الصفحات

الأحد، 28 أبريل 2024

درس المجال المغربي: الموارد الطبيعية و البشرية



درس المجال المغربي: الموارد الطبيعية و البشرية


درس المجال المغربي: الموارد الطبيعية و البشرية :

مقدمة:

يتوفر المغرب على موارد طبيعية وبشرية مهمة تتميز بالاختلاف والتنوع لكنها تتعرض لعدة مشاكل مما يحتم على الدولة التدخل لحماية وتدبير هذه الموارد.

فما وضعية هذه الموارد الطبيعية والبشرية في المجال المغربي؟
وما أهم التدابير التي اتخذتها الدولة لحماية وترشيد استغلال هذه الموارد؟

1- وضعية الموارد الطبيعية وكيفية توزيعها بالمجال المغربي:

• الموارد المائية: هناك مياه سطحية، مثل: الأحواض النهرية (سبو، ملوية، أم الربيع، درعة …)، والبحيرات والضايات (أكلمان، سيدي علي، مارتشيكا، المرجة الزرقة …)، أما المياه الجوفية فالمغرب يتوفر على فرشات سايس والمعمورة والغرب في الشمال، وفرشات تادلا والحوز ودكالة في الجنوب، كما تتوزع الموارد المائية بالمغرب بشكل متباين، إذ تتركز 73% منها في المنطقة الأطلنتية، كما تواجه عدة مشاكل، أهمها: التلوث، الجفاف، الاستغلال غير المعقلن والمكثف، الضغط السكاني …، مما يؤدي إلى انخفاض نصيب الفرد من المياه إلى 1000م.

• التربة: تتركز في سهول ضيقة، مثل: طريفة ،الغرب، الحوز، دكالة، سوس، تادلا، كما أن معظم الأتربة بالمغرب ضعيفة التطور أو غير متطورة، وأن 13% فقط من الأراضي هي الصالحة للزراعة، وتتعرض لعدة مشاكل، منها: التعرية، الانجراف، التلوث، التملح، الاستغلال المفرط، استخدام المبيدات، الاعتماد على السقي التقليدي.

• الغابة: تتميز بالتنوع، وتتركز الأصناف الشجرية، مثل: البلوط والأركان والصنوبر والأرز في السلاسل الجبلية، وتتراجع الغابة بمعدل 31000 هكتار سنويا، كما تتعرض 2900 هكتار للحرائق، وتواجه مشاكل بالجملة، منها: الجفاف، الاجتثاث، الرعي الجائر، رمي المقذوفات الصناعية والحرائق.

• الموارد البحرية: تتميز بتنوع المنتجات البحرية (الرخويات، القشريات، المحار، السمك الأزرق والأبيض) بسبب طول السواحل التي تصل مسافتها 3500 كلم، وتواجه مشاكل: التلوث، الاستنزاف، انقراض بعض الأصناف، عدم احترام فترة الراحة البيولوجية، اسخدام تقنيات تقليدية في الصيد…

• المعادن والطاقة: يستخرج الفوسفاط من مناطق خريبكة، اليوسفية، بوكراع، بن جرير، وتتوزع باقي المناجم المعدنية عبر التراب الوطني مع تمركز أكبر في جبال الأطلس والهضبة الوسطى، في حين توجد بعض آبار البترول ناحية الصويرة وسيدي قاسم، ومناجم الفحم الحجري في المغرب الشرقي.

2-وضعية الموارد البشرية واستخلاص مستوى تنميتها:

أ- تتميز الموارد البشرية بعدة خصائص:

تطور عدد السكان بشكل مستمر حتى بلغ عددهم الاجمالي 33 مليونا حسب احصائيات 2014م، وتهيمن الفئة النشيطة ما بين 15 و59 سنة بنسبة 61%، وتليها فئة الأطفال أقل من 15 سنة بمعدل 32%، أما الانتقال الديموغرافي يتجه هرم الأعمار إلى انخفاض الولادات والوفيات معا، ويتركز معظم السكان في المناطق الساحلية والداخلية (الدار البيضاء، مراكش، فاس، مكناس …) بسبب توفر فرص الشغل وملائمة الظروف الطبيعية وتوفر التجهيزات.

ب- يعتبر مستوى التنمية البشرية متوسطا لدى ساكنة المغرب:

- ارتفاع معدلات البطالة خاصة في المجال الحضري، حيث تمس 24% من الإناث و30% من الفئة التي يتراوح عمرها بين 15 سنة و34 سنة، كما تمس كذلك حاملي الدبلومات بمعدل 26%.

- عدم اندماج الشباب وهي الفئة الأكثر هيمنة، مما يؤدي إلى الاحساس بالإحباط واليأس والهجرة السرية ..، وضعف التأهيل لدى الساكنة بسبب التكوين المحدود.

- تطور نسبة الأمية حيث بلغت 43%.

- ضعف التأطير الطبي إذ ليس هناك إلا 49 طبيبا لكل 100 ألف نسمة، وضعف المؤسسات الصحية (مؤسسة واحدة لكل 12000 نسمة).

- انخفاض متوسط الدخل الفردي إذ لا يتجاوز 4000 دولارا سنويا، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى العيش.

3- أساليب تدبير الموارد الطبيعية والبشرية لتحسين مستوى التنمية بالمغرب:

أ- اتخذت الدولة عدة تدابير لترشيد استغلال الموارد الطبيعية والحفاظ عليها:

• الموارد المائية: تدابير تقنية: بناء السدود، التنقيب عن المياه الجوفية، تنقية المياه المستعملة وإعادة توظيفها، تطوير السقي العصري …، تدابير قانونية وتنظيمية، تتمثل في: تأسيس المجلس الأعلى للماء والمناخ، تأسيس الوكالات الحضرية، اصدار قانون الماء، تدابير تحسيسية: توعية المواطنين بأهمية الماء، نشر ملصقات، القيام بندوات …

• التربة: بناء الحواجز للتقليل من أثر تعرية الرياح وزحف الرمال الصحراوية، التشجير لتثبيت التربة بواسطة جذور الأشجار، بناء المدرجات للتقليل من خطر التعرية والانجراف.

• الغابة: تأسيس المنذوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحرـ اصدار قوانين لحماية الغابة، القيام بعمليات التشجير، الاهتمام بالبحث العلمي حول الغابة، تنظيم حمالات التوعية والتحسيس بأهمية الغابة وحمايتها، انشاء محميات طبيعية، منع الرعي الجائر.

• الثروات البحرية: اصدار ظهير تنظيم الصيد البحري بالمياه المغربية، تأسيس المعهد الوطني للدراسات البحرية سنة 1997م، وضع مخطط لتنظيم الصيد البحري 2001م، مراجعة بعض اتفاقيات الصيد مع الاتحاد الأوربي 2005م، العمل بفترة الراحة البيولوجية 1989م، مراقبة كمية وحجم الأنواع المصطادة، العمل بنظام الحصص (الكوطا).

• الطاقة والمعادن: التنقيب والبحث عن مناجم جديدة داخل القارة والبحر، جلب الاستثمارات الأجنبية لخلق صناعات لتحويل المعادن داخل البلاد، الاهتمام بالطاقات المتجددة الريحية والشمسية والكهرومائية.

ب- قامت الدولة بعدة تدابير لتحسين مستوى التنمية البشرية:

• على المستوى الاقتصادي: خلق مشاريع إنمائية (المقاولون الشباب، المشاتل المقاولاتية)، تشجيع العمل التعاوني (تعاونية الحليب، العسل، جمع الأعشاب الطبية …)، تشجيع الاستثمار عن طريق تسهيل المساطر ومرونة القوانين ومنح القروض بفوائد ضعيفة …، خلق الأقطاب الاقتصادية (الدار البيضاء طنجة).

• على المستوى الاجتماعي: تعميم التمدرس، محاربة الأمية عند الكبار، محاربة السكن غير اللائق، تعميم التغطية الصحية، اطلاق مشروع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

• في ميدان التجهيزات: توسيع الاستفادة من الخدمات العمومية الضرورية (الماء، الكهرباء، الطرق …)، بناء المستشفيات والمدارس ومكاتب البريد …

خاتمة:

رغم الجهود المبذولة لحماية الموارد الطبيعية وتأهيل الموارد البشرية فإن المغرب ما زال يعاني من هشاشة الأوساط الطبيعية وضعف مستوى التنمية البشرية.






درس المجال المغربي: الموارد البشرية


درس المجال المغربي: الموارد البشرية



درس المجال المغربي: الموارد البشرية :

مقدمة:

الموارد البشریة ھي مجموع الطاقات البشریة التي یمكن تعبئتھا لتحقیق التنمیة في مختلف المیادین في مجال جغرافي محدد.

 فما ھي وضعیة الموارد البشریة بالمغرب ؟ و ماذا عن توزیعھا الجغرافي ؟ و ما ھي أسالیب تدبیرھا لتحقيق التنمية البشرية ؟

1- الوضع الديمغرافي :الخصائص - التوزیع الجغرافي:

أ- تتميز ساكنة المغرب بخصائص ديمغرافية مميزة :

منذ سنة 1960 دخل المغرب مرحلة الإنفجار الدیمغرافي أمام ارتفاع معدل التكاثر الطبیعي المرتبط بارتفاع الولادات و انخفاض الوفيات ← وبالتالي انتقل عدد السكان من 11.6 إلى 33,4 ملیون نسمة في الفترة 2014 - 1960 . لكن في السنوات الأخیرة تراجعت وتیرة النمو الدیمغرافي حیث شرع المغاربة في تطبیق سیاسة تحدید النسل تحت تأثير المشاكل الإجتماعیة والأزمات الاقتصادية.

ب- التوزیع الجغرافي للساكنة المغربیة :

ظل سكان الأریاف یشكلون الأغلبیة إلى حدود نھایة الثمانینات . غیر أنه منذ مطلع تسعینات القرن 20 م تغيرت هذه الوضعیة حیث شھدت نسبة سكان المدن بالمغرب تطورا سریعا بسبب ارتفاع وثيرة الھجرة القرویة.

ترتفع الكثافة السكانیة في السھول و الھضاب الأطلنتیة بفعل ملاءمة الظروف الطبیعیة و أھمیة الأنشطة الإقتصادیة . وترتفع الكثافة السكانیة أیضا في الریف بفعل قدم التعمیر . في المقابل فالكثافة السكانیة ضعیفة في المناطق الصحراویة المتمیزة بقساوة الظروف الطبیعیة و ضعف الأنشطة الاقتصادية ← عدم التكافؤ في توزيع السكان حسب الجهات .

2- اختلاف الأوضاع السوسيو اقتصادية لساكنة المغرب:

أ- تختلف نسبة السكان النشیطین بالمغرب حسب القطاعات:

تمثل الساكنة النشیطة الجزء الأكبر من مجموع سكان المغرب . تأتي بعدھا فئة الصغار و الأطفال . أما نسبة الشیوخ فھي ضعیفة.

تختلف نسبة الساكنة النشيطة حسب الجنس كما تتباين ما بين المجال الحضري والمجال الريفي.

يشغل القطاع الأول نسبة 44.4 ٪ من الساكنة النشيطة بينما تشغل الصناعة 12.5 ٪ .

تتباين نسبة البطالة حسب الجنس وحسب المجال الحضري والريفي.

ب- تختلف الخصائص الاجتماعية للسكان حسب المجال:

وبالتالي نستخلص فتوة الھرم السكاني المرتبطة بارتفاع معدل التكاثر الطبیعي في العقود السابقة . مما ينعكس سلبا على نمو الخدمات الإجتماعیة الأساسیة : التشغیل ، التعلیم ، الصحة ، السكن ، التغذیة....

• التعليم : تتباين نسبة التمدرس ما بين المجال الحضري والمجال الريفي وما بين الذكور والإناث وحسب مستوى التعليم .

• السكن: مشكل إحياء الصفيح خاصة المدن الكبرى كالدار البيضاء- سلا- القنيطرة – فاس - مراكش – اكادير....

• الصحة : ضعف الخدمات الصحية فميزانية الصحة لا تمثل إلا 2٪ من الناتج الوطني الإجمالي.

3- مستوى التنمیة البشریة بالمغرب:

يصنف المغرب ضمن البلدان ذات تنمية بشرية متوسطة 0.631 محتلا بذلك المرتبة 129 عالميا كما يصل الدخل الفردي الى 4004 دولار للفرد.

يختلف مؤشر التنمية البشرية حسب الجهات المغربية اذ تسجل جهة العيون بوجدور الساقية الحمراء أعلى مؤشر وطنيا بالمقابل تصنف جهة تازة الحسيمة تاونات ضمن اضعف مؤشر تنمية بشرية داخل المغرب. و تعتبر خریطة الفقر البشري انعكاسا مباشرا لھذا التوزیع كما یضعف مؤشر التنمیة البشریة أكثر في الوسط القروي مقارنة بالوسط الحضري.

● المبادرة الوطنیة للتنمیة البشریة : وقامت على المحاور الآتیة:

- تشجیع الأنشطة المدرة للدخل القار و القادرة على خلق فرص الشغل.

- في المجال الإقتصادي : خلق مشاریع إنمائیة ، و تشجیع الإستثمار و جمعیات الإنتاج ،و إحداث الأقطاب الصناعیة.

- في المجال الإجتماعي :تعمیم التمدرس والتغطیة الصحیة ، و محاربة الأمیة و السكن غیر اللائق

- مجال التجھیزات الأساسیة : توسیع شبكة الماء و الكھرباء و مد الطرق بالبوادي.

● المشروع النموذجي لمحاربة الفقر في الوسط الحضري

- استراتیجیة 2020 للتنمیة القرویة : و تضمن دعم البنیة التحتیة و الخدمات الأساسیة ، و تنویع الأنشطة الإقتصادیة ، و حمایة البیئة.

- برنامج التنمیة البشریة المستدامة و مكافحة الفقر: استھدف أقالیم الحوز و شیشاوة و الصویرة و شفشاون....

خاتمة:

یواجه المغرب صعوبات في تدبیر الموارد الطبیعیة و البشریة التي تتباین حسب الجھات ، لھذا نھج سیاسة إعداد التراب الوطني.


الجمعة، 26 أبريل 2024

 درس التوزع السكاني في العالم

 

درس التوزع السكاني في العالم


درس التوزع السكاني في العالم

مقدمة :

تختلف الكثافة السكانية بالعالم حسب الدول والمناطق حيث تتحكم ي توزيعها عوامل مختلفة. وإذا كانت ظاهرة التمدين قد عرفت تطورا كبيرا نجم عنه مشاكل اقتصادية واجتماعية وبيئية، فإن الهجرات السكانية بدورها قد تنوعت وتعددت معها آثارها الاقتصادية والاجتماعية.

فما طبيعة التوزيع المجالي لساكنة العالم؟ وما العوامل المتحكمة في توزيعها؟ وما أنواع الهجرات السكانية بالعالم وآثارها؟

1- الكثافة السكانية والعوامل المتحكمة فيها:

أ- تختلف الكثافة السكانية حسب مناطق العالم :

يتم حساب الكثافة السكانية بالمعادلة التالية= عدد السكان مقسوم على المساحة[ مثال: عدد سكان المغرب 29.700.000 نسمة والمساحة 710.000 كلم2 اذن الكثافة تساوي=41,78 نسمة/كلم 2 ].

تختلف الكثافة السكانية بحسب القارات وتصل في آسيا الى 111 نسمة/ نسمة/كلم2 تليها أوربا 32 نسمة/كلم2 ثم افريقيا 24 نسمة/كلم2.

كما تختلف الكثافة السكانية داخل القارة الواحدة؛ تونس 59،9 نسمة/كلم2 ليبيا3،1نسمة/كلم2 موريطانيا 2،5 نسمة/كلم2.

كما تختلف الكثافة السكانية داخل البلد الواحد،مثال المغرب:كثافة مرتفعة في الشاوية وانخفاض الكثافة السكانية في المناطق الجنوبية الصحراوية.

ب- يفسر اختلاف الكثافة السكانية بعوامل مختلفة:

• عوامل طبيعية :كالمناخ والتضاريس ؛ فالمناطق المعتدلة أكثر جدبا للسكان ؛غير أن التقدم التقني الحالي خفف من أثر هذا العامل على توزيع السكان.

• عوامل بشرية : تتمثل في الانشطة الاقتصادية والعوامل التاريخية والهجرات ؛لكل هذه العوامل دور ايجابي أو سلبي في التأثير على توزيع السكان .فالرعي عبر الترحال–>كثافة ضعيفة وبالعكس المناطق الصناعية الكبرى –> كثافة عالية.

2- ظاهرة التمدين بالعالم والمشاكل المرتبطة بها:

أ- شهدت الساكنة الحضرية بالعالم نموا سريعا :

تزايد عدد سكان المدن بشكل كبير خلال القرن 20م ، كما ارتفعت نسبة التمدين بشكل ملحوظ.

وتفسر هذه الظاهرة في دول الشمال بالثورة الصناعية في القرن 18م بينما ارتبطت في دول الجنوب بدخول الاستعمار واستيلائه على الاراضي الزراعية الخصبة اضافة الى استعمال المكننة –>هجرة الفلاحين نحو المدن –> ظهور مدن كبرى او عملاقة كالقاهرة/ الدار البيضاء….

توجد اكبر المدن من حيث عدد السكان في دول الشمال كطوكيو ونيويورك بينما في الجنوب نجد مدن مكسيكو – شنغاي – بومباي – جاكرطا – لاغوس ….

ب- تنتج عن ظاهرة التمدين السريع مشاكل متعددة :

- مدن الصفيح والاحياء الهامشية.

- ضعف الخدمات الاجتماعية.

- انخفاض نسبة التمدرس.

- مشكل السكن.

- قلة الخدمات الصحية.

- هشاشة او انعدام البنية التحتية[ انعدام الماء الشروب/ غياب خطوط الهاتف /غياب الطرق المعبدة /غياب قنوات التصريف..].

- مشاكل اجتماعية [ انتشار الجرائم /الانحراف / السرقة / التسول / التشرد / أطفال الشوارع……..].

- المضاربات العقارية.

- مشاكل بيئية [ ثلوث المياه / مشكل النفايات الصلبة /تقلص المساحات الخضراء /ازدحام المواصلات ……..].

3- أنواع الهجرات السكانية ونتائجها:

أ- ترتبت عن الهجرة الداخلية نتائج مختلفة :

تعرف دول الشمال والجنوب حركات سكانية يومية ما بين مختلف مناطق الدولة الواحدة؛ سواء بين المجال الربفي والمدينة (هجرة قروية) او داخل المجال الحضري (هجرة يومية أو تنقل يومي)، وتفسر هذه الهجرة بعوامل متعددة : التنقل اليومي نحو مقرات العمل +التنقل من البوادي نحو المدن لاسباب مختلفة كالحصول على الخدمات الموجودة في المدن والاستفادة من التجهيزات و البنية التحتية والامن.

ب- نتجت عن الهجرات الخارجية مخاطر مختلفة :

تستقطب دول الشمال وبالخصوص الولايات المتحدة الامريكية واستراليا ….هجرات خارجية من دول الجنوب ؛ وتختلف وثيرة الهجرة وكذا اتجاهها بحسب الظروف الاقتصادية والسياسية في العالم،حيث استقبلت اوربا اواخر القرن 20م هجرة مكثفة لكنها اصبحت حاليا اكثر تشددا في مجال تحديد عدد المهاجرين–> ظهور هجرة سرية.

كما تظهر في افريقيا بعض الهجرات الناتجة عن الحروب وانعدام الامن والمجاعة (هجرة قسرية).

كما اصبحت دول الشمال تستقبل هجرة الادمغة.

خاتمة:

 يرتبط توزع السكان بعوامل مختلفة وبالتالي ينعكس ذلك على استغلال المجال في الارياف او في المدن.

درس مشكل الماء وظاهرة التصحر في العالم العربي



درس مشكل الماء وظاهرة التصحر في العالم العربي


درس مشكل الماء وظاهرة التصحر في العالم العربي :

مقدمة: 


يواجه العالم العربي مجموعة من التحديات من أهمها مشكل الماء وفقدان الأراضي الزراعية بسبب ظاهرة التصحر، بالإضافة إلى مشكل التلوث. ومن المنتظر أن تزداد حدة هذه المشاكل مستقبلا. 

فكيف تتوزع الموارد المائية بالعالم العربي؟ وأين تتجلى مظاهر وأبعاد أزمة الماء؟ وما هي مظاهر التصحر وتحدياته في العالم العربي؟ وما هي التدابير المتخذة لمواجهة هذه الظاهرة؟

1- توزيع الموارد المائية في العالم العربي ومظاهر الخصاص المائي:

أ- توزيع الموارد المائية في العالم العربي وعوامله:

تعتبر التساقطات أهم مصدر للمياه في العالم العربي (82%) مقارنة مع المياه السطحية (16.1%)، والجوفية (1.5%)، وغيرها من المصادر الأخرى (0.3%)، ويختلف توزيع الموارد المائية حسب الأقاليم حيث تتركز 53.11% منها ببلدان النيل والقرن الإفريقي، و31.29% ببلاد الشام والعراق، و13.05 ببلدان المغرب العربي، وفي المرتبة الأخيرة تأتي شبه الجزيرة العربية ب 2.51%، كما يختلف التوزيع حسب الدول، فإذا استثنينا العراق والسودان ومصر التي تستفيد من التزويد الخارجي، فإن باقي دول العالم العربي تعاني من قلة الماء، إما بسبب صغر المساحة أو قحولة المناخ والموقع المناخي. فمعظم دول العالم العربي تقع في المناطق الجافة أو شبه الجافة.

ب- بعض مظاهر الخصاص المائي بالعالم العربي وأسبابه:

يعد العالم العربي من أفقر مناطق العالم على مستوى المياه رغم توفره على 10.2% من مساحة العالم، و5% من سكانه، وتتجلى مظاهر الخصاص المائي بالعالم العربي في:

- عدم توفره سوى على 0.5% من مجموع المياه المتجددة في العالم.

- ضعف متوسط نصيب الفرد من المياه (1000م³) مقارنة بالمتوسط العالمي (7700م³)، بل إن هناك بعض الدول التي ينخفض فيها إلى اقل من 500م³ سنويا خاصة بشبه الجزيرة العربية.

ويمكن تقسيم دول العالم العربي حسب وضعيتها المائية إلى ثلاث مجموعات:

• المجموعة الأولى: تتكون من الدول في وضعية جيدة، لأن نصيب الفرد من الماء يفوق 2000م³ في السنة، وهي العراق والسودان وموريتانيا.

• المجموعة الثانية: تضم الدول في وضعية متوسطة: لأن نصيب الفرد فيها يتراوح بين 1000 و2000م³ في السنة، وهي جزر القمر ولبنان والصومال والمغرب ومصر.

• المجموعة الثالثة: تضم باقي الدول العربية التي هي في وضعية صعبة وخصاص مائي، لأن نصيب الفرد يقل عن 1000م³ في السنة، وهي أقطار شبه الجزيرة العربية والخليج العربي إضافة إلى الجزائر وتونس.

ويمكن إجمال أسباب الخصاص المائي الطبيعية والمباشرة في :

- غلبة المناخ الصحراوي ، و عدم انتظام التساقطات ، و توالي سنوات الجفاف في النطاق المتوسطي .

- ضعف الشبكة النهرية وحجم المياه الباطنية.

- عدم كفاية وسائل تخزين المياه مثل السدود.

2- الأبعاد أو العوامل الديموغرافية والاقتصادية والإستراتيجية لمشكل الماء في العالم العربي وبعض التدابير المعتمدة في التقليل من مخاطر العجز المائي:

أ- البعدان الديموغرافي والاقتصادي لمشكل الماء بالعالم العربي:

يعد التطور السريع للسكان في العالم العربي من بين العوامل التي ساهمت ومازالت تساهم في تراجع حصة الفرد من الماء مما يهدد بخصاص مائي خطير في المستقبل، ويؤكد ذلك تطور الوضع المائي بهذه الأقطار ما بين 1950م و1990م والذي انخفضت فيه حصة الفرد بشكل خطير من 4183م³ إلى 1303م³ ومن المتوقع أن تستمر في الانخفاض حسب توقعات 2025م لتصل إلى 553.8م³، كما أن تطور الأنشطة الاقتصادية بهذه البلدان يساهم في الرفع من استهلاك الموارد المائية، حيث تستحوذ الفلاحة على 88.6% متبوعة بالاستهلاك المنزلي 6.4%، فالصناعة 5%، وتؤكد التوقعات المستقبلية أن ضغط هذه القطاعات سيؤدي إلى تزايد الطلب على الماء خصوصا بالمدن الكبرى التي تعرف ضغطا سكانيا.

ب- البعد الاستراتيجي لمشكل الماء في العالم العربي:

يتجسد هذا البعد بوضوح في منطقة الشرق الأوسط التي بدأت تظهر بها معالم أزمة مائية بسبب القحولة وعدم كفاية الأراضي الزراعية، ويتضح هذا الوضع في السياسة التي ينتهجها الكيان الإسرائيلي في الاستحواذ على مياه المنطقة، بالإضافة إلى الأزمات الكبرى الأخرى حول تقاسم المياه، فهناك:

- مشكل تقاسم مياه حوض النيل بين مصر والسودان وأثيوبيا.

- مشكل توزيع مياه نهري دجلة والفرات بين العراق وسوريا وتركيا.

- مشكل توزيع مياه نهر الأردن بين سوريا والأردن ولبنان والكيان الصهيوني.

هذا الوضع يطرح فكرة إعادة رسم الحدود مستقبلا بين دول المنطقة على الموارد المائية.

ج - تبذل بعض المجهودات للتخفيف من حدة أزمة الماء :

* تهتم الدول العربية التي تتوفر على أنهار رئيسية بتشييد السدود . من أهم هذه الدول المغرب و مصر و العراق والسودان .

* يحتكر العالم العربي و خاصة دول الخليج العربي الجزء الأكبر من عمليات تحلية مياه البحر في العالم .

* أنجزت بعض الدول العربية مشاريع نموذجية من بينها ليبيا التي أقامت مشروع النهر الاصطناعي الذي استهدف نقل المياه الباطنية عبر أنابيب ضخمة من جنوب البلاد إلى شمالها .

3- مظاهر التصحر بالعالم العربي وأبعادها الخطيرة:

أ- مظاهر وعوامل ظاهرة التصحر عالميا

• التصحر: هو تدهور الأراضي الزراعية، حيث تفقد خصوبتها وقدرتها على الإنتاج بيولوجيا واقتصاديا، بسبب القحولة والجفاف، وهي ظاهرة تهم المناطق الجافة وشبه الجافة والمناطق المدارية شبه الرطبة، ومن بين مظاهر التصحر وأخطاره، هناك:

• نضوب المياه من خلال جفاف العيون والأنهار والآبار.

• الترمل والإقحال وتدهور الغطاء النباتي.

• تراجع خصوبة التربة بسبب فقدانها للعناصر المعدنية والعضوية.

• تملح التربة، أي تزايد نسبة الملوحة بها.

ومن أسباب تزايد حدة هذه الظاهرة نجد:

• أسباب طبيعية: تتلخص في التغيرات المناخية وتنامي ظاهرة الإقحال المناخي ومختلف عوامل التعرية.

• أسباب بشرية: يمكن تلخيصها في مجمل الأنشطة البشرية التي تتسم بالاستغلال المفرط للأرض.

وتتضح خطورة التصحر وانعكاساته السلبية على الإنسان، في:

- تراجع مساحة الأراضي الصالحة للزراعة وحصة الفرد من المياه.

- عدم قدرة التربة على التجدد والإخصاب والعطاء.

ب- مظاهر التصحر بالعالم العربي:

من مظاهر التصحر في العالم العربي، نجد:

أن 35.7 مليون هكتار من الأراضي الزراعية بالعالم العربي واقعة تحت تأثير التصحر، وهو ما يعادل 18% من مجموع المساحة الصالحة للزراعة، وتتضح هذه الظاهرة خاصة بالمناطق الموجودة على أطراف الصحراء الإفريقية الكبرى.

أن 68.4% من الأراضي العربية متصحرة، و20% مهددة بالتصحر بينما لا تتعدى الأراضي غير المتصحرة 11.6% من مجموع مساحة المنطقة العربية.

أن هناك دول بكاملها تعتبر أراضي متصحرة، مثل: البحرين والكويت والإمارات وقطر، بينما هناك 10 دول تتراوح فيها نسبة الأراضي المتصحرة ما بين 60% و98%، مثل: مصر وجيبوتي والسعودية والجزائر والأردن واليمن والمغرب، كما أن هناك دول مثل: الصومال وسوريا والعراق أكثر من 50% من أراضيها مهددة بالتصحر.

4- التدابير والجهود المبذولة لمواجهة ظاهرة التصحر بالعالم العربي:

لمكافحة التصحر بالعالم العربي تم اتخاذ مجموعة من التدابير، فعلى:

• المستوى التقني: بدأت العناية بالتشجير(مشروع إنشاء الحزام الأخضر)، وتثبيت الرمال المتحركة، وحماية التربة من التعرية، وبناء المصدات الترابية والنباتية والجدارية، إضافة إلى الزراعة حسب منحنيات التسوية، والعمل بنظام الدورة الزراعية.

• المستوى الاقتصادي: تمت صيانة الإنتاج في المراعي والزراعة البورية والمسقية، ووضع خطط وطنية لمحاربة التصحر في إطار مشروع التنمية البشرية.

• المستوى الاجتماعي: التركيز على محاربة الفقر وتحسين المستوى المعيشي للسكان بالمناطق الجافة، ومكافحة الأمية والجهل ونشر الوعي بخطورة التصحر.

• المستوى الدولي والإقليمي: مصادقة الدول العربية على الاتفاقية الدولية لمكافحة التصحر، وإنشاء المركز العربي لدراسة المناطق الجافة والأراضي القاحلة.

خاتمة:

إذا كانت المنطقة العربية تعاني من خصاص في الموارد المائية وتواجه ظاهرة من اخطر الظواهر الطبيعية، فإنها في المقابل تتوفر على ثروات طبيعية مهمة مثل البترول، غير أنها تتوزع بشكل غير منتظم بين دول المنطقة، كما أنها لا تستغل بشكل جيد لتنمية المنطقة اقتصاديا واجتماعيا.

الأربعاء، 24 أبريل 2024

 ملخص درس المجال المغربي: التقسيمات المجالية الكبرى

ملخص درس المجال المغربي: التقسيمات المجالية الكبرى


 ملخص درس المجال المغربي: التقسيمات المجالية الكبرى

مقدمة :

 تعتبر التقسيمات المجالية إطارات ترابية واقتصادية تسهل عملية التدخل لمواجهة متطلبات التنمية، وقد شهد المغرب خلال القرن 20م عدة تقسيمات مجالية.

فما هي خصائص وأسس التقسيمات المجالية الكبرى قبل سنة 1997م؟
وما هو التحول الذي عرفه التقسيم المجالي للمغرب انطلاقا من سنة 1997م في إطار سياسة إعداد التراب الوطني؟


1- التقسيمات المجالية الكبرى بالمغرب قبل سنة 1971م:

أ- التقسيم المجالي للمغرب في عهد الحماية وأهدافه:

قسم المغرب في عهد الحماية إلى ثلاث مناطق نفوذ أجنبي:

- منطقة النفوذ الدولي في طنجة.

- منطقة النفوذ الإسباني في أقصى شمال المغرب والصحراء الجنوبية.

- منطقة النفوذ الفرنسي في باقي التراب الوطني.

وقد اعتمد التقسيم المجالي الاستعماري على معيار التنظيم القبلي في إطار سياسة التفرقة العنصرية بين العرب والأمازيغ، واستهدف التحكم السياسي وتسهيل الغزو العسكري والاستغلال الاقتصادي.

ب- التقسيم المجالي حسب بعض الجغرافيين الفرنسيين:

تقسيم مجال للمغرب على أساس الجهة الطبيعية، ويتمثل في التقسيم الجهوي الذي اقترحه الفرنسي célérier ما بين سنتي 1922م و1948م، قسم المغرب بموجبه إلى 8 جهات.

تقسيم مجالي للمغرب سنة 1962م على أساس نمط العيش، ودور الإنسان كفاعل في المجال، ونوعية النشاط الاقتصادي، الذي تقدم به الفرنسيان Despois وRaynal.

تقسيم مجالي للمغرب سنة 1970م قسم المغرب بموجبه إلى 12 جهة حسب المعطيات الطبيعية (سهول، جبال، مناطق جافة، هضاب)، والذي أنجزه الفرنسي Noin.

تقسيم مجالي للمغرب حسب استقطاب المدن، الذي وضعه الفرنسي béquin.

إن هذه التقسيمات كلها أساليب لمراقبة وضبط المجال المغربي.

2- أسس وخصائص المجال المغربي لسنة 1971م:

أ- التقسيم الجهوي للمغرب لسنة 1971م:

يعتبر التقسيم الجهوي لسنة 1971م أول تقسيم تقره السلطات المغربية بعد الاستقلال، وقد استهدف من هذا التقسيم الحد من الفوارق الجهوية، ومن حدة المركزية الإدارية والاقتصادية، وتخفيف الضغط الديموغرافي على المناطق الساحلية الأطلنتية خاصة محور الدار البيضاء القنيطرة، وقد تم تقسيم المغرب وفق ظهير 16 يونيو 1971م إلى سبع جهات اقتصادية، هي:

- جهة الجنوب: مركزها أكادير.

- جهة تانسيفت: مركزها مراكش.

- الجهة الوسطى: مركزها الدار البيضاء.

- الجهة الشمالية الغربية: مركزها الرباط.

- الجهة الوسطى الشمالية: مركزها فاس.

- الجهة الوسطى الجنوبية: مركزها مكناس.

- الجهة الشرقية: مركزها وجدة.

ب- بعض خصائص الجهات الاقتصادية السبع:

• على المستوى الجغرافي׃ يلاحظ اختلاف في المساحة وعدد السكان والكثافة السكانية.

• على المستوى الاجتماعي׃ يلاحظ شبه تقارب بين مستوى نسب التشغيل والبطالة على الرغم من الاختلافات والتباينات الجغرافية وكذا توزيع الاستثمارات والمؤسسات الصناعية.

3- مقومات وخصائص التقسيم الجهوي للمجال المغربي لسنة 1997م:

أ- التقسيم الجهوي للمغرب سنة 1997م:

قسم المغرب إلى 16 جهة، هي: وادي الذهب الكويرة، العيون بوجدور الساقية الحمراء، كلميم سمارة، سوس ماسة درعة، مراكش تانسيفت الحوز، تادلة أزيلال، الشاوية ورديغة، دكالة عبدة، الدار البيضاء الكبرى، الرباط سلا زمور زعير، مكناس تافيلالت، فاس بولمان، تازة الحسيمة تاونات، الغرب الشراردة بني حسن، طنجة تطوان، الجهة الشرقية.

ب- أهداف ومعايير التقسيم الجهوي لسنة 1997م:

تتلخص الدوافع الأساسية للجهوية للمغرب في النقط الآتية:

• دوافع سياسية: تدعيم اللامركزية وإقرار الديمقراطية المحلية، ونهج سياسة القرب.

• دوافع اقتصادية: تعزيز التنمية الاقتصادية ومواكبة متطلبات العولمة.

• دوافع اجتماعية: تحسين مستوى التنمية البشرية والقضاء على مظاهر التخلف الاجتماعي.

وتصنف معايير التقسيم الجهوي إلى ثلاث مجموعات:

• معيار التجانس والتكامل الطبيعي والبشري.

• معيار التكامل الوظيفي.

• المعيار السياسي والجيو استراتيجي.

ج- بعض الخصائص الاقتصادية والاجتماعية للجهات المغربية حسب تقسيم 1997م:

تختلف الجهات من حيث الكثافة السكانية وعدد السكان والمساحة كذلك، وتتميز بعض الجهات بارتفاع نسب البطالة خاصة الدار البيضاء والجهات الجنوبية، أما الشريط الممتد بين القنيطرة والبيضاء فهو يستحوذ على أغلب المؤسسات الصناعية والأنشطة الاقتصادية.

4- مميزات التقسيم المجالي للمغرب حسب أهداف سياسة إعداد التراب الوطني׃

أ- الخصائص:

 لقد فشلت التقسيمات الجهوية وظهر مفهوم جديد لإعداد التراب الوطني، الذي يأخذ بعين الاعتبار الجوانب التي تم إغفالها، وتدارك هفوات التقسيمات السابقة لتحديد خريطة جديدة قوامها أقطاب جهوية بمثابة قاطرة التنمية، تدور في فلكها مراكز تعمل على خلق نوع من التوازن بين المجالات الخاضعة للاكراهات الطبيعية وبين المجالات المستقطبة وفق تنظيم مجالي مندمج.

و يشكل التنظيم الجهوي الجديد قاعدة لسياسة إعداد التراب الوطني حيث يمكن التمييز بين أربع نطاقات، هي:

• النظاق الاطلنتي: يشمل المناطق الساحلية الممتدة من طنجة إلى تيزنيت.

• النطاق المتوسطي: ويمتد من طنجة إلى الحدود المغربية الجزائرية.

• النطاق الانتقالي: ويشمل المناطق الداخلية الواقعة غرب وشمال جبال الأطلس.

• النطاق الجاف: ويشمل المناطق الصحراوية الموجودة جنوب وشرق جبال الأطلس.

ب- التقسيم الجهوي لسنة 2015: 

جاء في سياق ما جاء به دستور 2011م بخصوص الجهوية المتقدمة. وتقلص بموجبه عدد الجهات إلى 12 جهة، وهي: جهة طنجة تطوان الحسيمة-جهة الشرق-جهة فاس مكناس-جهة الرباط سلا القنيطرة-جهة بني ملال خنيفرة- جهة الدار البيضاء سطات-جهة مراكش أسفي-جهة درعة تافيلالت-جهة سوس ماسة-جهة كلميم واد نون-جهة العيون الساقية الحمراء-جهة الداخلة وادي الذهب.

خاتمة: 

عرفت التقسيمات الجهوية بالمغرب عدة تطورات، ويشكل التقسيم الجهوي لسنة 1997م أرضية لسياسة إعداد التراب الوطني.

ملخص درس أوربا من نهاية الحرب العالمية الأولى إلى أزمة 1929


ملخص درس أوربا من نهاية الحرب العالمية الأولى إلى أزمة 1929


ملخص درس أوربا من نهاية الحرب العالمية الأولى إلى أزمة 1929م :

مقدمة:

أدى اشتداد التنافس الإمبريالي والأزمات التي ارتبطت به إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى التي نتجت عنها تحولات عميقة. 

فما هي نتائج ومراحل هذه الحرب؟ وما التطورات التي عرفتها أوربا من نهاية الحرب إلى أزمة 1929م؟

1- مراحل الحرب العالمية الأولى ونتائجها:

أ- مرت الحرب العالمية الأولى بمرحلتين أساسيتين:

• المرحلة الأولى ما بين 1914 و1917م:

تميزت بتفوق وانتصارات دول المحور بزعامة ألمانيا بفعل قوتها العسكرية البرية والبحرية (الدبابات، الطائرات الحربية، الغواصات، البنادق الخنادق…)، كما استخدمت خلالها الثورة العربية الكبرى ضد الإمبراطورية العثمانية.

• المرحلة الثانية ما بين 1917 و1918م:

تميزت بانسحاب روسيا من الحرب بعد قيام الثورة البولشفية في مارس 1917م إثر هزائمها المتتالية، وتفاقم الأوضاع الداخلية. ومع بداية 1917م وسعت ألمانيا نطاق حرب غواصاتها لتشمل جميع السفن التجارية للدول المحايدة المتجهة إلى دول الوفاق بما فيها سفن الولايات المتحدة الأمريكية، ومع دخول هذه الأخيرة الحرب قلبت الكفة لصالح الحلفاء الذين انتصروا باستعمال أسلحة جديدة كالدبابات والمدافع والطائرات والغازات السامة، فعقدت معاهدة بريست ليتوفسك سنة 1918م التي أقرت رسميا إنهاء الحرب على ألمانيا.

ب- خلفت الحرب العالمية عدة نتائج:

• الخسائر البشرية: تسببت الحرب في خسائر بشرية كبيرة بسبب ارتفاع عدد القتلى (10 مليون قتيل) وأعداد هائلة من المعطوبين والجرحى والمفقودين مما أدى إلى انتشار ظاهرة الشيخوخة وتراجع نسبة السكان النشيطين.

• النتائج الاقتصادية: خلفت الحرب خسائر اقتصادية جسيمة بعد تدمير البنيات الاقتصادية والاجتماعية (كالمعامل والمساكن والأراضي الفلاحية والطرق)، مما أدى إلى تراجع الإنتاج الفلاحي والصناعي، وانتشار الفقر والبطالة، وقد عاشت الدول المتحاربة أزمة مالية خانقة بسبب نفقات الحرب الباهظة، فازدادت مديونية الدول الأوربية بعد لجوئها للاقتراض من الخارج، كما ركزت بعض الدول على مستعمراتها لتنشيط اقتصادها، ومقابل التراجع الأوربي استفادت دول أخرى من الحرب كالولايات المتحدة الأمريكية واليابان.

• النتائج السياسة: تفككت الأنظمة الإمبراطورية القديمة، وسقطت الأسر الاقطاعية الحاكمة بها (روسيا، ألمانيا، النمسا المجر …)، كما تغيرت الحدود الترابية للقارة الأوربية بظهور دول جديدة، وقامت الثورة الروسية التي طبقت أول نظام اشتراكي، وعقد مؤتمر للصلح بقصر فرساي سنة 1919م الذي فرضت معاهداته شروطا قاسية على الدول المنهزمة، كما أنشئت عصبة الأمم لنشر السلم والتعاون انطلاقا من المبادئ 14 للرئيس الأمريكي ولسون.

و يتضح من المعاهدات التي أعقبت هذه الحرب أن الدول التي فرضت عليها أكثر الشروط قسوة هي ألمانيا والنمسا- هنغاريا.

2- التطورات بأوربا من نهاية الحرب العالمية الأولى إلى أزمة 1929م:

أ- التطورات السياسية بروسيا:

تمكن البلاشفة بزعامة لينين بعد الإطاحة بالنظام القيصري (نيكولا الثاني) في مارس 1917م من الاستيلاء على السلطة في شهر أكتوبر من نفس السنة، وقد وضع البلاشفة برنامجا ثوريا تضمن الانسحاب من الحرب العالمية الأولى ومنع المِلكية الخاصة وذلك بتأميم وسائل الإنتاج وتمهيدا لبناء مجتمع اشتراكي. وقد أدت قرارات لينين إلى ظهور معارضة داخلية تزعمتها الفئات المتضررة من الثورة كالملاكين الكبار وقادة الجيش ودعمتها الدول الرأسمالية، مما أدى إلى اندلاع حرب أهلية بين جيش الثورة (الجيش الأحمر) والجيش الأبيض الذي كونته القوى المضادة. غير أن التنظيم المحكم لزعماء الثورة وانعدام التنسيق بين القوات المناوئة عجل بالنصر النهائي للبلشفيين بعد حرب دامت 3 سنوات، و لقد تمكّن البلاشفة من ترسيخ النظام الاشتراكي بروسيا، بعد القيام بعدة إجراءات: كشيوعية الحرب، ثم تطبيق السياسة الاقتصادية الجديدة.

ب- وضعية بعض الدول الأوربية بعد الحرب العالمية الأولى:

• فرنسا: خرجت فرنسا ضعيفة من الحرب العالمية الأولى بسبب تضرر اقتصادها، فارتفعت أسعار المواد الغذائية والمواد المصنعة، وانتشر التضخم نتيجة اختلال التوازن بين العرض والطلب (بين كمية الإنتاج والكتلة النقدية)، ومن الناحية السياسية عمت الإضرابات والاحتجاجات النقابية، فواجهتها الدولة بالقمع خوفا من قيام ثورة شبيهة لما حدث بروسيا. كما عاشت الحكومة صعوبات لعدم تحقيق توافق سياسي بين أحزابها الوطنية، ورافق كل ذلك نهج سياسة صارمة اتجاه ألمانيا وتكثيف استغلال خيرات المستعمرات.

• ألمانيا: عرفت ألمانيا بعد الحرب أزمة اقتصادية خانقة بعد تراجع الإنتاج الصناعي، وتزايد الدِّين الخارجي، وثقل تعويضات الحرب، مما أدى إلى موجة من الاحتجاجات كانت حكومة فيمار المنتخبة عاجزة عن مواجهتها خاصة بعد اندلاع ثورة الشيوعيين (السبارطاكيين). وقد هيأت الأزمة الاقتصادية والسياسية بألمانيا الظروف لبروز الحزب النازي بزعامة هتلر الذي مهد لتصاعد التطرف السياسي، فاستطاع الفوز في انتخابات سنة 1933م والجمع بين كل السلطات سنة 1934م.

• ايطاليا: بالإضافة إلى الأزمة السياسية عرفت إيطاليا تراجع الإنتاج الصناعي، وازدياد الدِّين الخارجي، مما أدى إلى تراجع قيمة العملة (الليرة)، وانخفاض الأجور وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين، فانتشر السخط الاجتماعي مما عزز مكانة الحزب الفاشي بزعامة موسيليني الذي استطاع الوصول لرئاسة الوزراء سنة 1922م، ووضع دعائم الديكتاتورية الفاشية.

3- انعكاسات أزمة 1929 على الأوضاع بأوربا:

انطلقت أزمة اقتصادية كبرى من بورصة وول ستريت في نيويورك بانهيار مُفاجئ لأسعار الأسهم يوم الخميس 24 أكتوبر 1929م (الخميس الأسود)، بعد اختلال العرض والطلب في بيع الأسهم، مما أدى إلى إفلاس المضاربين والمساهمين والبنوك. ونظرا لارتباط الميدان المالي بباقي القطاعات الاقتصادية (الفلاحة، والصناعة، والتجارة) فقد انتقلت إليها الأزمة. ثم انتقلت الأزمة مباشرة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى باقي البلدان الرأسمالية المرتبطة بها في العالم وخاصة ألمانيا، النمسا، انجلترا فرنسا واليابان … نظرا لارتباطها الوثيق مع الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بسبب:

- سحب أمريكا لرساميلها وقروضها .
- نهج الدول سياسة الحمائية تجاه المنتجات الأجنبية (تضرر اليابان).
 - توقف الإعانات والمساعدات المقدمة لبعض الدول بعد الحرب (للنمسا وألمانيا).

وقد تعددت نتائج الأزمة الاقتصادية بأوربا. ومنها:

- تكدس الإنتاج وانخفاض الأسعار. 
- إفلاس المقاولات والشركات والمصانع. 
- تراجع قيمة الصادرات وعجز في الميزان التجاري.
 - تسريح العمال لخفض الإنتاج. 
- ارتفاع أعداد العاطلين وانخفاض القدرة الشرائية مما نتج عنه تنظيم مسيرات نحو المدن الكبرى تحولت إلى إضرابات ومظاهرات دموية. 
- توطيد الأنظمة الديكتاتورية (الفاشية والنازية) لسلطتها في إيطاليا وألمانيا.

ونظرا للارتباط الوثيق لغالبية دول العالم بأوربا كمستعمرات، فإن الأزمة انتقلت إليها كنتيجة حتمية لتشمل الأزمة كل العالم.

خاتمة:

ساهمت مخلفات الحرب العالمية الأولى ونتائج الأزمة الاقتصادية العالمية في حدوث تحولات كبرى بأوربا أضعفت الأنظمة الديمقراطية وسهلت وصول الديكتاتوريات للحكم ممهدة لاندلاع حرب عالمية ثانية.

الثلاثاء، 23 أبريل 2024

ملخص درس الاتحاد الأوربي نحو اندماج شامل



ملخص درس الاتحاد الأوربي نحو اندماج شامل


ملخص درس الاتحاد الأوربي نحو اندماج شامل :

مقدمة: 

يعتبر الاتحاد الأوربي أحد أقطاب الثالوث المتصدر للاقتصاد العالمي ونموذجا للتكتلات الجهوية تشكل بعد محاولات الاندماج التي قامت به أوربا بعد الحرب ع 2 للتعاون الاقتصادي. بدأ مع 6 دول ووصلت سنة 2018 إلى 27 دولة بعد خروج المملكة المتحدة سنة 2016.

فما مراحل ومظاهر هذا الاندماج؟ وما العوامل المفسرة له؟ وما هي حصيلته وحدود اندماجه؟

1- مراحل تكوين الاتحاد الأوربي وأهدافه ومرتكزاته:

أ- مرت الوحدة والتكتل الاقتصادي الأوربي بعدة مراحل انتهت بتأسيس الاتحاد الأوربي

تعود جذور تأسيس الاتحاد الأوربي إلى الحرب ع 2 حيث سعت عدة دول أوربية إلى الاحتماء من ويلات الحرب ومواجهة العظميين (و م ا والاتحاد س) وهكذا بدأ التكتل وانتقلت الدول من التعاون في بعض القطاعات الاقتصادية إلى الاندماج الاقتصادي التدريجي.

مر تأسيس الاتحاد الأوربي عبر مراحل وهي: (مراحل التعاون و خصائصها):

البينيلوك:
 تأسس سنة 1944 وقضت بإلغاء كل التعريفات الجمركية الداخلية ووضع تعريفة واحدة تجاه السلع الأجنبية المستوردة.

● المجموعة الأوربية للفحم والفولاذ: 
تأسست سنة 1951 ضمت 6 دول وهي:فرنسا، ألمانيا غ، بلجيكا، هولندا، للوكسمبورغ وايطاليا وقضى التعاون بتسهيل انتقال الفحم والحديد والفولاذ بينها.

● الأوراطوم (المجموعة الأوروبية للطاقة الذرية): 
تأسست سنة 1957 وضمت الست دول السابقة كان الغرض من إنشائها تسهيل استعمال الطاقة النووية لتوليد الكهرباء.

● المجموعة الاقتصادية الأوربية: 
تأسست سنة 1957 بعد معاهدة روما ضمت الست دول السابقة وانضمت إليها دول أخرى منها الدانمرك بريطانيا ايرلندا اليونان اسبانيا والبرتغال.

● الاتحاد الأوربي: 
الذي تأسس سنة 1992 بموجب اتفاقية ماستريخت بهولندا وانضمت إليه النمسا والسويد وفنلندا سنة 1995 وعشر دول أخرى سنة 2004 وبلغاريا ورومانيا سنة 2007 وكرواتيا سنة 2013 .

ب- أهداف ومرتكزات الاتحاد الأوربي

● الأهداف: 

- تحقيق التقدم الاقتصادي الاجتماعي والرفع من مستوى التشغيل

- تحقيق تنمية متوازنة ومستدامة.

- خلق فضاء بدون حدود داخلية وتأسيس وحدة نقدية (ذات عملة موحدة )  دخلت حيز التطبيق ابتداء من 2002

● المرتكزات: 

ارتكز الاتحاد الأوربي على مبادئ منها:

- الحرية والديمقراطية ودولة الحق.

- احترام حقوق الإنسان والحريات العامة.

- احترام الهوية الوطنية للدول الأعضاء.

بدأ التعاون إذن بين 6 دول وشمل التعاون مجالات محدودة لينتهي بتكوين اتحاد يضم حاليا 27 دولة ويشمل التعاون فيما بينها جل المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية

2- المقومات المساعدة على الاندماج بين دول الاتحاد الأوربي ومؤسساته المسيرة:

أ- المقومات المساعدة على اندماج بلدان الاتحاد الأوربي

 ارتكز بناء واندماج دول الاتحاد الأوربي على عدة مقومات منها:

 ● مقومات تاريخية: 

مرتبطة بالمصير والتاريخ المشترك، حيث عايشت دوله نفس الأحداث التاريخية منذ مطلع القرن 20 (الحربين العالميتين1 و2 والأزمة الاقتصادية).

 مقومات جغرافية: جميع دول الاتحاد لنفس القارة بمعطياتها الجغرافية والمناخية المتشابهة والمتكاملة والملائمة للاقتصاد.

● مقومات اقتصادية - سياسية: 

تقارب الأنظمة السياسية والاقتصادية حيث تتبنى دوله النظام الديمقراطي النيابي مع اعتمادها الاقتصاد الرأسمالي الليبرالي (كإقرار الملكية الفردية).

 ● مقومات بشرية:

 ساكنة ضخمة (أكثر من 456 م ن) بساكنة نشيطة مهمة وبمعدل كثافة مرتفع (117 ن/كلم مربع) وأمد حياة طويل (75 سنة للرجال و 82 سنة للنساء) ودخل فردي مرتفع (20 ألف يورو للفرد/سنة) مع ضعف البطالة وشبه انعدام الأمية. وارتفاع مؤشر التنمية البشرية + توفر يد عاملة جد مهمة مؤهلة + مستوى عيش مرتفع ما يوفر سوق استهلاكية واسعة. غير أن بلدان الاتحاد مهددة بتزايد الشيخوخة والمشاكل المرتبطة بارتفاع الكثافة السكانية. هذه المقومات ساهمت في ترسيخ فكرة التعاون الاقتصادي بين البلدان الأوربية الغربية لإعادة بناء اقتصادها خاصة بعد خروجها من الحرب ع 2 منهارة.

ب- المؤسسات المختلفة التخصصات المسيرة للإتحاد الأوربي

يسهر على تسيير بلدان الاتحاد أ مؤسسات منها:

• المجلس الأوربي: يضم رؤساء الدول والحكومات مهمته تحديد التوجهات الكبرى للاتحاد.

• اللجنة الأوربية: تضم المفوضين مهمتها تقديم الاقتراحات وصياغة القوانين.

• البرلمان الأوربي: مهمته تشريع ومناقشة القوانين.

• محكمة العدل الأوربية: مهمتها السهر على احترام القانون.

• البنك المركزي: مهمته المراقبة المالية وإصدار العملة.

الهدف من هذه المؤسسات هو تسهيل عملية التكتل والاندماج وفرض القوة السياسية والاقتصادية للاتحاد والدفاع عن مواقف مشتركة خاصة:

• فرض هوية الاتحاد دوليا (السياسة الخارجية والسياسية الدفاعية المشتركة).

• تقوية حماية حقوق ومصالح مواطني الدول الأعضاء.

• تنمية التقدم الاقتصادي وتحيق تنمية متوازنة ومندمجة ومستدامة.

3- المظاهر الاقتصادية والاجتماعية للاندماج في الاتحاد الأوربي والتحديات المستقبلية:

أ- المظاهر الاقتصادية للاندماج في الاتحاد الاوربي

● الاندماج المجالي : 
تنتظم دول الاتحاد مجاليا حيث تنقسم إلى:

- ميكالوبول: وهو تجمع حضري ضخم يضم عدة مدن متصلة فيما بينها تشكل المركز. يهيمن سياسيا واقتصاديا وماليا وثقافيا ويشمل دول انجلترا، فرنسا، ألمانيا، هولندا، بلجيكا وشمال إيطاليا.

- أطراف مندمجة في الاتحاد: الهوامش التابعة للمركز والتي حققت الاندماج. وتتم بها أنشطة ثانوية تضم الدول الاسكندنافية، اسبانيا، البرتغال، اليونان، ايرلندا وجنوب ايطاليا.

- أطراف في طور الاندماج: يضم آخر دول انضمت إلى الاتحاد منذ سنة 2004.

● الاندماج المالي:
 يتمثل في: · إنشاء البنك المركزي والبنك الاستثماري الأوربي

- الوحدة النقدية منذ 2002 (الأورو).

- رغبة الاتحاد في تحدي العملات القوية عالميا + الرغبة في مقاومة تدبدبات الدولار.

● المكانة التجارية المهمة محليا ودوليا:

- احتلاله المركز الأول حيث يهيمن على 19% من المبادلات العالمية.

- بنية صادرات الاتحاد تعكس هيمنة المواد المصنعة (آلات ومعدات النقل، المواد المصنعة، المواد الكيماوية..) ذات القيمة المرتفعة إضافة إلى بعض المواد الفلاحية والمعدنية والطاقية.

- الاندماج التجاري بين دول الاتحاد فيما بينها حيث تمثل ثلثي مجموع مبادلات هذا الاتحاد. بفضل اعتماد السوق الوحيد حيث تنقل السلع والخدمات والرساميل والأشخاص دون حواجز جمركية.

ب- المظاهر الاجتماعية للاندماج في الاتحاد الأوربي:

- السفر بين دول الاتحاد دون حاجة إلى جواز سفر ودون التعرض للتفتيش والمراقبة.

- عدم تأدية ضرائب إضافية عند شراء سلع من بلد آخر.

- عدم وجود حدود داخلية في السوق الوحيد.

- اعتماد برامج تربوية مشتركة موحدة حيث يمكن للشباب إتمام دراستهم وتنمية ذواتهم في أي بلد.

- الاعتراف بالدبلومات والمؤهلات المهنية وقبولها في كل دول الاتحاد.

- ارتفاع أعداد الحاصلين على الشواهد العليا بدول الاتحاد.

- اهتمام الإناث بالعلوم الإنسانية والفنون والقانون واهتمام الذكور بالهندسة والعلوم.

- تنمية التقدم العلمي والتقني ومحاربة الإقصاء الاجتماعي والتمييز.

- تحقيق المساواة بين النساء والرجال والسهر على حقوق الإنسان وخاصة الطفل

- تنمية التلاحم الاقتصادي والاجتماعي والترابي والتضامن بين دول الاتحاد.

ج- تحد بعض المعيقات من الاندماج الشامل للإتحاد الأوربي :

• التباين الاقتصادي و الاجتماعي : حيث يمكن التمييز بين ثلاث مجموعات من الدول :

- الدول ذات الاقتصاد القوي والدخل الفردي المرتفع مثل ألمانيا و فرنسا و بريطانيا وهولندا وبلدان أوربا الشمالية ( مركز الإتحاد أ)

- دول ذات مستوى متوسط مثل إيطاليا و إسبانيا و البرتغال ( أطراف مندمجة في الاتحاد الأوربي )

- دول ذات مستوى ضعيف مثل بلدان أوربا الشرقية ( أطراف في طور الاندماج )

• التباين الإقليمي داخل نفس البلد : فشمال إيطاليا أكثر تقدما من جنوبها و العكس صحيح بالنسبة لبريطانيا .

• عدم تعميم تداول العملة الموحدة ( الأورو ) على جميع الدول الأعضاء

• مواجهة الصناعة الأوربية لمنافسة شديدة من طرف الدول الصناعية الجديدة و القوى الاقتصادية الصاعدة ، بالإضافة إلى اليابان و الولايات المتحدة الأمريكية

• بعض المشاكل الفلاحية منها فائض الإنتاج في بعض المواد مقابل خصاص في مواد أخري ، و ضعف الدخل الفلاحي مقارنة مع الصناعة و التجارة و الخدمات.

• شيخوخة الهرم السكاني و ضعف وتيرة النمو الديمغرافي بل تناقص عدد سكان بعض بلدان الاتحاد ألأوربي ، و بالتالي الحاجة إلى اليد العاملة الأجنبية . مما فرض على الاتحاد الأوربي مواجهة الهجرة السرية و الأخذ بالهجرة القانونية

• الأزمة المالية لسنة 2008 ثم أزمة البريكيست وآخرها كورونا و انعكاساتها الاقتصادية و الاجتماعية .

خاتمة : 

رغم هذه الصعوبات ، يظل الإتحاد الأوربي من أقوى التكتلات الاقتصادية في العالم .لكنه يواجه منافسة شرسة من طرف بعض الدول في طليعتها الصين.

ملخص درس الصين قوة اقتصادية صاعدة


ملخص درس الصين قوة اقتصادية صاعدة


ملخص درس الصين قوة اقتصادية صاعدة:

مقدمة:

 تمتد الصين في شرق أسيا فوق مساحة تتعدى 9,6 مليون كلم مربع، وهي تعد من بين القوى الاقتصادية الصاعدة رغماعن المشاكل التي تعترضها.

فماهي مظاهر القوة في الاقتصاد الصيني؟ وما عوامل هذه القوة؟ و ما أبرز المشاكل التي تعترض الاقتصاد الصيني؟

1- مظاهر بروز الصين كقوة اقتصادية صاعدة في العالم

- يعرف الاقتصاد الصيني تطورا هاما حيث يحقق معدل نمو اقتصادي يتجاوز %9.5 سنويا مما ساهم في الرفع من الدخل الفردي وتقليص نسبة الفقر .

- احتلت الصين المرتبة السادسة عالميا من حيث ناتجها الوطني الخام سنة 2004 ، لكنها تحتل المرتبة الثانية حاليا بعد الاقتصاد الأمريكي..

- تحتل الصين المرتبة السادسة عالميا من حيث قيمة مداخيل الصادرات.

- تستقطب الصين استثمارات خارجية هامة تؤهلها لاحتلال المرتبة الرابعة عاميا.

أ- خصائص ومظاهر قوة القطاع الفلاحي

- تحتل الصين المراتب الاولى عالميا في إنتاج أهم المنتجات الزراعية كالقمح و الأرز و القطن و الذرة و الشاي

- تركز المناطق الفلاحية الكبرى في الواجهة الشرقية خاصة سهل منشوريا و السهل الكبير

- تنوع الانتاج الزراعي , بالاضافة الى أهمية تربية المواشي ( الأغنام , الأبقار...).

- انتشار مجال تربية المواشي في الجهة الغربية الداخلية .

ب- خصائص ومظاهر قوة الصناعة بالصين 

- تحتل الصين المراتب الأولى عالميا في الإنتاج الصناعي حيث تحتل المرتبة الأولى في صناعة الصلب والصناعة الكيماوية وأجهزة التلفزيون .. .

- تعتبر الصين رابع قوة صناعية في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية و اليابان و ألمانيا. وهي تحقق %7 من قيمة الإنتاج الصناعي العالمي .

- تنوع الانتاج الصناعي الذي يشمل الصناعات الأساسية ( الصلب ) ، الالكترونية ( التلفزيون ) ، التجهيزية ( الألات ).

- تركز المناطق الصناعية في شرق البلاد أي الواجهة الساحلية .

- تعدد المناطق الصناعية في الصين , فهناك منطقة قديمة التصنيع ( منشوريا) ، و مناطق حديثة التصنيع في الواجهة الساحلية الشرقية .

ج- خصائص ومظاهر قوة التجارة الخارجية للصين

- تتشكل معظم الصادرات من موااد مصنعة , بينما يتشكل جزء مهم من الواردات من مواد خام معدنية و طاقية .

- تحقيق الميزان التجاري الصيني لفائض تجاري مهم تجاوز 100 مليار دولار سنة 2004.

- تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد الأوربي ودول جنوب شرق آسيا أهم الزبناء التجاريين للصين

2- أسس ومقومات القوة الاقتصادية للصين

أ- العوامل و المقومات الطبيعية

- يتشكل المجال الشرقي من سهول و تلال خصبة بينما تنتشر الصحراء في الشمال الغربي و تمتد هضبة التبت و جبال الهملايا في الغرب .

- تنوع المناخ و رطوبته ( المناخ المداري الرطب , المناخ المعتدل , المناخ القاري الرطب ...)

- تتوفر الصين على ثروات طبيعية هامة كالفحم ( المرتبة 1 عالميا ) ، الحديد ، الفوسفاط ...و تنتشر هذه الثروات في الجهة الشرقية و الوسطى .

ب- دور المقومات البشرية

- يبلغ عدد سكان الصين 1,3 مليار نسمة ( رغم سياسة الطفل الواحد ) وهم يشكلون سوقا استهلاكية و مصدرا لليد العاملة ويتركز معظم السكان في الواجهة الشرقية الساحلية حيث المدن الكبرى مثل العاصمة بكين و شنغهاي .

ج- دور العوامل التنظيمية

مر الاقتصاد الصيني في تطوره بمرحلتين :

● مرحلة البناء الاشتراكي (1949-1976) : أي مرحلة الزعيم " ماو تسي تونغ ", وتميزت بالقضاء على النظام الاقطاعي ( كبار الفلاحين) و النظام الرأسمالي ( البرجوازية ) حيث تم تأميم جميع وسائل الانتاج ( الأراضي ، المصانع ...), كما تم الاعتماد على الصناعة الأساسية و التجهيزية وتنظيم العمل الفلاحي في اطار " الكومونات الشعبية", كما تم تبني سياسة " القفزة الكبرى الى الأمام " و سياسة " المشي على قدمين ".

● مرحلة الانفتاح على العالم الرأسمالي (منذ 1978) أي مرحلة الزعيم " دينغ " وتميزت بالقضاء على الكمونات الشعبية و تحويلها الى مستغلات عائلية و السماح بالملكية الخاصة للأراضي , وتحديث الصناعة بجلب التكنولوجيا الغربية و انشاء شركات مختلطة , وتشجيع جلب الاستثمارات الخارجية خاصة بعد انخراط الصين في منظمة التجارة العالمية .

3- بعض المشاكل و التحديات التي تواجه الصين :

- المشاكل الاقتصادية: أبرزها ارتباط الصين بالخارج على مستوى استيراد مصادر الطاقة و المعادن و مشكل المنافسة في السوق الخارجي من طرف كوريا الجنوبية و الاتحاد الأوربي...

- التباين الاقليمي: حيث تعد الواجهة الشرقية الساحلية الأغني و الأكثر استقطابا للاسثمارات الخارجية بينما تتقلص مؤشرات التنمية في الوسط و الغرب الشيئ الذي يطرح مشاكل الهجرة الداخلية نحو الشرق الساحلي .

- تحديات بيئية: مشاكل التلوث خاصة في الجهة الشرقية الصناعية ( الأمطار الحمضية ).

- اكراهات طبيعية: أبرزها الفياضانات و الزلازل والجفاف ( الشمال الغربي ) و زحف الرمال الصحراوية في اتجاه اقليم منشوريا...

- مشاكل ديمغرافية واجتماعية: مرتبطة بارتفاع نسبة الشيخوخة في ظل " سياسة الطفل الواحد " التي تخلت عنها الصين مؤخرا لصالح سياسة الطفلين, فضلا عن مشكل تواضع مؤشرات التنمية البشرية خاصة في البوادي التي ترتفع فيها معدلات الفقر و البطالة وهو مايؤدي الى الهجرة نحو المدن.

خاتمة :

إن النمو الاقتصادي الذي حققته الصين في السنوات الأخيرة ينتظر أن يستمر لسنوات أخرى، وهو ما سيعزز التحول الجذري للاقتصاد وسيزيد من تحسن مداخيل الأسرة وتراجع عدد الفقراء في البلاد.




الأربعاء، 17 أبريل 2024

ملخص درس نظام الحماية بالمغرب والاستغلال الاستعماري


ملخص درس نظام الحماية بالمغرب والاستغلال الاستعماري



ملخص درس نظام الحماية بالمغرب والاستغلال الاستعماري :

مقدمة:

فرضت الحماية الفرنسية والاسبانية على المغرب سنة 1912م، والتي تعهدت خلالها الدول الاستعمارية بحمايته والحفاظ على استقلاله تحت سيادة السلطان، غير أن واقع التدخل في المغرب والاستغلال الذي تعرض له يعاكس ما جاء به ليوطي في هذا الصدد، وواجه المغرب الاستعمار عسكريا وسياسيا. فما هي الظروف التي أدت إلى فرض الحماية على المغرب؟ وما هي مراحل احتلال البلاد، والمقاومة التي واجهته؟ وما انعكاسات الاستغلال الاستعماري على المغرب؟

1- ظروف فرض الحماية الأجنبية على المغرب وأسسها:

أ-أهم مظاهر التدخل الأجنبي في المغرب قبل سنة 1912م:

تنافست عدة دول حول المغرب، وخاصة منها: فرنسا، اسبانيا، إنجلترا وألمانيا، ترتب عنه عقد عدة اتفاقيات وتسويات ومؤتمرات لإنهاء الخلاف بداية القرن 20م (قبل 1912)، منها:

الاتفاق الفرنسي الايطالي حول المغرب وليبيا سنة 1902م.

الاتفاق الفرنسي الانجليزي حول المغرب ومصر سنة 1904م.

مؤتمر الجزيرة الخضراء سنة 1906م حققت فيه فرنسا واسبانيا مكاسب سياسية واقتصادية.

الاتفاق الفرنسي الألماني سنة 1911م حول المغرب وجزء من الكونغو اعترفت فيه ألمانيا بحق إدخال إصلاحات بالمغرب.

وخلال هذه الفترة احتلت: 
- فرنسا الدار البيضاء ووجدة سنة 1907م، والرباط سنة 1911م. - اسبانيا شمال المغرب منذ سنة 1909م.

ب- مضمون معاهدة الحماية الفرنسية المغربية في 30 مارس 1912م:

في الوقت الذي كان فيه المغرب يعاني من أزمات اقتصادية واجتماعية (الديون الخارجية، ارتفاع الأسعار، توالي سنوات الجفاف، ثورات القبائل …)، تجددت الاضطرابات وحاصر الثوار السلطان المولى عبد الحفيظ بفاس، فاستغلت فرنسا عزلته وأرغمته على توقيع معاهدة الحماية يوم 30 مارس 1912م، وقد نص عقد المعاهدة المفروضة على المغرب على:

• إدخال فرنسا إصلاحات إدارية، عدلية، عسكرية، تعليمية، اقتصادية ومالية في المغرب.

•احترام السلطان وحصر مهامه في الشؤون الدينية والأحباس.

• إنشاء وتنظيم مخزن شريف (مغربي).

• تفاوض فرنسا وإسبانيا على المناطق الشمالية.

• احتلال المغرب عسكريا لضمان الأمن في البلاد.

• فرض قبول السلطان إصدار جميع القوانين والقرارات التي تخدم الاستعمار عامة والفرنسيين خاصة.

من هنا نستنتج أن نظام الحماية حسب ما جاء في المعاهدة وعلى عكس تعريف ليوطي هي: نظام تحتفظ فيه الدولة بإدارتها المحلية وعلى رأسها السلطان مع إقامة إدارة استعمارية تفرض عليه توجهاتها وتراقبه، (السلطة الحقيقية لمؤسسة الإقامة العامة).

2- مراحل الاحتلال العسكري للمغرب والمقاومة التي واجهته:

أ- مراحل الاحتلال العسكري:

تطلب احتلال فرنسا واسبانيا للمغرب 27 سنة، وذلك ما بين 1907م و1934م، وقد استطاعت القوات الاستعمارية فرض سيطرتها على كامل التراب الوطني عبر مراحل نظرا لشدة وعنف المقاومة المسلحة التي ظهرت بمختلف مناطق البلاد، تكبد خلالها المستعمر خسائر فادحة: - مرحلة 1912م: تم احتلال الدار البيضاء ووجدة والرباط وفاس.

- مرحلة ما بين 1912/1914م: سيطرت القوات الفرنسية على وسط البلاد (تازة مراكش…). - مرحلة ما بين 1914/1920م: احتلال مناطق الأطلس المتوسط. - مرحلة ما بين 1922/1934م: احتلت إسبانيا مناطق بأقصى الشمال والجنوب.

ب- واجه المغاربة الاحتلال الفرنسي- الإسباني:

تصدى المغاربة للغزو العسكري الأوربي للبلاد، حيث شملت المقاومة المسلحة معظم المناطق، ففي الأطلس المتوسط استمرت المقاومة 18 سنة بزعامة موحا أوحمو الزياني الذي كبد القوات الفرنسية خسائر كبيرة في معركة الهري سنة 1934م، أما بالجنوب فقد قاد أحمد الهيبة المقاومة إلا أنه انهزم في معركة سيدي بوعثمان سنة 1912م، في حين كبد عسو أوبسلام القوات الفرنسية خسائر باهضة في معركة بوغافر سنة 1933م بالأطلس الصغير، في حين تزعم ثورة الريف محمد بن عبد الكريم الخطابي، الذي ألحق هزيمة كبرى بالقوات الإسبانية في معركة أنوال سنة 1924م، واسترجع كل المناطق المحتلة شرق الريف، إلا أن التعاون الفرنسي الإسباني واستخدام أسلحة متطورة أجبرته على الاستسلام سنة 1926م.

3- مظاهر الاستغلال الاستعماري وانعكاساته على المغرب:

أ- مظاهر الاستغلال الاستعماري في الميدان الإداري:

اعتمدت الحماية الفرنسية لتسهيل استغلال المغرب على أجهزة إدارية فرنسية مع الاحتفاظ بالأجهزة المخزنية التقليدية، ومن بين هذه الأجهزة:

• الإدارة المغربية: وهي إدارة شكلية تتكون من: - السلطان: أوكلت له السلطة الدينية وإمضاء الظهائر. - الصدر الأعظم: مهمته الإشراف على الإدارة المغربية. - الوزراء: تم حذف أغلب الوزارات والاحتفاظ فقط بوزارتي العدل والأوقاف.

• الإدارة الفرنسية: وهي إدارة فعلية تتكون من: - المقيم العام: ممثل فرنسا خولته دولته جميع السلطات: تسيير الإدارة، تشريع القوانين، إدارة الجيش … - الكاتب العام: مهمته الإشراف على جميع الإدارات. - المديرون: مهمتهم رئاسة المديريات (الوزارات: الداخلية، المالية، التعليم العمومي …). - قائد المنطقة العسكرية (فاس، مكناس، مراكش، أكادير)، والمدنية (الرباط، الدار البيضاء، وجدة). - مراقبون مدنيون في المناطق المدنية وضباط الشؤون الداخلية في المناطق العسكرية.

• وقد تحولت الحماية إلى الحكم المباشر منذ سنة 1925م، حيث أصبحت الإقامة العامة تصدر القرارات متجاوزة المخزن، وتفرض على الحكومة المغربية تنفيذها، وعليه أصبحت للإقامة العامة سلطات مطلقة خلافا لما جاء في بنود معاهدة الحماية.

ب- مظاهر الاستغلال الاستعماري في المجال الاقتصادي:

• الاستغلال المالي: تمثل في مساعدة الأبناك للمستعمر على انجاز الأشغال الكبرى (البنيات التحتية) لتسهيل السيطرة على اقتصاد المغرب، كان هدفها تحقيق أكبر قدر من الأرباح.

• الاستغلال الفلاحي: تمثل في الاستيلاء على الأراضي إما بطرق ودية بمنح تعويضات نقدية أو عينية لأصحابها، أو بالقوة عن طريق شرائها بأثمان بخسة، أو غصبها من أصحابها، وكذا ارتفاع حجم الاستثمارات الفلاحية، وتزايد الاستيطان الفلاحي (الرسمي والخاص).

• الاستغلال التجاري: عرفت بنية التجارة الخارجية عجزا في الميزان التجاري بسبب عدم تغطية قيمة الصادرات لقيمة الواردات طيلة فترة الحماية (الواردات كانت مواد مصنعة قيمتها مرتفعة والصادرات مواد فلاحية ذات قيمة منخفضة).

ج- انعكاسات الاستغلال الاستعماري على المغرب:

 ● الانعكاسات على الصناعة التقليدية:

- اضمحلال معظم الحرف التقليدية.

- منافسة المنتجات المصنعة المستوردة للمنتجات المحلية.

- إفلاس التجمعات الحرفية (الحنطات).

- تراجع الورشات النموذجية وتعاونيات الإنتاج والبيع والشراء.

- ضعف قيمة المنتجات التقليدية ضمن صادرات المغرب.

● الانعكاسات على الفلاح المغربي:

- تحول الفلاحين إلى عمال زراعيين بعد نزع ملكياتهم.

- استغلالهم في ظروف عمل لا إنسانية وفي أعمال السخرة.

- معاناتهم من ثقل الضرائب.

- إجبارهم على العمل لدى المعمرين وفي المشاريع العمومية.

- تقديمهم الإعانات عند القيام بالإصلاحات. كل هذا أدى إلى تفاقم وضعيتهم الاجتماعية والاقتصادية وبالتالي هجرتهم نحو المدن واستقرارهم في دور الصفيح.

خاتمة:

ألحق الاستغلال الاستعماري الضرر بمصالح أغلب الطبقات الاجتماعية المغربية، مما أدى إلى نضال المغرب من أجل الاستقلال.

الثلاثاء، 16 أبريل 2024

درس الثورة الروسية وأزمات الديمقراطيات الليبرالية

درس الثورة الروسية وأزمات الديمقراطيات الليبرالية



 درس الثورة الروسية وأزمات الديمقراطيات الليبرالية :

مقدمة:


شهدت فترة الحرب العالمية الأولى والسنوات اللاحقة حدوث الثورة الروسية وظهور أزمات للأنظمة الديمقراطية لأوربا الغربية.


فما السياق التاريخي لاندلاع الثورة الروسية؟وما مراحلها؟وكيف ثم تأسيس النظام الاشتراكي وإرساء قواعده في عهد لينين ثم ترسيخه في عهد ستالين؟ وما طبيعة الأزمات التي حدثت في الأنظمة الديمقراطية لأوربا الغربية؟

1- السياق التاريخي لاندلاع الثورة الروسية ومراحلها:

أ- السياق التاريخي لاندلاع الثورة الروسية:

• الوضعية الاقتصادية:
- انطلاقة صناعية في أواخر ق19 بمساهمة الرساميل الأجنبية.
- تمركز النشاط الصناعي في المدن الكبرى: موسكو،بيتروغراد.
-حدوث تحولات في الفلاحة توجت بهيمنة كبار الملاكين على معظم الأراضي.

• الوضعية الاجتماعية:
شهدت روسيا قبيل الثورة وجود طبقات اجتماعية متباينة على رأسها الفئة الحاكمة النبلاء والكولاك ورجال الدين الأورثوذكس وتليها الفئات الاجتماعية المتضررة وهي الطبقة البورجوازية التي كانت محرومة من الحقوق السياسية والطبقة العاملة والفلاحون الفقراء(الموجيك).

• الوضعية السياسية:
- تحكم أسرة حاكمة(آل رومانوف)في الحكم وممارسة حكم أوتوقراطي.
- وجود مجلس تشريعي صوري(الدوما تأسس سنة1905).
- تأسيس أحزاب سياسية معارضة تباينت في توجهاتها وأهدافها أبرزها الحزب البلشفي.
- تدهور أوضاع روسيا بسبب المشاركة في الحرب العالمية I وسقوط العديد من القتلى والجرحى والمعطوبين.

ب- مراحل الثورة الروسية:

 • المرحلة الأولى:

- 23فبراير1917: تظاهر نساء بيتروغراد بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.
- 23إلى27 فبراير: توسع المظاهرات بانضمام العمال والجنود. 
- 28 فبراير: تشكيل حكومة بورجوازية مؤقتة برئاسة لفوف ثم كيرنسكي بدعم من المناشفة والحزب الاشتراكي الثوري.
- 2 مارس:تنازل القيصر نيقولا II عن الحكم(آخر قيصر حكم بين1894و1917).
- 19مارس:أول تصريح للحكومة البورجوازية المؤقتة.

 • المرحلة الثانية:

- عدم استجابة الحكومة البرجوازية المؤقتة لمطالب الشعب، و مواصلة المشاركة في ح.ع.I. 
- شن حملة قمع ضد البلاشفة.
 - استغلال البلاشفة هذا الوضع لإعلان الثورة وإسقاط الحكومة المؤقتة والتحكم في السلطة بزعامة لينين يوم 24 أكتوبر.

2- خطوات إرساء وترسيخ النظام السوفياتي:

أ- إرساء النظام الاشتراكي في عهد لينين: الخطوات والصعوبات

- أصدرت قيادة الثورة بزعامة لينين(1917-1924)مجموعة مراسيم:
- حول السلم(عقد معاهدة بريست ليتوفسك مع ألمانيا تقضي بانسحاب روسيا من ح.ع. I).
- حول الأرض والمؤسسات الصناعية والقوميات استجابة لمطالب الشعب الروسي.

- اندلعت سنة1918 الحرب الأهلية بين الجيش الأحمر من العمال والفلاحين والجنود بقيادة تروتسكي والجيش الأبيض من العناصر المعارضة للثورة مدعمة من طرف الدول الرأسمالية الأوربية.

- اضطر لينين إلى نهج سياسة شيوعية الحرب(1918-1921)لمواجهة ظروف الحرب الأهلية وتميزت بمصادرة فائض الإنتاج الزراعي للفلاحين وتأمين المصانع،وتضرر بسبب هذه السياسة صغار الفلاحين.

- لذلك نهج لينين منذ1921السياسة الاقتصادية الجديدة بهدف السماح للفلاحين ببيع جزء من إنتاجهم،تحسين الإنتاج الفلاحي،التراجع عن تأميم المقاولات الصغرى،الاستعانة بالرأسمال الأجنبي،احتفاظ الدولة بمراقبة البنوك والنقل والصناعة والتجارة الخارجية،تنمية المبادلات الداخلية.ومثلت هذه السياسة تراجعا عن المبادئ الاشتراكية.

ب- ترسيخ النظام الاشتراكي في عهد ستالين:

- بعد وفاة لينين سنة 1924،حدث صراع حول السلطة بين ستالين وتروتسكي واستطاع ستالين(1879-1953)التحكم في السلطة والقضاء على منافسيه والتحكم في السلطة.اعتمد منذ1928على سياسة التخطيط بهدف تحويل الاتحاد السوفياتي من بلد زراعي مرتبط بالدول الرأسمالية إلى بلد صناعي قوي مستقل،وإبعاد العناصر الرأسمالية،وبناء مجتمع اشتراكي...

3- الأزمات الديمقراطية الغربية:النموذج الفرنسي والإيطالي:

أ- أزمات الديمقراطيات الغربية:

- المظاهر الكبرى لأزمات الديمقراطية الغربية ما بين1920-1921:
- سياسيا: عدم استقرار الحكومات،اضطراب سير المؤسسات، تصاعد ظاهرة العنف السياسي،بروز أحزاب يسارية ويمينية متطرفة.
- اقتصاديا:تفاقم الأوضاع النقدية،ظاهرة التضخم،انخفاض حجم الإنتاج، إفلاس المؤسسات البنكية، ركود المبادلات التجارية.•اجتماعيا:ارتفاع الأسعار،تراجع القدرة الشرائية،انتشار البطالة،تصاعد موجة الإضرابات العمالية.

- ونتج عن ذلك زعزعة استقرار الأنظمة الديمقراطية بأوربا الغربية.

ب- النموذج الفرنسي:

 عرفت فرنسا بعد نهاية الحرب وضعية متأزمة:
- سياسيا: تعاقب حكومات غير منسجمة(ائتلافية)وضعيفة،فقدان الشعب الثقة في المؤسسات والأحزاب،ظهور جماعات متطرفة(جماعة فرنسا،جماعة الصليب النازي)،ازدياد الخوف من الخطر الألماني.
- اقتصاديا: الخروج من الحرب بخسائر مادية كبيرة،ظهور عجز في الميزان التجاري،غزو السلع الأجنبية الرخيصة الثمن للسوق الفرنسية.
 - اجتماعيا: تضرر معظم الفئات الاجتماعية من نتائج الحرب،انتشار البطالة،تزايد القلق والخوف من المستقبل.

ج- النموذج الإيطالي:

خرجت إيطاليا من مؤتمر السلام دون أن تحقق أهدافها التوسعية،وعاشت بعد الحرب وضعية متأزمة:
- سياسيا: عجز الحكومات المتعاقبة،تفكك أحزاب اليمين التقليدية(الحزب الشعبي الكاثوليكي)،وجود حزب اشتراكي قوي يمارس المعارضة،صراع دائم بين قوى المعارضة داخل البرلمان.
- اقتصاديا: نقص في الطاقة(الفحم) والمواد الأولية(الحديد..)،ارتفاع الأسعار.
- اجتماعيا: تدهور وضعية الفلاحين، تراجع القدرة الشرائية للمواطنين،تزايد عدد العاطلين،تزايد المظاهرات والإضرابات العمالية،اندلاع أعمال العنف.

 ساعدت هذه الوضعية في توسع نفوذ الحزب الفاشي الذي لجأ إلى العنف للوصول إلى السلطة،حيث قام بينيتو موسوليني بالزحف بقواته (حزم القتال الفاشية)إلى روما،واضطر الملك فكتور إيمانويلIII إلى تكليف موسوليني بتشكيل حكومة جديدة سنة 1922،وقام موسوليني بتأسيس دولة إيطالية ترتكز على السلطة الفردية وسلطة الحزب الفاشي.

خاتمة:

ساهمت ح.ع. I في حدوث تحولات عميقة بأوربا،بنجاح البلاشفة في تأسيس دولة اشتراكية بروسيا،وفشل الديمقراطيات الغربية في مواجهة الأزمات السياسية والاقتصادية.

درس المجموعات البنيوية الكبرى وأشكال التضاريس


درس المجموعات البنيوية الكبرى وأشكال التضاريس


 درس المجموعات البنيوية الكبرى وأشكال التضاريس :

مقدمة :

يتكون سطح الأرض من ثلاث مجموعات بنيوية كبرى ترتبط بها أشكال تضاريسية تختلف من حيث خصائصها الطبوغرافية. 

فماهي المجموعات البنيوية الكبرى؟ وماخصائصها والعوامل الباطنية والخارجية المتحكمة في تشكيل التضاريس على سطح القشرة الأرضية ؟

1- تتميز المجموعات البنيوية بتعدد خصائصها واختلاف تشكلها :

أ- يتباين توزيع و خصائص المجموعات البنيوية الكبرى :

● يتباين التوزيع الجغرافي للمجموعات البنيوية الكبرى في العالم:

تشكل الدروع والكتل القديمة الجزء الأكبر من مساحة اليابس، وتتمركز أكثر في قارتي إفريقيا وآسيا، بالإضافة إلى أمريكا الشمالية، وتحتل الأحواض الرسوبية المرتبة الثانية، وتتمركز خاصة في قارتي أروبا وأمريكا، بينما تأتي السلاسل الجبلية في المرتبة الثالثة متخذة شكل أحزمة (الحزام الأول يمتد من المغرب والبرتغال إلى جنوب شرق آسيا، والحزام الثاني يمتد على طول الساحل الغربي للقارة الأمريكية).

● يمكن التمييز بين 3 مجموعات بنيوية كبرى هي :

 • القواعد : هي أقدم العناصر المكونة للقارات ونميز فيها بين :

• الدروع وهي في الأصل سلاسل إلتوائية قديمة جدا تكونت قبل الكبرى وقد تعرضت لعوامل التغذية المختلفة التي أدت إلى تشويهها فتحولت إلى سهول وهضاب ومن بينها الدرع الكندي، الدرع الاسكندنافي الدرع البرازيلي .

• الكثل القديمة : هي أجزاء من القواعد تعرضت للإلتواء في الزمن الأول ولحركات الرفع في الزمن III ويعود تفاوت ارتفاعاتها إلى قوة حركات الرفع.

• الأحواض الرسوبية : هي أجزاء منخفضة ومنهارة من القواعد غمرتها المياه البحرية خلال الزمن II و III تكدست فيها الرواسب على سمك كبير يتجاوز أحيانا ألف متر وتتضمن الكلس والطين والحجر الرملي، ولماانسحبت عنها البحار أصبحت أكثر الأشكال البنيوية ملاءمة للحياة البشرية لتوفرها على المدخرات الهائلة بالإضافة إلى كونها غنية بالحياة الجوية.

• السلاسل الحديثة : تنتج عن إلتواء الطبقات الرسوبية تحت تأثير الحركات الباطنية التي حدثت خلال الزمن III وكذلك عن حركات الرفع التي تعرضت لها في الزمن الرابع والتي جعلت بعض قممها يتجاوز 8000م .

ب- تميز سطح القشرة الأرضية بعدة تطوات جيولوجية :

نشأة كوكب الأرض منذ 4,6 مليار سنة – مروره بعدة تطورات جيولوجية ثم عبر أزمنة بالإضافة إلى ما قبل الكمبري، وقسم كل زمن إلى عصور استغرق كل واحد منها حقبة تحسب بملايين السنين :

- الزمن الأول : 325 مليون سنة نشأة الكثل القديمة سطحها وظهور الدروع .

- الزمن الثاني : 180 مليون تكون الأحواض الرسوبية.

- الزمن الثالث : 60 مليون سنة نشأة السلاسل الحديثة الإلتوائية الحديثة –تكون البراكين- توزع القارات.

- الزمن الرابع : ظهور الإنسان .

تساهم الحفريات في دراسة التاريخ الجيولوجي للأرض حيث تساعد العلماء على تكوين صورة حول الأرض خلال مختلف العصور.

2- خصائص الأشكال التضارسية ومناطق انتشارها :

أ- تتوزع الأشكال التضارسية الكبرى بشكل متفاوت:

أهم الوحدات التضارسية تتجلى في : - الجبال كتل ضخمة، كثرة الإرتفاع، قمم حادة، شدة الإنحدار، وجود فجاجات، تعمق الأودية، السلاسل الإلتوائية الحديثة. - الهضاب : أراضي مسطحة ذات تموجات وارتفاع متوسط أزيد من 500 م تعمق أوديتها بفعل الإنحدار تنتمي إلى القواعد. - السهول : أراضي شاسعة، منبسطة، سطحها مستوى الأنهار غير متعمقة بل سطحية نتيجة ضعف انحدارها.

ب- تتنوزع الأشكال التضارسية الكبرى بشكل متفاوت:

تتواجد أهم السهول عالميا قرب الأنهار الكبرى كأحواض رسوبية السهل الروسي، السهل السيبيري، سهل الأمازوز، السهل الكبير، تعد الهضاب الشكل التضاريسي الأكثر نتشارا لارتباطها بالقواعد القديمة التي تغطي مساحات شاسعة كمعظم القارة الأمريكية وآسيا.

والسلاسل الجبلية : سلسلة الروكي بأمريكا الشمالية الأنديز، الهملايا، الأطلس، وتعتبر الإيفرست أعلى قمة في الهملايا 8848م.

3- دور العوامل الباطنية الخارجية في تشكيل تضاريس سطح للأرض:

أ- تلعب الحركات التكتونية دورا في نشأة التضاريس :

- الحركات الباطنية البطيئة : وهي نتيجة حركات ضغط جانبية و أخرى عمودية رأسية تنتج عنها بسبب طبيعة الصخر الهشة بنية التوائية تُظهر الطيات على شكل محدبات ومقعرات.

وتختلف هذه الطيات حسب قوة الحركة الباطنية وطبيعة المحور حيث نجد : مستقيمية وزاحفة، منكسرة ثم راقدة.

كما ترتبط البنية الإنكسارية أيضا بالحركات الباطنية البطيئة ومدى مقاومة الصخور وصلابتها. وتتحدد عناصرها في :

• خط الإنكسار : مستوى التفاوت نظرة الإنكسار مرتبطة بجزء المرتفع .

• سطح الإنكسار : هو السطح الأعلى المرتبط بالطبقة المرتفعة .

• هو رست : هضبة تلية مرتفعة بين انكسارين .

• أخذود انكساري : واد متسع شديد التعمق بسبب شدة الإنحدار .

• الإنكسار المعكوس : نظرة تعاكس النظرة الأصلية للإنكسار بفعل نشاط التعرية النهرية .

• الحركات الباطنية السريعة :

تتمثل في كل من الزلازل والبراكين حيث يرتبط نشاط الزلازل بحركات الغلاف الصخري وهي اهتزازات تتعرض لهاأجزاء القشرة الارضيّة تنتج عن التحرك السريع والفجائي للمواد المنصهرة بباطن الارض وتختلف حسب خطورتها ومخلفاتها على السطح. وتنتج البراكين وهي مقذوفات باطنية مرتبطة بنشاط الغلاف الصخري بسبب تحول المواد المنصهرة واندفاعها وخروجها عبر الشقوق والانكسارات.

يعتبر المحيط الهادي منطقة نشيطة بالبراكين والزلازل تسمى الحزام الناري سواء بمحاذاة الواجهة الشرقية لآسيا أو الواجهة الغربية للقارة الامريكية.

ب- تشمل العوامل الخارجية كلا من التجوية والتعرية :

- التجوية : وهي عملية تفكيك وتحليل الصخور تحت تأثير العوامل الجوية حرارة رطوبة...وتتم بطريقتين ميكانيكية وكيميائية و تلعب دورا كبيرا في تشكيل بعض التضاريس وخاصة الصخرية مثل التضاريس الصحراوية والتي تتشكل نتيجة زحف الرمال مثل العروق (كثبان رملية ) الرقوق (صحاري حصوية) والحمادات (موائد صحراوية).

- التعرية وهي عمليات النحت والنقل والترسيب التي تساهم في تغيير معالم التضاريس على سطح الارض وتطويرها. ومن أنواعها التعرية النهرية والبحرية. 

• النهرية: ترتبط التعرية فيها بنشاط نهري وتتضمن العملية التالية : النحث، النقل والترسيب تمر التعرية النهرية بالمراحل التالية:
 - مرحلة الشباب: في هذه المرحلة حريان النهر يكون فوق السطح مختلفا معذبة وأخرى مقعرة، سفوح الأودية تتميز بشدة الإنحدار. وتتخذ الأودية شكل خوائف ويكون النهر خلالها قادرا على النحث في كل أجزاءه . 
- مرحلة النضج: تتميز الأودية خلالها بإشاعها والإنحذار ويقل ويكون النهر في هذه المرحلة قد حقق التوازن في قسم كبير من مجراه. - مرحلة الشيخوخة: يزداد اتساع الأودية التي تصبح مليئة بالرواسب لأن النهر لم يعد قادرا على حملها بسبب ضعف الإنحدار وتتخذ المرتفعات الفاصلة بين الأودية شكل تلال.

• البحرية: أما الأجراف الساحلية فتتعرض للتعرية عن طريق النحث وتآكل جوانبها مما يؤدي إلى انفصال أجزاءها بفعل التفكك ونشاط الأمواج.

خاتمة :

تتأثر المجموعات البنيوية الثلاث بالحركات الباطنية والخارجية مما يؤدي إلى ظهورأشكال مختلفة لسطح الأرض .

السبت، 6 أبريل 2024

درس أزمة الريف وأشكال التدخل


درس أزمة الريف وأشكال التدخل


درس أزمة الريف وأشكال التدخل :

مقدمة:

تعاني الأرياف المغربية مجموعة من المشاكل والأزمات الطبيعية والاقتصادية والاجتماعية، أثرث سلبا على الأوضاع المعيشية والسوسيو اقتصادية لساكنتها.

فما هي مظاهر أزمة الريف بالمغرب ومجالاتها وأسبابها؟
وما هي أشكال التدخل لمعالجة أزمة الريف؟


1- مظاهر ومجالات أزمة الريف المغربي:

أ- مظاهر أزمة المجال الريفي وأسبابه:

• هشاشة الموارد الطبيعية: المتمثلة في انتشار التربة الفقيرة، وقلة الموارد المائية، والخضوع للتقلبات المناخية، وتدهور الغطاء النباتي.

• في المجال الاقتصادي: الإزدواجية بين الفلاحة التقليدية المعيشية التي توجه إنتاجها نحو السوق الداخلية ولا تحقق الاكتفاء الذاتي والزراعة التسويقية الموجهة نحو السوق الخارجية، بالإضافة إلى ضعف الأنشطة التكميلية كالصناعة والتجارة والخدمات …

• في المجال الاجتماعي: انتشار الأمية، الهدر المدرسي، والفقر والبطالة، وضعف نسبة التمدرس، وضعف نسبة التأطير الطبي وفرص الشغل، استفحال الهجرة الريفية …

• في مجال التجهيزات والخدمات العمومية: ضعف نسبة التزويد بالماء الصالح للشرب والكهرباء والشبكة الطرقية، وقلة المرافق العمومية، وانتشار السكن غير اللائق …

ب- التفاوتات المجالية لمظاهر أزمة الريف:

على الرغم من القواسم المشتركة بين الأرياف المغربية على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والخدمات العمومية، فإن الأزمة التي تنضاف إلى الريف هي التفاوتات المجالية:

- تفاوت نسبة الأمية والبطالة بين مختلف الأقاليم.

- تباين الأقاليم من حيث درجة الفقر.

2- أشكال التدخل لمواجهة أزمة البادية المغربية في إطار التهيئة الريفية:

وضعت الدولة برامج التدخل الاستعجالي لمعالجة أزمة أزمة الريف اقتصاديا واجتماعيا وتجهيزيا:

• برامج التنمية الاقتصادية: وتشمل الاستثمار الفلاحي في المناطق البورية، ومكافحة التصحر وأثار الجفاف، والتنمية المندمجة للمجال الريفي.

• برامج التنمية الاجتماعية: وفي طليعتها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبرنامج الأولويات الاجتماعية.

• برامج التجهيزات والخدمات العمومية: من بينها: تزويد العالم القروي بالكهرباء والماء الشروب والشبكة الطرقية، وإنشاء المرافق العمومية كالمدارس والمستوصفات.

3- دور التهيئة الريفية في معالجة أزمة الأرياف المغربية وتنميتها:

أ- مفهوم التهيئة الريفية وبعض أدواتها:

• التهيئة الريفية: يقصد بها تدخل الدولة في الأرياف لتوفير التجهيزات الأساسية، ولتطوير الأنشطة الاقتصادية، ولتحسين الوضع الاجتماعي، وذلك عن طريق:

• تحسين البنية التحتية والإنتاجية: من خلال إصلاح البنية العقارية، وتحقيق التوازن في العلاقات بين الأرياف والأنشطة الاقتصادية.

• تصاميم التهيئة الريفية: شكلت أهم وثائق سياسة التهيئة الريفية إلى تحديث وتطوير المجال الفلاحي والعلاقات الإنتاجية الموازية، ونشر التعليم والحد من الهجرة القروية.

ب- بعض برامج التهيئة الريفية بالمغرب، ومساهمتها في تنمية الأرياف المغربية:

• إستراتيجية 2020 للتنمية القروية بالمغرب: يهدف إلى تنمية المجال الفلاحي، وحماية البيئة، وتنويع الأنشطة الاقتصادية، وتوفير البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية.

• مشروع إنعاش وتنمية الأقاليم الشمالية: يهدف إلى تنمية المنطقة الشمالية وفك العزلة عنها، وعقلنة استغلال الموارد الطبيعية، وتوفير مناصب الشغل.

• مشروع حوض سبو: يهدف إلى توسيع المساحة المسقية والرفع من الإنتاجية والحد من الهجرة القروية.

خاتمة: 

رغم المجهودات المبذولة، لا تزال البوادي المغربية تواجه عدة مشاكل.
يتم التشغيل بواسطة Blogger.