الصفحات

الأحد، 30 يونيو 2024

ملخص درس المجال المغربي: التقسيمات المجالية الكبرى

ملخص درس المجال المغربي: التقسيمات المجالية الكبرى

 ملخص درس المجال المغربي: التقسيمات المجالية الكبرى:

مقدمة:

 تعتبر التقسيمات المجالية إطارات ترابية واقتصادية تسهل عملية التدخل لمواجهة متطلبات التنمية، وقد شهد المغرب خلال القرن 20م عدة تقسيمات مجالية.

فما هي خصائص وأسس التقسيمات المجالية الكبرى قبل سنة 1997م؟
وما هو التحول الذي عرفه التقسيم المجالي للمغرب انطلاقا من سنة 1997م في إطار سياسة إعداد التراب الوطني؟

1- التقسيمات المجالية الكبرى بالمغرب قبل سنة 1971م:

أ- التقسيم المجالي للمغرب في عهد الحماية وأهدافه:

قسم المغرب في عهد الحماية إلى ثلاث مناطق نفوذ أجنبي:

- منطقة النفوذ الدولي في طنجة.

- منطقة النفوذ الإسباني في أقصى شمال المغرب والصحراء الجنوبية.

- منطقة النفوذ الفرنسي في باقي التراب الوطني.

- وقد اعتمد التقسيم المجالي الاستعماري على معيار التنظيم القبلي في إطار سياسة التفرقة العنصرية بين العرب والأمازيغ، واستهدف التحكم السياسي وتسهيل الغزو العسكري والاستغلال الاقتصادي.

ب- التقسيم المجالي حسب بعض الجغرافيين الفرنسيين:

- تقسيم مجال للمغرب على أساس الجهة الطبيعية، ويتمثل في التقسيم الجهوي الذي اقترحه الفرنسي célérier ما بين سنتي 1922م و1948م، قسم المغرب بموجبه إلى 8 جهات.

- تقسيم مجالي للمغرب سنة 1962م على أساس نمط العيش، ودور الإنسان كفاعل في المجال، ونوعية النشاط الاقتصادي، الذي تقدم به الفرنسيان Despois وRaynal.

- تقسيم مجالي للمغرب سنة 1970م قسم المغرب بموجبه إلى 12 جهة حسب المعطيات الطبيعية (سهول، جبال، مناطق جافة، هضاب)، والذي أنجزه الفرنسي Noin.

- تقسيم مجالي للمغرب حسب استقطاب المدن، الذي وضعه الفرنسي béquin.

إن هذه التقسيمات كلها أساليب لمراقبة وضبط المجال المغربي.

2- أسس وخصائص المجال المغربي لسنة 1971م:

أ- التقسيم الجهوي للمغرب لسنة 1971م:

يعتبر التقسيم الجهوي لسنة 1971م أول تقسيم تقره السلطات المغربية بعد الاستقلال، وقد استهدف من هذا التقسيم الحد من الفوارق الجهوية، ومن حدة المركزية الإدارية والاقتصادية، وتخفيف الضغط الديموغرافي على المناطق الساحلية الأطلنتية خاصة محور الدار البيضاء القنيطرة، وقد تم تقسيم المغرب وفق ظهير 16 يونيو 1971م إلى سبع جهات اقتصادية، هي:

- جهة الجنوب: مركزها أكادير.

- جهة تانسيفت: مركزها مراكش.

- الجهة الوسطى: مركزها الدار البيضاء.

- الجهة الشمالية الغربية: مركزها الرباط.

- الجهة الوسطى الشمالية: مركزها فاس.

- الجهة الوسطى الجنوبية: مركزها مكناس.

- الجهة الشرقية: مركزها وجدة.

ب- بعض خصائص الجهات الاقتصادية السبع:

- على المستوى الجغرافي׃ يلاحظ اختلاف في المساحة وعدد السكان والكثافة السكانية.

- على المستوى الاجتماعي׃ يلاحظ شبه تقارب بين مستوى نسب التشغيل والبطالة على الرغم من الاختلافات والتباينات الجغرافية وكذا توزيع الاستثمارات والمؤسسات الصناعية.

3- مقومات وخصائص التقسيم الجهوي للمجال المغربي لسنة 1997م:

أ- التقسيم الجهوي للمغرب سنة 1997م:

قسم المغرب إلى 16 جهة، هي: وادي الذهب الكويرة، العيون بوجدور الساقية الحمراء، كلميم سمارة، سوس ماسة درعة، مراكش تانسيفت الحوز، تادلة أزيلال، الشاوية ورديغة، دكالة عبدة، الدار البيضاء الكبرى، الرباط سلا زمور زعير، مكناس تافيلالت، فاس بولمان، تازة الحسيمة تاونات، الغرب الشراردة بني حسن، طنجة تطوان، الجهة الشرقية.

ب- أهداف ومعايير التقسيم الجهوي لسنة 1997م:

تتلخص الدوافع الأساسية للجهوية للمغرب في النقط الآتية:

- دوافع سياسية: تدعيم اللامركزية وإقرار الديمقراطية المحلية، ونهج سياسة القرب.

- دوافع اقتصادية: تعزيز التنمية الاقتصادية ومواكبة متطلبات العولمة.

- دوافع اجتماعية: تحسين مستوى التنمية البشرية والقضاء على مظاهر التخلف الاجتماعي.

وتصنف معايير التقسيم الجهوي إلى ثلاث مجموعات:

- معيار التجانس والتكامل الطبيعي والبشري.

- معيار التكامل الوظيفي.

- المعيار السياسي والجيو استراتيجي.

ج- بعض الخصائص الاقتصادية والاجتماعية للجهات المغربية حسب تقسيم 1997م:

تختلف الجهات من حيث الكثافة السكانية وعدد السكان والمساحة كذلك، وتتميز بعض الجهات بارتفاع نسب البطالة خاصة الدار البيضاء والجهات الجنوبية، أما الشريط الممتد بين القنيطرة والبيضاء فهو يستحوذ على أغلب المؤسسات الصناعية والأنشطة الاقتصادية.

4- مميزات التقسيم المجالي للمغرب حسب أهداف سياسة إعداد التراب الوطني׃

أ- الخصائص: 
لقد فشلت التقسيمات الجهوية وظهر مفهوم جديد لإعداد التراب الوطني، الذي يأخذ بعين الاعتبار الجوانب التي تم إغفالها، وتدارك هفوات التقسيمات السابقة لتحديد خريطة جديدة قوامها أقطاب جهوية بمثابة قاطرة التنمية، تدور في فلكها مراكز تعمل على خلق نوع من التوازن بين المجالات الخاضعة للاكراهات الطبيعية وبين المجالات المستقطبة وفق تنظيم مجالي مندمج.

و يشكل التنظيم الجهوي الجديد قاعدة لسياسة إعداد التراب الوطني حيث يمكن التمييز بين أربع نطاقات، هي:

- النظاق الاطلنتي: يشمل المناطق الساحلية الممتدة من طنجة إلى تيزنيت.

- النطاق المتوسطي: ويمتد من طنجة إلى الحدود المغربية الجزائرية.

- النطاق الانتقالي: ويشمل المناطق الداخلية الواقعة غرب وشمال جبال الأطلس.

- النطاق الجاف: ويشمل المناطق الصحراوية الموجودة جنوب وشرق جبال الأطلس.

ب- التقسيم الجهوي لسنة 2015:
 جاء في سياق ما جاء به دستور 2011م بخصوص الجهوية المتقدمة. وتقلص بموجبه عدد الجهات إلى 12 جهة، وهي: جهة طنجة تطوان الحسيمة-جهة الشرق-جهة فاس مكناس-جهة الرباط سلا القنيطرة-جهة بني ملال خنيفرة- جهة الدار البيضاء سطات-جهة مراكش أسفي-جهة درعة تافيلالت-جهة سوس ماسة-جهة كلميم واد نون-جهة العيون الساقية الحمراء-جهة الداخلة وادي الذهب.

خاتمة

عرفت التقسيمات الجهوية بالمغرب عدة تطورات، ويشكل التقسيم الجهوي لسنة 1997م أرضية لسياسة إعداد التراب الوطني.

ملخص درس الضغوط الاستعمارية على المغرب و محاولات الإصلاح


الضغوط الاستعمارية على المغرب و محاولات الإصلاح


ملخص درس الضغوط الاستعمارية على المغرب و محاولات الإصلاح :

مقدمة:

تعرض المغرب خلال النصف الأول من القرن 19 لضغوط استعمارية متنوعة. ولمواجهتها اضطر سلاطين المغرب للقيام بعدة إصلاحات لكنها باءت بالفشل.

فما هي أنواع الضغوط الاستعمارية على المغرب؟ وما هي الميادين التي همتها؟ وما هي عوامل فشلها؟

1- الضغوط العسكرية وبداية التغلغل الأوربي في المغرب خلال القرن 19:

أ- حرب إيسلي 1844 ضد فرنسا:

• بعد احتلال الجزائر من طرف فرنسا، قاوم الجزائريون بزعامة الأمير عبد القادر الجزائري ، وساعده في ذلك المخزن المغربي. فكانت معركة اسلي 1844 بين فرنسا و المغرب قرب مدينة تلمسان، فانهزم الجيش المغربي لقلة عدته وعدم تنظيمه وتخاذل عناصره.

• ووقع المغرب مع فرنسا معاهدة للامغنية 1845 لرسم الحدود بين المغرب و الجزائر و التي بقيت غامضة خدمة لمصالح فرنسا.

ب- حرب تطوان ضد أسبانيا 1859:

 في سنة 1859 وقعت حرب تطوان بين المغرب و أسبانيا لينهزم الجيش المخزني مرة أخرى ، ويرضخ – تحت الضغوط الأجنبية (انجلترا) – لمطالب إسبانيا ، وعقد الصلح 1860 ، تنازل بمقتضاه عن أراضى في الجنوب ، مع أداء غرامة 20م ريال ، وبعد مضي سنة وضع الاسبان مراقبين في المراسي لتأدية الغرامة ، مما ساهم في إفراغ بيت مال المخزن وتقليص موارده.

ساهمت حرب اسلي وتطوان في سقوط حجاب الهيبة عن المخزن المغربي . مما دفع الى تقديم تنازلات ترابية وتنازلات تجارية ، وغرامات مالية .

2- الضغوط الاستعمارية الدبلوماسية و التدخل الأجنبي في المغرب خلال القرن 19:

استعملت الآلية الديبلوماسية بدءا في حصاد نتائج الهزائم العسكرية(للا مغنية وتطوان )ولاحقا في فرض الامتيازات المتنوعة سواء منها السياسية و الاقتصادية أو الاجتماعية للدول الأوربية بالمغرب.

أ- معاهدة 1856 مع بريطانيا :

• عقد المغرب مع بريطانيا سنة 1856 معاهدة مهادنة ، منحت الإنجليز امتيازات (حق الإقامة و التجول ) حيثا أمن المخزن سلامة أرواحهم وأموالهم ، وان لا يتقاضى الأجانب في المحاكم المخزنية بل ينظر القنصل أو نوابه في الشكاوي ضد الأجانب ، كما لهم حق التجارة في جميع مراسي المغرب ، وبيع المواد دون تحفظ من المخزن ، مع تسهيلات في أداء الرسوم الجمركية .

• كانت لهذه المعاهدة نتائج سلبية على تجار المغرب ، وسمحت بتدفق السلع الأجنبية ، ونضوب السلع الحيوية في السوق المغربية ، كما أن تواجد التجار الأجانب ساهم في رصد أحوال البلاد و التعرف على مكامن ضعفها.

ب- نصت معاهدة بيكلار بين المغرب وفرنسا 1863:

نصت على تقنيين وضعية المحميين في المغرب، والتي شملت السماسرة التجاريين وموظفي السفارات و القنصليات، وكل أفراد عائلتهم، وبالتالي لا يتعرض لهم المخزن في تأدية ضريبة أو غرامة. وبالتالي أصبح في المجتمع المغربي فئة المحميين الذين لا تشملهم الأحكام السلطانية .

• جاء مؤتمر مدريد 1880 في إطار الضغوط الاستعمارية التجارية التي كانت تمارس على المغرب وقد كان السلطان الحسن الأول قد طلب من الأجانب إعادة النظر في أمر المحميين لتزايد عددهم و المشاكل المترتبة عن وضعهم . لكن المؤتمر جاء ليثبت شروط المعاهدات السالفة.

• مثل المغرب في المؤتمر السفير بركاش ، ولم يستطع الوقوف أمام المطالب المتزايدة للأجانب الذين أصبح لهم حق الملكية في المغرب، واختاروا من يرونه أهلا لخدمتهم دون تدخل للمخزن المغربي .

• وقد دافعت الدول الأوربية عن قضية الحمايات القنصلية ، وامتيازاتها أمام ضعف جهاز المخزن .

استعملت الدول الأجنبية كل الوسائل الدبلوماسية لحفظ مصالحها الاقتصادية، واضعاف السلطة السياسية في البلاد واستغلال خيراتها.

3- التسرب الاستعماري إلى الصحراء المغربية خلال نهاية القرن 19:

• في إطار الحملة الإمبريالية على المغرب ، حاولت إسبانيا بسط نفوذها على عدة مراسي بجنوب المغرب ، مستغلة معاهدة تطوان 1860 التي سمحت لها بالصيد في جنوب البلاد.

• فنهض المولى الحسن سنة 1882 وحل بمناطق سوس الأقصى ، وفتح بها مرسى بوادي نول ، لدفع الأطماع الإسبانية عن المنطقة.

• لكن مع نهاية القرن 19 تزايدت الضغوط الاستعمارية على جنوب المغرب خاصة من طرف إنجلترا ، التي انتزعت حق التجارة مع المناطق الصحراوية ، وكذا فرنسا التي احتلت توات وتيديكلت وكورارة مع نهاية القرن 19 وبداية القرن 20 ، وإسبانيا التي احتلت سيدي افني سنة 1900.

• لم يستطع المخزن صد هذه الضغوط عن أقاليميه بالجنوب ، لضعف جيشه وقلة موارده.

4- الإصلاحات التي قام بها المخزن لمواجهة الأطماع الاستعمارية وعوامل محدوديتها:

أ- مجالات الاصلاح:

● الإصلاحات العسكرية :

 حضي الجيش المغربي باهتمام السلطان محمد بن عبد الرحمن ، بحيث أرسل البعثات الى الخارج ، واشترى الاسلحة من مدافع وبنادق لتقوية الجهاز الدفاعي للجيش خاصة من إنجلترا، كما اعتمد على خبراء فرنسيين من فرنسا. كان إصلاح الجيش ضرورة ملحة على السلطان، أمام تزايد الضغوط الأجنبية .

● الإصلاحات الاقتصادية :

• تم الاهتمام بزراعة القطن وانتاج السكر ، وتشجيع المزارعين على ذلك . وكذا تصنيع جزء منها ، الى جانب تشجيع صناعة الورق.

• كما أخذ المخزن في استخراج المعادن وتسويقها (الحديد- الرصاص...)

• على مستوى الإصلاح النقذي ، حاول كل من المولى سليمان ، ومحمد بن عبد الرحمن ضبط قيمة الريال ومساواته مع سعر الريال الإسباني ، إلا أن المولى الحسن توصل الى نوع من التجديد وذلك بضرب النقود في باريس 1881 .

● الإصلاحات الإدارية و التعليمية:

• كان لبريطانيا دور كبير في الإصلاحات الإدارية ونظام السلطات المحلية وجهاز المخزن .

• فقد قام محمد بن عبد الرحمن بإصدار ظهير المراسي لضبط المداخيل ومحاربة التهريب.

• كما فتحت المدارس لتعليم العلوم الحديثة ، ووجه الطلبة لاستكمال دراستهم في الخارج خاصة إنجلترا.

ب- محدودية الإصلاحات وعواملها:

رغم كل الإصلاحات وتنوع مجالاتها، إلا أنها فشلت في تسوية أوضاع المغرب، بسبب سياق قوة الضغوط الاستعمارية الموجهة ضده ومجموعة عوامل أخرى.

• عوامل داخلية : من أبرزها تزايد عدد المحميين ، و معارضة زعماء القبائل و الزوايا و الفقهاء لهذه الإصلاحات التي تضر بمصالحهم وبالتالي قيام بعض الثورات (ثورة الدباغين) . بالإضافة لحدوث بعض الكوارث الطبيعية.

• عوامل خارجية: تمثلت في الضغوط الاستعمارية التي أضعفت الدولة المغربية اقتصاديا و ماليا و سياسيا و عسكريا.

خاتمة:

 لقد واجهت سياسة الإصلاحات مجموعة من الصعوبات أدت إلى فشلها، كما أدى تدهور الأوضاع السياسية بفعل انتشار الانتفاضات والصراع على العرش، إلى استغلال كل من فرنسا وإسبانيا لهذه الوضعية لتفرضا على السلطان عبد الحفيظ معاهدة الحماية.


ملخص درس الحرب العالمية الثانية: الأسباب والنتائج


ملخص درس الحرب العالمية الثانية: الأسباب والنتائج


ملخص درس الحرب العالمية الثانية: الأسباب والنتائج :

مقدمة:


انطلقت الحرب العالمية الثانية مع الهجوم الألماني على بولونيا في فاتح شتنبر 1939م، ليتسع ذلك الخلاف بإعلان كب من فرنسا وإنجلترا الحرب على ألمانيا، وقد تعددت أسباب ومراحل هذه الحرب التي انتهت بإلقاء قنبلتين ذريتين على اليابان.

فما هي أسباب هذه الحرب، ومراحلها؟
وما هي أبرز نتائجها؟


1- أسباب الحرب العالمية الثانية:

أ- الأسباب الغير مباشرة للحرب العالمية الثانية:

- الأزمة الاقتصادية وما خلفته من تدهور لاقتصاديات الدول الأوربية خاصة ألمانيا.

- معاهدة فرساي بشروطها القاسية التي استهدفت إضعاف ألمانيا عسكريا.

- خرق هتلر منذ وصوله إلى السلطة سنة 1933م لشروط فرساي (الرفع من عدد الجنود، اعتماد التجنيد الإجباري، تطوير العتاد الحربي…).

- ضمه لعدة مناطق بأوربا: إقليم السار سنة 1936م، النمسا سنة 1938م (ضمن ما عرف بقضية الأنشلوس) والسوديت بتشيكوسلوفاكيا.

- إقامته لتحالفات مع الديكتاتوريات (إيطاليا واليابان) منذ سنة 1937م لتنفيذ برنامج الحزب النازي (المجال الحيوي).

- انسحاب الدول الثلاث من عصبة الأمم المتحدة.

- التوسعات اليابانية في جنوب شرق آسيا (الصين).

- ساهمت هذه الأحداث وخاصة التوسعات في التمهيد الغير المباشر للحرب العالمية الثانية.

ب- الأسباب المباشرة للحرب العالمية الثانية:

ازداد توتر العلاقة بين ألمانيا وفرنسا بعد عقد الأخيرة لتحالف عسكري مع الاتحاد السوفياتي والذي اعتبرته ألمانيا موجها ضدها، وبالتالي صمم هتلر على استعادة عدة مناطق كانت قد انتزعت من ألمانيا (رينانيا وممر دانتزيك ببولونيا المطل على بحر البلطيق) بدعوى أن أغلبية سكانه ألمان، لكن كان الهدف الأساسي والحقيقي هو الرغبة في الاستيلاء على بولونيا لضمان التزود بالمواد الغذائية وتوسيع المجال الحيوي في اتجاه الشرق (روسيا) الغني بالفحم. فنقض بذلك هتلر معاهدة عدم الاعتداء على بولونيا سنة 1934م، وعقد حلف الفولاذ مع إيطاليا سنة 1939م واجتاح الأراضي البولونية، فأعلنت لذلك فرنسا وإنجلترا الحرب على ألمانيا.

تضافرت إذن العوامل الغير المباشرة مع المباشرة وأدت مجتمعة إلى اندلاع حرب عالمية ثانية، التي مرت من مرحلتين.

2- المراحل الكبرى للحرب العالمية الثانية:

أ- المرحلة الأولى ما بين 1939م و1942م، خصائصها العامة:

تميزت هذه المرحلة باعتماد الحرب الخاطفة (المباغتة)، وشملت جبهات متعددة في آسيا وأوربا وإفريقيا:

الهجوم الايطالي الألماني واكتساحهما الشامل لفرنسا. وتوقيع هذه الاخيرة الهدنة مع دول المحور.

شن هجوم جوي على المدن الإنجليزية بما فيها لندن دام ثلاثة أشهر نتج عنه خسائر بشرية ومادية، وأمام صمود الدفاع الإنجليزي نقل هتلر نشاطه العسكري إلى الجبهة المتوسطية.

احتلال إيطاليا لألبانيا ويوغسلافيا واليونان ودخولها إلى مصر، لكن الإنجليز تمكنوا من طرد الإيطاليين منها رغم تركز الألمان في عدة مناطق منها.

الهجوم الألماني على الاتحاد السوفياتي وتدميره للسلاح الجوي السوفيتي على الأرض (عملية بارباروسا). ووصول الألمان إلى مشارف موسكو لكن مع عجزهم عن التقدم بسبب قساوة المناخ والمقاومة السوفيتية. وخلف هذا الهجوم خسائر مادية وبشرية كبيرة.

الهجوم الياباني على القواعد الأمريكية بالمحيط الهادي (بيرل هاربر 1941) وإعلان روزفلت الحرب على اليابان.

بفضل اعتماد ألمانيا أسلوب الحرب الخاطفة واستعمال دول المحور أسلحة جد متطورة جوا وبرا وبحرا حققت ألمانيا وحليفاتها انتصارات كبيرة خلال هذه المرحلة.

ب- مميزات وتطورات الحرب العالمية الثانية في المرحلة الثانية:

- تميزت المرحلة الثانية من الحرب العالمية الثانية بشمولية الحرب لأراضي القارات الأربع، وبحار ومحيطات العالم خاصة بعد دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب، ورغبة كل معسكر في الانتصار، وشملت الحرب أيضا جبهات عديدة:

- انتصار الحلفاء في معركة العلمين 1942م بمصر وتقدم القوات الانجليزية نحو طرابلس حيث إلتقت بجيوش الحلفاء القادمة من الدار البيضاء، وبالتالي طرد قوات المحور من ليبيا ومصر وتونس سنة 1943م.

- انتصار المقاومة السوفييتية في ستالينغراد على ألمانيا وتحرير الجيش الأحمر للأراضي السوفييتية.

- تشكيل التحالف الأكبر بين الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفياتي وإنجلترا، فتم بموجبه شن هجوم على الألمان حررت على إثره فرنسا واستسلمت ألمانيا، وتم إعلان الحرب على اليابان.

- كثفت الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد السوفياتي هجومهما على اليابان برا وبحرا وجوا ما بين 1944م و1945م نتج عنه هزائم متتالية لليابان وإغراق 4 حاملات طائرات يابانية، واستعاد الحلفاء عدة مناطق (غينيا الجديدة، الفلبين).

- مع رفض اليابان الاستسلام بعد الإنذار الموجه لها من الولايات المتحدة تم إلقاء قنبلتين ذريتين على هيروشيما في 6 غشت وناكازاكي في 9 غشت سنة 1945م وهو ما أسفر عن استسلام اليابان.

- كان استخدام القنبلة الذرية آخر فصل من فصول هذه الحرب، وقد ساهم التفوق اللوجستيكي الأمريكي والمقاومة السوفييتية في تغير الحرب لصالح الحلفاء لتنتهي الحرب مخلفة خسائر مادية وبشرية كبيرة.

3- خلفت الحرب نتائج بشرية ومادية وسياسية:

أ- النتائج المادية والبشرية للحرب العالمية الثانية:

- الخسائر البشرية: ارتفاع أعداد القتلى في صفوف المدنيين والعسكريين خاصة بالاتحاد السوفياتي، بولونيا، ألمانيا، يوغسلافيا، إيطاليا بسبب استعمال أسلحة متطورة، والنتيجة: نزيف ديموغرافي، وتراجع الساكنة النشيطة، وتدني نسبة الولادات والتأثير على الهرم العمري.

- الخسائر المادية: تدمير المدن والبنيات التحتية الإنتاجية (المعامل، المزارع، الطرق …) بأوربا، والنتيجة: انخفاض الإنتاج وصرف إمكانات مالية كبيرة لإعادة إنشاء البنيات، وارتفاع تكلفة الحرب من الناتج الوطني الخام الإجمالي للدول الأوربية، مما أدى إلى ارتفاع مديونيتها باللجوء إلى الاقتراض، ارتفاع الأسعار، وتدني مستوى معيشة الساكنة.

اختلفت الآثار الاقتصادية والمادية بين البلدان المشاركة في الحرب بحيث في الوقت الذي تضررت فيه البلدان الأوربية التي دارت الحرب فوق أراضيها ودمرت بنياتها الإنتاجية والتحتية، استفادت الولايات المتحدة الأمريكية والبلدان المحايدة التي شغلت آلياتها الإنتاجية لتموين الحاجيات الحربية والغذائية للبلدان الأخرى، وقد أثرت الحرب العالمية الثانية على الأنشطة الاقتصادية للدول المتحاربة، حيث استنزفت مواردها الطاقية والمعدنية والفلاحية مما نتج عنه تزايد قوة الولايات المتحدة الأمريكية.

ب- النتائج السياسية للحرب العالمية الثانية:

أدت الحرب العالمية الثانية إلى تغيير موازين القوى على الصعيد العالمي، حيث عقد الحلفاء عدة مؤتمرات خلال وبعد الحرب العالمية الثانية للاتفاق على خريطة عالم ما بعد الحرب (مؤتمري يالطا وبوتسدام)، وكانت النتيجة: تغير خريطة أوربا حيت توسعت مساحة عدة دول (الاتحاد السوفياتي، بولونيا، بلغاريا، فرنسا، ويوغسلافيا)، في حين فقدت أخرى أراضيها (اليابان، النمسا، وألمانيا).

تقسيم ألمانيا إلى أربع مناطق نفوذ خاضعة للدول الأربعة (إنجلترا، فرنسا، الولايات المتحدة الأمريكية، والإتحاد السوفياتي)، وبنفس الطريقة قسمت العاصمة برلين وفيينا.

ومن أجل تجاوز مخلفات الحرب أنشأت الدول العظمى أثناء عقد مؤتمر سان فرانسيسكو سنة 1945م «هيأة الأمم المتحدة» التي تشكلت من عدة أجهزة: كالجمعية العامة، ومجلس الأمن، ومحكمة العدل الدولية، بالإضافة إلى مؤسسات متخصصة: كمنظمة الصحة العالمية، و محكمة العدل الدولية، وصندوق النقد الدولي، حيث عوضت عصبة الأمم، وكان من أهدافها:

- حفظ السلم الدولي وحل النزاعات لتفادي قيام حرب مماثلة.

- تعزيز حقوق الأفراد بلا تمييز واحترام الحريات.

- تحقيق التعاون الدولي لحل القضايا ذات الصبغة الاقتصادية والاجتماعية.

خاتمة:

أدت الحرب العالمية الثانية إلى انقسام العالم إلى معسكرين مختلفين اقتصاديا وإيديولوجيا: الغربي الرأسمالي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية، والشرقي الاشتراكي بزعامة الإتحاد السوفياتي، وساد التوتر بين المعسكرين ضمن ما اصطلح عليه ب «الحرب الباردة» حيث سعى كل معسكر إلى تكوين أحلاف عسكرية عبر العالم وتسابق خلالها الطرفان نحو التسلح.


الأربعاء، 26 يونيو 2024

درس توزع السكان

درس توزع السكان


درس توزع السكان :

مقدمة: 

تشمل الجغرافيا البشرية عدة عناصر من أبرزها الكثافة السكانية، والتمدين، والبنية السكانية.

فما هي خصائص هذه العناصر؟
وما هي العوامل المؤثرة فيها؟


1- التوزيع المجالي لساكنة العالم:

أ- الكثافة السكانية:

• الكثافة السكانية: هي عدد السكان القاطنين في km2، ويتم التوصل إليها بتطبيق القاعدة التالية: عدد السكان ÷ المساحة، مثال: عدد سكان المغرب 29.700.000 نسمة، والمساحة 710.000 كلم2، إذن الكثافة تساوي = 41,78 نسمة/كلم2، وتتباين مناطق العالم من حيث الكثافة السكانية، حيث يتركز حوالي 50% من السكان بمناطق محددة، أهمها: شرق آسيا (الصين واليابان)، آسيا الجنوبية (الهند)، ثم أوربا الغربية (إنجلترا، فرنسا، إيطاليا …)، بالإضافة إلى الشمال الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية، بينما تعرف مناطق أخرى من العالم كثافات ضعيفة كمعظم أجزاء القارة الإفريقية، وأمريكا الجنوبية وأستراليا،

ب- يفسر اختلاف الكثافة السكانية بعوامل مختلفة:

تتحكم عدة عوامل في الكثافة السكانية، منها: الظروف الطبيعية الملائمة كاعتدال المناخ، وغنى التربة، وتوفر الثروات المعدنية والطاقية في استقرار السكان، تضاف إليها عوامل بشرية واقتصادية كسيادة السلم والازدهار، وتوفر نشاط زراعي كثيف، وتطور الصناعة والتجارة، في حين تؤدي الظروف الغير المواتية كالمعوقات الطبيعية (الجبال، سيادة الجفاف، انتشار الغابات الكثيفة …)، الحروب الأهلية والمجاعات وعدم كفاية المواد الغذائية، بالإضافة إلى عوامل تاريخية المتمثلة في قدم التعمير والهجرات السكانية الحديثة إلى قلة الكثافة.

 • عوامل طبيعية : كالمناخ والتضاريس ؛ فالمناطق المعتدلة أكثر جدبا للسكان ؛غير أن التقدم التقني الحالي خفف من أثر هذا العامل على توزيع السكان.

• عوامل بشرية : تتمثل في الانشطة الاقتصادية والعوامل التاريخية والهجرات ؛لكل هذه العوامل دور ايجابي أو سلبي في التأثير على توزيع السكان .فالرعي عبر الترحال-->كثافة ضعيفة وبالعكس المناطق الصناعية الكبرى --> كثافة عالية.

ج- التمدين:

نسبة التمدين: هي النسبة المئوية التي يمثلها سكان المدن من مجموع السكان، ويتم الحصول على هذه النسبة بتطبيق القاعدة التالية: عدد سكان المدن ÷ مجموع السكان × 100، وقد عرف سكان الحواضر تطورا سريعا مع اختلاف ظاهرة التمدين بين الدول المتقدمة والدول النامية، فالدول المتقدمة عرفت ظاهرة التمدين في وقت مبكر (القرن 19م) وارتبطت بحركة التصنيع (الثورة الصناعية في القرن 18م)، أما الدول النامية فلم تعرف تطور المدن إلا مؤخرا (القرن 20م)، وارتبطت بداية بدخول الاستعمار واستيلائه على الاراضي الزراعية الخصبة اضافة الى استعمال المكننة، وما تبع ذلك من عوامل الهجرة القروية والتكاثر الطبيعي. فتزايد عدد المدن الكبرى بالعالم (المدن المليونية)، لكنها تتوزع بشكل متفاوت، إذ يتركز معظمها بآسيا وأمريكا في حين تبقى قليلة بإفريقيا، ويفسر ارتفاع نسبة التمدين عموما بأهمية الصناعة والتجارة والخدمات في المدن، وبالتالي استقطاب هذه الأخيرة للمهاجرين القرويين.

توجد اكبر المدن من حيث عدد السكان في دول الشمال كطوكيو ونيويورك بينما في الجنوب نجد مدن مكسيكو – شنغاي – بومباي – جاكرطا – لاغوس ....

تنتج عن ظاهرة التمدين السريع مشاكل متعددة :

- مدن الصفيح والاحياء الهامشية.

- ضعف الخدمات الاجتماعية.

- انخفاض نسبة التمدرس.

- مشكل السكن.

- قلة الخدمات الصحية.

- هشاشة او انعدام البنية التحتية[ انعدام الماء الشروب/ غياب خطوط الهاتف /غياب الطرق المعبدة /غياب قنوات التصريف..].

- مشاكل اجتماعية [ انتشار الجرائم /الانحراف / السرقة / التسول / التشرد / أطفال الشوارع........].

- المضاربات العقارية.

- مشاكل بيئية [ ثلوث المياه / مشكل النفايات الصلبة /تقلص المساحات الخضراء /ازدحام المواصلات ........].

2- البنية السكانية في العالم:

أ- هرم الأعمار:

• هرم الأعمار: هو مبيان يمثل توزيع السكان حسب الجنس ( ذكورا، وإناثا) وفئات الأعمار، ويتميز هرم الأعمار في الدول النامية بغلبة فئة الأطفال والشباب بفعل ارتفاع نسبة التكاثر الطبيعي (الذي هو الفرق بين نسبة الولادات ونسبة الوفيات)، أما في الدول المتقدمة فيتميز بأهمية الفئة الوسطى وارتفاع نسبة الشيوخ، ويرجع ذلك إلى انخفاض نسبة التكاثر الطبيعي أمام تطبيق سياسة تحديد النسل.

ب- الساكنة النشيطة وغير النشيطة:

• الساكنة النشيطة: وتشمل الأفراد البالغين سن الشغل (ما بين 15 سنة و60 أو 65 سنة)، ويصنف السكان النشيطون إلى نوعين هما: نشيطون مشتغلون، ونشيطون عاطلون، فالساكنة غير النشيطة: وتشمل الأطفال والتلاميذ والطلبة والمتقاعدين وربات البيوت والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، أما نسبة النشاط: فهي النسبة المئوية التي يمثلها السكان النشيطون من مجموع السكان، ويتم التوصل إليها بتطبيق العلاقة الآتية: عدد السكان النشيطين ÷ مجموع السكان × 100 = … %، وهكذا فإن نسبة النشاط في الدول المتقدمة (دول الشمال) أكثر ارتفاعا من نظيرتها في الدول النامية (دول الجنوب)، لأن هذه الأخيرة تعرف كثرة الأطفال وربات البيوت.

ج- البنية المهنية والقطاعات الاقتصادية:

• البنية المهنية: هي توزع الساكنة النشيطة المشتغلة على القطاعات الاقتصادية، وتصنف هذه الأخيرة إلى ثلاثة أنواع رئيسية:

• القطاع الأول: يشمل الفلاحة (الزراعة، وتربية الماشية …)، والصيد البحري واستغلال الغابات والمناجم.

• القطاع الثاني: ويقصد به النشاط الصناعي.

• القطاع الثالث: ويشمل التجارة والخدمات التي تتميز بتنوعها (النقل، السياحة، الوظيفة العمومية، المهن الحرة …).

يشغل القطاع الثالث أعلى نسبة من اليد العاملة في الدول المتقدمة، ويأتي بعده القطاع الثاني، بينما يشغل القطاع الأول أعلى نسبة من اليد العاملة في الدول النامية، ويأتي بعده القطاع الثالث، في حين يحتل القطاع الثاني المرتبة الأولى من حيث تشغيل اليد العاملة في البلدان الصناعية الجديدة، ويأتي بعده القطاع الثالث.

خاتمة: 

يرتبط توزع السكان بعوامل مختلفة وبالتالي ينعكس ذلك على استغلال المجال في الأرياف أو في المدن.

الجمعة، 7 يونيو 2024

درس التطورات الاقتصادية في العالم الإسلامي


درس التطورات الاقتصادية في العالم الإسلامي


درس التطورات الاقتصادية في العالم الإسلامي :

مقدمة:

عرف ق16م انتقال مركز التجارة الدولية من المجال المتوسطي إلى المجال الاطلنتي، الشيء الذي أثر في الوضعيةالاقتصادية للعالم الإسلامي.

فما هي مظاهر هذا التحول؟
وما مميزات الوضع الاقتصادي بالعالم الإسلامي؟
وكيف واجه العالم الإسلامي هذا الوضع الجديد؟


1- أثرتحول طرق التجارة الدولية خلال القرنين 15 و16م على اقتصاد الإمبراطورية العثمانية:

أ- انعكاس تحول الطرق التجارية على مصير الوساطة التجارية الإسلامية خلال القرنين 15 و16م:

ظل العالم الإسلامي إلى غاية القرنين 15 و16م مزدهر بفضل:

- مراقبته لطرق التجارة الدولية، حيث لعب دور الوساطة التجارية بين الشرق والغرب، وبين إفريقيا وأوربا.

- توفره على منتجات تجارية متنوعة وذات قيمة مهمة.

وقد حقق العالم الإسلامي أرباحا ضخمة ما ساهم في تطور مختلف القطاعات وبروز مراكز صناعية وتجارية وثقافية، وقد تشكلت بنية التجارة العابرة للعالم الإسلامي آنذاك من مواد مختلفة منها: التوابل، العطور، المعادن النفيسة …، وابتداء من ق 16م فقدت المنطقة أهميتها التجارية لصالح أوربا الغربية، وتحول النشاط التجاري إلى المحيطات (المحيط الأطلسي والمحيط الهندي) والعالم الجديد.

ب- أثر تحول الطرق التجارية العالمية على اقتصاد الإمبراطورية العثمانية:

تمثلت الأزمة الاقتصادية للإمبراطورية العثمانية في عدة مظاهر:

- تراجع عائدات التجارة وموارد المكوس بسبب فقدان العثمانيين تحكمهم في طرق التجارة بين آسيا وأوربا نتيجة إلتحاق البرتغاليون والهولنديون بسواحل المحيط الهندي.

- تدهور النشاط الفلاحي: كانت الفلاحة تشكل نشاطا أساسيا وأهم موارد خزينة الدولة، لكن تزايد مصاريف الإمبراطورية وقلة عائدات تجارتها دفعها إلى الزيادة في الضرائب (وصلت إلى 90 ضريبة) ما ترتب عنه استنزاف القوى الفلاحية المنتجة.

- ازدياد النفوذ الرأسمالي التجاري وتعاظم دور الطبقة التجارية المدينية مع استفحال النفوذ الأجنبي بفعل استدانة الفلاحين وأصحاب االتيمارات منهم بفوائد عالية كانت تعجز عن تسديدها.

- أزمة نقدية: ترتبت عن سيطرة الأوربيين على التجارة العالمية، وتدهور العملة التركية (الأقجة) بسبب إغراق السوق العثمانية بعملات رخيصة (مصنوعة من الفضة المكسيكية الرخيصة) أو مغشوشة.

2- اثر تحول الطرق التجارية على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للمغرب السعدي خلال القرنين 15 و16م:

أ- انعكاسات تزايد الضغط الأوربي على الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب خلال ق 15م وبداية النصف الأول من ق 16م:

تعرض المغرب منذ ق 15م لهجمة استعمارية أيبيرية ترتب عنها تحول الطرق التجارية نحو الموانئ الاطلنتية الخاضعة للبرتغاليين، فأدى ذلك إلى ازدياد الرواج التجاري بهذه الموانئ على حساب المناطق الداخلية التي تراجع نفوذهاـ وقد إثر هذا التحول على أوضاع المغرب السياسية والاقتصادية والاجتماعية، خاصة في عهد الدولة الوطاسية:

• اقتصاديا: عاش المغرب أزمة حادة بفعل تراجع مداخله نتيجة قلة الإنتاج، فلجأت الدولة إلى إثقال كاهل السكان بالضرائب.

• سياسيا: تراجعت سلطة الوطاسيين وعجزوا عن صيانة وحدة البلاد واستقلالها.

• اجتماعيا: عانت القبائل من جراء انتشار الأوبئة والجفاف وانعدام الأمن، وارتفاع الأسعار وانتشار المجاعات والاضطرابات والثورات.

ب- تطور الاقتصاد المغربي في ظل التحول التجاري إلى المحيط وخصائص السياسة الاقتصادية لأحمد المنصور:

تميز الاقتصاد السعدي خلال عهد أحمد المنصور الذهبي بما يلي:

- تطور المبادلات التجارية الخارجية بفضل توفر وتنوع المواد والمنتجات.

- ازدهار الفلاحة بالبوادي والصناعة بالمدن ما انعكس بشكل ايجابي على التجارة الداخلية (تزايد القيساريات والأسواق والمواسم).

 أهمية خزينة الدولة التي استفادت من:

- عائدات وغنائم معركة وادي المخازن.

- عائدات بلاد السودان من الذهب.

- مداخل المكوس وأعشار المنتجات الفلاحية.

- عائدات مصانع السكر التي مثلت ثلث عائدات التجارة الخارجية في عهده.

هذا التطور الاقتصادي كان بفضل سياسة أحمد المنصور الاقتصادية التي تميزت بعدة خصائص منها:

- توفير الأمن والاستقرار والحزم في السلطة بغية تحقيق التطور الاقتصادي.

- إعطاء امتيازات للتجار الأجانب خاصة الانجليز ± استفاد المغرب من ذلك.

- منافسة المغرب وتسابقه مع الأسبان على التجارة الصحراوية ببلاد السودان وأواسط إفريقيا.

- تدخل أحمد المنصور في القطاعات الاقتصادية الحيوية باعتماد أسلوب الاحتكار في المتاجرة ببعض المنتجات خاصة السكر.

- تخزين المعادن النفيسة ما جعله يلتقي مع المركنتيلية التجارية الأوربية.

خاتمة:

شكلت هذه التطورات الاقتصادية خلال القرنين 15 و 16م بداية تراجع نفوذ العالم الإسلامي وتصاعد النفوذ الأوربي، وفي القرنين 17 و18م تأكد اختلال التوازن لصالح الطرف الأخير.

الأربعاء، 5 يونيو 2024

مشروع مارشال


مشروع مارشال


مشروع مارشال ينسب إلى كاتب الدولة الأمريكي جورج مارشال. أعلن عن هذا المشروع في 5 جوان 1947 بجامعة هارفارد بماساشوست ، وهو في الظاهر مشروع لمساعدة أوربا ماليا وفي شكل هبات وقروض ميسرة الدفع من أجل إعادة البناء حيث حمل هذا المشروع عنوان: مشروع إعادة بناء أوربا ولقد وجه العرض إلى كامل الدول الأوربية بما فيها الاتحاد السوفييتي أما باطن هذا المشروع فيتضمن النقاط التالية:دعم أوربا من أجل تصريف المنتجات الأمريكية لاسيما الزراعية بسبب افتقار الدول الأوربية للدولار{ أزمة الدولار: dollar gap }ربط الاقتصاد الأوربي بالاقتصاد الأمريكي.
منع انتشار الثقافة الشيوعية ونشر نمط الحياة الأمريكي في أوربا ( The American way of life).
محاولة جر الاتحاد السوفييتي إلى التخلي عن الشيوعية بسبب حاجته الماسة للدعم الاقتصادي.






مبدأ جدانوف



مبدأ جدانوف



مبدأ جدانوف ينسب إلى رجل الدولة السوفيتي جدا نوف وهو الرد على مشروع مارشال الأمريكي و يعرف بمشروع بلشفة أوربا الشرقية تم الإعلان عنه أثناء انعقاد المؤتمر الدولي للأحزاب الشيوعية في 5 أكتوبر 1947 ببولونيا علل جدا نوف مقترحه بأنه الوسيلة الأنجع لمواجهة الامبريالية الأمريكية وحلفائها في أوربا الغربية وعلى هذا الأساس تم تأسيس مكتب الإخبار الشيوعي - الكومنفورم - وفي فيفري 1948 كانت الحادثة الخطيرة ببراغ، وأصبحت الهيمنة العسكرية و المخاباراتية السوفييتية كاملة على أوربا الشرقية وهو ما سرع إلى تشكل الكتلتين الشرقية والغربية, وحيث أن المصطلح ( كتلتين) يعود لجدانوف نفسه. أما في الغرب فأصبح مصطلح الدول التابعة يدل على دول شرق أوربا .
يتم التشغيل بواسطة Blogger.