعي العالمي، ناهيك عن فتح فروع للشركات متعددة الجنسيات في مختلف أنحاء العالم.

• الهيمنة التجارية:
 تتمثل في احتكار دول الثالوث ل 86% من المبادلات التجارية الدولية، واعتمادها على تصدير المواد عالية القيمة، واستيراد مواد أولية ذات قيمة إضافية منخفضة، مما ينعكس إيجابا على وضعية الميزان التجاري لهذه الدول.

• الهيمنة الثقافية:
 تتمثل في تحكمها في وسائل الإعلام المختلفة (الإنترنت، القنوات الفضائية …) التي تساهم في نشر الثقافة الغربية.

ونتيجة لذلك، فدول الثالوث الغنية (الولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوربي، واليابان) تتوفر على مؤشرات عالية بخصوص الوضعية الاجتماعية للسكان، فنسبة التمدرس تصل ببعض الدول إلى 99% كالولايات المتحدة الأمريكية وكندا والنرويج …، كما أن نسبة البحث العلمي مرتفعة، حيث وصلت باليابان 3.1%، وتجاوز معدل الدخل الفردي 33220 دولار للفرد في السنة بدول أمريكا الشمالية.

● المجالات المندمجة:

 تتميز باندماجها في العولمة، وتتكون من الدول التالية:

• دول مستقلة في بناء نهضتها الاقتصادية:
 تتكون من الدول الصناعية الجديدة في آسيا وأمريكا، يرتكز اقتصادها أساسا على تصنيع المواد الأولية، وعلى تصدير مواد إلكترونية دقيقة، وتتميز بقدرتها على استقطاب الاستثمارات الأجنبية، كما تتوفر على شركات تجارية عالمية، وترتبط بعلاقات متوازنة نسبيا مع المجالات المهيمنة، وعلى المستوى الاجتماعي تتوفر على مؤشرات عالية بخصوص التنمية البشرية، معدل الدخل الفردي مثلا يصل إلى أزيد من 23000 دولار للفرد في السنة. وتعتبر هذه القوى الإقليمية الصاعدة شريكا للثالوث المهيمن على المجال العامي ومنها من يزاحم الولايات المتحدة الامريكية صدارتها للعالم في بعض المؤشرات الاقتصادية وقد يطيح بها في المستقبل القريب (الصين نموذجا).

• دول خاضعة لتأثير الدول الكبرى: 
تضم الدول البترولية، ورابطة الدول المستقلة، وبعض الدول النامية. فالدول البترولية يعتمد اقتصادها أساسا على تصدير المواد التكريرية، وتتوفر على مؤشرات مرتفعة في مؤشر التنمية البشرية، حيث وصل بالمملكة العربية السعودية مثلا 0.83 سنة 2006م. أما رابطة الدول المستقلة فبلدانها اشتراكية، فهي بصدد بناء اقتصادها على النمط الأوربي، إلا أن مساهمتها في نظام العولمة تبقى ضعيفة (مساهمتها في التجارة الدولية لا تتجاوز 3%، ولا تستقطب إلا 7.3 % من الاستثمارات الدولية). و تبقى الدول النامية ذات نمو اقتصادي متوسط يعتمد على الصناعات الاستهلاكية، ومبادلاتها التجارية غير متكافئة مع المجالات المهيمنة، وتعاني من ثقل المديونية الخارجية، وهي بلدان تقدمت في انخراطها في نظام العولمة لكنها تواجه عدة صعوبات، كما أن أوضاعها الاجتماعية متدهورة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالوضعية التعليمية والصحية ومعدل الدخل الفردي…

● المجالات في طور الاندماج: 

تتكون على الخصوص من الدول الفقيرة معظمها بإفريقيا جنوب الصحراء، وهي بلدان تتلقى آثار العولمة دون تنمية نسبة مساهمتها في التجارة الدولية 0.7%، أما نسبة الاستثمارات الوافدة عليها فلا تتجاوز 1.6%، ويقتصر نشاطها الاقتصادي على تصدير المواد الأولية، ويعاني ميزانها التجاري من عجز كبير بسبب ثقل المديونية، أما أوضاعها الاجتماعية فتتميز بالتدهور الكبير خاصة وأن معدل الدخل الفردي لا يتجاوز في أحسن الأحوال 1000 دولار للفرد في السنة.

ب- معايير تنظيم المجال العالمي في إطار العولمة:

من أهم المعايير المعتمدة في تصنيف المجال العالمي، نذكر:

• معدل الدخل الفردي:
 مكن حساب هذا المؤشر من التمييز بين مجموعة من البلدان، فالدول الغنية هي التي يتجاوز فيها معدل الدخل الفردي أكثر من 20000 دولار للفرد في السنة من بينها دول الثالوث، ثم هناك الدول النامية ذات الدخل الفردي المتوسط والذي يتراوح بين 10 و20000 دولار، مثل: السعودية، وجنوب إفريقيا، وأخيرا الدول الفقيرة التي يقل فيها المعدل عن 1000 دولار للفرد في السنة كإثيوبيا.

• مؤشر التنمية البشرية:
 يمكن أن نميز في هذا المؤشر ما بين دول ذات مؤشر مرتفع يتجاوز 0.8 من أهمها دول الثالوث، ودول ذات مؤشر متوسط يتراوح ما بين 0.5 و0.7 من بينها المغرب البرازيل السعودية، وأخيرا دول ذات مؤشر ضعيف يقل عن 0.5 من بينها دول افر يقيا جنوب الصحراء.

• التحالفات السياسية: 
وفق هذا المعيار أصبح المجال العالمي ينتظم حول مجموعة من التحالفات السياسية، منها منظمة الجامعة العربية، منظمة الدول الأمريكية، منظمة الحلف الأطلنتي، منظمة آسيان، منظمة الاتحاد الإفريقي …

2- الترابطات بين مختلف المجالات العالمية وانعكاساتها:

أ- الترابطات البشرية:

تساهم التدفقات البشرية في تنظيم المجال العالمي، ومن أهم هذه التدفقات نجد:

• الهجرات الدولية: 
أثرت الهجرات الدولية على ترابط المجال العالمي وأصبحنا نميز بين أقطاب مرسلة للهجرة من أهمها بلدان العالم الثالث، وأقطاب مستقبلة للهجرة من أهمها دول الثالوث الغنية، وتتخذ الهجرة بين تلك الأقطاب عدة أشكال من أبرزها: الهجرة السرية، وهجرة المومسات، وهجرة الأدمغة.

• السياحة الدولية:
 تساهم السياحة الدولية هي الأخرى في خلق روابط بين مختلف مجالات العالم، وتشكل مناطق الثالوث الغنية أهم الأقطاب المرسلة للسياح، في حين تزدهر السياحة الشاطئية والسياحة الثقافية بعدة مناطق أخرى كالمجال المتوسطي وجنوب شرق آسيا.

ب- الترابطات الاقتصادية (تجارية، مالية، تكنولوجية، غذائية):

• الترابطات التجارية:
 تتمثل الترابطات التجارية بالأساس في حاجة دول الثالوث للمواد الأولية والطاقية التي تنتجها الدول النامية، في المقابل حاجة هذه الأخيرة للمنتجات عالية التكنولوجيا التي تنفرد المجالات المهيمنة في إنتاجها، وهكذا تساهم هذه الوضعية في خلق روابط بين مختلف مناطق العالم مع هيمنة كبيرة للأقطاب الاقتصادية الثلاثة.

• الترابطات المالية:
 تتمثل في المساعدات المالية والقروض وخدمات الدين والإيداعات التي تقدم لعدة دول في العالم من طرف المؤسسات الدولية.

• الترابطات التكنولوجية:
 تتمثل في انقسام العالم إلى قسمين، عالم متقدم ينتج التكنولوجيا وعالم متخلف مستهلك لها.

• الترابطات الغذائية: 
تتمثل في حاجة العالم النامي للمواد الغذائية الأساسية، وحاجة العالم المتقدم للمنتجات الغذائية المدارية.

ج- دور الشركات العالمية والمنظمات الدولية في إيجاد روابط بين المجالات العالمية:

تساهم الشركات متعددة الجنسيات في تنظيم المجال العالمي، وهي شركات يفوق رقم معاملاتها الدخل الوطني الخام لبعض الدول، وتستغل نفوذها الاقتصادي لإبراز مكانتها العالمية، كما تساهم المنظمات العالمية هي الأخرى في خلق روابط بين مختلف مناطق العالم، ومن بينها منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والمنظمة العالمية للتجارة وصندوق النقد الدولي، وكلها منظمات ساهمت في خلق تغيير جذري للاقتصاد العالمي، فالتدخلات المالية لصندوق النقد الدولي مثلا كانت تتحدد دائما من معايير جيو سياسية وجيو اقتصادية، ومكنتها أزمة تمويل البلدان النامية من فرض شروط التقويم الهيكلي.

د- الانعكاسات المترتبة عن اختلال التوازن بين المجالات العالمية:

من أهم الانعكاسات المترتبة عن اختلال التوازن بين المجالات العالمية تفاقم التباين بين الشمال والجنوب: حيث نجد 80% من ساكنة العالم بالجنوب، ولا تتحكم إلا في 20% من خيراته، و20% من ساكنة العالم بالشمال تتحكم في 80% من ثرواته، ويتزايد عدد سكان الجنوب وتزداد مشاكلهم، في الوقت الذي يتراجع فيه عدد سكان الشمال بفعل الشيخوخة، وتضع دوله قوانين صارمة ضد الهجرة، وتدعو للعولمة أي حرية تنقل البضائع والرساميل، لا حرية تنقل الأشخاص.

خاتمة:

رغم ما يهدف إليه مؤشر التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة، وتجليات تدارك التأخر، فإن الاتجاه في ظل العولمة يميل نحو اتساع الفوارق بين الشمال والجنوب.
يتم التشغيل بواسطة Blogger.